نشرت : المصدر جريدة الشروق السبت 28 مايو 2016 10:14 شرعت وزارة التربية فجر أمس الجمعة في نقل أسئلة امتحان شهادة البكالوريا، إلى مراكز التوزيع، تحت إشراف مديري القطاع، وكلفت نورية بن غبريط اطارتها لمتابعة الامتحانات، بالمقابل قالت مصادر أن لا وجود لأجهزة التشويش بمراكز الإجراء على اعتبار أن العملية مكلفة. وستنقل فجر غد الأحد وإلى غاية يوم الخميس، من مراكز التوزيع نحو مراكز الإجراء 2560 مركز، تحت حراسة أمنية مشددة، والتي يشترط فيها الحضور الشخصي لمدير التربية. ونصبت بن غبريط الخميس الماضي اللجنة الوطنية المكلفة بمراقبة سير اختبارات شهادة البكالوريا عبر 26 ولاية، وكلفت إطاراتها بالنزول إلى الميدان طيلة فترة امتحان البكالوريا للمتابعة والمراقبة بمراكز الإجراء، على أن يتم موافاة الخلية المركزية التي يرأسها الأمين العام بالوزارة عبد الحكيم بلعابد بتقارير مفصلة عن العملية يوميا، خاصة ما تعلق بمحاولات الغش أو التجاوزات التي قد تحدث عبر مصالح الامتحانات ومديريات التربية . وقالت مصادر "الشروق"، بأنه لا وجود لأجهزة تشويش على الهواتف النقالة بمراكز الإجراء، مثلما ذهب إليه مدير التربية للجزائر وسط، وعليه فالإجراء الوحيد الذي سيتم اتخاذه لإنقاذ البكالوريا من "الغش الإلكتروني" بالخروج من المأزق،هو التنسيق و العمل مع مصالح الدرك الوطني لتحديد هوية "الغشاشين" عبر مواقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، ومتابعتهم قضائيا. وسيجتاز، أزيد من 818 ألف مترشح عبر الوطن، امتحان البكالوريا غدا عبر 2560 مركز إجراء، سيحرسهم 160 ألف أستاذ حارس تم تكليفه، على أن يكون مسؤول القاعة أستاذ تعليم ثانوي، في حين رفعت الوزارة من خلال الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات في عدد الحراس الاحتياطيين إلى 14 حارسا احتياطيا بكل مركز إجراء، لإحباط كل محاولات الغش. بالمقابل فقد تم تجهيز 71 مركزا لتصحيح أوراق المترشحين، بتجنيد 55 ألف أستاذ مصحح. كما تم تخصيص 18 مركز للإغفال و مركز واحد لإعلان النتائج في حدود 5 جويلية المقبل.
كواليس البكالوريا
مليون مقابل "المراجعة" عشية البكالوريا بسطيف بلغت تكلفة المراجعة العامة للدروس قبل البكالوريا قيمة الواحد مليون سنتيم، وهي الخدمة التي يضمنها بعض الأساتذة المتميزين بولاية سطيف، لرفع درجة التركيز عند التلاميذ قبل انطلاق امتحانات شهادة البكالوريا. هذه الظاهرة الجديدة التي سنها بعض الأساتذة المتميزين الذين يوصفون بذوي الخبرة والكفاءة بسطيف، والذين يستهدفون أبناء الأثرياء لتدعيمهم بدروس خصوصية مركزة جدا تعد بمثابة آخر جرعة يتلقاها المترشح للبكالوريا في الوقت بدل الضائع. وعلى حد زعم هؤلاء الأساتذة فإن البكالوريا شبه مضمونة لأن الأستاذ فوق العادة يوجه التلميذ الى الدروس المتوقعة في الامتحانات، ويزوده بالمنهجية التي تسمح له بالوصول الى الحلول مهما كانت نوعية الاسئلة. وتتضاعف القيمة بالنسبة للتلاميذ أبناء الأثرياء الذين يستفيدون من المراجعة الفردية التي يتنقل فيها الاستاذ إلى بيت الزبون أين يسخر كل طاقاته وخبرته حتى يربح الجوكر المقدر ب 2مليون. وقد انتشرت هذه الظاهرة خاصة وسط الأساتذة المتخصصين في مواد الرياضيات والفيزياء والعلوم الطبيعية وهي المواد التي تعتبر من السلع الرائجة عكس اللغة العربية واللغات الحية والاجتماعيات التي تصنف لدى البعض في خانة ما هو أدنى. وبالنظر للقيمة التي لازالت تحظى بها البكالوريا لا يتردد الأولياء الأغنياء في دفع المليون للتباهي أمام الناس بعدم ادخار أي جهد لتحقيق النجاح لأبنائهم. وحتى متوسطي الدخل يحرمون أنفسهم من الكثير من الأشياء فينزعونها من أفواههم ويدفعون المليون للأستاذ المميز مقابل نجاح غير مضمون. وأما التلاميذ الفقراء فعليهم الاعتماد على قدراتهم والتشمير على سواعدهم وتحدي أصحاب المليون لأن يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان والمترشحون كلهم سواسية ولا وجود لشهادة الضمان في هذه العملية التجارية.
طائرة عسكرية لنقل المترشحين بالجنوب سخرت مصالح الجيش، للناحية العسكرية السادسة بتمنراست، أول أمس الخميس، طائرة عسكرية، لنقل الطلبة المترشحين لامتحان شهادة البكالوريا، بملحقة ثانوية تين زواتين، والتي تبعد عن عاصمة الولاية تمنراست بحوالي 510 كلم، ليتم نقلهم إلى مقر بلدية أبلسة مقر مركز الامتحان، وأثلجت مبادرة الجيش نفوس الطلبة، خاصة، أنهم كانوا مجبرين على التنقل برا عبر حافلات، تستغرق 24 ساعة، من السفر المتعب عبر طريق ترابي غير معبد، وجدد التلاميذ امتنانهم، لمصالح الجيش عن هذه المبادرة، والتي تدخل في إطار، انفتاح المؤسسة الأمنية على المجتمع، من خلال التكفل بمساعدته، حينما تدعو الحاجة إلى ذلك، من جهتها ثمنت جمعية أولياء التلاميذ اللفتة الكريمة، مؤكدة أنها ستساهم في رفع نسبة تركيز الطلبة، والرفع من نسبة النجاح المحققة لدى أبناء منطقة تين زواتين الحدودية.
اليوم بحر وغدا امتحان قرّر الكثير من المترشحين لشهادة البكالوريا، أن يتوقفوا يوما واحدا، للراحة وهو اليوم السبت، من خلال التوجه إلى شواطئ البحر، خاصة في شرق البلاد، حيث بلغت أمس الجمعة درجة الحرارة في قسنطينة 40 وفي سطيف 39 وفي عنابة وجيجل قارب الرقم الأربعين مئوية أيضا، المترشحون للبكالوريا من عادتهم بعد موسم من البذل أن يجعلوا اليوم الذي يسبق بداية الامتحان للراحة، ولأنه صادف على غير العادة درجات حرارة غير مسبوقة في حرارتها فإن شواطئ البحر ستكون اليوم السبت مخصصة للمترشحين وأيضا المترشحات للبكالوريا.
"ريال" و"أتليتيكو" في "الباك" وجد المترشحون في بكالوريا 2009 في أول يوم من الامتحان أنفسهم أمام خيارين معقدين، حيث تزامن اليوم الأول من البكالوريا مع المباراة الشهيرة بين الجزائر ومصر، التي جرت في البليدة لحساب تصفيات مونديال جنوب إفريقيا وانتهت لصالح رفقاء زياني بثلاثية، لكنهم في النسخة الحالية سيكونون مجبرين على متابعة نهائي رابطة أبطال أوربا سهرة اليوم السبت، حيث سينقسم المترشحون والمترشحات ما بين ريال مدريد أو أتليتيكو مدريد بالنسبة لمحبي برشلونة، والأكيد أن الفوز الحقيقي لكل مترشح هو فوز الباك وليس الريال أو أتليتيكو.
"كليماتيزور" هدية ما قبل الشهادة قرّر أب إحدى المترشحات لشهادة البكالوريا في قسنطينة أن يسبق الأحداث ويشتري لابنته المترشحة لامتحان العمر مكيفا من أعلى طراز كهدية، يومين قبل الامتحان، وضعته في بيتها حتى تضمن لنفسها التحضير في جو منعش وأيضا النوم بعيدا عن الناموس والحرارة الشديدة التي قصفت المدينة في اليومين الأخيرين، طبعا الهدية هي عربون فقط لهدية ستكون مفاجئة للمترشحة حسب والدها، الذي يعيش هذه الأيام أوجاع الألم في انتظار امتحان ابنته، حيث قد تكرم كما يتمنى أو تهان كما لا يفكر فيه أيدا.
السمك خيّب المترشحين جرت العادة أن يشتري الأولياء في الأيام الأخيرة قبل شهادة البكالوريا السمك لأبنائهم، لكنهم لم يتمكنوا هذه المرة بسبب الغلاء الفاحش الذي هب على سوق السمك بكل أنواعه، الأولياء كانوا مقتنعين بأن مادة السمك تمنح لأبنائهم التركيز، وأيضا الذكاء وهي بعيدة عن أن تكون مشكلا هضميا في أجساد أبنائهم، وظل طبق السمك هو الأكلة المتبعة أيام البكالوريا على مدار سنوات، ولكن السعر الذي فاق 700 دج للسردين، فما بالك بالسمك الفاخر، جعل الطلبة وأوليائهم يقضون أيام ما قبل وأثناء البكالوريا من دون سمك. بكالوريا تحت درجة حرارة ال45 سيكون غدا 19970 طالب، مع موعد امتحانات شهادة البكالوريا بولاية تبسة، وقد خصصت المصالح المعنية، 65 مركز إجراء، بمختلف دوائر الولاية، والتي يعرف البعض حرارة جد مرتفعة، خاصة ببئر العاتر ونقرين، تصل إلى ال45 درجة مئوية، ومن أجل الوقوف على الإمكانات الموفرة لأبناء الجنوب، قرر والي الولاية السيد علي بوقرة رفقة السلطات المحلية، التنقل غدا الأحد، إلى بوابة الصحراء بنقرين، للإشراف على فتح الأظرفة، خلال اليوم الأول، ومشاركة أهل المناطق النائية في امتحانات البكالوريا، والتأكيد لهم بأن الدولة مثل ما تولي اهتماما وتعتني بأبناء الشامل والساحل، فهي لا تدخر أدنى جهد مع أبناء الجنوب، الذين تم تسخير كل الإمكانات والوسائل المادية لاجتياز الامتحانات في ظروف جيدة.