شدّ شباب بلوزداد رحاله صبيحة الثلاثاء صوب عطبرة السودانية لمواجهة الأمل السوداني لحساب الدور الثالث من كأس “الكاف“... في رحلة دامت أكثر من 14 ساعة كاملة مرّت في أحسن الظروف وفي أجواء رائعة صنعها التعداد البلوزدادي. وكانت بداية الرحلة من العاصمة الجزائر إلى مطار القاهرة عبر الخطوط الجوية المصرية، في رحلة دامت قرابة أربع ساعات مرّت في أجواء رائعة بفضل حيوية رفقاء سليماني أثناء الرحلة، وهو ما أنسى الجميع مشقة الرحلة الطويلة التي كانت تنتظرهم. البعض استسلم للنوم في الطائرة غير أنه مع مرور الوقت بدأ التعب يفعل فعلته في اللاعبين حتى أن البعض منهم استسلم للنوم في الطائرة، على غرار معزيز، معمري وآخرين حاولوا اغتنام الفرصة من أجل أخذ قسط من الراحة بما أن الرحلة لا زالت طويلة. وتمت الرحلة في أحسن الظروف إلى القاهرة، حتى أن الخطوط المصرية حرصت على تسهيل الإجراءات للبلوزداديين من ساعة امتطائهم الطائرة، حتى أنهم تناولوا وجبة الغداء في الطائرة وتكفلت بضمان وجبة العشاء لحظة وصول التعداد إلى المطار، وهذا عقب اتفاقها مع وكالة الأسفار في وقت سابق على توفير كل الخدمات أثناء بقاء الشباب في قاعة الانتظار بالمطار. الوصول إلى القاهرة في الساعة الرابعة وكان الوصول إلى مطار القاهرة في حدود الساعة الرابعة بتوقيت الجزائر (الخامسة بالتوقيت المصري)، وتوجه الفريق مباشرة إلى قاعة العبور في وقت تولى الأمين العام للفريق جمال حدوش مهمة التسجيل في الخطوط الجوية المصرية تحسبا لمواصلة الرحلة إلى العاصمة السودانية الخرطوم. وبقي الفريق ستّ ساعات كاملة في قاعة الانتظار استغلها اللاعبون في التجوّل في بعض محلات المطار، في حين حاول البعض أخذ قسط من الراحة في بهو المطار ريثما يحين موعد العشاء. الشباب وجد كلّ التسهيلاتفي مطار القاهرة وفي هذه الأثناء، واصل الأمين العام للفريق مباشرة الإجراءات التي أخذت بعض الوقت بسبب إصرار أحد عمال المطار على رؤية أرقام الحقائب الواحد تلو الآخر وإلا فلن يغادر أحد المطار، وهنا تدخل أحد المسؤولين في الخطوط الجوية المصرية وطلب من موظفه تحسين لهجته وعدم رفع صوته في الحديث مع الأمين العام للفريق، قبل أن يتدخل شخصيا ويوضح بهدوء أنه من شروط العبور أن تعرض كل البيانات كتذاكر الرحلة وجواز السفر وأرقام الأمتعة والحقائب، وهو ما حدث في ظرف وجيز، حتى أن الإجراءات الأخرى بالتصريح عن هوية الفريق تمّت في دقائق قليلة، وهو ما أراح البلوزداديين. قلق اللاعبين زال بفضل استقبال المصريين وكان بعض اللاعبين قد أبدوا قلقهم مما ينتظرهم في مطار القاهرة في ظل تدهور العلاقات المصرية – الجزائرية، إلا أن هذا القلق سرعان ما زال بعد التسهيلات التي وجدها “أبناء العقيبة“ والترحاب حتى من رجال الأمن الذين تحدّثوا مع اللاعبين وحاولوا التعرف على الفريق، ولو أن البعض تذكره بما أنه سبق وواجه الأهلي المصري في وقت سابق. كما تجوّل الفريق في أنحاء المطار دون أن يتعرّض ولا شخص لمضايقات خاصة، مظهرين انضباطا شديدا لتشريف ألوان الفريق وسمعة الجزائر قبل كلّ شيء. الجميع تناول العشاء على 19:30 وبما أن الوقت بين الوصول إلى القاهرة ومواصلة الرحلة إلى الخرطوم طويل، فقد طلب المدرب البلوزدادي البقاء على مقربة من أحد المطاعم في الفندق الذي سيتولى إطعام الفريق. حيث طالب الجميع أن يكونوا في الموعد عند الساعة السابعة ونصف، من أجل تناول وجبة العشاء في مجموعة واحدة بحسب الاتفاق مع المطعم وهو ما كان. فقد حرص الجميع على الحضور في الموعد وتناولوا وجبة العشاء قبل أن يركن الجميع للراحة بعد أن نال منهم الإرهاق. الوفد انتظر ستّ ساعات في المطار وكانت النقطة السوداء على حدّ تعبير اللاعبين في الرحلة هي اضطرارهم إلى البقاء ستّ ساعات كاملة في مطار القاهرة تحسبا لمواصلة الرحلة إلى الخرطوم، حتى أن البعض اشتكى من الإرهاق وحاول الاستسلام للنعاس لقتل الوقت، في حين توجّه البعض إلى المصلى الموجود في المطار من أجل تأدية الصلوات المكتوبة في وقتها. وتأسف اللاعبون من عدم وجود رحلة مباشرة من الجزائر إلى السودان مثلما كان الحال عليه أيام “أم درمان“، حين برمجت رحلات جوية مباشرة لنقل الأنصار. مباراة الإنتير- برشلونة أنقذت الجميع ومن حسن حظ الجميع أن قاعة الانتظار حرصت على برمجة مباراة في رابطة أبطال أوربا التي جمعت برشلونة والإنتير عبر قناة الجزيرة، وقد كسرت “الروتين“ الذي أثر في البلوزداديين. وقد تابعوا المباراة على الأعصاب وكانوا غاضبين بسبب خسارة رفقاء ميسي أمام “النيرازوري“ بالنتيجة والأداء، وكان الجميع يتجاوب مع لقطات المباراة خاصة من جانب “البارصا“، وهو ما خلق أجواء حيوية في بهو المطار تجاوب معها بعض المسافرين الأجانب. الرحلة إلى الخرطومفي منتصف ليلة الثلاثاء بالرغم من أن البرنامج كان من الوهلة الأولى يبدو مرهقا للاعبين إلا أنه لم يكن هناك خيار آخر لهم سوى البقاء في المطار عقب تناولهم وجبة العشاء، خاصة أنهم بقي لهم أربع ساعات كاملة عليهم قضاؤها في البهو. حيث توجه البعض إلى المقهى وأخذوا يتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم حول الفريق وما ينتظرهم في السودان، فيما لجأ البعض إلى أجهزة الكمبيوتر المحمول من أجل تمضية الوقت والدردشة عبر الأنترنت مع أقاربهم قصد طمأنتهم عن أحوالهم بأن الأمور على خير ما يرام في مصر ولم يتعرّض أحد للمضايقة، ومنهم من استمع للموسيقى أو شاهد فيلما من أجل تمضية أربع ساعات كانت طويلة ومرهقة أكثر مع مرور الوقت. التعب نال من اللاعبين بسبب الانتظار ومع مرور الوقت بدأ التعب ينال اللاعبين خاصة أنهم كانوا قد استيقظوا مبكرا صبيحة أمس الثلاثاء تحسبا للسفر، وهو ما جعل علامات الإرهاق تبدو واضحة على أوجه اللاعبين، حتى أن البعض أكد لنا أنهم وجدوا صعوبات في الاسترخاء خاصة أن بهو المطار كان يعجّ بالمسافرين وهو ما أقلقهم نوعا ما، خاصة أن برنامج الرحلة لا يزال طويلا ويمتد إلى صبيحة الأربعاء حتى يصلوا إلى مطار الخرطوم بالعاصمة السودان. ---------------------------------------- تدريبات مساء أمس بحضور الفريق المنافس وأنصاره أجرت تشكيلة الشباب مساء أمس تدريبات على ميدان الملعب الرئيسي لمدينة “عطبرة”. وجرت التدريبات بحضور أعضاء كثيرين من الفريق المنافس الذي أجرى حصته قبل حصة الشباب بقليل وأيضا بحضور عدد معتبر من أنصار الفريق السوداني الذين أرادوا اكتشاف الفريق الجزائري والتمتع بفنيات لاعبيه. ----------------------------------- لهجة المصريين تغيرت وتعرفوا على أوسرير بالرغم من المخاوف التي كانت تعتري البلوزداديين قبل السفرية إلى السودان بسبب ما ينتظر اللاعبين في مطار القاهرة، لكن سرعان ما زال القلق تماما حيث سهل المصريون كل الأمور ولا أحد تعرض للمضايقة أثناء تواجد الفريق في المطار.. خاصة وأن التعليمات كانت صارمة للغاية وهي ضرورة الحفاظ على الهدوء وإظهار سلوك اللاعبين الحضاري أثناء الحديث والجلوس والمعاملة وهو ما انصاع له الجميع، غير أن ما لفت انتباهنا هو المعاملة المصرية للوفد البلوزدادي أو بالأحرى الجزائري حيث أن المصريين تعاملوا برزانة وهدوء وبدون أي مشاكل. البعض تعرف على أوسرير بأنه كان مع “الخضر” وفي الوقت الذي تحول فيه الجميع إلى أحد المطاعم لتناول وجبة العشاء، التحق أوسرير بزملائه متأخرا نوعا ما، لكن المفاجأة كانت في أن أحد موظفي المطعم تعرف على أوسرير من الوهلة الأولى بأنه كان ضمن المنتخب الوطني في 14 نوفمبر الماضي في مباراة “الخضر” أمام مصر في القاهرة، وهو ما أضحك الجميع . وقالوا إن “الخضر”لم يتعرضوا لأي اعتداء وحاول المصريون بطبيعة الحال عدم تفويت الفرصة دون الحديث عما حدث في مباراة القاهرة حيث كان ذلك بطريقة هادئة، إذ قالوا إن “الخضر” لم يتعرضوا لأي اعتداء، وانضم لهم بعض الموظفين الآخرين الذين دخلوا في محادثات مع اللاعبين بعيدة كل البعد عن التعصب. أوسرير كان دبلوماسيا ورحب بهم في الجزائر ورغم مزاح المصريين، إلا أن أوسرير كان هادئا وتبادل معهم أطراف الحديث مؤكدا لهم أنه تم الاعتداء عليهم على الطريقة المصرية حين قال: “طبعا كانت صلصلة فوق رؤوس اللاعبين”. وتابع حارس عرين البلوزداديين محادثته القصيرة بدبلوماسية حيث رحب بالمصريين في الجزائر حين قال لهم بأن الشعبين المصري والجزائري أخوان، وهو نفس الحديث الذي ختم به الموظف المصري حديثه مرحبا برفقاء أوسرير في مصر. الجميع تمنى التوفيق للشباب في مباراته مع السودان ويبقى الأهم في كل ما حدث، هو أن المصريين سواء رجال الأمن الذين كان لنا حديث معهم أثناء تواجدنا في المطار أو غيرهم، كانت لهجتهم في الحديث بعيدة عن أي نوع من أنواع التعصب وهو ما أراح أبناء “العقيبة”، حتى أن الجميع تمنى التوفيق للشباب في مباراته أمام الأمل عطبرة السوداني، فضلا عن أن بعض المصريين طلبوا معلومات عن الفريق البلوزدادي من باب الفضول. “شاويش” تعرف على الشباب وتذكر مباراته أمام الأهلي ولفت انتباهنا خلال حديث جمعنا بشاويش (شرطي) في نقطة تفتيش، أنه طلب منا التعرف على أعضاء الوفد وإن كان يضم صحفيا أم لا، وهو ما كان له ولو أن الأمر جعلنا نتساءل لماذا ركز في سؤاله على وجود صحفي؟ فكان جواب الشاويش أنه مجرد إجراء عادي لا غير، قبل أن يسألنا عن اسم الفريق فأخبرناه، فأجاب: “آه، فاكرو مر من عندنا من سنين قليلة، واجه الأهلي وفزنا عليه” قالها وهو يضحك، قبل أن يتمنى التوفيق للشباب في مباراته أمام الأمل عطبرة السوداني. ---------------------------------------- يوناني تفاجأ بوجود جزائريين في مصر في الوقت الذي دخلنا مطار القاهرة توجه نحونا أحد الموظفين وتحدث معنا بلهجة عربية ركيكة، سألناه من أي بلد هو فرد: “أنا يوناني، ومن أين أنتم”. فكان ردنا من الجزائر. وهنا كانت دهشته كبيرة خاصة أننا كنا نتحدث مع مصريين. وقال لنا “جزائريون في مصر، لكن العلاقة بينكم... ثم صمت“، فكان رد أحد المصريبن: “نحن إخوان ومرحبا بكم“. وهنا صمت اليوناني واكتفى بالقول “أمر رائع إذن“ وغادر. يونس أخذ صورة مع “شاويش“ يبدو أن الأمن المصري حاول هذه المرة تطبيق الآية الكريمة المكتوبة في مطار القاهرة “أدخلوا مصر آمنين“، وهو ما يفسّر التسهيلات التي قاموا بها للشباب والحديث الذي دار بينهم، حتى أنهم تمنوا التوفيق للشباب. وقد أخذ أحدهم صورة تذكارية مع اللاعب يونس. “أليكس دوّرها عربية“ بالرغم من التعب الذي نالمن اللاعبين جراء السفر الطويل إلا أن الأجواء كانت رائعة بين اللاعبين طيلة الرحلة وفي وقت الإنتظار، ولو أن ما لفت انتباهنا هو الإيفواري “أليكس“، الذي بات يتقن العربية أو اللهجة الجزائرية حيث تحدّث بها بطلاقة، وهو ما طبع على الأجواء نكهة أخرى. براجة وعواد اتصلا ببوسحابة من بين كل التعداد لم يتمكن إلا براجة من وضع شريحة اتصال مصرية للإتصال بأهله وذويه، وكانت المناسبة للإتصال بالغائب الكبير بوسحابة، حيث تحدث معه رفقة عواد و”هبلوه”، مؤكدين له أن كل الأمور على خير ما يرام. --------------------------------------------- الشباب التقوا لاعبي المريخ السوداني صادف وجود الشباب في مطار القاهرة وجود وفد المريخ السوداني المتجه نحو تونس في إطار مباراته لحساب رابطة أبطال إفريقيا أمام الترجي التونسي، وكان لنا حديث مع بعض أعضاء الفريق. فبمجرد اقترابنا منهم وتقديم أنفسنا أننا جزائريون وذاهبون إلى السودان، حتى شرعوا في الترحيب بالشباب بطريقة أثرت في البلوزداديين كثيرا وأعادت إلى الأذهان حفاوة أهل السودان مع “الخضر“ في المباراة التاريخية التي أهلت الجزائر لمونديال جنوب إفريقيا. قدّموا بعض المعلومات عن عطبرة وكانت الفرصة مواتية لأبناء “العقيبة“ للحديث مع أعضاء الوفد السوداني حول المباراة المنتظرة للشباب أمام الأمل عطبرة الجمعة المقبل، حيث حاول الشباب طلب بعض المعلومات بما أن المنافس مجهول من حيث مستواه أو طريقة لعبه، إلا أن مسيري المريخ اكتفوا بالتأكيد على أن الأمل فريق متوسط في الدوري السوداني وهذا الموسم لم يحقق نتائج كبيرة في البطولة، كما أكدوا على إمكانية العودة بنتيجة إيجابية من السودان، وأن التأهل سيكون من نصيب الشباب خاصة أن مباراة العودة في الجزائر. أكدوا أن الجزائريين كسبوا قلوب السودانيين غير أن ما توقف عنده الجميع هو الحفاوة في الحديث من جانب مسيري المريخ السوداني حين قالوا “الإخوة من الجزائر مرحبا بكم، فأنتم إخوتنا وكسبتم قلوب الشعب السوداني”. وأكد لنا محدثونا أن الشعب السوداني كان يكنّ شعورا خاصا للجزائريين، لكنه بات أكبر بعد الأجواء التي صنعها الجزائريون في مباراة السد أمام “الفراعنة“، والبصمة الرائعة التي خلفها “الخضر“ والتي كسبو بها قلوب السودانيين. “السودان بلادكم ونحن نحبكم... فبالتوفيق” وختم مسيرو المريخ حديثهم معنا بالترحيب بالشباب في بلادهم مؤكدين على أنهم سيكونون بأمان في بلادهم الثانية السودان، وأنهم سيواصلون الرحلة إلى عطبرة في أمان بعدما علموا أن الرحلة ستكون برا وليس جوا. إلا أنهم وفي الوقت الذي توجهوا إلى قاعة الركوب أكدوا قائلين: “نحن نحبكم وفي السودان ستكونون بأمان أكثر من هنا (مصر)، ونتمنى لكم كل التوفيق (قالوها بصوت هادئ وهو ما أضحك الجميع). ------------------------------- براجة: “لن ندع تعب الرحلة يذهب هباء وسنعود بنتيجة إيجابية” كيف هي معنوياتكم؟ لحد الآن كل شيء على خير ما يرام ومعنوياتنا مرتفعة وسنحاول الحفاظ عليها إلى غاية المباراة لأننا نريد العودة بنتيجة إيجابية من السودان قبل مباراة العودة والمهم هو أن اللاعبين تسودهم معنويات وتفاؤل لحد الساعة. وكيف كانت الرحلة إلى السودان؟ لقد كانت شاقة وطويلة وأخذت كل هذا الوقت في الوصول إلى السودان، وبالتالي الأمر كان مرهقا خاصة أننا بقينا إلى ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء في مطار القاهرة لست ساعات كاملة، وكان الأمر جد مرهق وليس من السهل أن تقضي هذه المدة وأنت في الانتظار وبعدها تواصل الرحلة في الرابعة صباحا صوب السودان وأنت تعلم أن الرحلة لم تنته بعد ولديك مسافة طويلة ستواصلها برًا. ألا تخشون أن يؤثر فيكم السفر الشاق؟ أكيد أن السفر سيكون متعبا للغاية ولكن ليس لنا أي خيار آخر فعلينا أن نلعب المباراة، ولكن ربما التجربة الأولى لنا بعيدا عن دول الجوار وعدم تعوّد جل التعداد على الأمر جعلنا نقلق لكن لدينا الوقت الكافي من أجل الاسترجاع ولو أنه توجد عوامل أخرى سنواجهها. تقصد عامل الحرارة أليس كذلك؟ هذا صحيح فالسودان بلد معروف بالحرارة الشديدة وهذا عامل سيكون له أثره، ولكن على الجميع تفادي التركيز على هذا الأمر لأننا نريد أن نكون جاهزين في المباراة وكل الأمور ستكون على خير ما يرام، فلن ندع التعب الذي نال منا في الرحلة يذهب هباء في هذه المباراة. وكيف تتوقع أن تكون المباراة؟ الأكيد أنها ستكون صعبة لأن الأمر يتعلق بكأس الكاف والمنافس سيلعب في ملعبه وأمام أنصاره ولن يدع الفرصة تفوته من أجل الفوز علينا، وهو ما ينبغي أن نحتاط له خلال المباراة إذا ما أردنا العودة بنتيجة إيجابية ولكن الأمور ستكون صعبة للغاية. منافسكم يعاني وخسر السبت الماضي بثلاثية ما قولك؟ صحيح منافسنا يعاني في البطولة وخسر في البطولة منذ أيام بثلاثية، ولكن هذا لا يعني شيئا بالنسبة لنا لأن الفريق يحقق نتائج في المستوى في كأس الكاف بدليل أنه متأهل إلى هذا الدور مثلنا وبالتالي علينا أن نأخذ الأمور بجدية فلا تنسوا أنه فريق مغمور ولا فكرة لدينا عن الطريقة التي يلعب بها. ستدخلون المباراة منقوصين من عدة لاعبين أساسيين ألا ترى أن هذا العامل سيؤثر فيكم؟ بطبيعة الحال ليس من السهل أن تدخل المباراة منقوصا من خمسة عناصر أساسية فالأمر سيكون صعبا وكنا نأمل أن يكون الجميع معنا حاضرا في المباراة ولكن الواقع غير ذلك، ولكن لدينا اللاعبين الذين بإمكانهم أخذ مكانهم في التشكيلة الأساسية فلا ينقصهم شيء، وأنا متأكد من أنهم سيقدّمون مردودا في المستوى وآمل أن يوفقوا في ذلك. وماذا عنك هل أنت جاهز للمباراة؟ بالتأكيد جاهز للمباراة لأنني حضّرت لها كما ينبغي رفقة بقية اللاعبين حتى نؤدي مباراة في المستوى ونعود بنتيجة إيجابية من السودان تزيد من حظوظنا في مباراة العودة في الجزائر. لكن هذه المرة وسط الميدان سيعرف منافسة شديدة ما قولك؟ أعلم هذا جيدا فعودة أليكس ولحمر إلى المنافسة واستنفادهم للعقوبة زادت من المنافسة حول من سيلعب، صحيح أريد أن أكون أساسيا ولكن الخيار الأول والأخير للطاقم الفني وعلينا احترامه، وفي الأخير مصلحة الفريق قبل كل اعتبار. ماذا تقول للأنصار؟ نعلم جيدا أنهم يعوّلون علينا كثيرا في المباراة وسوف سنبذل كل ما في وسعنا من أجل العودة بنتيجة إيجابية من السودان تحسبا لمباراة العودة في الجزائر لأننا نريد التأهل إلى الدور المقبل ولن نخيّب آمالهم. ----------------------------------------- حفاوة الاستقبال من السودانيين، المبيت في “شاليهات”، وقرباج يُطالب بالحفاظ على العلاقات حل شباب بلوزداد في العاصمة السودانية الخرطوم أمس قادما من القاهرة، حيث حظي أبناء العقيبة باستقبال ملكي يشهد له الجميع يعكس الصورة الحقيقية للأخوة التي أصبحت في تصاعد مستمر بين الجزائر والشقيقة السودان، ورغم مشقة السفر والتعب الذي نال من اللاعبين.. إلا أن الأجواء داخل المجموعة تبعث على الارتياح والتفاؤل، على أن أبناء بلوزداد قادرون على ضمان التأهل من عطبرة رغم المنافس الذي يبقى مجهولا، وجعل مواجهة العودة المقررة في ملعب 20 أوت فرصة للاحتفال مع “أولاد الحمراء” بتأهل تاريخي إلى دور المجموعات من منافسة كأس “الكاف”. الانطلاق من القاهرة في منتصف الليل وقد بقي أشبال المدرب حنكوش في مطار القاهرة الدولي ما يقارب الست ساعات، قبل أن يشدوا الرحال منتصف ليلة أول أمس إلى العاصمة السودانية الخرطوم، في رحلة كانت فرصة لبعض اللاعبين للنوم، فيما فضّل البعض الآخر التنقل بين مقاعد زملائهم لتشكيل مجموعات قصد تبادل أطراف الحديث، كما أن البعض الآخر استهوته مطالعة الصحف المصرية خاصة الأخبار الرياضية. الوصول إلى الخرطوم على الثانية صباحا، والسفير الجزائري في الاستقبال وبعد ساعتين في الجو، حطّت الطائرة المصرية التابعة لشركة “مصر الطيران” بمطار الخرطوم الدولي، حيث كان سعادة السفير الجزائري في السودان محمد يرقي في الاستقبال وتبادل أطراف الحديث مع رئيس البعثة البلوزدادية، واطمأن أن كل الإجراءات الإدارية سليمة، طالبا من السلطات تسهيل مهمة الجزائريين في الخروج من المطار والالتحاق بمدينة عطبرة. ممثّل عن الاتحادية السودانية سهّل كل الإجراءات وفي السياق ذاته أوفدت الاتحادية السودانية لكرة القدم أحد ممثليها إلى مطار الخرطوم لتسهيل خروج الشباب، وهو ما تم فعلا بحضور السفير الجزائري، الأمر الذي استحسنه وفد بلوزداد من لاعبين، مسيرين وطاقم فني، حيث صرح البعض أن الأشقاء السودانيين لم يخيبوا ظنهم ووجدوا منهم كل الترحاب، وهذا دليل على الصفحة المشرقة من العلاقات التي تمخضت منذ مواجهة “الخضر” في أم درمان أمام مصر. المستشار الإعلامي للسفارة الجزائرية وقف على كل صغيرة وكبيرة ويجب الإشارة إلى أن المستشار الإعلامي والثقافي في السفارة الجزائرية بالسودان عبد الوهاب مجقان، وقف على كل صغيرة وكبيرة منذ أن وصلت البعثة الجزائرية إلى السودان، ولم يفارق اللاعبين من مطار الخرطوم إلى آخر حقيبة نزلت من الحافلة التي أقلت الوفد الجزائري إلى عطبرة، الأمر الذي يُحسب كثيرا لدبلوماسيينا خارج الوطن والأدلة على احترافيتهم مع الأندية الجزائرية التي تشد الرحال إلى إفريقيا. الحافلة وبُعد المسافة ذكرت الكثير بفيلم “الطاكسي المخفي”، والمبيت في “شاليهات” وقد خصصت السلطات السودانية حافلة للوفد الجزائري لنقلهم إلى مدينة عطبرة الأمر الذي لم يتوقعه الجميع، بما أن الرحلة كانت مقررة جوا وانطلقت الحافلة على الخامسة صباحا من مطار الخرطوم الدولي، ودامت الرحلة ما يقارب 5 ساعات قبل أن تصل إلى عطبرة، وما شد انتباهنا هو الضجر الذي نال من بعض أغلب أعضاء الوفد، والجميع تذكر الفيلم الكوميدي الشهير “الطاكسي المخفي”، ليصل الوفد إلى عطبرة على العاشرة صباحا حيث تم نقله إلى “شاليهات” ما استاء له المسيرون الذين لم يعجبهم الأمر. مسيرو الشباب: “لو كنا نعلم بذلك لبقينا في الخرطوم” وعلى هذا الأساس صرح أحد المسيرين أنهم لو علموا منذ البداية أن الأمر يتعلق بالمبيت في “شاليهات”، لبقوا في أحد فنادق العاصمة الخرطوم وما قطعوا كل تلك المسافة لكي لا يجدوا فندقا وأضافوا: “لم يتم إخبارنا بذلك ولو كنا نعلم أن لاعبينا سيبيتون في شاليهات لبقينا في السودان ولقدمنا إلى عطبرة يوم المواجهة، لأن هذا الأمر سيؤثر كثيرا في اللاعبين وقد يضيف متاعب أخرى إلى متاعب السفر والإرهاق”. ممثل الإتحاد السوداني: “لا أرى أين يكمن المشكل، وكل ضيوفنا أقاموا هنا” ووجد ممثل الاتحادية السودانية الذي رافق الوفد البلوزدادي حرجا كبيرا في الرد على احتجاجات مسيري الشباب، واكتفى بالقول: “لم أكن أعلم أنكم تجهلون عدم وجود فنادق في عطبرة، لأن إمكاناتنا لا تسمح بتشييد هذا النوع من البنايات هنا، كما لا أرى أي مشكل في بقائكم في هذه الشاليهات لأنها تتوفر على كل عوامل الراحة، وضيوف عطبرة كلهم أقاموا هنا”. وهو ما تأكد منه اللاعبون بعد أن دخلوها حيث كانت كل الظروف مهيأة من مكيفات هوائية وكافة المستلزمات الأخرى. قرباج: “السودانيون إخواننا، ويجب أن لا نطلب منهم فوق طاقاتهم” وبعد ذلك اتصل رئيس الوفد الجزائري بالرئيس قرباج في العاصمة، وكان رد قرباج على طريقة الكبار حيث رد قائلا: “تقبلوا الوضع كما ويجب أن لا يكون هذا الأمر البسيط سببا في أن نشكك في احترام السودانيين لنا، لأنهم إخواننا بعد وقفتهم مع المنتخب الوطني أمام مصر، ويجب علينا بصفتنا النادي الذي يمثل الجزائر أن نحافظ على العلاقات مهما حدث، كما أن السودان ليست أوروبا لكي نجد فيها الفنادق الفخمة ويجب أن لا نطالب السودانيون بما يفوق طاقاتهم“. وهو الرد الذي لم يعقب عليه مسيرو الشباب. مخاوف حنكوش في محلها، والكل استسلم للنوم وكان مدرب الشباب قد تخوف من الحرارة الشديدة التي تميز مدينة عطبرة وهو ما وجدناه فعلا وتأكدنا منه، لأن الطقس كان حارا وتجاوز الحرارة أربعين درجة مئوية الأمر الذي أرهق اللاعبين وفضّل أغلبهم الاستسلام للنوم وأخذ قسط من الراحة بعد ذلك، خاصة أن الرحلة كانت شاقة قبل أن يستعد الجميع لإجراء الحصة التدريبية أمسية البارحة في الملعب الرئيسي للمدينة. حنكوش: “الظروف صعبة وأتخوف كثيرا من الإرهاق” وصرح المدرب محمد حنكوش قائلا: “صراحة أنا قلق جدا لأن الظروف المناخية الصعبة التي وجدناها في السودان قد تؤثر فينا كثيرا يوم المباراة، خاصة الحرارة الشديدة التي كنت أعلم مسبقا بأنها ستكون العائق الوحيد الذي سيؤثر فينا، لأن الأجواء في الجزائر معتدلة واللاعبون لم يتعودوا على هذا الطقس الحار، لكنني سأركز على الاسترجاع لأنه الحل الوحيد، كما أن برمجة المواجهة على الثامنة مساء قد يكون مفيدا لنا حتى نؤدي مواجهة جميلة بكل المقاييس”. حصتان تدريبيتان أمس واليوم في توقيت المباراة وقد برمج المدرب حنكوش حصتين تدريبيتين في الملعب الرئيسي بالمدينة عطبرة، الأولى جرت أمس وكانت مخصصة للاسترجاع كما صرح لإزالة التعب، والثانية تجرى اليوم قبل المواجهة المرتقبة أمسية الغد، وعلى ضوء هذا أبدى اللاعبون استعدادهم ليكونوا في مستوى تطلعات الأنصار من أجل تشريف الكرة الجزائرية، والأجواء تبعث على الارتياح 24 ساعة قبل المواجهة المرتقبة عشية الغد في ملعب عطبرة.