استهجن سياسيون استقبال الرئيس بوتفليقة لوزير خارجية مصر الأسبق، عمرو موسى، الذي يعتبر أحد أبرز الوجوه المحسوبة على الانقلاب العسكري... الذي أطاح بنظام الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، لكونه لا يحوز على الصفة التي تجعل منه ضيفا رسميا، واعتبروا الخطوة "تزكية" لترشح قائد انقلابي لخلافة رئيس منتخب. ويعتبر عمرو موسى من رجالات النظام المصري وأحد أبرز وجوه ما يسمى "الدولة العميقة"، وقد سبق له شغل منصب الأمين العام للجامعة العربية ووزير خارجية نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، ثم رئيسا للجنة صياغة الدستور المعدل في عهد النظام الذي أرساه قائد الانقلاب العسكري، المشير عبد الفتاح السيسي. واعتبر رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، استقبال الرئيس بوتفليقة للمسؤول المصري السابق، يندرج في سياق "تضامن الأنظمة العربية ضد شعوبها"، في إشارة ضمنية إلى أزمة الشرعية التي يعاني منها نظام المشير عبد الفتاح السيسي، المطعون في شرعيته من هيئات ومنظمات إقليمية ودولية. وقدر مقري في اتصال مع"الشروق" أمس، أن زيارة عمرو موسى تعتبر امتدادا لزيارة وزير خارجية مصر نبيل فهي للجزائر في وقت سابق، وقال: "النظام صرح بشكل علني أنه سيعمل على مساعدة مصر من أجل الخروج من عزلتها، وتعود للمنتظم الدولي والإقليمي، وما زيارة نبيل فهمي إلا اعترافا بالنظام الانقلابي في مصر". وأكد الرجل الأول في "حمس" أن الدول الأعضاء في الجامعة العربية تلتقي في قضية واحدة، وهي التنسيق بين وزراء داخليتها، من أجل الإبقاء على الوضع السياسي كما هو، وإفشال أي مساع من شأنها تجسيد الديمقراطية وإعطاء الكلمة للشعب. من جهته، تساءل القيادي في جبهة العدالة والتنمية، النائب لخضر بن خلاف، عن الصفة التي استقبل بها القاضي الأول، المسؤول المصري السابق، سوى أنه رمز من رموز النظام الإنقلابي، الذي يسعى إلى فرض قائد الانقلاب كرئيس للدولة، خليفة لرئيس منتخب، أطيح به بالقوة الغاشمة. وقال بن خلاف في اتصال مع "الشروق" أمس: "كان يتعين على الرئيس بوتفليقة ألا يستقبل عمرو موسى، لأنه رمز من رموز الانقلاب في مصر، فضلا عن حساسية الظرف الذي يمر به الشعب المصري المقبل على انتخابات رئاسية، على الأقل حتى لا تحسب الجزائر على طرف ضد آخر في المعادلة السياسية الداخلية المصرية". وتابع القيادي في جبهة العدالة والتنمية: "زعيم الانقلابيين في مصر، قال في وقت سابق إنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية، غير أنه سرعان ما نكص على عقبيه وقرر الترشح.. هذا وعد الانقلابيين! لكن بالنسبة إلينا كان يجب ألا نستقبل عمرو موسى لأنه من المدافعين عن التيار الانقلابي، فهو الذي ترأس لجنة صياغة الدستور ودعم كل الطروحات التي جاء بها نظام السيسي. كان الأفضل للجزائر الرسمية أن تختار الوقوف إلى جانب الشعب المصري وليس مع من انقلب على الشرعية".
بوحجة: الجزائر لم تعارض ما حدث في مصر أما المتحدث الرسمي باسم حزب جبهة التحرير الوطني، السعيد بوحجة، فيرى عكس من سبقه، ويعتبر استقبال موسى من طرف بوتفليقة، أمرا طبيعيا، لأن الجزائر مع التطورات التي شهدتها مصر منذ ما يزيد عن السنة. وقال بوحجة في اتصال مع "الشروق" أمس:"عمرو موسى يسير مع التيار (يقصد جماعة السيسي)، وأعتقد أن الجزائر لم تعارض الوضع الجديد في مصر. أنا شخصيا اعتبر عبد الفتاح السيسي بمثابة جمال عبد الناصر. إنه قائد وطني ولا أعتقد أنه سيفرط في سيادة مصر أو يعمل ضد مصالحها". وتأسف السعيد بوحجة: "ما حدث في مصر صفة لصيقة بالفرد العربي. ما فعله العسكر بالإخوان المسلمين في مصر كان يمكن أن يحدث لو تمكن الإسلاميون من العسكر".