كما كان منتظرا، توصل رئيس الإتحادية الجزائرية روراوة إلى اتفاق شبه نهائي مع المدرب الفرانكو – بوسني وحيد حليلوزيش في مفاوضاتهما أمس بعد أن اقتنع بالخطوط العريضة والهدف الرياضي للمنتخب، ولم تبق سوى بعض النقاط التي لم يتم حسمها إلى غاية ساعة متأخرة من ليلة أمس قبل إعلانه بشكل رسمي على رأس العارضة الفنية للمنتخب اليوم. وإذا كانت الأمور اتضحت جيدا فإن هذا لم يمنع بعض المدربين الآخرين من انتظار فرصتهم في حال ما إذا تسببت اللمسات الطفيفة في تغيير قناعة رئيس الاتحادية وجعله يبحث عن مدرب آخر. بقيت لمسات خفيفة كان يفترض تجاوزها سهرة أمس وكان يفترض أن يتم تجاوز هذه اللمسات البسيطة بين روراوة وحليلوزيتش سهرة أمس، غير أن “الهداف” انتظرت إلى غاية ساعة متأخرة وتأكدت من أن مدرب دينامو زغب الكرواتي الموسم الماضي لم يرد بشكل كتابي على روراوة، وبالتالي بقيت الأمور على ما هي عليه. رغم هذا وصف مصدرنا الاتفاق الذي تم أمس ب “شبه نهائي”، معتبرا النقاط التي لم يتم الحسم فيها صغيرة للغاية ولا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تغير قناعة أحد من الطرفين، مادام الرجلان متفقين من حيث المبدأ. بنسبة كبيرة جدا سيكون المدرب الجديد وعاشر أجبني يقود “الخضر” وعلى هذا الأساس سيكون وحيد حليلوزيش بنسبة كبيرة المدرب القادم للمنتخب الوطني مثلما كان متوقعا وأشرنا إليه في وقته، عندما أكد ل “الهداف” وكل الإعلاميين الذين اتصلوا به أن له موعدا مع رئيس الإتحادية في فرنسا، ثم توجهت الأنظار بشكل جماعي وبقي الكل بانتظار خبر الإعلان عن تعيينه بشكل رسمي، وهو الأمر الذي يرتقب أن يحصل اليوم بعد تجاوز النقاط العالقة، وبالتالي ترسيمه على رأس “الخضر” خلفا لبن شيخة ليكون بالتالي المدرب الأجنبي العاشرة الذي يقود المنتخب الوطني منذ سنة 1966. روراوة أعجبه لأنه سيّر نجوما من قبل وتحكم فيهم وقد علمنا أن أكثر ما حفز رئيس الإتحادية وجعله يتقدم مع المدرب الفرانكو – بونسي وحيد حليلوزيش كثيرا في المفاوضات، هو أنه سبق أن سيّر نجوما في منتخب كوت ديفوار، أو حتى في الفرق الفرنسية التي دربها، وهو المدرب الذي يرى أنه ينقص المنتخب حاليا للوقوف في وجه الجميع، خاصة أنه سمع أخبارا طيبة عن شخصيته القوية وطريقة تحكمه في المجموعة التي يعرف الجميع أنها لم تبق بنفس التماسك الذي كانت عليه من قبل خلال أيام ملحمة أم درمان وتحتاج (مجموعة المنتخب الجزائري) إلى رجل قوي وشجاع ومحنك للتحكم فيها وإعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية من خلال تحرير اللاعبين. “لوڤوان” هو الذي ينتظر الجزائر وعما إذا كان المدرب الفرنسي بول لوڤوان هو المرشح الثاني الذي بقي مع المدرب حليلوزيتش، فقد كشف لنا مصدرنا المقرب من روراوة أن المدرب السابق للمنتخب الكاميروني هو الذي يماطل في الالتحاق بالمنتخب العماني الذي اتفق معه بشكل نهائي (بقي له التوقيع فقط يوم الخميس) بعد أن غير رأيه بمجرد علمه ببحث الجزائر عن انتداب مدرب، حيث ينتظر هذه الفرصة على أحر من الجمر وأرسل سيرته الذاتية. أسماء أخرى في الإنتظار، لكن حليلوزيتش سيُعلن مدربا اليوم بالمقابل فإن رئيس الإتحادية غير متحمس لبول لوڤوان رغم حصوله على بعض الألقاب في فرنسا، معتبرا أنه ليس من أولوياته، في حين يوجد مدربون آخرون في الطابور ينتظرون فرصتهم التي قد تأتي رغم أن هذه الفرضية ضئيلة للغاية في حال تعسر الاتفاق مع حليلوزيش، ومن بين هؤلاء المدرب الفرنسي روجي لومير، غير أن هذا الأخير طلب أجرة شهرية اعتبرها مصدرنا خيالية، فضلا عنه يوجد مدرب آخر في وضعية انتظار، غير أن الأمور تتجه نحو حسم صفقة حليلوزيش وإعلانه اليوم بشكل رسمي المدرب الجديد ل “الخضر”. ----- العوامل التي ستُساعد “حليلوزيتش“ على النّجاح مع المنتخب بعد أن اتّضحت الرؤية وتأكد أن المدرب البوسني “وحيد حليلوزيتش” سيدرب بنسبة كبيرة جدا المنتخب الوطني خلفا للمدرب المستقيل من منصبه عبد الحق بن شيخة، بدأ الحديث عن مدى قدرة البوسني على قيادة “الخضر” إلى برّ الأمان، وإن كان الإجماع قائما على أن الرجل لم يكن ذلك الذي صوّره لهم روراوة يوم تحدّث عن جلب مدرب عالمي كبير متعود على حصد الألقاب إلى غير ذلك، إلا أنّ الخبرة التي اكتسبها مع الأندية التي دربها فضلا عن تجربته الرائعة مع منتخب كوت ديفوار، بالإضافة إلى عوامل عدة تجعله في موقع ملائم كي ينجح في مهامه على رأس المنتخب الوطني مستقبلا. 1 اللّغة الفرنسية عامل مشترك بينه وبين المحترفين أوّل العوامل التي قد تجعل من مهمّة البوسني سهلة نوعا ما لدى شروعه في عمله على رأس المنتخب الوطني، هو عامل إتقانه نطق وفهم اللّغة الفرنسية التي يتحدّثها الرّجل بطلاقة بحكم السنوات العديدة التي قضاها في البطولة الفرنسية، سواء كلاعب في صفوف “نانت” و”باريس سان جرمان”، أو كمدرب للعديد من الأندية “بوفي، ليل، ران، وباريس سان جرمان”، إذ أنّ هذا العامل المشترك بينه وبين اللاعبين المحترفين للمنتخب الوطني يجعله يجد سهولة كبيرة في التعامل معهم سواء في التدريبات أو خارجها أو في المباريات، ويجعل رسالته تفهم من طرفهم بسرعة أيضا. 2 البوسني مسلم وهذا مهمّ للغاية عامل آخر مشترك يتقاسمه لاعبو “الخضر” مع مدربهم المستقبلي، ألا وهو عامل الدّين الإسلامي، إذ أنّ “وحيد حليلوزيتش“ معتنق لديانة الإسلام، وسواء كان يصلي ويصوم أو لا يؤدي واجباته هذه (لا ندري)، إلا أنه مسلم، وهذا مهم جدّا في التعامل مع لاعبين مسلمين يؤدون واجباتهم تجاه خالقهم بشكل منتظم. 3 يعرف عقلية من ولدوا في فرنسا ثالث العوامل التي قد تجعل من مهمة البوسني سهلة خلال عمله على رأس المنتخب، هو معرفته لعقلية ومزاج اللاعبين الذين ولدوا في فرنسا، إذ أن تجربة الرجل الطويلة على مدار السنوات الطويلة التي أمضاها كلاعب وكمدرب في فرنسا جعلته يعرف عقلية الفرنسيين جيدا، ويعرف عقلية المزدوجي الجنسية كلاعبينا، وهو ما سيفيده لدى احتكاكه بتشكيلة “الخضر” المكونة من لاعبين أغلبيتهم ولدوا في فرنسا. 4 الرّجل يعرف إفريقيا... عقلية ومناخا وعند ترسيم تعاقد الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مع “حليلوزيتش“، فإن تجربة هذا المدرب مع “الخضر” ستكون الثانية في القارة السمراء، حيث سبق له أن خاض تجربة مع نادي الرجاء البيضاوي المغربي ونال معه لقب رابطة الأبطال الإفريقية سنة 1997، وهي التجربة التي حتى وإن كانت قصيرة ولا يمكن مقارنتها بتجربة على رأس المنتخبات، إلا أنها ستفيد “حليلوزيتش“ كثيرا في التعامل مع نفس المحيط الذي سيجده في الجزائر، مع نفس العقلية التي سيجدها لدى الأنصار، مع نفس الإمكانات، مع نفس المناخ، مع نفس التقاليد أيضا. 5 من تحكّم في باوليتا ونجوم “الفيلة” يتحكّم في زياني وأمثاله وكانت بعض الأصوات قد تعالت مؤخرا وأكدت أنّ مهمة حليلوزيتش“ أو أي مدرب آخر يخلف بن شيخة ستكون صعبة للتحكم في ركائز من طينة زياني، عنتر يحيى، بوڤرة، جبور، يبدة وغيرهم، لكن ما لا يعلمه هؤلاء أنّ البوسني “حليلوزيتش“ سبق له أن أشرف على نجوم أكبر وأصعب بكثير من نجوم “الخضر”، فالرّجل وخلال تجربته مع “باريس سان جرمان” درّب البرتغالي “باوليتا” و”روتين”، ومع منتخب “الفيلة” تحكّم في نجوم من طينة “دروغبا، كالو، جيرفينهو، كوني، يايا توري، كولو توري”، بل وقادهم إلى تحقيق مسيرة طويلة من دون خطأ إلى أن توقف المشوار على يد الجزائر في “كان2012“ بأنغولا، ولكم أن تتساءلوا إن كان من استطاع التحكم في الأسماء التي ذكرناها قادرا أم غير قادر على التحكم في جبور وزياني؟ 6 الثقة التي يضعها فيه روراوة تُساعده لا يخفى عن أحد أنّ الاتصالات بين روراوة والبوسني حليلوزيتش ليست وليدة اليوم، فالرجل كان قاب قوسين من تدريب “الخضر” يوم كان سعدان مدربا، ويوم استقال هذا الأخير، حيث أن الرجل الأول على رأس الكرة الجزائرية ظلّ في كلّ مرة يتصل به كي يتولى المهمة، لكنه كان يتراجع في آخر لحظة، مثلما حدث قبيل تعيين بن شيخة مدربا ل“الخضر”، قبل أن يفضل روراوة ورقة المدرب المحلي، لا سيما أن بن شيخة وعد برفع التحدي وإحداث ثورة حقيقية على رأس المنتخب، دون أن يدرك أنه تلقى هدية مسمومة. والمهم أنّ الثقة التي يضعها روراوة في المدرب المستقبلي “حليلوزيتش“ قد تساعد هذا الأخير على أداء مهامه في ظروف جيدة، وقد تجعله يعمل في هدوء ومن دون أي نوع من الضغوط التي تعود المدربون على تلقيها من طرف المسؤولين. 7 4 لقاءات في يده قبيل الأهداف المسطرة وفضلا عن كل هذا، فإن المدرب الجديد للمنتخب سيكون له الوقت الكافي كي يسطّر برنامجه العملي، وحتى يعرف اللاعبين أشد المعرفة، ولكي يعرف طريقة تفكيرهم وطريقة لعبهم، وكل شيء عنهم وعن الجزائر، وذلك من خلال الأربع مباريات التي ستكون تحت تصرفه، اثنتين منها وديتين(أمام تونس في أوت وأخرى أمام منتخب لم تحدد هويته في شهر نوفمبر المقبل) ومبارتين رسميتين أمام تانزانيا وإفريقيا الوسطى. وهي فرصة له كي يضبط أموره جيدا قبيل مرحلة التحديات الحقيقية التي تنتظره بداية بتصفيات كأس إفريقيا 2013، وصولا إلى تصفيات كأس العالم 2014. 8 واجد كاوة إلى جانبه يساعده آخر العوامل التي ستسهل من مهمة حليلوزيتش لدى شروعه في عمله هو تواجد مدرب حراس المرمى عبد النور كاوة إلى جانبه، وذلك بحكم العلاقة التي تجمع الرجلين منذ أن عملا سويا على رأس اتحاد جدة السعودي، كما أن تواجد الدكتور شلبي الذي سبق له أن عمل معه في “باريس سان جرمان” سيفيده أيضا ويسهل عليه العديد من الأمور.