نشرت : المصدر الشروق الجزائرية الخميس 22 يناير 2015 10:13 تسببت أنفلونزا موسمية معقدة في وفاة ستة أشخاص بمستشفى عين طاية بالجزائر العاصمة، خلال ال20 يوما الماضية، حيث مست حسب مسؤولين بالمستشفى، أشخاصا كانوا يعانون أمراضا مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، فيما أشار أطباء إلى وفاة أكثر من 10 أشخاص بهذه "الأنفلونزا الغريبة والخطيرة" التي حذر منها العديد من الأطباء المختصين. وكشف الدكتور أوراري عبد الحميد مدير المصالح الصحية بمستشفى عين طاية في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أمس، أن هؤلاء الأشخاص "توفيوا بأنفلونزا موسمية معقدة مست أشخاصا كانوا يعانون بعض الأمراض"، وأضاف قائلا "لقد سجلنا منذ الفاتح جانفي الجاري وفاة ستة أشخاص كانوا يعانون من ارتفاع ضغط الدم وداء السكري وأمراض القلب". ويتعلق الأمر بأربع نساء منهن امرأة حامل، ورجلان اثنان، وكانت أعمارهم تتراوح بين 28 سنة و99 سنة. وأشار الدكتور أوراري إلى أن "الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب هم الفئات الأكثر تأثرا بهذه الأنفلونزا الموسمية الحادة". غير أن الدكتور طمأن المواطنين، قائلا إن "علاجا عاديا وفق إرشادات الطبيب من شأنه تجنيب الأشخاص المصابين بالأنفلونزا الموسمية أي تعقيد". بالمقابل تشهد المستشفيات والعيادات هذه الأيام حالة استنفار وطوارئ غير مسبوقة، نظرا لتوافد عدد كبير من المصابين بأنفلونزا حادة، وأضحى التعرض للحمى والصداع المصحوب بالزكام يشكل مخاوف لدى المواطنين خاصة بعد تناقل أخبار عن وفاة 10 أشخاص بالأنفلونزا الموسمية في أقل من أسبوع عبر عدة ولايات منها تيزي وزو والبليدة، ما دفع المختصين إلى دعوة كل مواطن يصاب بالزكام إلى التوجه العاجل للمستشفيات، مؤكدين أن الجزائر تشهد نوعا جديدا وخطيرا من الأنفلونزا الحادة المسببة للوفاة. وخلال جولة بسيطة إلى المستشفيات يمكن ملاحظة حالة الاستنفار من خلال الكمامات التي وزعت على الطواقم الطبية تفاديا لانتقال العدوى، كما خصصت أجنحة خاصة وفرق طبية للتكفل بالحالات الوافدة المشكوك فيها. وقد حذر أطباء من تسجيل نوع غريب وخطير من الأنفلونزا الموسمية، تتميز بتدمير الجهاز المناعي للمصاب وسرعة العدوى، وهذا ما شهدته مصالح الاستعجالات في مختلف ولايات الوطن، أين استقبلت حالات لمصابين من مختلف الأعمار تلقفتهم الوفاة في مدة قصيرة بعد إصابتهم بأنفلونزا حادة. ورغم أن وزارة الصحة أطلقت منتصف أكتوبر الماضي الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس الأنفلونزا الموسمية، ووفرت بعد توفير مليون و600 ألف جرعة لقاح مضاد لكل المؤسسات الإستشفائية والوكالات الصيدلانية عبر مختلف ولايات الوطن، حيث استمرت العملية طيلة شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين، وشمل التلقيح ضد فيروس الأنفلونزا الموسمية أصحاب الأمراض المزمنة كمرضى السكري والربو وغيرها، كما تخص الأشخاص كبار السن الذين يفوق سنهم 65 سنة والنساء الحوامل في الثلاث أشهر الأخيرة، إلا أنه يبدو أن مصالح الصحة عجزت عن مواجهة هذه الأنفلونزا الغريبة والخطيرة والتي لم تحدد طبيعتها بعد.