تحدث "وحيد حليلوزيتش" لبضع دقائق مع وسائل الإعلام أمس قبل بداية الحصة التدريبية في مركز "أتلتيكو سوروكابا"، ولم يتردد البوسني في أن يعلنها صراحة من الآن أنه خائف كثيرا من التحكيم في مباريات كأس العالم. وقال حليلوزيتش أمام الصحفيين أنه عندما يرى ما الذي فعله الحكم الياباني بالمنتخب الكرواتي، فإن ذلك يجعله يتخوف كثيرا مما يمكن أن يحصل، خاصة أن الجزائر -وفق اعتقاده- منتخب صغير ولن يحظى بنفس المعاملة التي تحظى بها منتخبات أخرى. "اللاعبون مرتاحون، عملوا بجد ونحن في مكان ملائم للتحضير" وقال حليلوزيتش بخصوص التحضيرات: "كل شيء ملائم هنا، اللاعبون مرتاحون، يأكلون جيدا ويعملون، أعتقد أنه المكان المثالي للتحضير، لقد سمعت بشكاوى بعض المنتخبات لكن بالنسبة لنا لم يكن هناك أي مشكل مهما كان نوعه، لقد عملنا في سيدي موسى وتنقلنا إلى سويسرا والأمور سارت بشكل جيد في اللقاءين، فقط مع ملاحظة تتعلق بتصرفات الجمهور في سويسرا التي لم تكن في المستوى المطلوب". "لو كان الأمر بيد اللاعبين لاختاروا التحضير في شواطئ كوبا كابانا!" وبخصوص الحالة المعنوية للاعبين، رد حليلوزيتش قائلا: "إسألوهم فيما يتعلق بهذا الأمر، إنهم يعملون بشكل جيد ولن يجدوا أفضل من هذا المكان للتحضير بشكل جيّد"، كما تابع مشيرا إلى أن اللاعبين ربما كانوا يفضلون مكانا أفضل من مركز مغلق لأجل التّحضير لنهائيات كأس العالم، وعن ذلك قال معلقا: "لو كانت الأمور في متناول اللاعبين وهم من يختارون مكان إقامة المعسكر لكانوا قد فضلوا أن يكونوا على شواطئ كوبا كابانا يحضرون". "كانت هناك فضيحة تحكيمية في لقاء البرازيل وكرواتيا" وفاجأ حليلوزيتش الجميع بإعلانه أنه متخوف من التحكيم، إذ قال: "في الوقت الذي تعتبر فيه منافسة كأس العالم دورة تلعب على بعض التفاصيل الصغيرة، فإننا شاهدنا ما الذي حصل يوم أمس (يقصد أول أمس) في المباراة الإفتتاحية بين البرازيل وكرواتيا، لقد كانت هناك فضيحة تحكيمية، الحكم صفر ركلة جزاء غير موجودة، وحسمت الأمور قرارات كهذه من شأنها أن تخلط كل الحسابات وتغيّر واقع المباراة، مثلما يمكن أن يحصل معنا". "الجزائر منتخب صغير ولن يرحمونا" واستطرد حليلوزيتش متابعا كلامه: "المنتخبات الصغيرة مثل الجزائر يمكنها أيضا أن تكون ضحية لتحكيم مثل هذا، المنتخبات الكبرى في المونديال مثل إيطاليا وإنجلترا ستكون محمية ولن يرتكب الحكام أخطاء في حقها، لكن قرارات سيئة في حقنا يمكن أن تخلط حسابات أي مدرب، وقد سبق وأن حصل معي الأمر نفسه في بوركينافاسو، إذ تعرضنا إلى الظلم، وعودة إلى مباراة الافتتاح ومستوى الحكم، أؤكد لكم أن التحكيم يخيفني". "بلجيكا مرشحة بشكل كبير، لكننا لن نكتفي بمشاهدتها" مازال حليلوزيتش محتفظا برأيه أن المنتخب البلجيكي هو أقوى منتخبات المجموعة الثامنة، بل وهو المرشّح الأول للمرور عنها، وهو ما جعله يقول عن المباراة الأولى المقررة هذا الثلاثاء: "لا يجب تماما أن ننسى أننا سنواجه فريقا بلجيكيا قويا، بالنسبة لي، فإن هذا الفريق هو المرشح بل هو مرشح بشكل كبير، لكن هذا لن يجعلنا نربع أيدينا ونكتفي بمشاهدتهم، بل علينا أن نفعل كل شيء لأجل تحقيق شيء ما في هذا اللقاء ولم لا خلال هذه الدورة". "ما يقوله البلجيكيون لا يهمّني، فليقولوا ما يشاؤون" ودائما بخصوص بلجيكا منافس "الخضر" في أول مباراة في نهائيات كأس العالم، رد وحيد حليلوزيتش قائلا عما يقوله البلجيكيون عن هشاشة الدفاع الجزائري: "ما يقوله البلجيكيون لا يهمني تماما، فقط فريقي ولاعبي من يستحقون اهتمامي، أنا أتركهم يقولون ما يريدون، بالنسبة لي سأواصل عملي في أفضل الظروف في انتظار أول مباراة". "أعرف نقاط قوّة وضعف بلجيكا وسنحاول استغلال كلّ ما جمعناه عنهم يوم اللقاء" مواصلة لما كان يقوله حليلوزيتش وفي سؤال عن المنتخب البلجيكي ورؤيته له، رفض أن يفصل الحديث عن المنافس المقبل واكتفى بالقول: "لقد تابعنا المنتخب البلجيكي مثل المنافسين الآخرين. وبخصوص المباراة الأولى، لدينا فكرة عن منافسنا، أعرف نقاط قوتهم وضعفهم، ولكنني أفضل أن لا أتكلم عنها هنا، بل احتفظ بها لنفسي. ولكن سأكلم اللاعبين عنها وسنحاول أن نستغل أكبر استغلال المعلومات التي جمعناها عنهم على أرضية الميدان يوم اللقاء". "لا أحد يعرف لاعبيّ مثل وأعرف جيّدا ما الذي بإمكانهم فعله" وعن منتخبه ولاعبيه، قال حليلوزيتش بنوع من الغضب في سياق رده على ما يقوله البلجيكيون: "لا أسمح لأي كان بالحديث عن فريقي، فقط أنا من يحق له الكلام لأني أعرف لاعبي أفضل من البلجيكيين، وأفضل منكم أنتم الصحفيين ومن أي شخص آخر. ما أنا واثق منه هو أننا نملك مجموعة تتكون من لاعبين يملكون إمكانات، لدينا عناصر لديها مستوى، سنحاول تقديم كل شيء في المونديال، ولم لا تحقيق مشاركة طيبة، هذا ما آمل أن أحقّقه". "سنصعّب مهمة البلجيكيين وسنؤدّي مباراة جيدة حتى لو انهزمنا" واستمرارا في الحديث عن منافس المنتخب الوطني في المباراة المقبلة، يقول المتحدث أمام وسائل الإعلام: "سنحاول أن نصعب من مهمة المنافس، من خلال تأدية مباراة كبيرة. ما أنا متأكد منه وليس لي شك فيه هو أن اللاعبين سيقدمون كل شيء، بل وكل ما يستطيعون على أرضية الميدان، أريد تأدية لقاء جيد حتى إن انهزمنا، يجب أن يكون ذلك برأس مرفوع، وقد تكلمت مع اللاعبين في هذا الإطار". "الكلّ في الجزائر يتحدّث عن الدّور الثاني الذي لم تتجاوزوه من قبل" وتطرق حليلوزيتش إلى هدف الجزائر في هذه الدورة، مشيرا إلى أن الجميع ينتظر مشاركة تاريخية من خلال المرور إلى الدور الثاني، وعن هذا الأمر قال: "الكل يتكلم عن المرور إلى الدور الثاني وتحقيق نتيجة لم تحققوها من قبل، هذا يعني أنه لم يكن هناك تأهل إلى هذا الدور في أي وقت سابقّ، سنعمل على تحقيق شيء ما لم يتحقق ليكون أفضل نتيجة في تاريخكم". "سجلتم هدفا واحدا في آخر مونديالين وعلينا تسجيل عدد كاف للتأهل" ويواصل حليلوزيتش كلامه: "لا تنسوا كذلك أن الجزائر في آخر مونديالين سجلت هدفا واحدا، بينما بالنسبة لنا إن أردنا التأهل إلى الدور الثاني فإنها علينا تسجيل عدد كاف من الأهداف لأجل ضمان تحقيق هذا الهدف. سنعمل على تحقيق شيء تاريخي بالنسبة للجزائر، وسنعمل من خلال استغلال نقاط قوتنا لأجل تحقيق ذلك، كما قمنا بالكثير من العمل التكتيكي.. وكما قلتها فإن الأمور قد تلعب على هذا الصعيد، بينما سنعمل على المباراة الأولى". "تمنيت لو أتيح لي وقت أطول للعمل مع المنتخب قبل المونديال" وتحسّر المدرب الوطني على أنه لم يعمل لوقت كاف مع لاعبيه، وعن هذا يقول: "تمنيت ونحن نشارك في نهائيات كأس العالم لو أنني عملت أكثر مع المنتخب الوطني، سنتين أو ثلاث أخرى للتعود، لأن العمل يحتاج إلى وقت طويل حتى يكون مثلما نريده، صحيح أنك تستطيع القيام بالعمل التكتيكي والأمور الأخرى، ولكن لا تنسوا أنني أعدت تجديد التعداد بنسبة كبيرة مقارنة بالذي كان". "من المهم أننا جئنا مرتاحين معنويا هنا.. وهل شاهدتم وجوه لاعبي البرازيل؟" ويبقى مصدر ارتياح حليلوزيتش أن لاعبيه ليس مفروضا عليهم ضغط رهيب ماداموا ليسوا مرشحين لتحقيق اللقب وحتى المرور إلى الدور الثاني، وعن هذا يقول: "من المهم جدا المجيء إلى البرازيل مرتاحين من الناحية النفسية. هل شاهدتم كيف كانت وجوه لاعبي منتخب البرازيل خلال المباراة الافتتاحية؟ الضغط المبالغ فيه ليس أمر إيجابيا بالنسبة لأي منتخب، وإن حصل فيجب تسييره، والحدّ منه. لهذا نحن مرتاحون وفي أفضل حال في انتظار المبارايات التي تنتظرنا". "أعرف جيدا مستوى كوريا، ولكن في آخرين لقاءين فاجأني مستواهم" وفي سؤال لصحفي من كوريا الجنوبية عن رأيه في منتخب بلاده منافس "الخضر" في المباراة الثانية يوم 22 جوان في "بورتو أليغيري"، ردّ حليلوزيتش: "الحقيقة أنني شاهدت فريقكم يلعب في الكثير من المبارايات، صراحة أملك فكرة عن الطريقة التي يلعبون بها، ولكن لا أخفي عليكم أنني كنت متفاجئا للمستوى الهزيل الذي قدّمه في آخر لقاءين، لقد تغيّرت بعض الأشياء مقارنة بالذي مضى ولا أدري السّبب". "لاعب من أرمينيا سعره 40 مليون أورو وهو أغلى من كل لاعبي المنتخب الجزائري معاً" وحاول حليلوزيتش استغلال الفرصة يوم أمس لأجل أن يرد على انتقادات بعض وسائل الإعلام التي رأت أن منتخب أرمينيا لم يكن المنافس الحقيقي ل "الخضر" وأنّ رفقاء يبدة لم يستفيدوا كثيرا من مواجهته، فجاء جوابه بأنّ هذا المنتخب يضم لاعبا سعره أغلى من كل تشكيلة المنتخب الوطني الجزائري، وقال: "تتكلمون عن أرمينيا التي واجهناها وديا، هل تعلمون أنهم يملكون لاعبا صاحب الرقم 18 (يتكلم عن هنريخ مكايتريان لاعب بوروسيا دورتموند) سعره يتجاوز 40 مليون أورو، إنه أغلى من كل لاعبي المنتخب، هل رأيتم الفرق؟". "الجميع معجبون بطريقة عملي إلا أنتم الصحفيون" ولم يخل اللقاء الصحفي بين حليلوزيتش ووسائل الإعلام من رد البوسني على بعض ما يقال عنه، في لعبة القط والفأر التي يعتمدها مع الصحفيين حيث قال: "لا أدري لماذا لا تعجبكم طريقة عملي ومنهجيتي في العمل مع أن الجميع يشيدون بذلك إلا أنتم، لا تعرفون إلا الانتقاد ومع هذا اعلموا أنني أكون سعيدا كل مرة بانتقاداتكم". "لقاء رومانيا الأفضل وكنت سعيدا بما قدمه اللاعبون" بالنسبة للنّاخب الوطني فإنّ لقاء رومانيا هو "اللقاء المقياس" أو اللقاء الذي كان ينتظره منذ مدة، حيث يتصور أن رفقاء محرز في هذه المباراة قدّموا أفضل أداء يمكن أن يقدّموه، وفي هذا المجال قال: "لقاء رومانيا وبالأخص المرحلة الثانية كنا جيدين فيه، كما أعتقد أيضا أنها أفضل مباراة بالنسبة لنا، اللاعبون قدّموا كل شيء على أرضية الميدان كما احترموا التعلميات التي قُدمت لهم، إنه أمر مهم جدا، كما أنني كنت سعيدا بأدائهم خلال هذه المباراة، لقد أعطوني شعورا بالرضا على ما شاهدته". "إذا فزنا على بلجيكا فسيكون ذلك مثل فوز الجزائر سنة 1982 على ألمانيا" وتطرّق حليلوزيتش إلى إمكانية تحقيق هدف المرور إلى الدور الثاني المدوّن في العقد الذي أمضاه مع "الفاف"، وبدا وكأنه يحس ببعض الضغط المفروض عليه من قبل الصحافة وحتى الجماهير مع أنّ الجزائر لم تتأهل تماما إلى المرحلة الثانية، وقال: "الجزائر لم تتأهل من قبل ومع هذا لا تسمع إلا حديثا عن الدور الثاني، لا تنسوا مرة أخرى أنّ الجزائر لم تتأهل إلى هذا الدور في أي دورة سابقة كما أن الفوز على بلجيكا إن حصل فسيكون مثل ذلك الذي حققه منتخب 1982 في إسبانيا على حساب المنتخب الألماني".