سيكون لدى المدرب الإيطالي المخضرم فابيو كابيلو ما يسعى لإثباته حين يقود روسيا في ظهورها الأول بكأس العالم لكرة القدم منذ 12 عاما. وفشلت روسيا في التأهل لنهائيات جنوب افريقيا قبل أربع سنوات بعدها خسرت جولة فاصلة في التصفيات أمام سلوفينيا لكن كابيلو شارك وقتها حيث كان مدرب لإنجلترا. وكانت الثقة عالية لدى المنتخب الإنجليزي لكن كابيلو عانى في بطولة للنسيان بعدما حقق الفريق انتصارا واحدا، قبل أن يودع البطولة بخسارته 4-1 أمام المانيا في دور ربع النهائي وهي أسوأ هزيمة له في النهائيات على الإطلاق. وواجه كابيلو انتقادات في الإعلام ليس فقط بسبب النتائج، لكن أيضا بسبب الانضباط الزائد الذي فرضه في معسكر الفريق الانجليزي في راستنبرغ. ويعشق اللاعب الدولي الإيطالي السابق فن الرسم خاصة وسيلي كاندينسكي، لذا سيكون كان أن تصبح مهمته التالية هي قيادة المنتخب الوطني لبلد هذا الرسام. وبطريقته الخاصة فرض كابيلو سطوته على الفريق وفي نفس الوقت حظي باستقبال جيد من اللاعبين والمشجعين والإعلام. ولا يوجد شك في انضباط كابيلو وهو شيء حصد ثماره في المنتخب الروسي. فالدفاع الذي اشتهر يوما بالضعف أصبح الآن صلبا إذ اهتزت شباك روسيا خمس مرات فقط في آخر 18 شهرا بالتصفيات. وفي نفس الوقت لم يفقد الفريق الملمس الهجومي الذي ظهر به مع المدرب الهولندي جوس هيدينك ليسجل 20 هدفا في الطريق لبلوغ النهائيات. ولعل الانتصار برباعية نظيفة على اسرائيل في تل أبيب في بداية مشوار التصفيات كان أفضل أداء لروسيا منذ الفوز 3-1 على هولندا في دور الثمانية ببطولة اوروبا 2008. وقال كابيلو: "أنا متفائل. أسعى دائما للتفكير بشكل متفائل دائما أتطلع للمزيد. أريد دائما الانتقال لمستو جديد قدر المستطاع وعلى اللاعبين التفكير بهذه الطريقة." ولم يعدم كابيلو المنتقدين خلال وجوده بإنجلترا لكن هذا لم يتكرر في روسيا. وأمضى المدرب الذي سبق له قيادة ميلانو وريال مدريد فترة معقلة داخل البلاد وحضر مباريات لهوكي الجليد في أوقات فراغه. ويحظى كابيلو بتقدير كبير ووقع عقدا جديدا سيبقيه في المنصب حتى كأس العالم 2018 الذي سيقام في روسيا. وورث كابيلو منتخبا متقدما في السن رغم المواهب الموجودة فيه بعدما تولى المسؤولية خلفا للهولندي ديك أدفوكات في أوت 2012 وأجرى عليها تغييرات عديدة. واستبعد كل من أندري أرشافين ورومان بافليوتشينكو اللذين ولت أيام تألقهما وضم لاعبين متعطشين للنجاح ليرمي بشباكه في كل اتجاه بعد ذلك. ورغم أن زينيت والفرق الثلاثة المنتمية لموسكو ستقدم العدد الأكبر من اللاعبين في التشكيلة، فإن كابيلو أظهر أيضا أنه لا يخشى التطلع لمصادر أخرى. والمثال الواضح على ذلك هو اليكسي كوزلوف الذي كان يلعب في صفوف كوبان كراسنودار. ولا تضم التشكيلة الروسية لاعبين عالميين لكن كابيلو بذل جهدا كبيرا لبناء فريق يعرف كل من فيه فيه الدور الذي سيقوم به. ويمثل تطور الثنائي الكسندر ساميدوف ودينيس جلوشاكوف وهما في أواخر العشرينيات نقطة أخرى مهمة. ونضج الاثنان تحت قيادة كابيلو وهمان ضمن التشكيلة الأساسية مع الفريق للمرة الأولى حاليا. وفي البرازيل سيكون أقل ما ستتطلع له روسيا هو تجاوز مرحلة المجموعات للمرة الأولى منذ تفكك الاتحاد السوفيتي السابق. والمؤكد أن هذا قابل للتحقيق في مجموعة تضم بلجيكا والجزائر وكوريا الجنوبية. وقال كابيلو: "نتطلع دائما للأعلى قدر المستطاع. في كأس العالم نريد أن نحاول الذهاب لأبعد ما يمكننا لكن بالتأكيد سيكون هدفنا الأول هو تخطي مرحلة المجموعات." وتابع: "لو لم نحقق هذا فإن جميع أهدافنا لن تعني أي شيء. تجاوز مجموعتنا هي الخطوة الأهم بالنسبة لنا."