كان لقاء اتحاد عنابة أمام ضيفه وداد تلمسان أول أمس مثيرا رغم سوء الأحوال الجوية و سوء أرضية ميدان ملعب 19 ماي، حيث شهدت المواجهة تسجيل ستة أهداف كانت أربعة منها لصالح التشكيلة العنابية التي رغم ذلك وجدت صعوبة في الظفر بنقاط هذا اللقاء، بالنظر إلى ندية الفريق التلمساني الذي تمكن من إنهاء الشوط الأول لصالحه قبل أن ينهار في الشوط الثاني ويتلقى ثلاثة أهداف خلال هذا الشوط. وبهذا الفوز تمكن اتحاد عنابة من الابتعاد عن منافسه من جهة واستعادة مرتبته الثالثة، بعدما ضاعت منه في الجولة الماضية بسبب خسارته في باتنة أمام الشباب المحلي. الفارق يتقلص إلى ثلاثة نقاط عن الرائد قبل الحديث عن تفاصيل مباراة التي لعبها اتحاد عنابة أمام ضيفه وداد تلمسان يجب أن نتطرق إلى الوضعية التي أصبح عليها ترتيب فرق المقدمة، حيث أن الفوز الذي سجلته التشكيلة العنابية أمام تلمسان سمح لها باستعادة مركزها الثالث من اتحاد الحراش الذي تعثر خلال هذه الجولة في البرج من جهة، وتقليص الفارق عن رائد البطولة مولودية العاصمة إلى ثلاثة نقاط بعد تعثره خلال هذه الجولة في البليدة. للإشارة فإن رفقاء بوشريط يحتلون المركز الثالث برصيد 33 نقطة مناصفة مع شبيبة بجاية الذي عاد بفوز عريض نهاية الأسبوع الماضي من باتنة عندما فاز على المولودية المحلية بثلاثية نظيفة. تلمسان صمدت شوطا واحد فقط وقد عرفت مباراة أول أمس إثارة ولعب جميل خاصة من جانب أشبال المدرب عبد القادر عمراني، الذين فرضوا ضغطا شديدا على دفاع المنافس منذ بداية المواجهة ما سمح لهم بتسجيل الهدف الأول عن طريق اللاعب بودار برأسية جميلة، لكن ندية الزوار سمحت له بمعادلة النتيجة دقائق قليلة بواسطة مخالفة مباشرة لم يتمكن حارس الاتحاد حوامد من التصدي لها، وتواصل صمود الزوار في ما تبقى من دقائق من هذا الشوط الأمر الذي مكنهم من تسجيل هدف ثان لحظات قبل نهايته. عنابة تنتفض في الشوط الثاني وربيح يسجل على طريقة الكبار النتيجة التي انتهى بها الشوط الأول جعلت رفقاء عبد السلام ينتفضون في الشوط الثاني ويرمون بكل ثقلهم حيث لا سوء الأرضية ولا ندية الزيانيين وقفت في وجه رغبتهم القوية في الفوز، حيث اعتمدوا على الهجوم وفرضوا ضغطا شديدا على دفاع المنافس الأمر الذي مكنهم من معادلة النتيجة في المرة الأولى بواسطة ضربة جزاء نفذها ڤاسمي، وفي المرة الثانية سجل المهاجم ربيح هدفا ثالثا بطريقة رائعة وبحركة واحدة غالط كامل الدفاع التلمساني، ليتوغل بعد ذلك وينفرد في المرمى ليبدع في إدخال الكرة في الشباك، معيدا بذلك فريقه من بعيد بعدما كان منهزما في الشوط الأول بهدفين لهدف. وقد قضى الهدف الذي سجله ربيح على وداد تلمسان الذي حاول الخروج من منطقته من أجل معادلة النتيجة لكن ذلك كلفه غاليا، حيث تلقى هدفا رابعا سجله المهاجم طبال الذي دخل في الشوط الثاني مكان المدافع الأيمن رماش، لينتهي بعد ذلك اللقاء بفوز مستحق للتشكيلة العنابية وسط فرحة كبيرة بين لاعبيها وأنصارها، الذين تغنوا “شمبيوني شمبيوني“ عند خروج اللاعبين من أرضية الملعب. عنابة تكرر في الشوط الثاني سيناريو المولودية ما حدث في الشوط الثاني من لقاء أول أمس يشبه إلى حد بعيدا ما حصل في لقاء الجولة الأولى من مرحلة العودة، حين استقبل اتحاد عنابة رائد البطولة مولودية العاصمة بعدما رجحت التشكيلة العنابية النتيجة لصالحها في الشوط الثاني، رغم النقص العددي الذي لعبت به في هذا الشوط بعدما طرد الحكم مدافعها القوي بن شرڤي في بدايته، حيث تمكنت من تسجيل هدفين بواسطة المدافع معيزة والمهاجم ڤاسمي في اللحظات الأخيرة وفازت بهدفين دون رد. تغييرات عمراني والحالة البدنية الجيدة للاعبين صنعت الفارق وعن أسباب العودة القوية لأشبال المدرب عبد القادر عمراني في الشوط الثاني أمام تلمسان، فتكمن في الحالة البدنية الجيدة للاعبي التشكيلة العنابية والتي قابلها الانهيار البدني للاعبي تلمسان خلال هذا الشوط، أما السبب الثاني فراجع إلى التغييرات التي قام بها مدرب اتحاد عنابة في هذا الشوط، حيث اعتمد على خطة هجومية بعدما أقحم مهاجما آخر مكان مدافع رغم أن هذا الإجراء يعتبر مجازفة كبيرة، غير أنه في الأخير أتى بثماره لأن اتحاد عنابة سجل ثلاثة أهداف عن طريق المهاجم الذي أقحمه خلال هذا الشوط. منادي عاش اللقاء على الأعصاب انتهاء الشوط الأول لصالح وداد تلمسان خلق نوعا من القلق لدى الأنصار ورئيس الفريق منادي الذي تابع اللقاء من النفق المؤدي إلى غرف الملابس بسبب العقوبة المسلطة عليه، وعاشه على الأعصاب لكن سرعان ما عادت إليه الفرحة بعدما عاد الفريق في الشوط الثاني وحسم بعد ذلك النتيجة بأربعة أهداف لهدفين، سمحت له بالعودة إلى الواجهة من جديد واسترجاع مركزه الثالث الذي فقده في الجولة الماضية. “الهوليڤانز“ تغنوا “شمبيوني شمبيوني“ من جهتهم ناصر محبو اتحاد عنابة فريقهم رغم قلة عددهم في المدرجات من خلال تشجيعاتهم للاتحاد واللاعبين التي لم تتوقف طيلة 90 دقيقة، وقد كانت فرحة “الهوليڤانز“ كبيرة بعدما حصد فريقهم النقاط الثلاثة، بعدما كان منهزما في النتيجة بعد نهاية الشوط الأول بهدفين لهدف. أنصار اتحاد عنابة حيوا اللاعبين في نهاية المباراة على روحهم القتالية وتغنوا كثيرا بعبارة “شمبيوني شمبيوني“، ما يؤكد بأن “الهوليڤانز“ أصبحوا يثقون أكثر من أي وقت مضى في قدرة فريقهم على نيل لقب بطولة هذا الموسم.