ترسّم بقاء المدرب الوطني رابح سعدان على رأس “الخضر” بعد الاتفاق الذي تم بينه وبين رئيس “الفاف” محمد روراوة أمس خلال الجلسة التي جمعتهما وجها لوجه بمقر الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بدالي إبراهيم. وكان الرجلان قد توصّلا إلى أرضية اتفاق في وقت سابق خلال المكالمات التي جمعتهما عقب خروج المنتخب من نهائيات كأس العالم، غير أنهما أرجآ الحسم في الأمر بصفة نهائية إلى غاية الجلسة التي جمعتهما أمس، وهي الجلسة التي اتفقا خلالها على أن يواصل سعدان مهامه إلى غاية 2012، أي أنه سيشرف على المنتخب الوطني طيلة الاقصائيات المؤهلة لكأس إفريقيا المقبلة، وطيلة النهائيات في الغابون وغينيا الإستوائية سنة 2012 (هذا إذا تأهلنا طبعا). روراوة فضّل الإستقرار ويعود قرار إبقاء روراوة على سعدان إلى غاية 2012 لرغبته في الحفاظ على الاستقرار على رأس المنتخب، لا سيما أن المباريات التي سيخوضها المنتخب قبل نهائيات كأس إفريقيا المقبلة قليلة جدا، ولا تحتاج إلى الاستنجاد بمدرب أجنبي أو مدرب جديد أو طاقم فني جديد، فقرّر أن يواصل العمل مع سعدان الذي يعرف البيت جيدا. ترسيم بقاء جلول وبلحاجي وإبعاد كبير وحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإنّ الرّجلين تطرقا خلال الإجتماع الذي عقداه مع بعضهما البعض إلى قضية المساعدين، واتّفقا بصفة نهائية على تدعيم العارضة الفنية بمدرب جديد يحلّ محل المدرب المساعد لمين كبير الذي انتهت مهامه بصفة رسمية، حيث أبعد نهائيا من الطاقم الفني للمنتخب، فيما تم الاحتفاظ بالمدرب المساعد الآخر جلول زهير، بالإضافة إلى مدرب حراس المرمى بلحاجي والمحضّر البدني الفرنسي “بروشوري” الذي انضم إلى الطاقم الفني مؤقتا خلال نهائيات كأس العالم 2010، قبل أن يتخذ قرار استقدامه بصفة نهائية بعدما طالب سعدان بذلك. سعدان هو من أعلم كبير بالقرار وأضافت مصادرنا إلى أنّ سعدان هو من تولى مهمة تبليغ مساعده كبير بأنه أقيل من منصبه (مدرب مساعد)، حيث اتصل به هاتفيا أمس مباشرة بعد انتهاء الجلسة التي جمعته بروراوة وأعلمه أن مهمته انتهت.. ويكون دون أدنى شك قد كشف له أن مسؤولي الإتحادية هم من كانوا وراء إبعاده حتى يتم جلب مدرب مساعد جديد، ويكون أيضا قد أعلمه أن الضغط الذي فرض عليه وعلى “الفاف” بخصوص تدعيم العارضة الفنية هو من فرض على أصحاب القرار التضحية به هو شخصيا. كبير تأثر كثيرا، يُبعد ويبقى جلول؟ وحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإن المساعد السابق لمين كبير تأثر كثيرا لقرار إبعاده، وهو الذي كان يقوم بالدور الذي يقوم به المساعد الآخر جلول زهير، غير أن المقصلة طالته وحده دون جلول الذي سيبقى إلى غاية 2012 رفقة الشيخ سعدان، وهو ما حز في نفس كبير كثيرا الذي كان يمني النفس بأن يبقى مع الطاقم الذي أشرف على “الخضر” طيلة السنوات الثلاث الأخيرة وحقق معه نتائج جيدة، ومن حق كبير أن يستاء في الحقيقة لأن إبعاده والإبقاء على جلول زهير لا تفسير له سوى أن العلاقة وطيدة جدا بينه (جلول) وبين سعدان، وإلا كيف نفسر إبعاد واحد من المساعدين والإبقاء على آخر، فالمنطق يجبر أصحاب القرار على إبعاد كل المساعدين معا أو الإبقاء عليهم جميعا. المدرب المساعد الجديد سيتم الحسم معه عن قريب وقد توصل سعدان وروراوة إلى اتفاق يقضي بتدعيم العارضة الفنية للمنتخب بمدرب مساعد جديد يخلف كبير في مهمته، حيث اقتنع سعدان أخيرا بتدعيم العارضة الفنية بمساعد آخر يشاركه الآراء ومهمة تدريب المنتخب بعدما كان في وقت سابق يعارض ذلك معارضة شديدة. وأضافت مصادرنا أن الرجلين اتفقا على اسم من الأسماء، غير أنهما أرجآ الحسم في الأمر للأيام المقبلة، لا سيما أن الوقت لا زال كافيا ليرسما انضمام الوجه الجديد إلى العارضة الفنية. لا بوعلي ولا صايب وقع عليهما الإجماع وأضافت مصادرنا أن الرجلين أغلقا ملف مدرب وداد تلمسان فؤاد بوعلي نهائيا، وقررا صرف النظر على ضمه إلى الطاقم الفني للمنتخب بسبب عدم امتلاكه شهادات التدريب اللازمة للتواجد ضمن طاقم “الخضر”. كما استبعد الرجلان أيضا فكرة جلب اللاعب والمدرب السابق لشبيبة القبائل موسى صايب رغم أن سعدان كان من بين المرحبين بفكرة استقدامه هو وبوعلي أيضا. الهدف الوصول إلى منصة التتويج في الغابون واستغل الرجلان الفرصة ليناقشا قضية الأجور، وهي القضية التي تكون قد سويت بصفة نهائية، كما عرّجا للحديث عن الأهداف المستقبلية. وحسب مصادرنا، فإن روراوة طالب سعدان بأن يصل بالمنتخب على الأقل إلى منصة التتويج في نهائيات إفريقيا التي ستقام بالغابون وغينيا الإستوائية سنة 2012، وهو الشرط الذي يكون المدرب الوطني وافق عليه رغم إدراكه أن المهمة ستكون صعبة، نقول صعبة لأن الوصول إلى تلك المحطة يتطلب أولا أن يجتاز منتخبنا عقبة المنتخب المغربي في التصفيات أوّلا، قبل التفكير في مجابهة المنتخبات الإفريقية العملاقة في تلك الدورة والوصول على حسابها إلى المحطة النهائية. سعدان أول مدرب بعد مخلوفي يُعمّر على رأس “الخضر“ طويلا وبترسيم بقاء سعدان وتجديد الثقة فيه من طرف روراوة في انتظار تجديد هذه الثقة اليوم من طرف أعضاء المكتب الفيدرالي، فإنّ سعدان سيدخل التاريخ من بابه الواسع، لأنه بذلك سيصبح ثاني مدرب يُعمّر طويلا على رأس المنتخب الوطني بعد رشيد مخلوفي الذي سبق له وأن أشرف على “الخضر“ طيلة أربع سنوات كاملة، من سنة 1975 إلى 1979، وها هو سعدان حتى الآن يعمر لثلاث سنوات، في انتظار بقائه إلى غاية 2012 حتى يصبح عدد السنوات التي عمّر فيها على رأس المنتخب 5 سنوات كاملة، ما سيسمح له بالتربع على عرش المدربين الذين مكثوا طويلا على رأس المنتخب الوطني. القرار سيتم الإعلان عنه اليوم في اجتماع المكتب الفيدرالي وكما كشفنا عنه أمس في عدد “الهدّاف“، فإن أعضاء المكتب الفيدرالي في اجتماعهم اليوم بدالي إبراهيم سيرسمون ما تم الاتفاق عليه بين سعدان وروراوة أمس، حيث سيتظاهرون خلال اجتماعهم هذا بأنهم سيقيمون حصيلة سعدان على رأس المنتخب منذ توليه العارضة الفنية في أكتوبر 2007، إلى غاية نهائيات كأس العالم الأخيرة، على أن يصوتوا بعدها على بقائه أو رحيله، لكنهم في الحقيقة سيزكون قرار روراوة الذي اتفق معه أمس على كل شيء، بمعنى أنهم سيصادقون على بقائه لعهدة أخرى تدوم إلى غاية 2012.