"أتمنى مكافأة ريبيري على مشواره بذهبية الفيفا لأنه جاء من العدم" يتحدث المدرب السابق لليابان والعارف بأمور الكرة الأسيوية والأوربية عمر فيليب تروسيي، عن حظوظ الجزائر في مجموعتها وعن منافسي "الخضر"، وأفضل المنتخبات التي تساعد "الخضر" على تحضير "مونديال" البرازيل وأمور فنية تكتشفونها مع هذا الناخب، الذي يؤكد إعجابه بتشكيلة حليلوزيتش كما جاء على لسانه في هذا الحوار. ما هو جديدك سيد تورسيي؟ أنا حاليا في المغرب بعدما أشرفت على فريق صيني، وأنا بصدد دراسة عروض من أندية ومنتخب آسيوي قد أشرف عليه في القريب العاجل، إذا توصلنا إلى اتفاق طبعا. ما رأيك في نتائج قرعة "مونديال" البرازيل؟ نتائج القرعة كشفت تكافؤا بين المجموعات، وحسب اعتقادي ليس هناك ما يطلق عليه "مجموعة الموت"، ورغم أن بعض المنتخبات كان لها الحظ في الوقوع في مجموعة تسمح لها بضمان التأهل، على غرار المنتخب الفرنسي الذي سيواجه منتخبين من أمريكا اللاتينية وهما الهندوراس والإيكواتور، ما قد يرفع حظوظ وجودهما في الدور الثاني، والأمر نفسه ينطبق على المنتخب الجزائري الذي كانت القرعة رحيمة به، بعدما تجنب المنتخبات العالمية الكبيرة التي لها كلمة في هذه المنافسات على غرار البرازيل، ألمانيا أو إسبانيا على سبيل المثال. على ذكر مجموعة الجزائر الثامنة، ما تعليقك على المنتخبات التي تشكلها؟ أحس أن هذه المجموعة متكافئة الحظوظ، حيث يملك كل منتخب الحظ للتأهل إلى الدور الثاني، و ليس هناك تخوف من منتخب معين وكل مدربي ومسؤولي منتخبات هذه المجموعة كشفوا من خلال تصريحاتهم عن تفاؤلهم، للتحقيق التأهل إلى الدور الثاني بما في ذلك المنتخب الجزائري الذي يملك هو الآخر حظوظ بلجيكا، روسياوكوريا الجنوبية نفسها، رغم أن التأشيرة ستكون من نصيب منتخبين فقط. ولكن هناك إجماع على أن المنتخب البلجيكي هو المرشح الأول في هذه المجموعة أجل، على الورق بلجيكا أفضل منتخب باعتبار أنه منتخب أوربي ويوجد في أحسن أحواله في الفترة الأخيرة، وقد شهدت الكرة البلجيكية تحسنا كبيرا في السنوات الأخيرة، وأصبح المنتخب البلجيكي يملك لاعبين كبارا ينشطون في أكبر الفرق الأوربية، ولكن هناك منتخب أوربي ثان يشرف عليه "كابيلو"، ولكن في مثل هذه المنافسات ترتيب "الفيفا" لن يحسم الأمر على الميدان، إنما هناك منتخبات قادرة على صنع المفاجأة كما هو الحال في مجموعة الجزائر، بوجود المنتخب الكوري الذي يملك أكثر خبرة مقارنة بالمنتخبات الأخرى في مشاركات كأس العالم، والمنتخب الجزائري سيلعب ثاني "مونديال" له على التوالي ويملك مجموعة من اللاعبين القادرين على تأهيل هذا البلد إلى الدور الثاني، بعد ثلاث مشاركات فشل فيها في تجاوز الدور الأول. تحدثت عن المنتخب الكوري الذي تعرفه جيدا، بحكم أنك دربت اليابان في "مونديال" 2002 وتعرف جيدا المنتخبات الآسيوية، حدثنا عنه؟ هذا المنتخب لم يتحسن مقارنة ب"مونديال" 2002، وفي ذلك العهد كان المنتخب الكوري يتوفر على لاعبين يملكون خبرة وينشطون في فرق أوربية، مقارنة بالتعداد الحالي الذي يعتمد على لاعبين ينشط أغلبهم في البطولة المحلية، ولكن لابد من الحذر من هذا المنتخب الذي فاز مؤخرا على سويسرا ب(2 -1)، وكل شيء متوقف على نتيجة المنتخبين في المباراة الأولى، لأن ثاني مواجهة لكليهما قد تكون مصيرية والأقوى نفسيا هو الذي سيتجاوز عقبة المباراة الثانية بسلام. وما هي نقاط قوة هذا المنتخب؟ قوة كوريا الجنوبية في اعتمادها على الجانب البدني، أي القوة البدنية وسرعة لاعبيها ويمكن مقارنة طريقة لعب هذا المنتخب مع المنتخب الألماني، كما أنه منتخب يملك خبرة كبيرة في هذه المنافسات، وله خصائص تميز طريقة لعبه على غرار الجزائر وبقية المنتخبات. وماذا عن المنتخب الروسي وتشكيلة "كابيلو" ثالث منافس للجزائر في هذه المجموعة؟ اللقاء الثالث سيكون صعبا على المنتخبين، على ضوء نتائج كلاهما في المباراتين الأولى والثانية، حيث قد تكون ترتيب اللقاء في صالح الجزائر إذا لم تكن المباراة حاسمة، ولكن الأمر سيكون بصعوبة بالغة لو تصبح المباراة بين المنتخبين مصيرية. وماذا عن طريقة لعب المنتخب الروسي؟ هذا المنتخب يلعب كرة أكاديمية وقوته في الدفاع المنضبط، وسيشكل صعوبة لبقية منافسيه بمن في ذلك الجزائر التي ستلعب على الرهان نفسه، من أجل تحقيق تأهل تاريخي إلى الدور الثاني، وأؤكد أنه ليس هناك أي مرشح في هذه المجموعة. تبدو متفائلا بقدرة الجزائر على تحقيق التأهل في هذه المجموعة نعم، وكما قال مدرب المنتخب الجزائري لا بد من السفر إلى البرازيل بروح تنافسية، من أجل الفوز بكل اللقاءات وفنيا الجزائر قادرة على تحقيق هذا الرهان، ولكن بحضور ذهني ومحاولة الفوز بكل الصراعات في المباريات الثلاث. إذن مفتاح التأهل حسبك هو الجانب الذهني أجل، الجزائر قادرة على التأهل في هذه المجموعة، ولكن بشرط أن تلعب دون أي عقدة، ومن حسن حظ "الخضر" أنهم سيواجهون المرشح الأول للمجموعة في أول مباراة، لأن المباراة الأولى في الغالب تكون صعبة على المنتخبات المرشحة للتأهل، خاصة في ظل جهل المنافس للجانب التكتيكي للمنتخب الذي يبدو في المتناول، وأكرر بأن بلجيكا هي أفضل منافس في أول لقاء ل"الخضر" في البرازيل. من المنتخب الأنسب لمواجهته وديا في شهر مارس لتحضير هذا "المونديال"؟ بالنسبة لي المنتخبان البلجيكي والكوري يتشابهان في طريقة اللعب التي تعتمد على الجانب البدني، ولكني ضد فكرة ضرورة مواجهة منتخب من المدرسة الكروية نفسها، بل أقترح على الجزائر مواجهة منتخب أقل شأنا حتى يتمكن اللاعبون من كسب الثقة بأنفسهم قبل السفر إلى البرازيل، من خلال تحقيق نتائج إيجابية في المباريات الودية ما سيزيد ثقة اللاعبين قبل الحدث العالمي خاصة فيما يخص الهجوم. كيف ذلك؟ مواجهة المنتخبات التي تكون في المتناول، سيسمح لهجوم الجزائر بتسجيل أكبر عدد من الأهداف وكسب ثقة المهاجمين في أنفسهم، حتى لا يتكرر سيناريو "مونديال" جنوب إفريقيا، حين كان هاجس فقدان الهجوم فعاليته سببا في عدم تسجيل أشبال سعدان أي هدف في تلك الدورة. مشكل نقص فعالية الهجوم ليس خاصا بالجزائر فقط بل بكل المنتخبات والمشكل كيف نسجل الأهداف؟ وهناك طريقتين لحله إما فرديا بلاعبين كبار من طراز "رونالدو" أو عناصر تحسن تنفيذ الكرات الثابتة، أو من خلال مجموعة قوية متجانسة تحسن اللعب الجماعي ما يسمح بصنع العديد من الفرص، لهذا السبب أفضل أن يلعب المنتخب الجزائري مبارياته أمام منتخبات في متناوله، حتى يقضي على عقدة الهجوم قبل التنقل إلى البرازيل. ولكن المنتخب الحالي رغم ثراء تعداده تعاني بعض ركائزه من قلة المنافسة، فما سبب هذا التفاؤل؟ هذا العامل مهم أيضا لأن الأهم هو الذهاب إلى البرازيل دون مصابين وبلاعبين ينشطون بانتظام، والمنتخب الجزائري يضم لاعبين ينشطون في أكبر الفرق الأوربية، ورغم أنه لا شيء يعوض المنافسة إلا أن الثقة بالنفس والقوة الذهنية للاعبين، قد تسمحان لهم بتجاوز هذا العائق. ألا توافق من يفضل اللعب بعناصر محلية عوض لعب "المونديال" بلاعبين بدلاء في فرقهم لا، أخالف هذا الرأي لأنه بكل موضوعية اللاعبون الذين ينشطون في الفرق الأوربية الكبيرة، لهم أفضلية التحضير في ظروف احترافية ومرتين في اليوم، ورغم قلة توقيت اللعب إلا أنهم أفضل تحضيرا من اللاعبين المحليين تكيتكيا وبدنيا. في حال تأهل الجزائر قد تواجه مجددا ألمانيا في الدور الثاني، كيف ترى حظوظها في حال تأهل المنتخبان؟ الجزائر ستلعب ثاني مشاركة لها على التوالي ولم تعد منتخبا صغيرا، وفي مثل هذه المنافسات المفاجأة ممكنة بدليل أن كوريا الجنوبية احتلت على المرتبة الرابعة في "مونديال" 2002، واليونان بطل 2004 فاز مرتين على البرتغال منظم الدورة بفضل قوتها الدفاعية، كما أن فرنسا أكملت "المونديال" السابق في المرتبة 28، ما يؤكد أن كل شيء ممكن في كرة القدم، والأصعب للجزائر هو التأهل إلى الدور الثاني من خلال الفوز على الأقل بمباراة واحدة ومحاولة حصد نقطة أو نقطتين لكسب 4 أو 5 نقاط، قد تسمح لها بالعبور لتواجه ألمانيا متحررة. وما رأيك في حصيلة الناخب الحالي حليلوزيتش مع "الخضر" ولمسته في التصفيات؟ المدرب هو الذي يقود "الأوركسترا" رفقة طاقمه، والفضل يعود إليه في تأهل الجزائر لثاني مرة، لأنه تمكن من تكوين منتخب منضبط ومنظم ويلعب كرة جميلة. فغولي، تايدر، براهيمي، بلكالم، سليماني وسوداني، الأسماء التي تتنافس على الكرة الذهبية الجزائرية، فمن ترشح للتتويج؟ صراحة ليس لدي أي تفضيل لأن السداسي المذكور ينشط في أكبر الفرق الأوربية، ما يعكس القيمة الفنية التي تميز التعداد البشري ل"الخضر"، وفي ظل ثراء تعداد المنتخب الجزائري فبدون شك سيكون هذا إيجابيا للناخب من أجل ضبط التشكيلة المثالية. من ترشح بين ريبيري، رونالدو وميسي لنيل ذهبية "الفيفا"؟ أفضل ريبيري ليس لأنه يملك إمكانات "رونالدو"، وإنما لأنه ساهم في تتويج فريقه بثلاثية، وهو القلب النابض لمنتخب فرنسا، وبصفتي فرنسيا أفضل أن يكافأ بالنظر إلى تطور مشواره الكروي، بعدما كان ينشط في الدرجة الثالثة بفرنسا ليصل إلى ما وصل إليه في سن متأخر، ويبرز على الساحة الأوربية بعدما جاء من العدم، وسيكون في حال تتويجه أفضل مثال للاعبين الذين يبلغون 23 سنة حاليا، حتى لا يفقدوا الأمل في البروز حتى لو يلعبون في الأقسام الدنيا.