لم يشك أرماندو يول برينر مدرب منتخب الشباب الكولومبي يوما في انه عثر على أعظم موهبة كروية في العالم حينما شاهد جيمس رودريغيز وهو في السابعة من عمره يراوغ مجموعة من الصبية في ملعب في حي فقير... وتيقن وقتها من قدرة هذا الصبي على تسجيل الأهداف، وقال برينر وهو يقف بين مجموعة من الصغار يطمحون جميعا للسير على خطى رودريغيز في وسط مدينة إيباجي: "كان يملك موهبة داخلية.. كان جوهرة. كل ما كان يحتاجه هو صقل موهبته"، وتابع برينر لرويترز متذكرا اليوم الذي وصل فيه رودريغيز إلى أكاديمية كرة القدم التي أسسها في منطقة يقطن بها طبقة العمال في المدينة: "من أول تدريب له أظهر قدراته ليس فقط على مستوى اللعب لكن من ناحية تسجيل الأهداف"، وينطق إسم اللاعب في كولومبيا "هيمز" وأمضى ستة أعوام في الأكاديمية وتطور مستواه كثيرا لينضم الى نادي إينفيغادو المنتمي للدرجة الثانية من ميديلين. ولد رودريغيز في كوكوتا على الحدود مع فنزويلا ونشأ في إيباجي بدون والده الذي كان يلعب كرة القدم أيضا لكنه ترك الأسرة وإبنه لا يزال صغيرا، ويقول برينر ومدربون آخرون أن معظم الموهبة التي إكتسبها رودريغيز حاءت من التركيز الشديد والطموح. كما يقولون أن موهبته تأتي في جزء منها بالوراثة حيث شارك أبوه في كأس العالم للشباب، وقال خورخي لويس بيرنال وهو صديق للعائلة سبق له تدريب والد رودريغيز: "والده كان لاعبا كبيرا. حينما كان عمره ثلاث سنوات فقط كنا نطلب منه تمرير الكرة وركلها"، وصورة رودريغيز صاحب الوجه الطفولي من أكثر الصور البارزة في مكتب برينر حيث يعد مفاجأة كأس العالم في البرازيل حاليا. وساعدت مهارات التسجيل التي تعلمها في البدايات على يد مدرب طفولته رودريغيز جيدا في البرازيل حيث سجل خمسة أهداف ليتصدر قائمة الهدافين، وقال برينر الذي زاره رودريغيز في الأكاديمية قبل عامين: "يمضي في طريقه لأن يصبح أهم لاعب كرة قدم في تاريخ كولومبيا"، ومظاهر "حمى رودريغيز" ماثلة بشدة للعيان في المدينة التي تفجرت فيها موهبته صبيا، وقال إيليسيو أوسوريو وهو قاض في 50 من عمره أثناء وقوفه خارج مجلس مدينة إيباجي الذي غطته لافته عليها صورة رودريغيز أثناء إحتفاله بهدف: "إنه مثلنا الأعلى ومصدر فخرنا". وتابع وهو ينتفخ فخرا في إشارة إلى نجم كولومبيا الآخر رادامل فالكاو الذي أبعدته الإصابة عن كأس العالم: "نؤمن جميعا أنه أفضل من فالكاو"، وداخل الأكاديمية حيث توجد قائمة إنتظار طويلة لناشئين يرغبون في السير على خطى رودريغيز قال الطفل خوان خوسيه باريوس البالغ من العمر ثمانية أعوام: "إنه نجمنا"، وتابع زميله خوان سيباستيان باوتيستا: "نتمنى أن نصل إلى مكانة رودريغيز"، ويتوقع عشاق كرة القدم في إيباجي أن يفجر إبن المدينة مفاجأة أمام البرازيليين، وقال خوسيه رويز وهو موظف متقاعد أثناء جلوسه على مقعد في متنزه: "سنفوز بثلاثة أهداف لواحد"، وأضاف: "سيسجل رودريغيز هدفين وربما الثلاثة كلهم".