نشرت : المصدر جريدة الشروق الأحد 07 أغسطس 2016 12:38 ستشرع وزارة التربية الوطنية في تجسيد الاتفاقية التي أبرمتها مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بخصوص إدراج الكتاب المدرسي الخاص بالتربية التحضيرية في المدارس القرآنية، الكتاتيب والزوايا، على أن يتم ضمان انتقالهم إلى السنة الأولى ابتدائي آليا دون مرورهم على الأقسام التحضيرية. وهو ما يؤكد حسب متابعين لشأن المدرسة و"إصلاحات الجيل الثاني"، أن الوزيرة بن غبريط تسعى للتحكم في المعلومات التي يتلقاها المتعلم منذ ال3 سنوات وإلى غاية الثماني سنوات، لتحديد مشروع ملمح "مواطن الغد" بإبعاده عن المكتسبات الروحية القرآنية، وهو ما سيتم تجسيده بنقل التحضيري إلى الكتاتيب. وعلمت "الشروق" من مصادر مطلعة أن وزارة التربية ستقوم نهاية أوت الجاري بتوزيع الكتب المدرسية الخاصة بالتربية التحضيرية على الكتاتيب والزوايا والمدارس القرآنية الموزعة عبر الوطن، لتحقيق أهدافها "الظاهرية"، بالسماح لأكبر عدد ممكن من الأولياء بتسجيل أبنائهم بأقسام التربية التحضيرية، من خلال توجيههم إلى الكتاتيب لتخفيف الضغط عن المدارس العمومية التي لم تعد تستوعب الكم الهائل منهم سنويا في كل دخول مدرسي، بسبب نقص الهياكل والمنشآت المدرسية، خاصة بعدما أضحت "التربية التحضيرية" حكرا فقط على تلاميذ "المعارف". غير أن أهداف الوصاية "الخفية" حسب ما توفر من معلومات، تكمن في السعي وراء إفراغ المدرسة العمومية من "البعد الروحي القرآني" الذي تستمد منه الشخصية الجزائرية قوتها ووجودها، وذلك بالتحكم في جميع المعلومات والمعطيات التي يتلقاها التلميذ منذ سن الثالثة وإلى غاية الثامنة من عمره، لتحديد ما يسمى "مشروع مواطن الغد"، عن طريق نقل التحضيري إلى المؤسسة المسجدية، خاصة أن حفظ التلميذ للقرآن يسمح له بالتحكم في اللغة والكلمات والجمل، غير أن "الكتاب المدرسي" يعلم الطفل 20 كلمة في سنة كاملة وبإمكانه تعلمها واستيعابها في حفظ سورة واحدة فقط. وحسب المصادر نفسها، فإن الوزيرة بن غبريط ومنذ توليها في وقت سابق، رئاسة مركز البحث في الأنتروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران، "الكراسك"، اعتمدت في دراستها على إعطاء الأولوية للتربية التحضيرية، بغية التحكم في المعارف القبلية للمتلقي "التلميذ"، خارج الإطار الروحي، ضاربة بذلك مرة أخرى مواد الهوية الوطنية، خاصة أن التعليمات الصادرة عن منظمة "اليونيسيف" تشجع على تعميم التربية التحضيرية وفق رؤية غربية حديثة. وبالمقابل، أكدت دراسة أنجزها مكتب دراسات أمريكي في التسعينيات، أن قوة "النخبة الجزائرية" ارتكزت لسنوات عديدة منذ مطلع الاستقلال على الإطارات التي تكونت في الكتاتيب والزوايا.