قد ينتهي فخر الاتحاد الافريقي لكرة القدم بانتظام مسابقته القارية لأكثر من نصف قرن إن سار كل شيء مثلما يريده المغرب مستضيف كأس الأمم 2015. وما يريده المغرب بتأجيل النسخة الثلاثين من البطولة التي انطلقت في 1957 وانتظمت منذ ذلك الحين رغم تغيير سنوات إقامتها بين الفردية والزوجية يرفضه الاتحاد الافريقي لكرة القدم ويلح في رفضه رغم خشية البلد المنظم الواضحة من تفشي وباء الإيبولا في عدد غير قليل من دول القارة. وبعيد طلب المغرب بالتأجيل في بيان رسمي مساء الجمعة رد الاتحاد الافريقي يقول: "استقبل الاتحاد الافريقي الطلب ويرغب في تقرير أنه ليس هناك تغيير لجدول بطولاته وأحداثه. "منذ انطلاق النسخة الأولى عام 1957 لم تشهد كأس الأمم الأفريقية أبدا تأجيلا أو تغييرا لجدولها." وأضاف: "ستتم مناقشة طلب الجانب المغربي في الاجتماع المقبل للجنة الاتحاد الافريقي التنفيذية المقرر يوم 2 نوفمبر 2014 بالجزائر العاصمة على هامش مباراة إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا 2014." ولم يكن من البلد الواقع في أقصى الشمال الغربي للقارة بعيدا عن المناطق المصابة بالفيروس الذي قتل أكثر من أربعة آلاف في وسط وغرب افريقيا إلا أن أكد استعداده للتخلي عن تنظيم البطولة لو أصر الاتحاد الافريقي على رفض طلبه. وقال وزير الرياضة محمد أوزين لمحطة بي.إن سبورتس التلفزيونية الرياضية الليلة الماضية "ليس لدينا أي مانع في إسناد التنظيم لبلد آخر.. الأمر لا يتعلق بمسألة نقله من بلد لآخر وإنما بصحة الشعوب. هناك ضرورة ملحة لتفادي التجمعات الجماهيرية في القارة السمراء." وبين طلب المغرب يوم الجمعة ورد الاتحاد الافريقي يوم السبت تترقب القارة اجتماعا بين الطرفين الشهر المقبل لحسم الأمر بشهر نهائي وحينها لن يكون متبقيا على الموعد المحدد للبطولة سوى أقل من شهرين ونصف. وبينما حظر الاتحاد الافريقي بالفعل إقامة اي مباريات دولية في ليبريا وغينيا وسيراليون المتأثرة بفيروس الايبولا فإن المغرب سمح لغينيا باستضافة مباراتها في التصفيات ضد غانا على أرضه في الدار البيضاء. كما قد يضطر المغرب لاستقبال فريق فيتا كلوب من الكونجو الديمقراطية وهي إن لم تكن من الدول التي حظر اللعب فيها فإنها تجاور دولا أخرى موبوءة. وينتقل الفيروس عن طريق السوائل التي يفرزها الجسم البشري ويتسبب في ارتفاع درجات الحرارة ويمكن أن يؤدي لنزيف قاتل. وعاد العديد من العاملين الأجانب في مجال الصحة إلى بلادهم لتلقي العلاج بعد إصابتهم بالمرض في غرب افريقيا. لكن الوزير المغربي يحمل الاتحاد الافريقي مسؤولية فشل البطولة لأن كثيرين "لن يخاطروا بالتواجد في الحدث القاري مخافة الإصابة بالمرض." وأضاف "بسبب انتشار الوباء أؤكد أن تنظيم الكأس الافريقية لن ينجح لأن مجموعة من اللاعبين وكما هائلا من الجماهير لن تخاطر بالتواجد في الحدث القاري مخافة الإصابة بالمرض." وتابع "تأجيل كأس الأمم الافريقية رهين برؤية المنظمة العالمية للصحة.. ليس لدينا أي مشكل في انتظار سنة أو سنتين.. لأننا لا يمكننا العبث بصحة شعوب القارة."