عادت تشكيلة اتحاد البليدة بخفي حنين من تنقلها أول أمس إلى سعيدة، حيث تلقت خسارة بثلاثة أهداف لهدفين، ورغم أن التشكيلة لعبت مباراة مقبولة من حيث الإرادة خاصة في المرحلة الثانية حين عادت بقوة وسجلت هدفين، إلا أن الدفاع لم يكن في يومه وبدا متأثرا بالغيابات الكثيرة، وأجمع كل من تابع اللقاء أن البليدة ضيعت تعادلا كان سينعش حظوظها وتفادي السقوط الذي يبتعد عن البليدة في كل جولة، لكن يبدو أن اللاعبين مصرون على مواصلة الركض وراء السقوط من خلال النتائج السلبية المتتالية التي يسجلونها. التشكيلة ضيعت هدف السبق في الدقائق الأولى بدأت التشكيلة البليدية المباراة بشكل جيد وأتيحت لها فرصة ثمينة في بداية اللقاء بواسطة جمعوني، لكنه لم يستغل الفرصة لافتتاح التهديف ما جعل المنافس يخرج من منطقته ويفرض لعبه على التشكيلة في بقية فترات المباراة، لكن يقظة الدفاع في نصف الساعة الأول وبراعة الحارس خلادي حال دون وصول أشبال المدرب روابح إلى المرمى. الهدف الأول يؤكد "نيّة" بعض المدافعين بعدما كان يعتقد الجميع أن الشوط الأول سينتهي بالتعادل السلبي، جاء هدف السبق بواسطة المهاجم عكوش الذي انفرد بالحارس خلادي ورفع الكرة فوق رأسه دون أن يوقفه أحد أو على الأقل يتم ارتكاب الخطأ عليه خارج منطقة العمليات، في لقطة توحي أن بعض اللاعبين في الدفاع "مازالهم نوايا". التركيز غائب في الدقائق الأولى بعد هدف السبق الذي سجلته سعيدة منح المدرب إفتيسان تعليمات للاعبيه بضرورة الضغط على المنافس في منطقته، من أجل العودة في النتيجة مع توخي الحذر في الدفاع، لكن كل هذه النصائح لم تطبق بمجرد الدخول إلى الميدان لأنه لم تمر سوى دقيقتين من المرحلة الثانية حتى عمق البديل زاوي الفارق، بعدما وجد نفسه دون مراقبة داخل منطقة العمليات ووضع الكرة بسهولة في الشباك. تغييرات إفتيسان أتت بثمارها بعد الهدف الثاني لعب المدرب إفتيسان كامل أوراقه بإقحام خير، تواري ويانيس يوسف بدل إيلول، رواڤ وجمعوني ما جعل التشكيلة تنتعش وتعود بقوة، حيث تمكن البديل تواري من تقليص الفارق بلقطة فردية وأكد هذا اللاعب أن مستواه أحسن بكثير من بعض اللاعبين، الذين يقحمهم الطاقم الفني في التشكيلة الأساسية باستمرار على غرار جمعوني ورواڤ. عدة فرص ضائعة بعد الهدف بعد تقليص الفارق دخل الشك في نفوس لاعبي مولودية سعيدة، الذين عادوا إلى الخلف للحفاظ على تقدمهم ما فسح المحال أمام رفقاء بلخير للضغط على مرمى الحارس كيال، وأتيحت لهم فرص بالجملة من أجل معادلة النتيجة غير أنهم فشلوا في تجسيدها، خاصة بواسطة يانيس، تواري وبلخير، ناهيك عن تضييع إيلول ورواڤ قبل خروجهما فرصتين لا يوجد أسهل من وضعهما في الشباك. الفريق الذي يلعب على البقاء لا يتلقى الهدف الثالث بتلك الطريقة في الوقت الذي كنا ننتظر أن تعادل البليدة النتيجة جاء الهدف الثالث لمولودية سعيدة عكس مجريات اللعب، حيث تمكن المدافع نهاري من تعميق الفارق برأسية في لقطة تؤكد مرة أخرى ضعف الدفاع، الذي عوض أن يبعد الكرة من منطقته أهدى الكرة للمدافع نهاري الذي أسكنها في الشباك برأسية، ويمكن القول إن الفريق الذي يلعب مباراة مصيرية من أجل البقاء لا يتلقى هدفا ثالثا بتلك الطريقة. الدفاع لعب أسوأ مباراة ولعنصر "ماكاين والو" أثبت مرة أخرى المغترب لعنصر أنه لا يستحق مكانة في التشكيلة الأساسية، وسيكون أول المسرحين في نهاية الموسم بالنظر إلى المستوى المتواضع الذي ظهر به في هذه المباراة وبدرجة أقل ياغني، في حين أن دفنون كان الأحسن في الدفاع لكن ذلك لم يمنع الدفاع من لعب أسوأ مباراة له هذا الموسم، حيث تأثر هذا الخط كثيرا بالتغييرات التي عرفها. بعض اللاعبين كانوا يمشون على الميدان فضلا عن الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها الدفاع ونقص فعالية الهجوم، فإننا لاحظنا وجهين متباينين في التشكيلة حيث كانت مجموعة من اللاعبين تكافح وتحاول معادلة النتيجة يتقدمها حريزي، دفنون، خرباش، يانيس وآخرون، فيما كانت مجموعة أخرى تمشي على الميدان كأنها لا تلعب مباراة مصيرية. رواڤ وجمعوني "حالفين ما يسجلوش" لا يمكن أن نحمل مسؤولية الهزيمة للدفاع فقط، وإنما حتى الهجوم يتحمل أيضا مسؤولية الوضعية التي وصلت إليها التشكيلة وفي مقدمتهم رواڤ وجمعوني، فهذان اللاعبان يواصل المدرب الإعتماد عليهما أساسيين في المباريات الأخيرة، رغم أنهما لا يصلان إلى شباك المنافسين، ما جعل الأنصار يرون أنهما من المفترض التخلص منهما بعد نهاية الموسم، رفقة العديد من اللاعبين سواء ضمن الفريق بقاءه في القسم الأول أو سقط إلى القسم الثاني. الغيابات أيضا أثرت في التشكيلة فضلا عما ذكرناه سابقا فإن الغيابات الكثيرة في صفوف التشكيلة كان لها تأثير سلبي، خاصة في الدفاع الذي عرف غياب 3 لاعبين دفعة واحدة ويتعلق الأمر بكل من بلخثير الموجود مع المنتخب الأولمبي، زموشي المصاب وشبيرة المعاقب، وحتى غياب الحارس ڤاواوي كان له تأثيره رغم أن خليفته خلادي أدى ما عليه ولا يتحمل سوى مسؤولية الهدف الأول، عندما استغل عكوش خروجه من مرماه ورفع الكرة فوق رأسه. البليدة تتجه نحو الكارثة بهذه الهزيمة فإن البليدة أثبتت أنها ضعيفة خارج الديار، حيث لم تتمكن من العودة بأي فوز هذا الموسم وهي سابقة، ففي الموسم الفارط رغم أن الفريق عرف الوضعية نفسها إلا أنه تمكن من الفوز خارج الديار في مرحلة العودة أمام مولودية باتنة وإتحاد عنابة، لكن هذا الموسم الفريق لم يصمد خارج الديار وبالتالي فإن البليدة تتجه تدريجيا نحو الكارثة، ولا غرابة إذا سقطت إلى القسم الثاني بالنظر إلى ضعفها في جميع الخطوط خاصة الهجوم. لحسن حظها أن الخروبوالعلمة خسرتا كان بمقدور مولودية سعيدة أن توقع رسميا على شهادة سقوط البليدة إلى القسم الثاني، لولا بعض النتائج التي خدمت التشكيلة وفي مقدمتها فوز وداد تلمسان على مولودية العلمة وخسارة جمعية الخروب أمام جمعية الشلف، (البليدة ستستقبل العلمةوالخروب على التوالي)، ما يجعل حظوظ البليدة قائمة في التنافس على البقاء. الضربات لم تقتل البليدة لكنها لم تقوّها من المتعارف عليه أن الضربة التي لا تقتل صاحبها من المفترض أن تقويه، حتى يستخلص الدروس ويتدارك أخطاءه لكن الضربات المتتالية التي تلقتها البليدة في المواسم الفارطة لم تقوّها بل بالعكس، كما لم تحفظ الإدارة الدروس وواصلت سياسة الإعتماد على الأسماء المغمورة في كل موسم، ما جعل التشكيلة تلعب على تفادي السقوط للموسم السابع على التوالي وقد يكون هذا الموسم هو الأخير في القسم الأول. الخسارة أمام القبائل تعني السقوط إلى القسم الثاني حتى وإن رأى المدرب إفتيسان أن مصير فريقه لازال بين يديه وبإمكانه التنافس على البقاء، إلا أن الحقيقة التي لا تخفى على أحد أن مباراة الجولة المقبلة أمام شبيبة القبائل بملعب أول نوفمبر، ستكون الفرصة الأخيرة لأن الخسارة في تلك المواجهة تعني السقوط رسميا إلى القسم الثاني وعدم انتظار الجولات المتبقية، أما في حال التعادل فإن التشكيلة ستكون مطالبة بالفوز في بولوغين على مولودية الجزائر، وانتظار خدمة من الفرق الأخرى مع الفوز على مولودية العلمة وجمعية الخروب على التوالي. ---------------------------- إفتيسان ساخط على لاعبيه وأشدّ المتأثرين لأول مرة منذ إشرافه على العارضة الفنية لإتحاد البليدة بدا المدرب إفتيسان غاضبا بعد نهاية المباراة، حيث كان في كل مرة يتحمل المسؤولية ويدافع عن لاعبيه، كما يعمل على رفع معنوياتهم لكن هذه المرة لم يكلم أحدهم بعد نهاية اللقاء وغادر الملعب متأثرا بالهزيمة والأداء الدفاعي والهجومي على حد سواء. يرى أن فريقه ضيع نقطة ثمينة ما جعل المدرب إفتيسان غاضبا بعد صافرة النهاية، هو إدراكه أن فريقه ضيع نقطة ثمينة حيث كان قادرا على الصمود في وجه المنافس، وعدم تلقي الهدف الثالث في ذلك الوقت الحساس من المباراة أي في ربع الساعة الأخير، وهو ما أكده المدرب إفتيسان في نهاية المباراة عندما قال إن فريقه ضيع فرصة ثمينة لتدعيم رصيده بنقطة ثمينة. سيجري تغييرات بعدما أقنعه الإحتياطيين من جانب آخر أدرك المدرب إفتيسان أنه أخطأ في الإعتماد بصفة مستمرة على بعض اللاعبين، دون أن يقدموا أي إضافة خاصة في الهجوم، وأدرك أيضا أن بعض العناصر التي تبقى بصفة منتظمة على مقعد الاحتياط تستحق مكانة في التشكيلة الأساسية، على غرار خيثر، تواري ويانيس الذين قلبوا موازين المباراة مباشرة بعد دخولهم، بدليل أن البليدة سجلت هدفين وضيعت آخرين لذلك فإن الطاقم الفني لن يتوانى في إجراء تغييرات بداية من المباراة المقبلة أمام شبيبة القبائل. ---------------------------- زعيم غادر غاضبا بعد الهدف الثاني لم يتحمل زعيم متابعة بقية أطوار المباراة، خاصة بعدما سجل المنافس هدفه الثاني بعد دقيقتين من بداية المرحلة الثانية، حيث غادر الملعب غاضبا من الهزيمة خاصة أنه كان يعلق آمالا كبيرة على لاعبيه للعودة بنقاط الفوز لكنهم خيبوه مرة أخرى. ياغني غير معاقب كانت البطاقة الصفراء التي تلقاها ياغني في هذه المواجهة، هي الثانية له وليس الثالثة مثلما أشارت له بعض الأطراف، وبالتالي فإن ياغني سيكون حاضرا في لقاء الجولة المقبلة أمام شبيبة القبائل. تواري لم يفرح بهدفه الأول مع الأكابر سيبقى الهدف الذي سجله المهاجم تواري تاريخيا له، لأنه الأول له مع صنف الأكابر وهو الذي يلعب مع الأواسط، لكنه لم يفرح بهذا الهدف لأن فريقه عجز عن العودة بنتيجة إيجابية. لاعبو الغرب التحقوا بذويهم غادر لاعبو الغرب الجزائري إلى ديارهم مباشرة من سعيدة بعد نهاية المباراة، بعدما منحهم الطاقم الفني راحة أمس، ويتعلق الأمر بكل من بلخير، ياغني وخيثر، فيما فضل لاعبو الشرق البقاء في البليدة لأن الفريق سيستأنف صبيحة اليوم. ---------------------------- بلخير: "الخسارة أمام سعيدة قاسية وندرك أن الهزيمة أمام القبائل تعني السقوط" هزيمة أخرى تضاف إلى سلسلة نتائجكم السلبية، ماذا تقول؟ هذه الخسارة كانت قاسية للغاية لأننا لا نستحقها، لعبنا مباراة مقبولة وأحسن بكثير من المباريات التي لعبناها خارج الديار منذ بداية مرحلة العودة، لكن بما أننا فشلنا في العودة بنتيجة إيجابية فالأداء الذي قدمناه لا يساوي شيئا، لأننا في ظل هذه الوضعية كنا نبحث بالدرجة الأولى عن النقاط. ماذا كان ينقصكم لتحقيق الفوز؟ كانت تنقصنا الفعالية الهجومية، صحيح أننا سجلنا هدفين لكننا ضيعنا الكثير من الفرص، ومع احترمي للمنافس فلم يكن أقوى منا وإنما نحن الذين فوتنا على أنفسنا فرصة العودة بالتعادل على الأقل. دخلتم اللقاء بشكل جيد لكنكم تلقيتم هدف السبق قبل دقيقتين من نهاية المرحلة الأولى قبل هدف سعيدة كان بمقدورنا تسجيل هدفين، بالنظر إلى الفرص التي أتيحت لنا، وفي وقت كنا نأمل أن ننهي المرحلة الأولى بالتعادل السلبي تلقينا هدفا مباغتا، وبعد بداية الشوط الثاني بدقيقتين أيضا سجل علينا المنافس هدفا ثانيا، وهو ما صعب مهمتنا أكثر مع مرور الدقائق. لكن رغم ذلك عاد الفريق في المباراة لكنه تلقى هدفا ثالثا، كيف تفسر ذلك؟ كان من المفترض أننا بعدما قلصنا الفارق لا نتلقى الهدف الثالث، لكن المنافس استغل صعودنا إلى الأمام من أجل معادلة النتيجة وسجل هدفه الثالث، ورغم المجهودات الكبيرة التي بذلناها فيما تبقى من المباراة، إلا أننا لم نتمكن سوى من تقليص الفارق. هذه الهزيمة ترهن حظوظكم، ألا تعتقد أنها قد تكون سببا في السقوط إلى القسم الثاني؟ وضعيتنا أضحت معقدة أكثر، لكن لحسن حظنا أن بعض فرق المؤخرة خسرت خاصة مولودية العلمة وجمعية الخروب، والآن سنكون أمام آخر فرصة في المباراة المقبلة أمام شبيبة القبائل من أجل الفوز والحفاظ على كامل حظوظنا في تحقيق البقاء، ونحن ندرك جيدا أن الهزيمة في تلك المباراة تعني السقوط، لأن الفوز بالمباريات الثلاث المتبقية قد لا يكون كافيا. لكن مهمة الفوز في لقاء القبائل ستكون صعبة بالنظر إلى ضعف الفريق خارج الديار؟ ندرك أننا خيبنا أنصارنا كثيرا هذا الموسم خارج الديار ولم نتمكن من تحقيق أي فوز، لكن بما أننا أمام مباراة الفرصة الأخيرة سنرمي بكل ثقلنا من أجل الفوز، ومثلما سجلنا في سعيدة هدفين بإمكاننا أن نسجل أيضا في شباك شبيبة القبائل.