يوجد هداف البطولة المحترفة هلال العربي سوداني هذه الأيام في وضعية لا يحسد عليها، ليس من ناحية الإصابة طالما أن اللاعب يوجد في لياقة فنية وبدنية عالية، بل من الأوضاع التي تحيط به، سواء بالمرض المفاجئ الذي تعرض له والد اللاعب، الدعوة التي تشغل تفكيره من طرف الناخب الوطني، خاصة بعد طلب جواز سفره، وآخرها عرض نادي "لومون" الفرنسي الذي يريد إخضاع اللاعب لتجارب انتقائية. سوداني يؤجّل التفكير في عرض "لومون" الفرنسي في دردشة خفيفة مع سوداني صبيحة أمس سألناه عن العرض الذي وصله من نادي "لومون" الفرنسي، وعن اهتمامه بالعرض، خاصة أنه أول عرض رسمي يصل إدارة الشلف، أكد اللاعب أن العرض لا يشغل تفكيره كثيرا، خاصة في الظروف العائلية التي يمر بها هذه الأيام مع مرض والده، والذي جعله لا يفكر في أي شيء ولا حتى يشغل باله شيء آخر دون تحسن حالة والده الصحية، أو كما قال: "رغم أهمية عرض "لومون" إلا أنني أفضّل تأجيل التفكير فيه في ظل الحالة التي يوجد عليها والدي". جواز السفر وعدم اتصال مدوار زاد قلقه الأمر الآخر الذي يكون قد جعل سوداني لا يفكر كثيرًا في عرض "لومون" الفرنسي هو أن جواز سفره متواجد هذه الأيام في السفارة الفرنسية بالجزائر، حيث قدمه اللاعب للاتحادية الجزائرية لتجلب له تأشيرة تمكّنه من تجسيد دعوة الناخب الوطني بن شيخة، وحضور تربص المنتخب (طبعا إذا ما ترسم ذلك حينما يكشف عن قائمته)، وهذا ما يعني أن اللاعب حاليا لا يملك جواز سفره بين يديه، وفضلا على هذا فإن الرئيس الشلفي عبد الكريم مدوار لم يتصل به ليشرح له ما يحدث، لهذا فإن اللاعب بقي قلقا على ما سيقوم به، هل سيطلب جواز سفره من السفارة، أم من الاتحادية أم يتحدث مع مدوار ليجلب له جواز سفره، وهي كلها أمور زادت قلق هداف البطولة. والده خضع لعملية جراحية ناجحة وبالعودة إلى الحالة الصحية لوالد سوداني فقد أوضح لنا اللاعب بأن والده خضع لعملية جراحية ناجحة قبل يومين، وأكد له الأطباء أن حالة والده تحسّنت وبوسعه الخروج بعد يومين أو ثلاثة من المستشفى، وهو الخبر الذي أثلج صدر اللاعب وسمح له بنزع القلق الذي انتابه في الفترة الأخيرة. حالة والده لم تنسه دعوة بن شيخة فضلا على عرض "لومون"، واقتراب عودة التشكيلة الشلفية إلى أجواء المنافسة، وحالة والده الصحية، فإن كل هذا لم ينس هلال سوداني تفكيره في الدعوة التي ينتظرها من الناخب الوطني، عبد الحق بن شيخة للدخول في تربص مع "الخضر" تحضيرًا للمباراة الهامة والكبيرة التي ستجمعهم بالمنتخب المغربي الشهر القادم. يواصل عمله بجدية ولم يضيّع سوى حصة واحدة ناهيك عن الأوضاع التي وجد ابن مدينة الشلف نفسه فيها، والتي شتت كثيرا تفكيره هذه الأيام، إلا أن اللاعب لم يكف عن التدرب مع زملائه، بل لم يضيّع سوى حصة واحدة، وكان ذلك يوم الاثنين الفارط، حيث تنقل مع عائلته إلى البليدة لزيارة الوالد، إلا أنه في مقابلها بقي محافظا على لياقته، وأكبر دليل مشاركته في المباريات الودية، وأمام واد ارهيو سجل ثنائية، بينما أمام الشراڤة اكتفى بصنع الضغط على مرمى المنافس، وهذا تأكيد على أن اللاعب لم يجعل ما يحيط به يؤثر على تركيزه وعمله مع التشكيلة الشلفية، خاصة مع اقتراب موعد استئناف الفريق للبطولة. سوداني: "ما يشغل بالي هو حالة والدي أكثر من أي شيء آخر" وقال سوداني في حديث معه أمس: "أنا للتو أستعد لمغادرة المستشفى، بعد أن اطمأننت على تحسن حالة والدي الصحية، وأشكركم على سؤالكم عنه، وفيما يخص مسألة العرض الذي وصلني من "لومون" الفرنسي، فأنا لحد الآن لا أفكر إلا في شيء واحد هو حالة والدي، لأنها تهمني أكثر من أي شيء آخر، وحينما يستعيد والدي عافيته بشكل جيد، يومها سأفكر في عرض "لومون"، أما عن دعوة الناخب الوطني فأنا كغيري من اللاعبين أنتظر وكلي أمل أن يضع ثقته فيّ". ================================ زاوي: "رد فعل أنصار الحراش "خلعني" وشبيبة القبائل أكبر منافس لنا على لقب البطولة" "لم أفهم لحد الآن كيف تفكّر الرابطة وشهر كامل دون منافسة صعب جدًا تسييره" "مفتاح لقب البطولة يتوقف على ما سنحققه في الثلاثة لقاءات القادمة" "اللعب في مراكش وفي ملعب جميل ومن دون ضغط يخدم كثيرا منتخبنا" "على بن شيخة أن ينظر إلى غالم، أما سوداني فدعوته ستتم آجلا أم عاجلا" كيف هي الأجواء في الفريق؟ نحن نتدرب بصفة عادية ووسط حرارة أكثر مما تتصور، خاصة في اللقاء الأخير الذي جمعنا بشبيبة الشراڤة، حيث كانت الحرارة لا تطاق، ورغم ذلك قدمنا ما علينا ولعبنا مباراة كسبنا من خلالها بعض المنافسة التي نشتكي من غيابها، حيث وضعتنا الرابطة في موقف لا نحسد عليه. هل من توضيح أكثر؟ يا أخي لمّا تلعب مباراة في 15 أفريل والثانية تلعبها في 13 ماي، بمعنى شهر كامل، فهذا يؤثر كثيرا على اللاعب، وشخصيا أنا ضد برنامج شهر كامل بدون منافسة، وهنا أحمّل الرابطة مسؤولية سوء البرمجة التي وضعتها لنا. لكن تأجيل لقائي شبيبة القبائل ومولودية الجزائر كان بفعل ارتباط هذه الفرق بالمنافسة الإفريقية.. كان على الرابطة أن تقدّم المباريات بشكل واضح، وكان في وسعنا مثلا أن نواجه مولودية الجزائر يوم الثلاثاء الفارط، وهكذا يمكننا لعب اللقاء بشكل عادٍ وكسب المنافسة، بدل تأجيلها إلى غاية الرابع من شهر جوان، ولهذا أقول أن الفترة القادمة ستكون صعبة جدا علينا إذا ما لم نحافظ على قوتنا واستعدادنا الجيد لما ينتظرنا. بالمناسبة لعبتم لقاءين وديين في الأسبوع المنقضي، وتلقى الدفاع أربعة أهداف، ما تعليقك عليها؟ (ثلاثية أمام واد ارهيو وواحد أمام الشراڤة) ما كان ينقصنا في الفترة التي نحن فيها هي اللقاءات الودية، طالما أن الرابطة أجلت لنا لقاءات البطولة، وفي نظري لم يكن يهمنا المنافس ولا حتى عدد الأهداف التي نسجلها أو تسجل علينا، بقدر ما كان يهمنا كسب المنافسة، وشخصيا أعتبر أن تلقي الدفاع لأربعة أهداف في لقاءات ودية أفضل من تلقيها في اللقاءات الرسمية. كيف ذلك، خاصة أن المنافسين صغار مقارنة بكم؟ شخصيا أراه أمرا عاديا، كما على الجميع أن يعرف بأن لقاء وادي ارهيو جاء بعد ثلاثة أسابيع كاملة من آخر مباراة لعبناها في البطولة، وهذا ما يجعلني شخصيا أقول بأن تلقي ثلاثية أمامه فتح لنا الأعين وكشف لنا أنه ما يزال أمامنا عمل كبير، قبل أن نستأنف البطولة. هذا ما يعني أن تأجيل البطولة فيه مصلحة لكم؟ لا لم أقل هذا، بل لو نتكلم عن البطولة في حد ذاتها، ترى أننا دخلنا مرحلة العودة بشكل قوي، ولم ننهزم في أربعة لقاءات، بل انتصرنا وهذا يعني أننا كنا في الطريق السليم، وكانت لدينا ثقة في النفس لمواصلة المشوار بخطوات ثابتة، ولكن مع التأجيل ستصعب علينا المهمة أكثر فأكثر. عودتكم إلى البطولة ستكون باستقبال مولودية سعيدة، كيف ترى اللقاء؟ "مزية رايحين نلعبوا على ميداننا"، خاصة أمام منافس قوي وكبير كمولودية سعيدة الذي لا يشتكي من قلة المنافسة مقارنة بنا، وهو في أفضل حال، ولكن مع لعبنا المباراة على ملعبنا وأمام جمهورنا فإن الدعم سيكون كبيرا، وسننجح بحول الله في تغطية النقائص التي نعاني منها، ولهذا آمل أن يكون توافد "الشلفاوة" قويا وكبيرا على الملعب. وما تعليقك على البرمجة التي وضعتكم فيها الرابطة؟ بكل صراحة أعتقد أن الثلاثة لقاءات القادمة التي ستجمعنا بمولودية سعيدة، ثم مولودية وهران وبعدها نستقبل شبيبة القبائل هي مفتاح فوزنا بلقب البطولة، وأخذ الفارق طبعا عن أقرب ملاحقينا وفاق سطيف، كون أي تعثر قد يقلص الفارق ويدخلنا في حسابات مع ملاحقينا، ولهذا لا نريد أن نفوّت فرصة استقبال سعيدة على ميداننا، لنرفع من معنوياتنا وننطلق بعدها في التفكير في الحمراوة والقبائل. خمسة لقاءات في ظرف أسبوعين، كيف تعلّق عليها؟ شخصيا أراها "مليحة" وستخدمنا كثيرا، خاصة أننا كلاعبين سئمنا من البقاء في كل مرة بعيدين عن البطولة، في حين أن فرقا أخرى لا تشتكي من قلة المنافسة، وفضلا على هذا فإن جميع الأندية معنية بهذا البرنامج، يعني أنك لما ترى أن الفرق الأخرى هي أيضا معنية بمثل هذه الرزنامة لا تقلق، بل تدرك جيدا أن جميع الحظوظ متساوية والحسابات تكون في وقتها، وليس انتظار ما الذي سيفعله الفريق الفلاني في لقاءه المتأخر. هل ترى أن سطيف هو منافسكم الوحيد على لقب البطولة؟ لا، ليست سطيف التي تخيفنا حاليا، بل شخصيا أعتقد أن شبيبة القبائل هي التي سيأتي منها الخطر، خاصة بعد فوزها بلقب كأس الجمهورية، وارتفاع معنويات لاعبيها، فضلا على هذا فإنها هي الأخرى لديها لقاءات متأخرة، وحاليا تحتل الصف الثالث في الترتيب العام، ولهذا أرشحها لتكون أكبر منافس لنا على اللقب فيما تبقى لنا من جولات. ولماذا الشبيبة وليس سطيف؟ ببساطة وكما سبق أن قلت تتويجها بلقب البطولة، والمعنويات العالية التي يتواجد عليها لاعبو الشبيبة، فضلا على المدرب الكبير والمحنك الذي سبق أن اشتغلت معه، رشيد بلحوت، كلها عوامل تصب في مصلحة الشبيبة لمنافستنا على اللقب. ما دام البطولة لم يبق منها الكثير، يعني 11 جولة، فهل باستطاعتكم المحافظة على مركز الريادة؟ نحن كلاعبين كنا نتمنى ألا تؤجل لنا أي مباراة، هكذا نحافظ على تركيزنا والقوة التي كشفنا عنها في دخولنا القوي لمرحلة العودة من البطولة، ولكن مع توقف البطولة، فإن الأمور ستزداد تعقيدا، خاصة إذا ما لحقنا أي تعثر مستقبلا، ولكن الشيء الأكيد هو أنه يتعيّن علينا أن نحافظ على قوتنا ونلعب ما تبقى لنا من لقاءات بحذر شديد. المتتبعون يعتبرون أن الجولات الأخيرة هي الأصعب في البطولة، ما تعليقك؟ لو نعود قليلا إلى الخلف لرأيت أن الشلف من الجولة العاشرة وهي سيدة البطولة وفي الصدارة، وهذا ما يعني أننا لن نفرط في ما حققناه لحد الآن، بل الشيء الأكيد هو أننا ما دمنا على بعد خطوات من نهاية الموسم، فما علينا إلا أن نصبر ونجتهد أكثر للمحافظة على كرسي الريادة والخروج في نهاية الموسم بلقب البطولة، لأنه صعب جدا أن "تلحق للعين وما تشربش"، أما عن السؤال في حد ذاته، فأنا مع هؤلاء الذين يقولون أن الجولات الأخيرة صعبة، لأنها ستحدد الأندية التي ستمثل الجزائر قاريا، وأيضا الفرق التي المعنية بالسقوط، ولهذا فإن الصراع سيكون على أشده عند أصحاب المقدمة وأيضا في مؤخرة الترتيب. هل ترى أن الأنصار هذا الموسم يقومون بواجبهم مع الفريق؟ قبل أن أتحدث عن دور أنصارنا، يجب أن أشير إلى أمر هام، لقد اطلعت على الطريقة التي تم بها استقبال لاعبي الحراش من طرف أنصارهم في ملعب أول نوفمبر، عقب خسارتهم للكأس، وصدقني ردة فعلهم "خلعتني" وفاجأتني كثيرا، حيث لم أكن أنتظر ذلك السلوك الحضاري من أنصار الحراش مع فريقهم، وهنا أحييهم على روحهم الرياضية ودعمهم الكبير لفريقهم الشاب، أما عن أنصارنا فأقول إن الدعم يجب أن يتواصل إلى غاية آخر جولة من البطولة، وعلى "الشلفاوة" أن يقفوا إلى جانب فريقهم في كامل الأوقات، يعني في الشدة والفرح، مثلما كان عليه الحال في الحراش، وليس القول أن النتائج هي التي تجلب الأنصار، بل الأنصار هم من يصنعون الفريق ويقوّون من عزيمة اللاعبين، وهنا أجدد دعوتي لأنصارنا وأطلب منهم التوافد بقوة في جميع اللقاءات التي تنتظرنا. هل تعانون هذا الموسم من أزمة أموال؟ ما دامت الإدارة لم تسوّ جميع الديون التي عليها، واللاعب لم يستلم كامل مستحقاته فيمكنني التأكيد على أننا ما زلنا نعاني من أزمة، لأن الدعم في هذا الوقت الذي نحن فيه يزيد من رفع معنويات اللاعب ويشجعه أكثر على بذل مجهودات أكبر لتشريف عقده وتأكيد النتائج التي يحققها. هل تفكرون في نهاية الموسم ومستقبلكم مع الفريق، خاصة أنك من بين اللاعبين الذين هم معنيون بنهاية عقودهم مع الفريق؟ شخصيًا لا أفكر في ذلك، بل الجميع يفكر في شيء واحد إنهاء البطولة وتحقيق رغبة الإدارة والأنصار، وبعدها اللاعب يفكر فيما سيقوم به. قلت في حوار سابق معك أنك ستنهي هذا الموسم مشوارك مع الشلف، فهل ما زلت عند كلمتك؟ ما زلت عند كلمتي، ولكن يجب ألا تفهموني غلط، بل أريد هذا العام أن أشرّف مشواري وأحرز لقب البطولة، وفي نهاية الموسم أجلس مع نفسي أراجع أموري بشكل جيد، أنظر إلى المشاريع الخاصة بي، وحينها سأتخذ القرار السليم. يعني هناك احتمال كبير في إنهاء مشوارك؟ كل شيء وارد.. بحكم أنك لاعب سابق في المنتخب الوطني، ما تعليقك على تعيين ملعب مراكش لاحتضان مباراة العودة بين المغرب والجزائر؟ شخصيا كانت لي الفرصة في التربص الأخير الذي أجريته مع فريقي في المغرب لرؤية ملعب مراكش، وأقول إنه بكل ما تحمله الكلمة من معنى هو ملعب تحفة وجميل، وفضلا على هذا فإن سكان مراكش هم طيبون ولا يحدثون ضغطا كبيرا على المنافس، وفي نظري لو يلعب عناصر المنتخب الوطني بحرارة أشد وأفضل من لقاء الذهاب فإننا سنعود بالفوز، لأن الحرارة هي أهم عامل وأكبر من الملعب. وكيف ترى حظوظ المنتخب في اللقاء؟ أقول إن المدرب الوطني في لقاء الذهاب "الله يحسن عونو" بحيث لم تكن لديه حلول كبيرة، ووجد عددا كبيرا من اللاعبين الأساسيين يعانون من الإصابة، ولكن مع عودة المصابين وكسبهم للمنافسة، فإن حظوظ المنتخب ستكون أوفر خاصة كما قلت لو حضرت الحرارة والإرادة الشديدة من اللاعبين. من هي العناصر التي يرى فيها زاوي القدرة على دعم المنتخب الوطني؟ من دون الدخول في صلاحيات الناخب الوطني أقول وبكل تواضع، بأن غالم وسوداني يستحقان دعوة من بن شيخة، فغالم يؤكد هذا الموسم مع فريق جمعية الشلف أنه كبير ويتمتع بخبرة وفضلا على هذا فإنه ساهم بشكل كبير في مركز ريادة الترتيب الذي تحتله الشلف، أما عن سوداني فبن شيخة يعرف قدراته جيدا، وفي نظري فهو مبرمج ليلتحق بالمنتخب في تربصه القادم، وأعتقد أنه لم ينسه بل الناخب الوطني يدرك جيدا أنه في أي وقت يستدعي فيه سوداني سيجده جاهزا وعلى أتم الاستعداد لتشريف ثقته.