فتح مدرب المنتخب الجزائري لكرة القدم، رابح سعدان النار في هذا الحوار الذي خص به قناة "سي ان ان" على الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الذي يرأسه الكاميروني عيسى حياتو، متهماً إياه بخدمة مصالح مصر على حساب قارة بأكملها، وراح يتحدث عن أمور كثيرة عاشها مع "الخضر" في موعد انغولا قائلا بأنه كان بالامكان بلوغ النهائي لولا انحياز التحكيم ل"الفراعنة" مشددا ان انجازات المصريين بات مشكوكا فيها. وأوضح "الشيخ" ان التشكيلة الوطنية بلعبها ست مباريات في نهائيات كأس إفريقيا حظيت بفرصة لم تتح حتى لأكبر المنتخبات العالمية، لا سيما وأنها تأتي قبل أشهر قليلة عن مونديال جنوب افريقيا. - ما هو تقييمك للوجه الذي كشف عنه المنتخب الجزائري في نهائيات كأس أمم إفريقيا بأنغولا؟ * لقد قدم منتخبنا دورة كبيرة ومشرفة على كل الأصعدة، قدمنا خلالها وجهاً طيباً وأداء كبيراً يعكس رغبة منتخبنا في تشريف العرب في المونديال القادم بجنوب إفريقيا، ولو أن انطلاقتنا كانت ضعيفة ومحتشمة أمام منتخب مالاوي، إلا أن الظروف المناخية لم تخدمنا تماماً، وعلى كل حال المشوار كان جيدا وهدفنا بلغناه والحمد لله. - تعني إنهاء الدورة في المركز الرابع؟ *بكل تأكيد، فلما ترى أن منتخبا غاب عن الدور نصف النهائي لمدة تقارب العشرين عاماً، وأيضا غياب عن دورتي مصر وغانا الأخيرتين، فالمحطة التي وصلناها تعد انجازا مشرفاً وكبيراً، بل كان باستطاعتنا بلوغ النهائي لولا لعبة الكواليس التي لم ترحمنا وكشفت بحق أن الجزائر وكل المنتخبات الإفريقية كانت مظلومة من قبل الاتحاد الإفريقي والمصريين. - ولماذا المصريون، رغم أنهم فازوا عليكم برباعية؟ * أعتقد أن العالم كله تابع اللقاء نصف النهائي الذي جمعنا بالمنتخب المصري ورأى أننا بدأنا المباراة بطريقة جيدة، وكان هناك تكافؤ في اللعب ومن حيث الفرص ايضا، بل أن بدايتنا كانت أحسن من المصريين، لأننا أول من بادر بالهجوم، وأعتقد أنه في اللقطة التي صعد فيها حليش في الكرة الثابتة التي كانت لنا لم يكن في وضعية مدافع ليستعمل الخشونة، وفيما بعد تلقى الطرد، الذي لم يكن مستحقاً وخلط أوراقنا وحساباتنا. - هل من توضيح؟ * البطاقة الأولى بكل صراحة لا يستحقها حليش، بل كل من شاهدها يعترف بأن الحكم "عماها" وتسرع في إشهار البطاقة الصفراء في وجهه ليغتنم فرصة أخرى ليمنح له البطاقة الحمراء ويطرده، وهذا ما كان للأسف، فحليش هذه المرة الأولى - كما قلت- كان مهاجماً ولم يلمس الحارس المصري لكنه في مقابلها منح الفرصة للحكم ليشهر البطاقة الصفراء في وجهه، وقد لاحت له فرصة سانحة في المرة الثانية، حيث لم يلمس حليش المهاجم ولكن منح مصر ركلة جزاء وطرد حليش وحطمنا كلية. - ماذا عن طرد اللاعبين بلحاج وشاوشي فوزي؟ * لا يمكننا إيجاد مبرر لهذا الشيء أو توضيحات إلا القول بأن الحكم أخرج لاعبينا من المباراة، بل ليس اللاعبين فقط، حتى الأنصار الذين كانوا في المدرجات تأثروا وفقدوا أعصابهم، فهذا مناصر في المدرجات وهو على هذا الحال، فما بالك بلاعب فوق أرضية الميدان يرى نفسه يهضم حقه أمام عينه ولا يقدر الدفاع عن نفسه، ولهذا أقول إن اللاعبين شعروا بأن الحكم هضم حقهم وراح يفقدهم أعصابهم عنوة وهذا ما أثر بشكل أو بآخر على تركيزهم في اللقاء، وعليه خرجوا من المباراة، في حين كان الحكم هو من يعاقب ويخرج، لأن المباراة كانت بحق كبيرة عليه. كوجيا ضيع عمل موسم كامل في دقيقة - تبدو متأثرا من خلال حديثك؟ * بطبيعة الحال تتأثر، ترى نفسك في موسم كامل وأنت تكد وتتعب وتجمع اللاعبين وتبحث معهم على تطوير قدراتهم وفنياتهم، وإضافة إلى هذا فقد قمنا بعمل طيلة موسم كامل، واللاعب من جهته يطبق ويجتهد ويعمل بجد من أجل رفع مستواه وتشريف الجزائر، ثم يأتي حكم سيء ومنحاز مثل البينيني "كوفي كوجيا" ويضيع عمل موسم كامل في دقيقة واحدة وهذا ما أثر فيّ كثيرا، وبودي هنا إضافة شيء هام. - ما هو؟ * كنت أحترم الكرة المصرية، وكنت أرى أنها نالت سمعة كبيرة في القارة الإفريقية، ولكن انطلاقا من مباراتنا أمامها في الدور نصف النهائي فقدت احترامها بالنسبة لي، ومن هذه اللحظة بالذات لن أحترمها، بل حتى الألقاب وما أحرزته من كؤوس هي مشكوك فيها، لأن مصر ومن دون مساعدة "الكاف" لا تحقق شيئا، وبكل صراحة فقد فازوا علينا بفضل الكواليس، وفي السودان كانت ثقتهم زائدة في الفوز والتأهل إلى المونديال، لكن كل حساباتهم حطمتها رغبتنا وإرادتنا الكبيرة في الفوز والحمد لله كان لنا ما تعبنا من أجله فوق الميدان وخسروا أمامنا وسأذهب بعيدا معكم. - كيف تفسر أن مصر مع الحكم "كوفي كوجيا" لا تخسر؟ * سأعود لمباراة رواندا في التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم، كدنا أن نذهب يومها ضحية التحكيم، بحيث حرمنا من هدف شرعي لأننا كنا في نفس مجموعة مصر، ولماذا هدفين، هذا لتجعلها هي، أي مصر، تذهب إلى المونديال وتضمن تأهلها، ولكنهم لم ينالوا مبتغاهم لأنهم شعروا بأنهم لا يحققون الفوز إلا بالكواليس، ولأنني تيقنت بأنهم فازوا علينا بطريقة دنيئة وأحكموا خطتهم جيدا، حينما كنا 11 مقابل 11 كنا متعادلين وبعد طرد اللاعبين انكشف كل شيء. قد نلعب أربع مباريات ودية قبل المونديال - نطوي صفحة نهائيات كأس أمم إفريقيا، ونتحدث عن تحضيرات الجزائر لمونديال جنوب إفريقيا؟ * لقد وضعنا برنامجا مضبوطا ومسطّرا كما ينبغي، فقد أعددنا برنامجاً تحضيرياً قبل انطلاقة شهر مارس القادم وهذا للعب مباراة ودية أمام صربيا يوم 3 من نفس الشهر، وسنعلب أيضا مباراة أخرى في شهر أبريل، وثالثة في نهاية شهر ماي، وقد تكون لنا مباراة رابعة قبل السفر إلى جنوب إفريقيا، ودخول المنافسة بمواجهة سلوفينيا كأول منتخب يوم 13 جوان القادم. - وهل سيتم تدعيم المنتخب بعناصر نوعية في الأيام القادمة قبل التوجه إلى المونديال؟ * بكل تأكيد فما كشفت لنا عنه مباريات كأس إفريقيا من نقائص سنحاول تخطيها في التحضيرات القادمة، حيث تكلمت مع رئيس الاتحادية، محمد روراوة بشأن مهدي لحسن، لاعب راسينغ سانتاندار الإسباني على جلبه في المباريات التحضيرية القادمة، وسيكون برفقته أيضاً مهاجمنا السابق، رفيق جبور، لاعب نادي "إيك أثينا" اليوناني، والذي استغنينا عنه قبل نهائيات كأس أمم إفريقيا، وهما لاعبان سيقدمان الشيء الكثير للجزائر في نهائيات كأس العالم.