لم تخيب شبيبة القبائل في أول ظهور لها في المباريات الودية هنا في تونس، وهذا عند مواجهة العملاق الترجي التونسي صاحب الألقاب العديدة محليا وقاريا، اللقاء الذي جمع "الكناري" بالترجي شهد عدة أنماط... ففي المرحلة الأولى كانت السيطرة من جانب رفاق مراد دلهوم والذين كانوا في المستوى والمطلوب وحققوا العديد من الفرص السانحة للتهديف ونجح القائد ريّال في تحويل مخالفة مباشرة إلى هدف رائع، وفي المرحلة الثانية تراجع أشبال "بروس" إلى الخلف وحتى الأداء لم يكن في المستوى وقابلته استفاقة تونسية. الحكم لم يكن نزيها وانتظر حتى عادل الترجي والنقطة السوداء في هذه المباراة تمثلت في الطاقم التحكيمي الذي لم يكن نزيها ورفض الإعلان عن نهاية اللقاء حتى تمكن لاعبو الترجي من التعديل واتضح بأن الحكم "كان خايف" من أن يحدث له مكروه من طرف أنصار الترجي الذين كانوا في قمة الغضب، بدليل اقتحامهم أرضية الميدان رغم الطابع الودي للمباراة. حناشي غادر غاضبا ولامه كثيرا من جانبه، فإن الرئيس حناشي تواجد في الملعب وتابع اللقاء من مقاعد الاحتياط، ورغم الطابع الودي إلا أنه لم يتجرع الانحياز الواضح للحكم في المرحلة الثانية وكان يتفادى الإعلان عن المخالفات لصالح الشبيبة، ومن الجهة المقابلة لا يتردد في منح رفاق "نجونغ" أي مخالفة، وفوق ذلك فإن هذا الحكم التونسي رفض الإعلان عن نهاية اللقاء وأضاف ما يقارب 15 دقيقة كاملة في المرحلة الثانية متحججا بأن اللقاء توقف في منتصف المرحلة الثانية لكن للإشارة فإن المباراة توقفت سبع دقائق فقط، ما أثار حفيظة حناشي الذي غادر في قمة الغضب. اقتحام الأنصار الميدان أفسد العرس كل شيء في ملعب الحديقة في تونس كان يوحي بأن اللقاء الذي جمع بين شبيبة القبائل والترجي التونسي رسمي وليس وديا، بدليل الحضور الغفير من طرف أنصار الترجي في المدرجات وكذلك ترديدهم مختلف الأغاني أثناء المباراة، لكن مجموعة من "المكشخة" (المكشخة هو لقب أنصار الترجي) قامت في منتصف المرحلة الثانية برمي عشرات الألعاب النارية على أرضية الميدان وبعد ذلك اقتحمت الأرضية لأجل الاحتجاج على لاعبيها، خاصة بعد الخسارة الأخيرة أمام الصفاقسي في رابطة الأبطال، وهو ما يرهن حظوظ الترجي في التأهل إلى الدور نصف النهائي، وتسبب هذا الاقتحام من الأنصار في توقف المباراة وإفساد العرس التونسي - الجزائري لولا تدخل رجال الأمن لتهدئة الأوضاع وتم استئناف المباراة بشكل عادي بعدها. هدف ريّال عالمي وأصبح علامة مسجلة له يواصل القائد ريّال التألق رغم أنه صار يبلغ من العمر 34 سنة، لكن قائد الشبيبة يؤدي مباريات في المستوى بدليل ما قدمه في مواجهة الترجي حين قام بدوره على أكمل وجه في محور الدفاع إلى جانب الوافد الجديد خياط الذي لم يخيب في هذا الظهور، ولم يكتف ريّال بالدفاع بل كعادته حاول في العديد من المرات التسجيل وأفلح في (د14) بعد مخالفة سددها من بعد 60 مترا سكنت مباشرة الشباك في هدف عالمي سبق لريّال أن سجله الموسم الماضي في بولوغين أمام اتحاد العاصمة في إياب البطولة. "بروس" كان يريده فوزا معنويا لم يخف عنا المدرب "هيڤو بروس" خلال الحديث معه أنه خرج راضيا بنسبة كبيرة بالأداء والجه الذي ظهر به لاعبوه في مباراتهم أمام الترجي رغم التراجع الرهيب في المرحلة الثانية، لكن التقني البلجيكي تفهم الوضع وهو الذي كان قد برمج للاعبيه حصة تدريبية مكثفة في الصبيحة ركز فيها على اختبارات السرعة، وفي السهرة خاضوا لقاء الترجي ولم ينهاروا، وعلى العموم فإن "بروس" كان يريده فوزا معنويا أمام العملاق التونسي وبتشكيلته الأساسية لكن حتى التعادل لا يعتبر نتيجة سلبية بالنظر إلى مجريات اللقاء. دوخة تصدى للعديد من الكرات لم يخيب الحارس عز الدين دوخة الآمال التي كانت معلقة عليه في هذه المباراة، بحيث لعب اللقاء كاملا وساهم في تقديم الإضافة من خلال تصديه للعديد من الكرات الخطيرة ولكن في بعض المرات التوفيق كان إلى جانبه حين لامست الكرات القائم ولم تدخل الشباك، وحتى في لقطة الهدف الوحيد الذي سجله الترجي فإن دوخة لا يتحمل مسؤوليته لأن "ماريڤا" توغل داخل منطقة العمليات ومنح كرة على طبق لزميله الزويني الذي وضعها في الشباك بسهولة، وعلى العموم فإن دوخة يؤكد جاهزيته ولا خوف على مرمى "الكناري" في هذا الموسم. مباراة "مازيمبي" اختبار آخر بصبغة رابطة الأبطال بعد لقاء الترجي، سيكون الموعد سهرة غد الثلاثاء مع إجراء مباراة ودية ثانية من العيار الثقيل، وهذا عند مواجهة العملاق الكونغولي "تي. بي. مازيمبي" في ملعب سوسة، ومن جهته فإن المدرب "بروس" ينتظر من لاعبيه الظهور بوجه أفضل والسعي لأجل تحقيق الفوز للتأكيد على أن الشبيبة تسير في الطريق الصحيح، ومن المستبعد أن يقوم بإجراء تغييرات عديدة على مستوى تشكيلته الأساسية والتي تبدو واضحة، في انتظار التحاق بن العمري ومولاي. ----------------------
بعد أول لقاء أمام الترجي التونسي... "إيبوسي" لم يقنع "بروس" وكرار "يجي منو" في انتظار التأكيد لم يظهر الكاميروني "إيبوسي" بالوجه المعهود الذي تعودنا عليه رغم أنه شارك في 75 دقيقة أمام الترجي التونسي ولمس العديد من الكرات، لكن من دون تشكيل الخطورة أمام دهشة الجميع لأن "إيبوسي" معروف بفعاليته أمام المرمى وكذلك تحركاته العديدة في الميدان، لكن في لقاء أول أمس الكاميروني لم يقنع مدربه "بروس"، هذا الأخير الذي لا يريد الحكم عليه مسبقا وواثق من قدرة مهاجمه على الانتفاض في أي لحظة، أما فيما يخص العراقي كرار فإن لمساته للكرة تؤكد بأنه لاعب مهاري لكن دون أن يقدم الكثير أمام الترجي، في انتظار التأكيد في المباريات القادمة. كرار لمس عدة كرات ومنسجم مع دلهوم ما لاحظناه خلال متابعتنا لهذه المباراة، هو أن كرار كان يطلب في العديد من المرات من رفاقه الكرات ويحاول بناء الهجمات من الوسط رغم أنه في الأصل مهاجم صريح، والنقطة التي لفتت انتباه الحضور هو الانسجام بين العراقي ومراد دلهوم الذي كان يمده بالكرات في العمق ومن دون الوقوع في مصيدة التسلل، ومع مرور الأيام وخوض العديد من المباريات الأكيد بأن هذا الثنائي سيكون أخطر بكثير. يعاني نقصا بدنيا و"بروس" عاينه في شوط واحد يعاني العراقي كرار من بعض النقص في الجاهزية البدنية وهذا أمر طبيعي بعد تضييعه تربص "إيفيان"، والأمر نفسه بالنسبة لزميله "إيبوسي"، وبسبب ذلك فإن "بروس" منح كرار فرصة اللعب في شوط واحد قبل أن يخرجه ويشرك بدلا عنه زميله مكحوت لأجل تدعيم خط الوسط في انتظار أن تتحسن حاله البدنية ونشاهد الوجه الحقيقي لهذا المهاجم الذي قيل عنه الكثير. خوجة لم تصله كرات كثيرة في الشوط الثاني أما عن المهاجم الثالث في الشبيبة يوسف خوجة الذي بقي في الاحتياط وأشركه المدرب في العشرين دقيقة الأخيرة، فإنه عانى من العزلة ولم تصله كرات عديدة بالنظر إلى سير المباراة، ولم يتمكن بذلك من الظهور بوجهه الحقيقي رغم أنه حاول تقديم الإضافة وتحرك كثيرا ما بين الهجوم والوسط. "دوسابر" (مدرب الترجي): "إيبوسي مهاجم كبير لكنه يعاني من نقص التحضيرات" كان لنا حديث هامشي مع مدرب الترجي التونسي "دوسابر"، حيث أثنى على "إيبوسي" رغم عدم ظهوره بوجهه الحقيقي، وقال: "أنا أعرف جيدا إيبوسي لأنه سبق لي التدريب في الكاميرون من دون أن يلعب تحت إشرافي، أدرك بأن إيبوسي مهاجم كبير ولكن عدم ظهوره بوجهه الحقيقي في هذا اللقاء راجع لعدم جاهزيته من الناحية البدنية بعدما ضيع التحضيرات في بدايتها، أتمنى له التوفيق مستقبلا"، (مع الإشارة إلى أن دوسابر كان يدرب كوتون سبور الكاميرون وإيبوسي كان يلعب في دوالا يونايتد). "إيبوسي": "نحن في مرحلة التحضيرات ولن يتسرب إليّ الشك" جمعتنا دردشة مع "ألبير إيبوسي" الذي استفسرناه حول سبب الوجه الشاحب الذي ظهر به في هذا اللقاء وعدم تمكنه من هز الشباك، فقال: "الأمور لم تكن سهلة بالنسبة لنا عند مواجهة فريق بحجم الترجي، حيث يوجد لاعبوه في أحسن لياقتهم ولا يعانون من نقص في المنافسة، ومن جهتنا فلا نزال في فترة التحضيرات ولا يمكن للشك أن يتسرب إلى نفسي وأنا واثق من إمكاناتي وسأكون أفضل فيما هو قادم". ---------------------- كرار: "مدافعو الترجي تعمدوا الخشونة، لم أكن سيئا وأخبئ الكثير للشبيبة" "وجدت راحتي إلى جانب دلهوم وألعب معه بعينين مغمضتين"
ما تعليقك على التعادل الذي انتهى عليه اللقاء مع الترجي التونسي؟ التعادل لم يكن منطقيا في حقيقة الأمر، لأننا لعبنا أفضل وكنا نستحق الفوز، لكن لا يهم كثيرا لأن الأمر يتعلق بلقاء ودي تحضيري هنا في تونس والمهم هو تطبيق تعليمات المدرب وبقية أعضاء الطاقم الفني حتى نستفيد من هذه المباراة قدر المستطاع والاحتكاك كان جيدا مع منافس من حجم الترجي. شاهدنا لاعبي الترجي يكثرون من التدخلات الخشنة، أكيد أزعجك ذلك. نعم لقد أزعجني الأمر بطبيعة الحال، لأننا في فترة التحضيرات والتدخلات التي كان يقوم بها لاعبو الترجي تثير مخاوف أي لاعب لأنه من غير الجيد أن تصاب في مباراة ودية مجانا وهم الذين كانوا يتعمدون اللعب الخشن ولم أفهم سبب ذلك. هل يمكن القول إن التدخلات الخشنة من مدافعي الترجي كانت سببا في عدم ظهورك بوجهك الحقيقي؟ ليس هذا الأمر بالتحديد، ورغم كل شيء فإنني حاولت تقديم الإضافة والتحرك في الهجوم وكذا في الوسط، يجب ألا تنسوا بأنها المرة الأولى التي ألعب فيها مع رفاقي وأنا جديد في الشبيبة وبصدد التأقلم والاندماج مع المجموعة. شاهدناك منسجما مع مراد دلهوم، ما قولك عنه؟ دلهوم لاعب رائع ولمساته للكرة تجعلك تقتنع بأنه غير عادي في الميدان ويقدر على صنع الفارق في أي لحظة، من خلال تمريراته على الأجنحة أو في العمق وانسجامي معه كان تلقائيا وسنكون أفضل بكثير فيما هو قادم. إذن، تلعب معه بكل ارتياح... نعم أنا ألعب مع دلهوم بكل راحة وبعينين مغمضتين وهذا التفاهم هام جدا بين لاعب في الوسط وآخر في الهجوم. هل تعدنا بأن تكون أفضل مستقبلا وتنسينا هذا الوجه؟ على العموم، أنا لم أكن سيئا أمام الترجي، لكن يبقى الأكيد هو أنني لم أظهر بوجهي الحقيقي ومع مرور الوقت سأكون أفضل بكثير إن شاء الله وأخبئ عدة أمور إيجابية للشبيبة. تنتظركم مباراة أخرى أمام "تي. بي. مازيمبي" الكونغولي، كيف تراها؟ هو لقاء هام أيضا بالنسبة لنا كونه يدخل في سياق التحضيرات وسنسعى لتقديم أفضل ما لدينا لأجل الخروج بالفوز الذي سيرفع المعنويات دون شك. ومتى نشاهد أول هدف لك مع الشبيبة؟ لست قلقا من هذا الجانب والأهداف ستأتي لوحدها، يجب عليّ فقط التركيز على عملي وإنجاح هذا التربص والموسم طويل وسيكون لي متسع من الوقت لكي أقدم أفضل ما لدي لفريقي الجديد شبيبة القبائل. كلمة أخيرة للأنصار. أقول للأنصار يجب ألا يقلقوا، فنحن في فترة التحضيرات ويجب ألا تغرهم نتائج المباريات الودية سواء فزنا أو انهزمنا أو حتى التعادل أمام الترجي، في المنافسة الرسمية سنكون أفضل بكثير إن شاء الله. ---------------------- "بروس" برمج حصتين أمس برمج المدرب البلجيكي "بروس" حصة تدريبية صبيحة أمس للاعبيه في ملعب مونجي، وهناك مزج التقني البلجيكي بين العمل البدني وكذا التكتيكي، فبالنسبة للحصة الأولى انطلقت على التاسعة صباحا وتحت درجة حرارة مرتفعة، أما الحصة الثانية فإنها جرت في المساء على السادسة بنفس الملعب وفي أجواء مناخية أفضل بكثير. حصة استرخائية للأساسيين في الحصة الصباحية، فإن "بروس" قسّم لاعبيه إلى مجموعتين، فيما يخص المجموعة الأولى تشكلت من العناصر الأساسية التي شاركت في مباراة الترجي من البداية على غرار ريّال، دلهوم، دوخة والبقية واكتفوا بعمل خفيف في حصة استرخائية استرجاعية لا أكثر للتخلص من عناء وإرهاق المباراة. وحصة كاملة للاحتياطيين أما بالنسبة للمجموعة الثانية التي تشكلت من العناصر الاحتياطية، فإنها أجرت حصة كاملة مع المدرب "بروس" وكذا المحضر بوجنان، وشارك مع هذه المجموعة العراقي كرار الذي يعاني بعض النقص البدني مقارنة ببقية رفاقه كونه ضيع تربص "إيفيان"، وفوق ذلك فإنه اكتفى بالمشاركة في 45 دقيقة فقط أمام الترجي، والأمر نفسه بالنسبة لمكحوت الذي تدرب مع الاحتياطيين. مباراة تطبيقية مصغرة في ربع الساعة الأخير من الحصة التدريبية، فإن المدرب "بروس" برمج مباراة تطبيقية مصغرة ما بين لاعبيه حتى يضعهم في وتيرة المنافسة، وشهدت هذه المباراة حماسا كبيرا بين رفاق عيبود، إيحجادن والبقية وهو ما أنسى اللاعبين بعض الشيء مشقة العمل تحت درجة حرارة مرتفعة.