نشرت : المصدر البلاد الجزائرية الأربعاء 14 يناير 2015 21:26 دعت العديد من فعاليات المجتمع المدني، من جمعيات وأئمة ودعاة وشخصيات المجتمع الجزائري بكل أطيافه وتوجهاته، للخروج للشارع في مسيرات نصرة للنبي عليه الصلاة والسلام، ردا على إعادة نشر الجريدة الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو" للرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول، وذلك يوم الجمعة عقب الصلاة عبر كامل التراب الوطني. وفي السياق، أوضح مسؤول ما يعرف ب"جبهة الصحوة الحرة الإسلامية السلفية"، عبد الفتاح زراوي حمداش، في اتصال ب"البلاد" أنه بعد عزم صحيفة "الشيطان الفرنسية" نشر الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، فإننا نحن جبهة الصحوة الحرة الإسلامية الجزائرية ندعو "كل شريف إلى النزول إلى الشارع بعد صلاة الجمعة نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه والمنافحة عنه"، مشيرا إلى أن المسيرة التي دعا إليها ستنطلق من مسجد المؤمنين ببلوزاد إلى مقر البرلمان بشارع زيغوت يوسف. كما دعا المتحدث عموم الشعب الجزائري إلى "الانتفاضة" لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم "ضد دولة فرنسا" وذلك بالخروج في مسيرات عبر كافة التراب الوطني "غضبا وتعبيرا وإنكارا ضد من أساء لرسول الله صلى الله عليه وسلم". وفي سؤال عن ما إذا كان حمداش أودع طلبا لترخيص بالمسيرة، أكد المتحدث قائلا "الأمر لا يتطلب ترخيصا"، مضيفا "مسيرتنا ليست سياسية ولا مطلبية"، مؤكدا أن "الغرض منها الذود والدفاع ومناصرة رسول الله عليه الصلاة والسلام". وبهذا تعود للأذهان المسيرة التي دعت إليها العديد من الفعاليات منتصف السنة الماضية، نصرة لغزة والشعب الفلسطيني، جراء الاعتداء الصهيوني الذي طال قطاع غزة وأدى إلى استشهاد الآلاف من الفلسطينيين خاصة النساء والأطفال العزل والأبرياء، حيث منعت مصالح الشرطة الذين خرجوا في مسيرات يوم الجمعة نصرة لفلسطين من التقدم وحاصرتهم بساحة أول ماي بالجزائر العاصمة. ويتساءل العديد ممن يرغب في المشاركة في المسيرة إذا كانت وزارة الداخلية والجماعات المحلية سترخص للمسيرة، في الوقت الذي يمنع القانون تنظيم المسيرات في الجزائر العاصمة. للإشارة، فقد اتصلنا عديد المرات بوزارة الداخلية والجماعات المحلية للاستفسار عن ما إذا كانت سترخص لمسيرة الغد، غير أنه لا أحد يرد على اتصالاتنا المتكررة. وتأتي مسيرة الجزائر لنصرة النبي عليه الصلاة والسلام، بعد موجة الانتقادات التي كانت عقب مشاركة وزير الخارجية، رمطان لعمامرة في مسيرة العاصمة الفرنسية باريس "ضد الإرهاب"، الأمر الذي سيجعل مصالح وزارة الداخلية في حرج من أمرها إن أمرت بمنع مسيرة لنصرة نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام. وفي ذات السياق، وقع أمس، عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة، سجل التعازي بسفارة فرنسابالجزائر، ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إثر مقتل 17 شخصا جراء العمليات الإرهابية التي شهدتها فرنسا مؤخرا. وكتب بن صالح في نص التعازي "إن الشعب الجزائري الذي كافح الإرهاب العابر للحدود لأكثر من عشرية كاملة، يقدر حق القدر أهمية التضامن الدولي لدحر مجرمي الإرهاب الأعمى الذي يشوه رسالة الإسلام ويتعدى باسمه على حياة الأبرياء من الناس". وذكر بن صالح بمشاركة الجزائر في المسيرة الدولية ضد الإرهاب قائلا "انضمت الجزائر عبر ممثليها إلى المسيرة الدولية ضد الإرهاب" التي دعا إليها فرانسوا هولاند، رئيس فرنسا "تضامنا مع الشعب الفرنسي في هذه الظروف الصعبة من الحداد والتأمل". وكتب رئيس مجلس الأمة "إن الإسلام الذي يحض على التسامح واحترام الآخر مهما كانت ثقافته أو دينه أو قناعاته السياسية والذي يؤمن بكافة الأنبياء والرسل والكتب السماوية للديانات الثلاث الكبرى، براء من الإرهاب ولا يمكن بأي حال من الأحوال، تحميله مسؤولية هذه الأعمال الشنيعة رغم النداءات التي يطلقها، باسمه دعاة الإرهاب العابر للحدود والخلط الذي من شأنه أن يشجع عليه بأعمالهم الهدامة للقيم الإنسانية الأساسية".