تغيير كبير طرأ على أسلوب لعب كارل مجاني، فالمدافع المحوري الحالي لطرابزون سبور التركي فقد كثيرا من إمكاناته خاصة المتابعة الدقيقة لتحركات المنافسين في منطقة الجزاء، وهي واحدة من خصاله الهامة التي مكنته من خطف مكانة أساسية مع المنتخب، "كورليتو" كما كان يلقب في فرنسا، وقع في هفوات عديدة أول أمس أمام المنتخب الإثيوبي المتواضع بما في ذلك لقطة هدف الخصم فضلا عن عدة محاولات لأبناء الحبشة كادوا يفاجئون بها زيماموش، واللافت للانتباه أن الصحافة التركية سبق وأن نبهت إلى أن الدولي الجزائري لم يعد يفكر كمدافع محوري والسبب مشاركته في 14 مباراة مع ناديه كلاعب ارتكاز تحت الإدارة الفنية للبوسني وحيد حليلوزيتش. هفوات كثيرة و"الكان" ليس إثيوبيا ومالاوي لا يمكن حصر الآداء السلبي لدفاعات "الخضر" في شخص مجاني فقط فالأخير لا يلام بناء على وجهة نظر الأتراك كونه تمرس على مهام الوسط الدفاعي التي تفرض كسر الهجمات وملاحقة المهاجمين قبل انتقالهم للجدار الأخير أي محور الدفاع، فالمنظومة الدفاعية ل"الخضر" بدت في مناسبات عدة مفككة وسهلة الاختراق، ورغم أن الشباك الجزائرية لم تتلق سوى هدفين منذ بداية التصفيات إلا أنه لا يمكن حتما الحكم على المستوى العام أمام منافسين ك إثيوبيا ومالاوي، فنهائيات أمم إفريقيا ستكون أمرا مختلفا لاسيما وأن "الخضر" قد يوضعون في التصنيف الثاني أو حتى الثالث. حتى مالي لن تكون اختبارا حقيقيا المفاجئ أيضا في التصفيات الإفريقية الحالية أن المنتخب الوطني وقع إلى جانب منافسين لا يتمتعون بقدرات هجومية كبيرة يمكن الاحتكام إليها لتقييم زملاء رفيق حليش في الخط الخلفي، فحتى مالي تعرضت لسقطة مدوية ولم يعد "النسور" قادرين حتى على هز شباك مالاوي أو الفوز أمام إثيوبيا داخل قواعدها، لذا فحتى الجولة الأخيرة لن تمثل امتحانا حقيقيا يمكن بعده منح شهادة الكفاءة لمحور الدفاع ونحن على أبواب النهائيات المبرمجة بعد شهرين من الآن في غينيا الاستوائية. غوركوف بين الاستقرار، التصحيح ومنح الثقة ل بلكالام يبقى الخط الخلفي للمنتخب الوطني ورشة عمل مفتوحة بالنسبة للناخب غوركوف حتى وإن أبلى الدفاع حسنا في التصفيات الإفريقية حتى الآن من حيث النتائج بما أن الشباك لم تهتز سوى مرتين، ويتأرجح الفرنسي بين احتمالين الأول الاستقرار على ثنائي الخبرة مجاني ورفيق حليش مع محاولة تصحيح الهفوات التي وقعا فيها، والثاني وضع الثقة في سعيد بلكالام الذي يقدم موسما رائعا مع طرابزون سبور حتى أنه يصنف ضمن خيرة المدافعين في تركيا حاليا، والبداية قد تكون في باماكو أمام رفقاء سيدو كايتا.