هو من اللاعبين الجزائريين القلائل الذين تمكنوا من التأقلم في البطولة اليونانية، رغم عامل اللغة وطريقة العيش المخالفة تماما للطريقة الجزائرية... رفيق جبور الذي بنهاية الموسم الجاري يكون قد لعب خامس موسم له في البطولة اليونانية التي ينشط فيها لاعبنا مُجبرا لا مُخيّرا في الموسم الجاري بعدما أبدى رغبته خلال “الميركاتو” الفارط في تغيير الأجواء والإنتقال إلى بطولة يكون مستواها أفضل وأكثر دعاية من البطولة اليونانية... وفي ظل تواجدنا ب أثينا في زيارة خاصة إلى العائد إلى المنتخب الجزائري، كانت أول مهمة لنا هي التنقل إلى مقر النادي الذي يلعب له جبور “أيكا أثينا” لإكتشاف الأجواء والظروف التي يمارس فيها هذا اللاعب اللعبة التي تستهويه والمهنة التي جعلته يُغادر البيت العائلي شابا من أجل أن يحترف اللعبة الأكثر شعبية في العالم، وقد واجهتنا عدة عراقيل لننقل إلى قرائنا خبايا نادي العاصمة اليونانية والظروف التي يعمل فيها الجزائري جبور بعدما تم إبعاده عن النادي لثلاثة أشهر كاملة تسببت في عدم مشاركته في نهائيات كأس أمم إفريقيا وهو الذي شارك في كل المواجهات التصفوية وكان من اللاعبين الذين سمحوا ل “الخضر” بالعودة إلى الساحة العالمية من خلال أهدافه أو تمريراته المركزة التي سمحت لرفقائه بالتسجيل، الأمر الذي جعله من طينة الهدّافين الموزعين في البطولة اليونانية. مركز تدريب “أيك” متواضع ومعزول وجدت صعوبة بالغة رفقة سائق سيارة الأجرة في تحديد المكان الذي يتدرب فيه أحد أعرق الأندية في العاصمة اليونانية لسبب بسيط، هو أن السائق غير شغوف بكرة القدم، حيث قال بكل جرأة: “الأوانس في هذا البلد يُتابعن الكرة ولكني بالمقابل أفضّل أن أعاكسهن على أن أشاهد مباراة في كرة القدم ينشطها الرجال”... (قالها وهو يضحك)، ليسأل أحد الشباب عن المكان الذي يتدرب فيه نادي “أيك”، حيث وجهه ذلك الشاب إلى منطقة لم أتمكن من تذكر إسمها بالنظر إلى صعوبة وتعقيد الأسماء اليونانية لكل من هو أجنبي... رحلتنا بدأت من قلب مدينة “أثينا” إلى هذه المنطقة التي تبعد بحوالي 25 كلم عن وسط المدينة، حيث ظل السائق طيلة الطريق يسأل عن الميدان الذي يتدرب عليه رفقاء جبور، ليصدق كلامه بخصوص أن النساء أكثر منه اهتماما بالكرة، حيث وجهتنا سيدة كانت بسيارتها إلى مكان تدريب نادي “أيك” في منطقة معزولة ومكان هادئ يسمح بالتركيز وهو بعيد عن زحمة العاصمة “أثينا”. الأبواب موصدة في وجه الصحافة عندما وصلنا إلى المركز التدريبي لنادي “أيك” عشية المباراة التي نشطها ليلة أول أمس، كانت الحصة التدريبية قد إنطلقت في حدود الثانية بتوقيت الجزائر (الثالثة بالتوقيت المحلي)، وبعدما كشفنا عن هويتنا، أخبرنا المكلف بالأمن بأن المدرب أصدر أوامر بمنع الصحفيين من حضور التدريبات التي تجرى كذلك دون جمهور، حيث برر المكلف بالأمن هذا القرار بهدف أن يتدرب اللاعبون بتركيز أشد، علما أن المدرب الصربي دائما ما يُشدّد اللهجة مع لاعبيه وهو صارم في التدريبات، فأبلغت المكلف بالأمن بأنني تنقلت من الجزائر من أجل لقاء صحفي مع رفيق جبور ليتوجه بعد ذلك الحارس إلى المكلفة بالإعلام من أجل طرح الموضوع عليها. المكلّفة بالإعلام تُجيد الفرنسية بعد استشارة السيدة “أركادي أنجليكي” المكلفة بالإعلام والعلاقات الخارجية، سمحت لنا بالدخول واستفسرت عن فحوى الزيارة، حيث أخبرتها بأنني لست بصدد التجسس على فريقها لأنني صحفي جزائري، وقد سهلت لنا السيدة “أركادي” المهمة باعتبار أنها تحسن اللغة الفرنسية، فزودتنا ببعض المعلومات عن النادي وأكدت استحالة متابعة الحصة التدريبية ولكنها قدمت لي رخصة بالانتظار في حظيرة السيارات التي تنوعت فيها “ماركات السيارات”، بشكل أوضح بأن دخل لاعبي “أيك” كبير مقارنة بباقي الفرق اليونانية. النادي باع مركزه بسبب الديون مركز تحضير نادي “أيك” متواضع مقارنة بما كنت أنتظره من خلال عراقة وقيمة النادي العاصمي، حيث يحتوي على ملعب واحد معشوشب طبيعيا ومركز الفريق الذي يضم مكاتب صغيرة وقاعة لتقوية العضلات، حمامات، مخزن وحظيرة للسيارات... ولم يسمح لنا بدخول المرافق أو تصوير الملعب من الداخل أو المقر لأسباب لم نفهمها، لكن رغم هذا “الحصار” -إن صح التعبير- والذي ذكرنا بنفس بذهنية بعض المسيّرين الجزائريين، إلا أننا استقصينا سبب فقدان النادي الأثيني إلى مرفق تليق بسمعته في اليونان، ليتبيّن أن “أيك” قد واجه أزمة مالية وديونا وصلت ل 160 مليون أورو، ما دفع مجلس إدارته إلى بيع المركز القديم. الإستقبال في المركب الأولمبي والملعب يمتلئ في مباريات القمم يملك نادي “أيك” قاعدة جماهيرية في العاصمة “أثينا” رفقة أكبر ناديين “باناتينايكوس” و”بانانيوس”، حيث يصل معدل الحضور في المواجهات العادية 25 ألف مناصر، ولكن في مواجهات القمة والداربيات فإن الملعب يمتلئ حسب ما أخبرنا به جبور: “نحن نستقبل في المركب الأولمبي لمدينة أثينا، حيث يشهد الملعب في كل مباراة حضورا متوسطا يصل إلى 25 ألف مناصر ولكن في مواجهات القمة يمتلئ الملعب بالأنصار كما كان عليه الحال في مواجهة ميلان، أو في المواجهات المحلية خصوصا وأن هناك العديد من الأندية الأثينية في البطولة. “ماكوس”... الدولي اليوناني الوحيد في النادي يضم نادي “أيك” بعض اللاعبين الأجانب، منهم لاعب غاني وثلاثة لاعبين من صربيا يتقدمهم اللاعب “ماسترولوفيتش” الذي يحمل كذلك الجنسية السويدية، بينما يملك “أيك” وسط ميدان دولي ومن أقدم اللاعبين في النادي هو “ماكوس” الذي قد يكون حاضرا رفقة جبور مع منتخب بلاده في مونديال جنوب إفريقيا. علاقة جبور بالمدرب “بايوفيتش” متوترة رغم أن المدرب الصربي “بايوفيتش” لم يسمح لنا بمتابعة الحصة التدريبية لفريقه، إلا أننا تمكنا من تتبع بعض أطوارها من الحظيرة خاصة لحظة ارتفعت الأصوات داخل الميدان، حيث كان المدرب يلاسن المهاجم الجزائري جبور الذي شرح له أسباب تموقعه خلال إحدى اللقطات في الجهة المقابلة، ومن خلال طريقة الحديث بين الشخصين أدركنا أن المدرب الصربي “لا يحمل جبور في القلب”، وأن العلاقة لم تتحسن بينهما كما أكده لنا اللاعب نفسه: “هذا المدرب لا يفقه الأمور التكتيكية والعمل الذي قمنا به في تلك الحصة لم يقنعني، أنا مندهش كيف منحه بعض الصحفيين نقطة 8 على 10 في مواجهة باناتينايكوس فنحن لم نكن جيدين من حيث الجانب التكتيكي”، وقد كان الخلاف الذي وقع بين جبور والمدرب الصربي سببا في مغادرة الدولي الجزائري النادي لثلاثة أشهر كاملة ورغم عودته إلا أن العلاقة لا تزال متوترة بين الرجلين. الصربي يرفض حتى الحديث عنه معنا ما يكشف أن المدرب الصربي ل “أيك” بقي حاقدا على جبور وعلاقته به باردة، رغم الدعم الذي قدمه اللاعب إلى فريقه منذ عودته، هو رفضه أن يحدثنا عن مهاجمه بعدما استشارته المكلفة بالإعلام بشأن هذا الموضوع، حيث بدا المدرب غاضبا ورفض الحديث عن اللاعب الجزائري لندرك أن خلافه مع جبور مسألة شخصية لأن اللاعب من الجانب الفني من أحسن عناصر الفريق. الرئيس يرفض تسريحه ويعتبره “الكل في الكل” الخلاف الذي حدث بين اللاعب ومدربه جعل جبور يبحث عن وجهة أخرى خلال “الميركاتو” الفارط بعدما وجد الجزائري نفسه في بطالة إجبارية بسبب المدرب الصربي الذي أصر على إبعاده، ما أدى إلى تدهور نتائج “أيك” في نهاية المرحلة الأولى من البطولة، ولكن الرئيس الجديد للنادي تمسك بجبور ورفض كل العروض الذي وصلته من ألمانيا (بوخوم) وفرنسا وبريطانيا حيث كان جبور على وشك اللعب في برمينڤهام، إذ تدخل الرئيس في العديد من المناسبات عبر وسائل الإعلام مؤكدا أن في فريقه يوجد جبور ثم البقية، وهو ما يكشف قيمة اللاعب عند مسيريه والاحترام الذي يكنّه له الأنصار وزملاؤه، ليبقى المدرب الصربي النقطة السلبية في مشواره اللاعب الحالي مع “أيك”. مرتبط لموسم آخر مع “أيك” أبدى رفيق جبور رغبة قوية في تغيير الأجواء بعد نهاية الموسم، ولكنه متخوف من أن يصطدم مرة أخرى برفض رئيس النادي الذي لا يريد بيع اللاعب المتعاقد لموسم آخر لأي فريق مهما كانت قيمة العرض، إلا أن جبور يطمح للتألق مع “الخضر” مستقبلا ولا يكون ذلك إلا بحصوله على عرض من ناد ينشط في أحسن البطولات الأوربية لأنه يعترف بأن المستوى في فريقه الحالي لا يسمح له بالتألق حيث قال جبور: “المرافق الموجودة والمستوى الموجود في البطولة اليونانية لا يسمح لي بالبروز والتألق، وهو ما يدفعني إلى البحث عن مستوى أفضل... شخصيا أريد اللعب في ألمانيا التي تناسبني وقد تسمح لي بالتألق كما هو الحال مع مطمور، عنتر يحيى وزياني”. الجميع ينتظرون أن يُشرّفهم في المونديال من خلال حديثنا الجانبي مع بعض إداريي نادي “أيك”، أكدوا لنا أن جبور قطعة أساسية في التشكيلة رغم خلافاته مع المدرب الصربي، وأكدوا أنهم سيشجعونه في المونديال لأنهم يتشرفون بوجود “موندياليين” في التشكيلة على غرار “ماكوس” الذي سيكون حاضرا في جنوب إفريقيا، وقد علم المسيرون بعودة جبور للمنتخب الوطني وهو ما يعتبرونه محفزا إضافيا للاعب من أجل التألق في البطولة اليونانية، حيث يعد الجزائري نجما في “أيك” ودوره أصبح كبيرا في النتائج الإيجابية التي يحققها ناديه منذ عودته إلى الميادين مع بداية مرحلة العودة. أجره يُساوي أغلى أجر في فرنسا من بين الأسباب التي جعلت جبور يستقر في اليونان ويواصل مشواره هنا هو العامل المادي الذي يبقى محفزا لأي لاعب، ففي هذا الشأن يتقاضى جبور وأغلب لاعبي “أيك” أجرا يوازي أغلى أجر بالنسبة للاعبي الأندية الفرنسية، خاصة أن هناك في اليونان تهرّب جبائي من الضرائب وهو ما أصبح يُحمّس اللاعبين الفرنسيين على خوض تجربة في هذا البلد على غرار كمال مريم الذي إنضم إلى نادي “أريس سالونيكا” يونانية. يريد البرهنة في مستوى أفضل يتميز جبور بجدية كبيرة في التدريبات، فهو غير مقتنع بمستوى العمل الذي يخوضه مع ناديه بالنظر إلى مستوى المرافق والبطولة اليونانية التي لم تعد حافزا لهذا اللاعب للتألق لأنها تفتقر للدعاية الإعلامية اللازمة، كما أنه برهن رغم نقص المنافسة على أنه يملك مستوى يؤهله للعب في أكبر الأندية وهو الرهان الجديد الذي رفعه اللاعب مباشرة عقب المشاركة في المونديال، “تحديات المنتخب الوطني والمشاركة في المونديال هي أكبر الحوافز التي تجعلني أعمل لأنني أريد تجريب إمكاناتي في مستوى كروي أفضل من البطولة اليونانية” قال مهاجم “أيك” الذي كان قد التحق بفريقه للدخول إلى معسكر تحضيري لمواجهة نادي “أكسانثي” الذي يتوسط ترتيب البطولة وهو في أفضل المعنويات بعدما كسب رهان العودة ل “الخضر” مثلما صرح لنا في حوار عقب إبعاده بأنه يضرب لنا موعدا يوم 3 مارس ليكون مجددا ضمن النخبة، حيث أن رفيق جبور من طينة الذين يفون بوعودهم، فانتظروه إنه قادم لفك شفرة الهجوم الجزائري. --------------- ماكوس (زميله ولاعب دولي يوناني): “أضرب موعدا ل جبّور في جنوب إفريقيا” في حديث مع “ماكوس” ،لاعب منتخب اليونان ووسط ميدان “أيك أثينا”، عن رأيه في زميله جبور الذي عاد إلى المنتخب الجزائري الذي سيشارك في المونديال قال: “جبور زميل طيب ولاعب يملك إمكانات كبيرة ويساعدنا كثيرا في الهجوم، وأنا سعيد لأنه عاد إلى المنتخب الجزائري وسيكون حاضرا في المونديال وأضرب له موعدا في جنوب إفريقيا ربما لنتواجه (يضحك).. أتمنى له وللمنتخب الجزائري مشوارا طيبا وشكرا”. ---------------------- “جبّور لا يتهاون في الدين، الراية الوطنية لا تُفارقه، يُحب البارصا ويُناصر المولودية... العزوبة جعلته طباخا ويبحث عن بنت الحلال” الجانب المرح في مهاجم نادي “أيك” رفيق زهير جبور جعل الكثير يُخطئون التقدير في حقيقة شخصية هذا اللاعب التي إكتشفنا أنها مليئة بالمبادئ والمواقف التي تجعله قدوة للاعبين سواء من منطق تفكيره الإحترافي أو الخلقي والتي ساعدته على تسطير مسيرته المهنية والشخصية دون مساعدة الغير... وسنحاول الكشف عن الوجه الآخر لهذا اللاعب الواعد (المولود في غرونوبل في ثامن يوم من مارس سنة 1984) والذي وجد نفسه في المستطيل الأخضر في فريق الناشئين لنادي أوكسير (1998 حتى2003) الذي ترعرع فيه قبل أن يلعب في الفريق الثاني لهذا النادي (الدرجة الرابعة) عاما واحدا ليشد الرحال في أول تجربة احترافية نحو بلجيكا ممضيا أول عقد احترافي له مع نادي الدرجة الأولى “لالوفيار” ليغادر في العام الموالي إلى اليونان أين بدأت قصته مع هذا البلد الذي بقي فيه خمس سنوات كاملة بدءا من نادي “أستريميتوس” الذي حمل ألوانه ثلاثة مواسم قبل أن ينتقل موسم 2007 لنادي بانينيوس الذي حقق معه مشوارًا طيبا خاصة في ثاني موسم أين سجل 14 هدفًا ليحط الرحال العام الفارط عند الغريم “أيكا” الذي قدم له عرضا كبيرا جعله يوقع لثلاثة مواسم كاملة. هذه المحطات الرياضية لم تأت هكذا بل كانت نتاجا لتضحية قام بها هذا اللاعب كللت بتوجيه أول دعوة له مع الخضر ليحقق حلمه في حمل قميص الجزائر في أول مواجهة رسمية له عام 2006 في مباراة فازت فيها الغابون على الجزائر بثنائية، ليمضي اللاعب بعدها أول هدف له أمام ليبيريا في جوان 2008 ويواصل تألقه ويشارك في التأهل التاريخي للمونديال وهو ما دفعنا لنسلط الضوء على بعض المحطات الهامة في مسيرته الشخصية والرياضية بعيدا عن لغة كرة القدم تاركين العائد للنخبة الوطنية يفتح قلبه حصريًا ل “الهدّاف” حيث استقبلنا في بيته بضواحي أثينا.. “المهنة جعلتني أترك البيت العائلي في سن 15” مشوار اللاعب جبور الرياضي كان محفوفا بالتضحيات من الجانب الشخصي لأن اختيار كرة القدم كمهنة يحتم على أي شاب أن ينظم إلى مركز تكوين كما هو الحال في فرنسا، وقد غادر جبور البيت العائلي وهو في سن 15 حيث تنقل إلى المركز التكويني لأوكسير الذي ترعرع فيه إلى غاية صعوده إلى الأكابر، ولكنه حول إلى الفريق الثاني الذي كان ينشط في الدرجة الرابعة بفرنسا حيث قال جبور في هذا الشأن : “لقد غادرت البيت العائلي في سن 15 وبقيت عشر سنوات كاملة بعيدا عن الأهل وذلك بسبب متطلبات المهنة، ومن أجل ضمان مستقبلي عوض البقاء بطالا في الحي وهو ما قد يجرك إلى الانحراف..” هذا هو تفكير ابن غرونوبل الذي رفض البقاء في الصف الأخير سطّر لضمان مستقبله وهو ما ساهم في تكوين شخصيته القوية. “ترعرعت في رويسو... حي حيماني والعيفاوي” وبما أننا فضّلنا أن نخوض في طفولة اللاعب رفيق جبور التي كانت خاصة، ورغم أنه مولود في فرنسا، إلا أنه وككل الجزائريين كان يزور العائلة بالعاصمة في كل مناسبة أو عطلة، حيث كشف في هذا الشأن : “أتذكر جيّدا عندما كنت طفلا كنت أزور الحي الذي تقطن فيه عائلتي ب رويسو وهو ذات الحي الذي يقيم فيه مهاجم وفاق سطيف حيماني والمدافع عبد القادر العيفاوي.. أتذكر جيدا عندما كنا نلعب مواجهات فيما بيننا في ملعب صغير يقع بجانب الطريق المؤدي إلى شارع محمد بلوزداد وكم كانت تلك المواجهات حماسية جدا وخالدة في ذاكرتي ومنها تبرز المواهب الجزائرية سواء في الوطن أو حتى خارج الجزائر، لأننا نملك خزانا هائلا من المواهب ذات الأصول الجزائرية في كل الأقطار الأوربية..”. “منذ الصغر أشاهد حفرة الميترو ولم يكتمل بعد ؟!“ في ظل سرده ذكريات الطفولة في العاصمة التي يعرفها جيّدا حيا بحي، كشف لنا اللاعب عن تعجبه من المدة التي استغرقها إنجاز الميترو والبيروقراطية التي حطمت الرقم القياسي حيث استشهد قائلا : “منذ كنت صغيرا كانت هناك حفرة في محطة الحامة لبناء محطة ميترو، والعجيب أنني كبرت وأصبحت لاعبا محترفا وتلك المحطة لم تفتح بعد وهو ما أتعجب منه كلما أمر بتلك المنطقة..”. “والدتي قبائلية ومسقط رأس والدي الشلف” ورغم أن عائلة جبور هي عاصمية ولكن اللاعب لم ينس جذور والديه، رغم رحلة البحث عن لقمة العيش التي أجبرتهم على العيش في فرنسا، حيث يقول جبور في هذا الشأن : “والدتي قبائلية وهي جد متفهمة ولها ذهنية رائعة، أما والدي فمسقط رأسه في الشلف وتحديدا في العمارات المقابلة لملعب الشلف، وأهم ما يميز هذه المدينة الحرارة الشديدة في الصيف..” وفي نفس الموضوع، يواصل محدثنا حديثه عن طفولته : “رغم أنني من غرونوبل إلا أنني أملك عدة أصدقاء في باريس حيث أتردد كثيرا على العاصمة الفرنسية التي أمكث فيها كلما أتيحت الفرصة..”. “نُفكّر في اشتراء بيت في القبة أو باب الزوار” ما يؤكد أن قلب جبور معلق دائما بالجزائر الوطن الذي يحبه حتى النخاع ما كشفه لنا مهاجم أثينا بشأن رغبته في كسب عقار في بلده الأصلي، حيث قال : “أعتزم شراء بيت خاص في العاصمة وقد رغبت في أن يكون في منطقة باب الزوار، ولكني لم أتمكن من إيجاد أي فرصة لشرائه في تلك المنطقة المناسبة بالنسبة لي، وسأحاول البحث في نواحي القبة لكي أتمكن من الإقامة في العاصمة في حال قيامي بزيارة خاصة..”. “تأقلمت في أثينا بسبب الطقس وحرية السياقة” وعن العوامل التي ساعدته في الإستقرار والتأقلم في اليونان وتحديدا أثينا 5 سنوات كاملة كان رد جبور صريحا وذكيا : “الحمد لله أعيش في أثينا معيشة مريحة حيث أقيم في حي راق وأتحصل على أجرة يتحصل عليها أغلى لاعب في فرنسا، كما أن الطقس المشمس في اليونان وحرية السياقة بأي صورة في هذا البلد، حيث ليس هناك احترام لقواعد المرور ولا نضع حتى حزام السلامة بسبب الطرقات السيئة جعلني أندمج وأنا أفضل من مجيد (يقصد بوڤرة) الذي يعيش تحت البرودة ولا يمكنه الخروج من شدة البرد في هذه الفترة (يضحك)..”. “الإزدحام يجعلني أتجنّب وسط المدينة” يفضل اللاعب الجزائري تجنب التنقل إلى وسط مدينة أثينا أين يتواجد عدد من الجالية الجزائرية، حيث كشف لنا الأسباب الحقيقية بالقول : “لا أملك عدة أصدقاء جزائريين في وسط المدينة وأفضل البقاء في هذه المنطقة الراقية والهادئة لأنني لو أتنقل إلى وسط المدينة سأبقى ساعات وسط الازدحام الكبير في الطرقات.. عندما أريد الخروج لدي أصدقائي وأفضل الذهاب إلى مطعم عائلي وله سمعة حتى أجد راحتي، ولست مضطرا لإمضاء أتوغراف في حال يتم التعرف علي..”. “أجلب معي لحم الحلال من باريس” الغربة وحياة العزوبية حتمت على اللاعب جبور أن يحترف الطبخ لمواجهة حياة العزوبية، حيث يقوم في بعض الأحيان بطهي الطعام وذلك بشراء المواد الضرورية حيث يكشف في هذا الشأن : “الغربة وحياة العزوبية منذ عدة سنوات علمتني أن أحضّر بنفسي بعض الوجبات، وفي هذا الشأن أجلب معي في كل مناسبة لحوم ودواجن “حلال” من باريس لعدم تواجدها في أثينا، وعندما أريد تناول وجبة السمك أذهب إلى مطعم يقدم ألذ الوجبات، كما أسعى إلى التنظيف عندما تغيب المكلفة بالنظافة..” “أواظب على الصلاة والحمد للّه لدي زميل أتحدث معه عن الدين” بمجرد أن وصلنا إلى “الفيلا” التي يقيم فيها جبور والتي تقع في أرقى الأحياء في أثينا، توجه اللاعب إلى الوضوء وقام بأداء صلاة العصر مرتديا قميصا خاصا بالصلاة، وهو ما يكشف حرصه على أداء الصلاة في وقتها ولا يفرط فيها، رغم صعوبة المأمورية في بلد اللهو والفتن، حيث قال : “في أثينا لا أثر للدين، فالناس منشغلون بالدنيا وكسب الأموال... أنا شخصيا أتسلح بالصلاة التي تبقى راحة نفسية، كما يوجد زميل لي فرنسي جاء إلى أثينا استغل معه الفرصة لكي نتحدث عن أمور الدين لأن الأمور في اليونان صعبة ..”. ومن خلال الدردشة التي كانت لي مع جبور تبين أن المال والشهرة لم تنسه في دينه كما فعل بعض الجزائريين الذين يضيعون أوقاتهم في أثينا في الخمر واللهو. “أحتفظ بالراية الوطنية في غرفة النوم” تعلق جبور بالجزائر وبالمنتخب حقيقة وميزة تحسب له، من منا لم يلحظ تعلق اللاعب بالراية وتقبيلها له في المواجهات الأخيرة للخضر خاصة في أم درمان أين احتفل بالعلم الوطني وقد كشف لنا في ذات السياق : “أحتفظ بالراية في غرفة النوم حيث أضعها فوق السرير لأنها غالية ولها قيمة بالنسبة لي وأتمنى أن نشرّفها في المواعيد الكروية القادمة”. “أحب البارصا أن تفوز حتى في البلاي” وبما أن رفيق جبور يعيش بمفرده فهو يريد قتل الوقت بالألعاب الإلكترونية ويهتم كثيرا بالانترنيت، وفي هذا السياق اكتشفنا مدى حبه وشغفه بألوان البارصا من خلال مباراة في “البلاي” حيث بذل جبور كامل جهده ليفوز بها أمام الغريم الحقيقي ريال مدريد، حيث قال في هذا الشأن : “ألعب الألعاب الإلكترونية لقتل الوقت، حيث أفضل اللعب بألوان البارصا الفريق الذي أحبه وأسعى دائما لأفوز بالمباريات أمام الريال بدليل أننا فائزون بثنائية (يضحك)..”. كما يملك جبور قنوات فرنسية والقناة الفضائية “كنال ألجيري” يتابع من خلالها أهم الأخبار حتى السياسية منها لأنه لا يحصر معلوماته فقط في الجانب الرياضي، رغم أنه من المتابعين لحصة “كنال فوت” الأسبوعية. “جبور واعر حتى في البلاي” وفي نفس الموضوع، أراد جبور أن يلعب هذه المرة بألوان نادي أيك في مواجهة محلية أمام بناتينايكوس، حيث أبان على حسن تحكمه في هذه اللعبة وأشرك في المباراة المهاجم الخطير جبور، حيث قال : “الآن سأشرك جبور وسترى كيف سيشكل خطرا وهو “واعر” حتى في بلاي” قالها وهو يضحك ليُسجل بعدها جبور في اللعبة الإلكترونية هدفا بذات الطريقة التي يسجل بها جبور الحقيقي فوق الميادين. “ناصرت المولودية في نهائي 2006 وانبهرت بالأجواء” وعن النادي الجزائري الذي يحمله جبور في قلبه، قالها دون تردد : “أنا أحب وأناصر المولودية بدليل أنني كنت في الملعب في نهائي الكأس عام 2006 أمام الإتحاد، حين سجل دحام ثنائية، لقد إنبهرت بتلك الأجواء التي تشبه الملاعب البرازيلية وبالمناسبة “راهم ملاح” هذا الموسم (قالها بالعامية)”. “إتصالهم بي كانت مجرد دعاية” وعن صحة ربط أحد المسيّرين الاتصال به قصد ضمه في “الميركاتو” الفارط عندما كان جبور مقاطعا لفريقه قال المعني بكل سخرية “لا يمكن لأي نادٍ في الجزائر اشتراء عقدي ولم يكن هناك أي اتصال أو عرض لألعب في المولودية والذي نشر الإشاعة كان يريد الدعاية لشخصه رغم أنني أبقى مناصرا وفيا لهذا النادي، وكل لاعب يتمنى أن يلعب نهائيا مثل الذي شاهدته في ملعب 5 جويلية 2006..”. “أبحث عن بنت الحلال وصعب إيجادها في أثينا” وقد كشف لنا اللاعب عند استفسارنا عن سبب بقائه وحيدا عازبا وفي الغربة، في حين أن إكمال نصف الدين هو أفضل حل لوضعيته وقد كان جواب اللاعب صريحا : “أي شاب يملك الإمكانات يريد أن يستقر خاصة بالنسبة للاعب كرة القدم، المشكل هو في صعوبة إيجاد بنت الحلال في الوقت الحالي والأصعب أن تجدها في أثينا.. يجب أن يختار كل منا الفتاة التي تناسبه وليس الجمال هو المعيار في اختيار شريكة الحياة بل الأخلاق لها دور كبير في توطيد الحياة الزوجية حتى لا يقع الندم مستقبلا..”. “قاطعت الصحافة اليونانية لأنها حرّفت أقوالي وأتحدث خمس لغات” وعن أسباب تجنّبه الحديث مع الصحافة بشكل عام والصحفيين اليونانيين بشكل خاص قال لاعب أيك : “هناك مجموعة من الصحفيين تحرف التصريحات وهو ما دفعني إلى مقاطعتهم في اليونان، تصور أنني أجريت حوارا مع صحفي انتقدت فيه طريقة المدرب فإذا به يغيّر كل كلامي وهو ما جعلني أرفض الإدلاء بتصريحات، حتى في الجزائر رفضت الإدلاء بأحاديث رغم أن المكالمات تتهاطل من الجزائر لأن بعض الصحفيين غير موضوعيين وضغطوا بشكل كبير حتى يتم إبعادي من المنتخب.. أنت أول من أجري معه مقابلة صحفية لفائدة وسيلة إعلامية جزائرية..”. لقد ظل جبور في أغلب فترات حديثه معنا يتحدث بلغة عربية أو عامية ما يؤكد تعلقه بلغة وطنه الأم رغم أنه يجيد الحديث بخمس لغات كما كشفه لنا المعني شخصيا في دردشة فتح فيها جبور قلبه لمحبيه وقراء “الهدّاف” حصريا ضاربا موعدا للجمهور يوم 3 مارس في ملعب خمسة جويلية أمام صربيا التي سيدشّن فيها عودته للميادين بعدما غاب عن كأس إفريقيا للأمم وغابت معه النجاعة في التهديف. ----------------- “نعم سعدان إتصل بي وتهمّني الرهانات القادمة ل الخضر” عودة المهاجم جبور إلى المنافسة مع “أيك أثينا” بعد غياب دام 3 أشهر بسبب خلافه مع مدربه كانت أول مؤشر لعودة اللاعب إلى صفوف المنتخب الوطني باعتبار أنّ سبب الإبعاد كان بقاء مهاجم “أيك“ دون فريق قبل كأس إفريقيا وهو السبب الذي برّر به سعدان إبعاد جبور الذي كان عنصرا أساسيا في التعداد... وقد تطوّرت الأمور بعدما سجّل اللاعب دخولا موفقا في اللقاءات الأولى، حيث تمكن من تسجيل هدف وكان وراء تمريرات حاسمة جعلته يتألق في أول خرجة له مع فريقه في مرحلة العودة، وهو ما جعل سعدان يُرسل له رسالة في هاتفه هنّأه فيها على مردوده وكانت أول إشارة واضحة على عودته إلى “الخضر“، وفي تلك الفترة وبينما كان “الخضر“ يصارعون في أنغولا من أجل المرور إلى الدور ربع نهائي بعد الخسارة المفاجئة أمام مالاوي، انفردنا بخبر إعادة جبور وجلب لحسن في التربص القادم للتحضير لمواجهة منتخب صربيا بالنظر إلى النقص الذي بدا في الخط الأمامي خلال المواجهات الأولى التي انتهت بتسجيل “الخضر“ هدف وحيد فقط، وقد ترسمت الأمور بحر الأسبوع الفارط من خلال تلقي جبور دعوة رسمية للالتحاق ب “الخضر“ حيث قال: “نعم، أكشف لك أنني تلقيت اتصالا من سعدان للالتحاق بالنخبة في التربص القادم وهو ما أفرحني كثيرا لأنني كنت عازما على العودة إلى المنتخب وأنا مهتم كثيرا بالرهانات القادمة للخضر خاصة المونديال بعدما ضيعت الكان”. ------------- رأيه في المدرب سعدان: “قوّة سعدان في الجانب النفسي واللاعبون يشعرون معه بالراحة” وبعدما أكد اللاعب عودته إلى “الخضر“، أردنا أن نعرف رأيه في العمل الذي يقوم به سعدان الذي يعد المدرب الذي منحه الثقة المطلقة منذ توليه العارضة الفنية، حيث كان رده: “العمل الذي يقوم به سعدان ليس سهلا، وما حققه إنجاز يُحسب له، رغم أن البعض ينتقده في بعض الجوانب... أنا أعتبر أن قوته في الجانب النفسي حيث يساعدنا هدوؤه ورزانته على تقليل الضغط في المواجهات الهامة، كما يشعر اللاعبون معه بالراحة وهو بمثابة الأب في المجموعة”. وعن قرار إبعاده قبل كأس إفريقيا للأمم قال: “أعرف أن سعدان يثق في إمكاناتي وأنه لم يكن المسؤول المباشر عن إبعادي بل كان هناك ضغط شديد من عدة أطراف الإعلاميين والتقنيين ألحوا على تنحيتي بسبب ابتعادي عن الميادين لينقلبوا ويطالبوا أسابيع بعدها بعودتي”. “من حقه أن يختار مساعديه” وواصل محدثنا الكلام عن الناخب الوطني الذي يقدره، حيث قال بشأن تركيبة الطاقم الفني التي يطالب البعض بتدعيمها: “رابح سعدان مدرب ذكي ومن حقه إختيار مساعديه الذين يثق فيهم، وبذلك يكون قد تجنّب أية طعنة في الظهر كما يحدث مع بعض المدربين الذين لا يختارون مع من يعملون”.