مطار "ليل" البديل.. تحويل الركاب برا وفوضى في المواقيت اضطر زبائن الخطوط الجوية الجزائرية المتوجهين إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، التوجه إلى مطار ليل الفرنسي، في رحلة أمس، كما استوجب على المسافرين على الخطوط الجوية الجزائرية القادمين من بروكسل، التوجه إلى ليل برا للسفر من هناك نحو الجزائر. وعزت مصادر تحدثت إليها "الشروق" تحويل الطائرات الجزائرية عن مسارها لثلاثة أسباب مفترضة، الأول يتعلق بتخوف الجزائر من الحجز على طائرة أخرى للجوية الجزائرية، في إطار متابعة تسوية القضية المتنازع عليها مع المستثمر الجزائري الهولندي "حميد قربوعة" الذي تدين له الجوية الجزائرية بمليوني أورو، وهو ما قد يزيد من تعقيد القضية، أو أن الأمر يتعلق بقرار جزائري يقضي بعدم دخول الطائرات الجزائرية إلى الإقليم البلجيكي في إطار الاحتجاج على معاملة السلطات البلجيكية للطائرة التي تمثل شركة وطنية، والتعرض لها يعني التعرض للسيادة الوطنية، خصوصا وأن الجزائر قد استدعت سفيرها في أعقاب الحادثة للاحتجاج، أو أن الأمر يتعلق بإضراب عمال الملاحة الجوية بمطار بروكسل. وتحدثت "الشروق" أمس، إلى عدد من الجزائريين العالقين بمطار بروكسل، إذ أكدوا أنهم تلقوا اتصالات من وكالة الخطوط الجوية الجزائرية أمس الأول، تبلغهم بتحويل رحلتهم إلى مطار ليل، على أن تتكفل الشركة بمنح المعنيين تذاكر النقل في حافلات من بروكسل إلى ليل الفرنسية، ومن ثمة تتكفل الخطوط الجوية الجزائرية بتحويلهم إلى الجزائر، عبر رحلة للجوية الجزائرية، وأبدى المواطنون تذمرهم من القرارات المفاجئة للشركة خصوصا وأن باقي الخطوط الدولية قامت برحلاتها نحو دول أخرى من دون أي إشكال، وطرح إلغاء الرحلة المباشرة نحو الجزائر عدة تساؤلات خصوصا من العائلات التي كان برفقتها أطفال، وما هي الأسباب التي جعلت الشركة تلجأ لتحويلهم برا ولمدة تزيد عن الثلاث ساعات إلى مطار آخر قبل تسفيرهم نحو الجزائر، دون الحديث عن الفوضى والاضطرابات في ساعات الطيران والنزول، بالموازاة مع برمجة رحلات لشركات أخرى من المطار ذاته. الرحلة التي كانت من المفروض أن تقل الركاب من مطار بروكسل تحت رقم "ا.اش 20/63"، كان موعدها محددا على الساعة الثانية مساء بتوقيت بروكسل، غير أن تحويل الركاب برا استغرق أكثر من ثلاث ساعات، ما جعل موعد الرحلة يتأخر، فيما تم تكليف الطائرة التي أقلت الركاب المتوجهين إلى بروكسل والذين تم تحويلهم هم أيضا إلى مطار ليل على متن الرحلة "ا.اش 20/62"، التي أقلعت من الجزائر أمس في حدود الساعة الحادية عشرة والربع صباحا، بجلب الركاب المحولين من بروكسل، وبدا غريبا أن تحمل الرحلتان الرقم ذاته الخاص برحلات بروكسل، غير أن بطاقات الركوب التي استخرجها المواطنون تخص مطار ليل الفرنسي. إلى ذلك، لم تغادر الطائرة الجزائرية مطار بروكسل، حيث لوحظت بمطار بروكسل إلى غاية الساعة منتصف النهار، في وقت أكد الطرف الثاني المتنازع معه أن الخطوط الجوية الجزائرية قد رفعت الشروط المضروبة على الحساب الذي تم ضخ المبلغ المالي المستحق عليها به، والمقدر ب2 مليون أورو، وقال قربوعة في تصريح لموقع "كل شيء عن الجزائر" أن الجوية الجزائرية طلبت منه ضرورة الامتثال أمس أمام مجلس قضاء الجزائر لرفع الشروط عن الحساب الذي ضح فيه "الدين"، مشيرا إلى رفع قرار الحجز عن الطائرة. وحاولت "الشروق" أمس لعدة مرات الاتصال بالرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، محمد الصالح بولطيف، للاستفسار حول الموضوع، وإن تعلق الأمر بقرار جزائري "يمنع" الطائرات الجزائرية من النزول بمطار بلجيكا "احتجاجا" على الإهانة التي تورطت فيها السلطات البلجيكية استنادا إلى قضية المدعو قربوعة؟