بوتفليقة طالب السيسي وأمير قطر بتجسيد انشغال الشعوب العربية.. دخل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على خط غزة بإعلانه عن تخصيص إعانة مالية عاجلة بقيمة 25 مليون دولار لفلسطين، لا سيما غزة التي تعيش عدوانا إسرائيليا غاشما منذ قرابة الشهر وحصارا من دول الجوار. وفي هذا الشأن، أعلنت رئاسة الجمهورية يوم أمس الأربعاء عن اتصالات عربية قام بها بوتفليقة مع كل من الرئيس المصري أمير عبد الفتاح السيسي ودولة قطر تميم بن حمد آل ثاني حول الوضع في غزة، وأشار بيان لرئاسة الجمهورية إلى أن المحادثات سمحت بتقاسم القادة الثلاثة بالغ انشغالهم وكذا انشغال شعوبهم وحكوماتهم إزاء العدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين المدنيين في غزة. وأضاف المصدر أن "الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تطرق أيضا مع محادثيه إلى إمكانات القيام بعمل عربي مشترك مكثف من أجل حمل المجموعة الدولية على التحرك لوقف عاجل للعدوان الإسرائيلي على غزة وكذا تضامن عربي أكبر مع فلسطينييغزة". من جهة أخرى، قرر الرئيس بوتفليقة تقديم "إعانة مالية عاجلة بقيمة 25 مليون دولار لصالح فلسطين، لاسيما غزة" حسب رئاسة الجمهورية. وتطرح مباحثات الرئيس بوتفليقة توجها سياسيا جديدا يرمي إلى توسيع دائرة الضغط العربي بواسطة توحيد الصف والمبادرة، عوضا عن التفكك الحاصل والتباعد الواضح بين مبادرة قطر من جهة ومبادرة مصر من جهة ثانية لوقف إطلاق النار، كما أن اتصالات بوتفليقة تأتي في أعقاب تزايد ضغط الشارع العربي على الحكومات من أجل اتخاذ موقف عربي مشترك، وهذا ما لم يتم بسبب الانشقاق الحاصل في الرؤية داخل البيت العربي بسبب المعسكر المناهض لحماس على خلفية ما حدث في مصر من المواجهات مع الإخوان والانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي وما تلاه من مواقف خليجية داعمة للجنرال السيسي، ومعسكر مناهضة الانقلاب على الشرعية الذي تقوده كل من قطر وتركيا بالنسبة إلى العالم الإسلامي، وهذا ما انعكس سلبا على القضية الفلسطينية عموما وغزة خصوصا التي تقود فيها حماس معركة الكرامة ضد الاحتلال الصهيوني. وهنا يبرز بشكل واضح الخلل الذي يحول دون التوصل إلى حل أو موقف عربي موحد إزاء العدوان على غزة. وعليه، فإن مبادرة بوتفليقة إن تلقت التجاوب العربي المطلوب من المعسكرين ستكون بداية حقيقية لرأب الصدع الحاصل في الصف العربي منذ ثورات ما يسمى بالربيع العربي، ويمكن أن تجد الجزائر في دعمها للسيسي الذي زار بلادنا في أول زيارة له للخارج بعد انتخابه رئيسا للجمهورية التفاهم الذي تأمله، كما يمكن أن تجد في تطابق الرؤية إزاء الكثير من المواقف مع قطر ما تسعى إليه مبادرة بوتفليقة الخاصة بضرورة ترجمة انشغالات الشعوب العربية بشكل عملي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.