"ڤيريتس مُطالب بالفوز ب الداربي ولو لعب في المريخ " "المنتخب الجزائري استعاد الثقة وجناحيه بعد فوزه الذكي في عنابة" "المغرب بلد آمن ولن تتكرّر أحداث مراكش" يتحدّث المدرب المغربي السابق بادو زكي عن مواجهة العودة أمام الجزائر بعين الحارس السابق والفني، خاصة أنه كان يشرف على كوكب مراكش في بداية الموسم، ما يجعله مؤهّلا لكشف خصوصية الملعب الذي سيحتضن "الداربي" والظروف المحيطة بمباراة 4 جوان القادم. ماذا يفعل المدرب بادو زكي حاليا؟ أنا متوقف عن العمل منذ مغادرتي الكوكب المراكشي، حيث انتظر الموسم الجديد وما سيحمله من جديد العروض لأعود إلى ميدان التدريب بعد تجربتي في مراكش. بلغنا أنه وصلتك عروض من الجزائر، هل تؤكّد ذلك؟ لا يمكنني أن أشتغل خارج بلدي لأنني مُرتبط بأعمال خاصة في المغرب، ولا أفكر حاليا في خوض تجربة خارج بلدي. لقد تحدّث البعض حتى عن ترشيحك لتدريب المنتخب الجزائري، فما قولك؟ لم أتلق أي اتصال من الاتحاد الجزائري رغم أنه تجمعني صداقة كبيرة مع السيد روراوة، وأظنّ أنه كلام صحافة. وحاليا لا يمكنني تدريب الجزائر لسبب بسيط هو أنها تتواجد في مجموعة المغرب، والإشراف على المنتخب الجزائري في هذا الوقت سيكون أمرا حسّاسا، حيث مهما عملت بنزاهة إلا أنني في آخر المطاف سأكون خائنا سواء في المغرب أو في الجزائر في حال تأهّل المغرب. بما أنك كنت مدرّبا في مراكش، هل تحدّثنا عن ملعب هذه المدينة الذي سيحتضن "الداربي" القادم؟ لم أكن أعلم أنهم اختاروا هذا الملعب (يتفاجأ).. بالنسبة لي ليس هناك فرق اللعب في الدارالبيضاء أو مراكش أو مدينة أخرى، لأننا في آخر المطاف سنواجه الجزائر في المغرب، رغم أنني أتحفظ على نقطة واحدة بشأن اللعب في مراكش.. ما هي؟ ملعب مراكش يقع على بعد 20 دقيقة من المدينة، وفي منطقة الوصول إليها عبر طريق واحد ما يخلق ازدحاما شديدا في الطريق يجعلك تقطع المسافة في ثلاث ساعات، وهو ما لا يخدم الأنصار، وسيخلق مشكلا يجب التفكير فيه.. ماذا عن الملعب؟ ملعب مراكش تُحفة وهو يستوعب 45 ألف مناصر، حيث تحضّر كلّ المنتخبات المغربية في هذا المركب المناسب لاحتضان المواعيد الدولية، خاصة أن ميدانه في أفضل مستوى، وماعدا مشكل أحادية الطريق المُؤدّي إلى الملعب، فكلّ الأمور متوفرة هناك.. لكن جمهور دار البيضاء متعصّب مقارنة بجماهير مراكش، أليس كذلك؟ لا، جمهور دار البيضاء جمهور متعطّش للكرة وهو متعصب لمنتخب بلاده، ولكنه يعترف بالخسارة وسيصفق للمنتخب الأحسن فوق الميدان. وهنا أتذكر خسارتنا أمام الجزائر في هذا الملعب بخماسية في نهاية السبعينيات، حيث كنت في مقعد البدلاء بعدما شارك هزار أساسيا، وقد خرج المنتخب الجزائري تحت التصفيقات واعترف بقوة المنتخب الجزائري آنذاك. إذن الإقبال سيكون كبيرا في هذه المباراة؟ بالطبع، الجمهور في مراكش سيتنقل بقوة لمناصرة المنتخب، كما أن الموعد هو "داربي" كبير يجمع منتخبين لهما سمعة في شمال إفريقيا، والإقبال سيكون قياسيا في هذه المباراة المهمّة. لكن الانفجارات الأخيرة في مراكش قد تطرح المشكل الأمني قبل المباراة؟ المغرب هو بلد آمن وليس من ثقافتنا ما حدث مؤخّرا في مراكش، وهي طقوس غريبة عن المجتمع المغربي ومن تدبير أعداء المغرب. حيث هناك من يعمد لتشويه صورة المغرب، وتأكد أن الجزائريين سيجدون ضيافة كبيرة ولن تتكرّر هذه الأحداث الإجرامية، وليس هناك أي داعٍ للتخوّف من هذا الجانب. لكن المدرب ڤيريتس كان يطالب باللعب في دار البيضاء، ما هي أسباب تغيير مكان المباراة؟ أنا لم أعلم حتى بخبر إجراء اللقاء رسميا في مراكش إلا من طرفك، كلّ مدرب يشترط ما يريد، وما أعرفه هو أن النتائج هي التي تحكم على المدرب حتى ولو يلعب في المريخ. على ڤيريتس اللعب من أجل الفوز في أيّ ملعب و مهما كانت الظروف.. بن شيخة فضّل إبعاد اللاعبين عن ضغط المباراة بإقامة معسكره في جنوبإسبانيا، ما رأيك في خياره؟ ليس من طبعي انتقاد عمل المدرّبين أو التدخّل في طريقة عملهم، هذه الأمور تخصّ المدرّبين ولكل مدربه منظوره، وأنا شخصيا كنت مدربا وطنيا وكانت لي قرارات تخالف 30 مليون شخص، وبإمكان بن شيخة أن يستعدّ عامين للقاء أو 48 ساعة، كلّها تفاصيل تصبح لها أهمية بعد نتيجة المباراة، حيث قد يعود إليها المُختصّون. والأكيد أن النتائج هي سلاح المدرّبين وتعطي لهم الحقّ في قراراتهم وخياراتهم بعد نهاية المباراة. الإعلام المغربي انتقد طريقة ڤيريتس بعد خسارته في مباراة عنابة، ما قولك؟ فوز الجزائر كان مستحقا في عنابة رغم ظروف المباراة، حيث غالبا ما تنتهي هذه المواجهات بأقلّ فارق وتلعب على بعض التفاصيل، والمنتخب الجزائري كان ذكيا في تلك المباراة واستطاع كسب نقاط ثمينة بعد الضغط الذي كان على لاعبيه، بينما المغرب خسر معركة ولم يخسر الحرب، واعتبر خسارته بعنابة عادية بالنظر إلى المستوى الهزيل الذي قدّمه أشبال ڤيريتس. كيف تفسّر هذا التراجع؟ المنتخب الجزائري فقد هيبته بعد "المونديال" ومرّ بفترة عصيبة في بادية التصفيات، وكان الضغط على أشبال بن شيخة قبل موعد "داربي" عنابة، وقد تمكّن استرداد الثقة وعاد إلى السباق بتقاسمه المرتبة الأولى مع بقية الفرق. وقد تبيّن أن الطموح شكل والواقع شكل آخر، وفوز الجزائر بيّن أن الفرق الكبيرة تمرض ولا تموت. هل الجزائر قادرة على خلق المفاجأة في المغرب وتعود بكامل الزاد؟ مباراة عنابة أعطت جناحين للجزائر، ولأن كلّ الحسابات خاوية في مثل هذه الظروف، لأن المنتخب الجزائر قادر على تحقيق فوز بخماسية، خاصة أن الضغط زال بعد فوزه في عنابة، ومواجهة مراكش ستختلف لأن منتخبكم لن يكون لقمة سهلة وسيلعب المباراة بأكثر ثقة مقارنة بمنتخب "الأسود" الذي سيسعى لردّ الدين للجزائر. ڤيريتس يعتزم تدعيم الهجوم بالحمداوي، ما رأيك في قراره كفني؟ الرأي أتركه للصحفيين، حيث لا بد أن نحترم قرارات المدرب وهو الذي يعرف جيّدا عمله وهو المسؤول عنها، لأن هدفه هو تأهيل المنتخب، وإذا لم يحقق ذلك سيكون بعدها كلام آخر بشأن خياراته. المنتخب المغربي يعاني من متاعب هجومية في هذه التصفيات، ما هي الأسباب في اعتقادك؟ حتى الجزائر تعاني المشكل نفسه وليس المنتخب المغربي فحسب، والمؤسف أن الجزائر بنجومها والمغرب بترسانته يتنافسان مع إفريقيا الوسطى وتنزانيا على تأشيرة التأهّل.. لقد سهرنا في "المونديال" من أجل متابعة مشوار "الخضر" وساندناهم أمام أفضل المنتخبات، ليجد نفسه الآن يتنافس على بطاقة تأهّل أمام منتخبات متواضعة. هل تتوقع أن يؤثر الضغط في أشبال ڤيريتس في مباراة العودة؟ اللاعبون عانوا الضغط حتى في مباراة عنابة، وهو جزء من اللعبة، حيث يعيش الشماخ والحمداوي هذا الضغط في مباريات أنديتهما، وهو ما يجعلهم متعوّدين على ذلك ولن يشكل عائقا بالنسبة لهم. وأظن أن الضغط سيكون في مراكش على المتفرّجين الذين سيكتفون بمتابعة المباراة من خارج الميدان. وأتمنى فقط أن يعود الفوز لمنتخبنا المغربي. الثقل سيكون على دفاع وحارس الجزائر في هذه المباراة، أليس كذلك؟ هذا يعني أننا سنخلق أكبر عدد من الفرص (يضحك)... الجزائر تملك حارسا كبيرا ومادام أنه في المنتخب يعني ذلك أنه الأحسن، وقد وجدت الجزائر حارسها في الوقت المناسب، وقد يكون له دور كبير في نتيجة مباراة العودة. بِمَ تختم؟ أتمنى أن تكون المباراة في مستوى الفريقين اللذين يملكان مجموعة من النجوم، وأن يكون الانتصار من جانبنا ولو في غياب الطريقة. ولكن الأهمّ في المباراة المقبلة هو أن تلعب في روح أخوية ورياضية كما تعوّدنا عليه في المواجهات التي جمعتنا سالفا مع الجزائر.