في الوقت الذي وافقت فيه غينيا الاستوائية على انقاذ "الكاف" من مأزق حقيقي بقبولها استضافة نهائيات كأس إفريقيا 2015 بدل المغرب، فإن مشاكل أخرى تبقى بانتظار المنتخبات التي ستلعب الدورة النهائية بداية من 17 جانفي المقبل، يأتي على رأسها ضعف الإمكانيات، الهياكل، الفنادق والملاعب، وبالحديث عن الملاعب فإن "الخضر" لن يجدوا الظروف التي تعودوا على أن يجدوها في المنافسات المجمعة التي لعبوها من قبل، أين كانوا في استضافة جنوب إفريقيا والبرازيل لهم قد حصلوا على مراكز تحضير مغلقة لن يجدوها دون شك هذه المرة. البلاد كلها بها 7 ملاعب فقط، وملعب مع فندق أمر مستحيل غينيا الاستوائية بلد صغير، إذ يعتبر "كويت إفريقيا" كما يسميه البعض بسبب إمكانياته المادية ومداخليه المعتبرة من البترول، غير أنه لا يمتلك مقومات الدول العصرية الكبيرة، صحيح أنه احتضن كأس إفريقيا 2012 مناصفة مع الغابون، إلا أنه لا يتوفر على الكثير من الملاعب، فكل ما يتوفر في البلاد هي 7 ملاعب، منها 4 ستستضيف النهائيات، واحد بني مؤخرا فقط ولا تزال عملية إتمام الأشغال جارية، وبالتالي فإن ملاعب التدريب ستكون أكبر إشكال. الوقوع في باتا أو مالابو أفضل خيار لكثرة الفنادق والخيارات تبقى الاتحادية مطالبة بالتعامل مع الظروف الموجودة في غينيا الاستوائية، بينما الأمل كبير في الوقوع بالمجموعة الأولى في مالابو رفقة منتخب غينيا الاستوائية مستضيف الدورة أو حتى في باتا لأن المدينتين بهما فنادق تتوفر على كل مقومات راحة المنتخبات الكبيرة، أي فنادق 5 نجوم فضلا عن توفر شبكة الطرقات والنقل بمختلف أنواعه (مالابو تقع في جزيرة)، وكانت المدينتان قد استضافتنا نهائيات كأس إفريقيا 2012 مناصفة مع الغابون البلد المجاور ونجحتا إلى حد ما سواء على الصعيد الجماهيري أو على صعيد التنظيم، لكن هذه المرة كيف سيكون الحال مع مدينتين أخرتين؟ معاناة كبيرة بانتظار 8 منتخبات في أبيبيين ومونغومو ومن المتوقع أن تكون المعاناة كبيرة بالنسبة للمنتخبات التي ستقع في أبيبيين أو مونغومو لأنهما مدينتان صغيرتان ولا تتوفران على الكثير من الخيارات فيما يتعلق بالفنادق، ومن المؤكد أن الأمور ستكون صعبة بشكل كبير على نصف المنتخبات المشاركة في المونديال وعددها 8. ووفق ما نشاهده من صور على شبكة الأنترنت وكذلك من تقارير صحفية، فإنهما لا تتوفران على هياكل فندقية في المستوى ولا حتى على إمكانيات، بشكل يطرح التساؤلات عن كيفية سير الأمور خلال النهائيات وما الذي سيحصل، خاصة أن المدينتين تبدوان بدائيتين بعض الشيء. توقعات بحضور ضعيف للجمهور الجزائري في انتظار تقرير بعثة "الفاف" التي ستسافر إلى غينيا الاستوائية يوم 1 ديسمبر المقبل لأجل إعداد تقرير إلى وزارة الرياضة بخصوص فرضية نقل مناصري المنتخب الوطني إلى هناك لتشجيع المنتخب الوطني في النهائيات القارية، غير أن الأمور تشير بشكل مسبق إلى جمهور متواضع سيحضر من الجزائر وحتى من مواطني المهجر، ليكونوا في مساندة "الخضر" في هذا المحفل، وهذا بسبب قلة الفنادق في البلاد وتواضع إمكانيات البلد الذي لا يملك القدرة على استضافة آلاف المناصرين في فنادقه وفي ملاعبه التي أصلا لا يتسع بعضها لأكثر من 5 آلاف مناصر مثلما هو الشأن بالنسبة لملعب "أبيبيين" الجديد.
