فتح مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم، رابح سعدان، النار على الإتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف” الذي يديره الكامروني عيسى حياتو، متهما إياه بخدمة مصالح مصر على حساب قارة إفريقيا. وراح يتحدث ل “سي ان ان” الناطقة بالعربية عن أمور كثيرة عاشها مع “الخضر” في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت وقائعها في أنغولا من 10 إلى 31 جانفي الفارط وهو ما سبق أن صرّح به ل “الهدّاف”. وقال سعدان في هذا السياق أن الجزائر خاضت مباريات الدورة بنجاح، وكان بوسعها بلوغ النهائي لولا انحياز التحكيم للمنتخب المصري الذي لاقته الجزائر في الدور نصف النهائي، وانهزمت أمامه برباعية كاملة. وقال سعدان لCNN الناطقة بالعربية إن الجزائر بلعبها ست مباريات في نهائيات كأس إفريقيا حظيت بفرصة لم تتح حتى لأكبر المنتخبات العالمية، لا سيما وأنها تأتي قبل أشهر قليلة عن نهائيات كأس العالم، مضيفا في السياق نفسه أن الجميع لاحظ تحسّن أداء المنتخب في الدورة، فبعد خسارتنا الأولى أمام مالاوي الجميع فقد الأمل، ورأى، حتى العرب، أننا منتخب لن يكون باستطاعته تشريفهم في المونديال، لكن إيمانا منا بأننا منتخب قوي وذاهب إلى المونديال لتشريف الجميع كشفنا فيما بعد عن الوجه الحقيقي وأثبتنا للعالم أننا لسنا منتخبا ضعيفا أو هدفه المشاركة وفقط في المونديال، بل هدفنا واضح ورغبتنا ستكون شديدة لتشريف العرب“. أما عن قضية العقوبات التي تعرض لها الحارس شاوشي والظهير الأيسر نذير بلحاج، فقال أنها مجحفة: “الحكم هو من يستحق الطرد والعقوبة القاسية، لأنه أثر في معنويات لاعبينا وجعلهم يفقدون التركيز على المباراة“. ما هو تقييمك للوجه الذي كشف عنه المنتخب الجزائري في نهائيات كأس أمم إفريقيا بأنغولا؟ قدم منتخبنا دورة قوية ومشرفة على كل الأصعدة، قدمنا خلالها وجها طيبا وأداء راقيا يعكس رغبة منتخبنا في تشريف العرب في المونديال القادم بجنوب إفريقيا، ولو أن انطلاقتنا كانت ضعيفة ومحتشمة أمام منتخب مالاوي، إلا أن الظروف المناخية لم تخدمنا تماما. وعلى كل حال المشوار كان طيبا وهدفنا بلغناه والحمد لله. تعني إنهاء الدورة في المركز الرابع؟ بكل تأكيد، فلما ترى أنك منتخب غاب عن الدور نصف النهائي لمدة تقارب العشرين عاما، وأيضا غياب عن دورتي مصر وغانا الأخيرتين، فالدور الذي وصلناه يعد مشرفا وانجازا، بل كان باستطاعتنا بلوغ النهائي لولا لعبة الكواليس التي لم ترحمنا وكشفت بحق أن الجزائر وكل المنتخبات الإفريقية كانت مظلومة من قبل الاتحاد الإفريقي ولعبة المصريين. ولماذا المصريين، رغم أنهم فازوا على الجزائر برباعية؟ أعتقد أن العالم كله تابع لقاء النصف النهائي الذي جمعنا بالمنتخب المصري ورأى أننا بدأنا المباراة بطريقة جيدة، وكان هناك تكافؤ في اللعب من الجانبين أيضا من حيث الفرص التي أتيحت لكل منتخب، ولو أن بدايتنا كانت أحسن من المصريين لأننا أول من هدّد المنافس، وأعتقد أنه في اللقطة التي صعد فيها حليش في الكرة الثابتة لم يكن في وضعية مدافع ليستعمل الخشونة، وفيما بعد تلقى الطرد الذي لم يكن مستحقاً وأخلط أوراقنا وحساباتنا. هل من توضيح؟ البطاقة الأولى بكل صراحة لا يستحقها حليش، بل كل من شاهدها يعترف بأن الحكم “عماها” وتسرّع في إشهار البطاقة الصفراء في وجهه ليغتنم فرصة أخرى ليمنح له البطاقة الحمراء ويطرده، وهذا ما كان للأسف، ف حليش المرة الأولى كما قلت كان مهاجما ولم يلمس الحارس المصري، لكنه في مقابلها منح الفرصة للحكم ليشهر البطاقة الصفراء في وجهه. وقد لاحت له فرصة سانحة في المرة الثانية، حيث لم يلمس حليش المهاجم ولكن منح مصر ركلة جزاء وطرد حليش وحطمنا كلية. ماذا عن طرد اللاعبين بلحاج وشاوشي؟ لا يمكننا إيجاد مبرر لهذا الأمر أو توضيحات إلا القول إن الحكم أخرج لاعبينا من المباراة، بل ليس اللاعبين فقط، حتى الأنصار الذين كانوا في المدرجات تأثروا وفقدوا أعصابهم، فهذا مناصر في المدرجات وهو على هذا الحال، فما بالك بلاعب فوق أرضية الميدان يرى نفسه يهضم حقه أمام عينه ولا يقدر الدفاع عن نفسه، ولهذا أقول إن اللاعبين شعروا أن الحكم هضم حقهم وأفقدهم أعصابهم وهذا ما أثر بشكل أو بآخر على تركيزهم في اللقاء وعليه خرجوا من المباراة، في حين كان الحكم هو من يعاقب ويخرج، لأن المباراة كانت “كبيرة عليه“. تبدو متأثرا من خلال حديثك؟ بطبيعة الحال تتأثر، ترى نفسك موسما كاملا وأنت تكد وتتعب وتجمع اللاعبين وتبحث معهم على تطوير قدراتهم وفنياتهم، وإضافة إلى هذا فقد قمنا بعمل طيلة موسم كامل، واللاعب من جهته يطبق ويجتهد ويعمل بجد من أجل رفع مستواه وتشريف الجزائر، ثم يأتي حكم سيء ومنحاز مثل البينيني “كوفي كوجيا” ويضيع عمل موسم كامل في دقيقة واحدة وهذا ما أثر فيّ كثيرا، وبودي هنا إضافة أمر هام. ما هو؟ كنت أحترم الكرة المصرية، وكنت أرى أنها ملكت سمعة في القارة الإفريقية، ولكن انطلاقا من مباراتنا أمامها في الدور نصف النهائي فقدت احترامها بالنسبة لي، ومن هذه اللحظة لن أحترمها، بل حتى الألقاب وما أحرزته من كؤوس مشكوك فيها، لأن مصر ودون مساعدة “الكاف” لن تحقق شيئا، وبكل صراحة فقد فازوا علينا بفضل الكواليس، وفي السودان كانت ثقتهم زائدة في الفوز والتأهل إلى المونديال، لكن كل حساباتهم حطّمتها رغبتنا وإرادتنا القوية في الفوز والحمد لله كان لنا ما تعبنا من أجله فوق الميدان وخسروا أمامنا وسأذهب بعيدا معكم. كيف تفسّر أن مصر مع الحكم “كوفي كوجيا” لا تخسر؟ سأعود لمباراة رواندا في التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم، كدنا أن نذهب يومها ضحية التحكيم، حيث حرمنا من هدف شرعي لأننا كنا في مجموعة مصر حتى تذهب إلى المونديال وتضمن تأهلها، ولكنهم لم ينالوا مبتغاهم لأنهم شعروا بأنهم لا يحققون الفوز إلا بالكواليس، ولأنني تيّقنت بأنهم فازوا علينا بطريقة دنيئة وأحكموا خطتهم جيدا، حينما كنا 11 مقابل 11 كنا متعادلين وبعد طرد اللاعبين انكشف كل شيء. نطوي صفحة نهائيات كأس أمم إفريقيا، ونتحدث عن تحضيرات الجزائر لمونديال جنوب إفريقيا؟ لقد وضعنا برنامجا مضبوطا ومسطرا كما ينبغي، فقد أعددنا برنامجا تحضيريا قبل انطلاقة شهر مارس القادم وهذا للعب مباراة ودية أمام صربيا يوم 3 من الشهر نفسه، وسنلعب أيضا مباراة أخرى في شهر أفريل وثالثة في نهاية شهر ماي، وقد تكون لنا مباراة رابعة قبل السفر إلى جنوب إفريقيا، ودخول المنافسة بمواجهة سلوفينيا أول منتخب يوم 13 جوان القادم. وهل سيتم تدعيم المنتخب بعناصر نوعية في الأيام القادمة قبل التوجه إلى المونديال؟ بكل تأكيد فما كشفت لنا عنه مباريات كأس إفريقيا من نقائص سنحاول تخطيها في التحضيرات القادمة، حيث تحدثت مع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة بشأن مهدي لحسن، لاعب راسينغ سانتاندير الإسباني على جلبه في المباريات التحضيرية القادمة، وسيكون برفقته أيضا مهاجمنا السابق رفيق جبور، لاعب “أيك أثينا” اليوناني، والذي استغنينا عنه قبل نهائيات كأس أمم إفريقيا، وهما لاعبان سيقدمان الكثير للجزائر في نهائيات كأس العالم.