كما كان متوّقعا وكما أكّدته “الهدّاف” ومختلف العناوين الصحفية المحلية في الفترة الأخيرة، عيّنت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بصفة رسمية المدرب البوسني “وحيد حليلوزيتش” مدرّبا للمنتخب الوطني خلفا للمدرب المستقيل من منصبه عقب خسارة المغرب، عبد الحق بن شيخة. وجاء في بيان “الفاف” صبيحة أمس، أنّ العقد الذي سيربط المدرب السابق لمنتخب “الفيلة” بالمنتخب الوطني مدّته ثلاث سنوات، وذلك ابتداء من الفاتح جويلية المقبل. وبتعيين “حليلوزيتش” رسميا على رأس المنتخب، ينتهي كلّ ذلك “السوسبانس” الذي خيّم حول مصير العارضة الفنية ل “الخضر”. الأهداف المسطّرة التأهّل ل “كان“ 2013 و“مونديال“ 2014 وبما أن حلم الوصول إلى نهائيات كأس إفريقيا 2012 صار بعيدا بعد مهزلة “مراكش” أمام المنتخب المغربي، فإن “الفاف” لم تشأ أن تضغط على مدرب المنتخب الجديد باللعب إلى آخر لحظة ورقة الوصول إلى “الغابون وغينيا الإستوائية”، وأعفته من تلك المهمّة وسطّرت له هدفين لا بدّ من إدراكهما: الأول يتمثل في ضرورة الوصول إلى نهائيات كأس إفريقيا 2013، والثاني الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2014. منذ البداية اتّضح أنه المدرب الجديد ل “الخضر“ ورغم أن “الفاف” انتظرت إلى غاية أمس كي تكشف اسم المدرب الجديد للمنتخب، إلاّ أنّ الرؤية اتضحت منذ فترة زمنية طويلة أن “حليلوزيتش” هو خليفة بن شيخة، فرغم كلّ ما قيل عن خلية استقبال الترشيحات، ورغم تأكيد “الفاف” أنها سوف تختار الاسم المناسب من بين الأسماء العديدة التي ترشّحت، إلا أن الصفقة كانت محسومة مُسبقًا بين روراوة والبوسني، وبالضبط يوم سافر روراوة إلى فرنسا والتقاه وحسم معه الأمور بصفة نهائية، ولم يكن ينقصها سوى بعض اللمسات الأخيرة، قبل أن تعلن “الفاف” عن إتمامها أمس. روراوة حقّق رجاءه ورغب فيه منذ أن كان سعدان مدرّبا ويكون رئيس “الفاف” محمد روراوة بتعيين البوسني “حليلوزيتش” رسميا مدرّبا ل “الخضر” قد حقق ما كان يطمح له منذ فترة، لأن رغبته ومنذ أن كان سعدان مدربا كانت جلب البوسني، حيث تعذّر عليه الأمر في بادئ الأمر، قبل أن يضع ثقته في بن شيخة، في وقت كان مقرّرا أن يمنح المهمة ل “حليلوزيتش“، وها هو هذه المرّة يحقق رغبته ويتعاقد رسميا مع هذا الأخير بعدما خلت له الساحة. إجماع على أنه جيّد لكنه ليس العالمي الذي وعد به روراوة وإن كان روراوة حقق أخيرا رغبته بالتعاقد مع البوسني، إلا أن أهل الاختصاص والملاحظين أجمعوا على أن “حليلوزيتش” ليس هو ذلك المدرب العالمي الذي رسمه لهم روراوة يوم قال بصريح العبارة: “سوف نتعاقد مع مدرب عالمي كبير سبق له أن حصل على ألقاب عديدة ... مدرب يعيد “الماكينة“ للاشتغال من جديد”. وممكن أن يُعيد البوسني “الماكينة“ للاشتغال والتهديف مثلما يريد الرجل الأول على رأس الكرة الجزائرية، لكن المواصفات التي تتوفر في “حليلوزيتش“ ليست هي التي وعد روراوة بتوفرها في المدرب الجديد، إذ يبقى “حليلوزيتش“ مدربا كبيرا أشرف على أندية ومنتخبات محترمة، وحقق أفضل النتائج مع كوت ديفوار، لكن مواصفات المدرب التي أوهم روراوة الشعب الجزائري بها لا تتوفر فيه صراحة.