نشرت : الهداف الجمعة 19 يونيو 2015 14:29 وإذا شارك ميسي في مباراة الغد ، ستكون المباراة الدولية المئوية له مع راقصي التانجو ليترك اللاعب بصمة جديدة له مع الفريق في انتظار البصمة الأكبر التي يسعى إليها وهي الفوز بلقب البطولة ليكون الأول له مع المنتخب الأرجنتيني. وقال ميسي ، في تصريحات إلى وكالة الأنباء الألمانية : "من الرائع للغاية أن أخوض 100 مباراة مع المنتخب الأرجنتيني. مررت مع الفريق بالعديد من اللحظات والأوقات الصعبة والمواقف العصيبة". وأوضح مبتسما ، خضت مع الفريق نهائي كأس العالم (في 2014 بالبرازيل) وكوباأمريكا وأتمنى أن تسفر المباريات الثلاث التي تلي المئوية عن فوز الفريق بلقب كوباأمريكا". ويحتفل ميسي يوم الأربعاء المقبل بعيد ميلاده الثامن والعشرين ويتمنى أن يكتمل احتفاله من خلال التتويج مع المنتخب الأرجنتيني بلقب كوباأمريكا الغائب عن بلاده منذ 22 عاما. وخلال 99 مباراة خاضها ميسي مع المنتخب الأرجنتيني حتى الآن ، سجل النجم الموهوب 46 هدفا وينتظر ألا يجد ميسي صاحب الأرقام القياسية العديدة مع فريقه برشلونة الأسباني صعوبة كبيرة في تحطيم الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب مع المنتخب الأرجنتيني في المباريات الدولية حيث يستحوذ النجم السابق جابرييل باتيستوتا على هذا الرقم القياسي برصيد 56 هدفا. وبدأ ميسي مشاركاته مع المنتخب الأرجنتيني قبل نحو عشرة أعوام وبالتحديد في 17 أوت 2005 ومن خلال المباراة الودية التي تغلب فيها على نظيره المجري 2 / 1 في عقر داره بالعاصمة بودابست. ولكن ضربة البداية لم تكن واعدة حيث دفع به المدرب خوسيه بيكرمان مدرب المنتخب الأرجنتيني وقتها في الدقيقة 65 من المباراة ولكن ميسي طرد بعدها بعشر ثوان فقط على استاد "فيرنك بوشكاش" في بودابست بعدما رأى الحكم أنه اعتدى على اللاعب المجري فيلموس فانتشاك. وكانت بداية اللاعب مع منتخب الشباب الأرجنتيني قبل هذا بعام واحد وكانت مشاركته الأولى ذات طابع خاص حيث علم خوليو جروندونا رئيس الاتحاد الأرجنتيني للعبة آنذاك أن أسبانيا في طريقها لاستدعاء ميسي نجم برشلونة الأسباني إلى صفوف منتخبها. ولهذا حرص جروندونا نائب رئيس الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في ذلك الوقت على الإسراع بالاتفاق على مباراة ودية مع منتخب الباراغواي ليرتدي ميسي قميص المنتخب الأرجنتيني للشباب (تحت 20 عاما) ويخوض هذه المباراة أمام الباراغواي في 20 جوان 2004 ليتزامن هذا التاريخ في ذكراه الحادية عشر مع مباراة المنتخب الأرجنتيني غدا أمام جامايكا. وقال خافيير ماسكيرانو نجم برشلونة ولاعب خط وسط المنتخب الأرجنتيني ، إلى وكالة الأنباء الألمانية: "هذا يجعلني في غاية السعادة لميسي. خوض 100 مباراة مع المنتخب الأرجنتيني ليس أمرا سهلا وإنما ينم عن قيمة هائلة لهذا اللاعب. وفي الحقيقة ، قليلون فقط نجحوا في خوض عدد من المباريات أكثر من هذا الرصيد". وأضاف "تحقيق هذا الرقم في هذه السن المبكرة يمثل جائزة كبيرة. ولكن ميسي ما زال مفتقدا لما نفتقده جميعا وهو تحقيق شيء مهم للفريق". ويخوض ميسي فعاليات البطولة الحالية بعدما أحرز ، للمرة الثانية ، الثلاثية (دوري وكأس أسبانيا ودوري أبطال أوروبا) مع فريق برشلونة. ولكنه لا يزال يعاني من عناد الحظ له مع المنتخب الأرجنتيني رغم كل الألقاب التي أحرزها مع برشلونة وكذلك الأرقام القياسية التي حققها مع ناديه وفوزه بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم أربع مرات متتالية. وسبق لميسي أن قاد المنتخب الأرجنتيني الشاب إلى لقب كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) في 2005 كما قاد المنتخب الأولمبية لذهبية كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية ببكين عام 2008 لكنه لم يحرز أي لقب مع المنتخب الأول. وقال سيرخيو أغويرو مهاجم المنتخب الأرجنتيني والصديق المقرب إلى ميسي "إذا لم يفز هذا الجيل بأي شيء ، سيشعر لاعبوه بالندم طيلة حياتهم" في إشارة إلى ضرورة فوز المنتخب الأرجنتيني بلقب كوباأمريكا الحالية نظرا لعدم فوز الفريق بلقب البطولة منذ 22 عاما وبالتحديد منذ أن توج بلقبه الرابع عشر في كوباأمريكا عام 1993 . ويدرك ميسي ، الذي يلقبه زملاؤه "بالقزم" فيما يشتهر اللاعب عالميا باسم "البرغوث" ، جيدا أن هزيمة الفريق 0 / 1 أمام نظيره الألماني في نهائي المونديال البرازيلي ما زالت تؤلم وتجرح جماهير التانجو. وقال ميسي ، لدى وصوله إلى تشيلي للمشاركة في البطولة الحالية: "جرح المونديال سيظل موجودا. ولهذا فإن الفوز بلقب كوباأمريكا في غاية الأهمية بالنسبة لنا. المنتخب الأرجنتيني لم يرفع كأس البطولة منذ سنوات طويلة". وعلى مدار مسيرة ميسي مع المنتخب الأرجنتيني ، تغير أداؤه كثيرا خاصة في السنوات الأخيرة. وقال سيزار لويس مينوتي المدير الفني السابق للمنتخب الأرجنتيني الفائز بلقب مونديال 1978 ، في مقال خاصة إلى وكالة الأنباء الألمانية: "علينا أن ندرك أن مستوى ميسي تطور. لم يعد هو نفس الفتى الذي شاهدناه قبل خمس سنوات. أصبح أكثر تعقلا ونضجا وقدرة على المنافسة. من قبل ، كان ميسي فتى رائعا ومدهشا ولكنه يلعب كما لو كان في فناء المنزل. والآن ، أصبح منافسا محترفا تطور مستواه كثيرا". ولم يعد ميسي هو المهاجم الذي غادر مونديال 2010 بجنوب أفريقيا وعينيه مسلطتان على أرض الملعب وويداه على رأسه لانزعاجه من عدم هز الشباك في البطولة. والآن ، لم يعد دور ميسي مجرد بذل الجهد لهز الشباك وإنما أصبح أكثر اجتهادا في الملعب وتنقلا في كل الاتجاهات بحثا عن الكرة لبدء الهجمة لصالح فريقه رغم ما يكلفه هذا من عناء كبير في الوصول إلى المرمى. ولا يجد ميسي في المنتخب الأرجنتيني ما يجده من معاونة هائلة من زملائه ببرشلونة والذين يهدونه الكرة كثيرا لمساعدته على هز الشباك. ولكنه اعتاد بذل جهد أكبر وأن يكون مصدر الكرار في العديد من هجمات المنتخب الأرجنتيني. ورغم هذا ، ما زالت بعض الانتقادات والشكوك تحيط بأدائه مع راقصي التانجو حيث يرى بعض المشجعين أنه لا يقدم حتى الآن مع التانغو ما يقدمه من أداء رائع مع برشلونة. ولكن البعض الآخر يرى أن المقارنة بين ميسي وبرشلونة وميسي في المنتخب الأرجنتيني تبدو ظالمة ومجحفة للاعب نظرا لاختلاف بيئة اللعب في كل من الحالتين والظروف المحيطة باللاعب في كل منهما بما في هذا مجموعة اللاعبين ومهاراتهم إضافة إلى أنه لا يمكن التغاضي عن وصول ميسي مع المنتخب الأرجنتيني لنهائي المونديال البرازيلي منتصف العام الماضي. وإذا سارت الأمور على طبيعتها ودون أي مفاجآت ، سيكون ميسي متواجدا مع المنتخب الأرجنتيني في المونديال القادم عام 2018 بروسيا حيث سيكون في الحادية والثلاثين من عمره ولكنه يحتاج أولا إلى تجديد الثقة به من خلال قيادة الفريق للقب كوباأمريكا هذا العام.