بعد أربع سنوات من إخفاقه في قيادة المنتخب الهولندي للقبه العالمي الأول، يتمسك المهاجم الشهير آريين روبين بالفرصة الثانية والتي قد تكون الأخيرة له ليقود الطاحونة الهولندية إلى إحراز اللقب العالمي من خلال بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل... وكان روبين هو الواجهة الأساسية للمنتخب الهولندي في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا ولكنه أصيب بخيبة أمل مع الفريق وفشل في إحراز اللقب بعدما سقط أمام المنتخب الإسباني في المباراة النهائية للبطولة، ولكنه الآن يأمل في قيادة الفريق للقب العالمي من خلال المونديال البرازيلي وخاصة وأنه الآن في الثلاثين من عمره وقد لا تسنح له الفرصة للمشاركة في المونديال التالي عام 2018 بروسيا، ويدرك روبين، الذي يعتبر من أفضل نجوم المونديال الحالي حتى الآن، أكثر من أي لاعب آخر مدى التقلب الذي تتسم به اللعبة ولهذا يسعى إلى التقدم على طريق الفوز باللقب خطوة تلو الأخرى. وصرح روبين لمجلة "فوتبال" الهولندية الرياضية، قائلا: "يوم سيء قليلا وخطأ بسيط وقرار معاكس من الحكم قد يعني أن تودع البطولة عائدا إلى بلدك دون أن تستطيع فعل شيء"، وأضاف روبين نجم بايرن ميونيخ الألماني: "عليك أن تحاول وأن تقلص من فرص التأثر بهذه الأمور بقدر المستطاع وأن تظل على تركيزك التام"، ويدرك روبين، الذي أفسدت الإصابات مسيرته نسبيا، مدى تأثير هذه الأمور وكذلك الفرص الضائعة على كرة القدم. وفي نهائي مونديال 2010، تصدى إيكر كاسياس حارس مرمى إسبانيا بقدمه لهدف مؤكد من روبين في الشوط الثاني وكان من الممكن أن يحسم هذا الهدف المباراة ليتوج المنتخب الهولندي باللقب ولكن المنتخب الإسباني إنتزع اللقب الثمين بالفوز على أصحاب الرداء البرتفالي بهدف نظيف سجله أندريس إنييستا في الوقت الإضافي الذي لجأ إليه الفريقان بعد إنتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، وفي المباراة الأولى للمنتخب الهولندي بالمونديال الحالي، كان الفريق هو المرشح الأضعف في مواجهة نظيره الإسباني حامل اللقب ولكنه إكتسح المنتخب الإسباني 5/1، وكانت صورة كاسياس وهو يرتكز على الأرض بأطرافه الأربعة ويشاهد روبين السريع وهو يضع أحد الأهداف في مرماه رمزا للسقوط الإسباني المهين في المونديال الحالي. وكان هذا الهدف هو الثاني لروبين في المباراة كما سجل اللاعب هدفا في مرمى المنتخب الأسترالي بالمباراة الثانية للفريق في البطولة والتي فاز فيها بجائزة أفضل لاعب في المباراة التي انتهت بفوز فريقه 3/2، كما فاز روبين بجائزة أفضل لاعب في المباراة الثالثة للفريق والتي إنتهت بفوز الطاحونة الهولندية على منتخب الشيلي 2-0 لكن روبين لم يهز الشباك في هذه المباراة، وعلى مدار مسيرته الطويلة والحافلة بالإنجازات، فاز روبين بالعديد من الألقاب منها لقب كل من الدوري الإنجليزي والدوري الإسباني والدوري الألماني ودوري أبطال أوروبا ولكنه لم يفز بلقب المونديال مع منتخب بلاده حتى الآن. ويخوض روبين المونديال للمرة الثالثة في تاريخه حيث قاد الفريق إلى ثمن نهائي مونديال 2006 بألمانيا وبلغ النهائي في المونديال الماضي بجنوب إفريقيا ولكنه يرغب هذه المرة في أن يكون على قدر التوقعات وألا يخرج من المونديال البرازيلي إلا وبحوزته كأس البطولة، ويلتقي المنتخب الهولندي نظيره المكسيكي غدا الأحد بمدينة فورتاليزا في ثمن نهائي البطولة. وإذا حقق الفريق الفوز في مباراة الغد، سيواجه إختبارا سهلا على الأقل من الناحية النظرية في دور الثمانية حيث يلتقي مع الفائز من المواجهة بين منتخبي كوستاريكا واليونان. وإعترف روبين بثقة فريقه في عبور العقبة المكسيكية غدا. وقال: "يسود الشعور داخل الفريق بأن كأس العالم لفريقه لا يمكن أن تنتهي أمام المكسيك في ثمن النهائي"، ويشعر زملاؤه بالفريق بالسعادة لوجوده معهم في هذه البطولة ويثقون كثيرا في قدرته على قيادة الفريق لأبعد ما يكون في هذه البطولة، وقال روببن فان بيرسي قائد الفريق: "أحب اللعب مع آريين روبين لأنه لاعب لا يمكن أن يتنبأ المنافس بما سيفعله ولكنني والفريق نعرف ما سيفعله في معظم الأحيان".