بالنظر سريعا إلى مشوار الإكوادور في تصفيات كأس العالم لكرة القدم سيكون من الممكن الوصول إلى النتيجة النهائية التي تؤكد أن مصدر القوة في هذا الفريق يتمثل في اللعب على أرضه في كيتو المرتفعة عن سطح البحر. وفازت الإكوادور سبع مرات وتعادلت في مباراة واحدة بمشوار التصفيات على أرضها المرتفعة عن سطح البحر نحو 2800 متر بينما تعادلت خارج ملعبها ثلاث مرات مقابل خمس هزائم. ورغم ذلك يعتقد رينالدو رويدا مدرب منتخب الإكوادور - الذي يراه البعض الأضعف بين المنتخبات الستة المشاركة من أمريكا الجنوبية - أن الأمر أكبر من مجرد حظ البلاد في موقعها الجغرافي. وقال رويدا "تأهلت الإكوادور لأننا نملك لاعبين رائعين وليس بسبب الارتفاع عن سطح البحر." ولم تكن الإكوادور قد شاركت في كأس العالم حتى ظهرت لأول مرة في 2002 لكنها نجحت هذه المرة في التأهل للنهائيات للمرة الثالثة في آخر أربع بطولات. وفي كل المرات السابقة كان يتولى مدرب من كولومبيا قيادة الإكوادور وكانت البداية مع هرنان داريو جوميز ثم لويس فرناندو سواريز وأخيرا رويدا. وهذه المرة جاء التأهل بعدما أفاقت الإكوادور من صدمة وفاة المهاجم الخطير كريستيان بنيتز - الذي سجل أهدافا في ثلاث مباريات بالتصفيات - أثناء وجوده مع ناديه الجيش القطري. وتوفي بنيتز في يوليو تموز الماضي عن 27 عاما بعد أكثر بقليل من شهر من خوض مباراته الأخيرة مع بلاده أمام بيرو في التصفيات. وقال أنطونيو فالنسيا قائد الإكوادور بعد ضمان التأهل لكأس العالم "كريستيان سيبقى دائما في قلوبنا وعقوبنا في أي مكان نذهب فيه." وتعتبر انطلاقات الجناحين أبرز نقاط القوة في الإكوادور في ظل وجود فالنسيا لاعب مانشستر يونايتد ناحية اليمين وجيفرسون مونتيرو صاحب السرعة الفائقة في اليسار. ويحظى مونتيرو بشعبية هائلة بين المشجعين بسبب سرعته ومهارته ونجاحه في تسجيل الأهداف الصعبة وعندما يتألق لا يكون من الممكن إيقافه. ويستطيع مونتيرو عند تألقه أن يقود بلاده بمفرده وفعل ذلك أمام باراجواي عندما أحرز هدفين وصنع هدفا بشكل رائع ليقود بلاده للفوز 4-1. وقال رويدا في مقابلة مع رويترز "إنه من نوعية اللاعبين الذين تحب الجماهير مشاهدتهم لأنه يلعب مثل شاب في الشارع في مراوغاته وتفوقه على المنافسين." وأضاف "إذا طور مستواه في بعض الأمور الكروية فإنه سيصبح لاعبا متميزا." ويجيد كريستيان نوبوا توزيع الكرات على الجناحين بفضل تمريراته الدقيقة من منتصف الملعب بينما يقدم سيجوندو كاستيو خطا دفاعيا مميزا في وسط الملعب. ويمكن لدور كاستيو لاعب الهلال السعودي أن يكون مؤثرا في ظل عدم امتلاك الإكوادور لتشكيلة قوية في وسط الملعب. وفي آخر مشاركتين في كأس العالم كان بوسع الإكوادور أن تعتمد بشكل كبير على الثنائي الدفاعي القوي المكون من إيفان هورتادو وجيوفاني إسبينوزا إذ خاض هذا الثنائي فيما بينهما نحو 200 مباراة دولية. لكن لم يعد هذا الثنائي حاضرا ولم تتمكن الإكوادور من تعويضهما وزاد الأمر سوءا بعد انتقال فريكسون إيرازو - الذي كان لاعبا مهما مع بلاده - إلى فلامنغو البرازيلي وخروجه المستمر من تشكيلة بلاده. ووضحت نقاط الضعف في الإكوادور عندما خاضت مباراة ودية مع تشكيلة من لاعبي الصف الثاني لمنتخب ألمانيا العام الماضي وحينها اهتزت شباكها أربعة أهداف في أول 25 دقيقة رغم أنها سجلت هدفين بعد ذلك وقلصت الفارق. وتكرر الأمر أمام أستراليا في مارس الماضي عندما استقبل مرمى الإكوادور ثلاثة أهداف مبكرة في مباراة ودية في لندن قبل أن تتعافى وتنتفض لتفوز 4-3. لكن ربما لا تكون الفرصة سانحة أمام الإكوادور للتعويض إذا انهارت في الدقائق الأولى في مبارياتها بالمجموعة الخامسة التي تضم فرنسا وسويسرا وهندوراس.