انضمّ اللاعب السابق لشبيبة القبائل يحيى شريف بصفة رسمية إلى نادي “إيستر” الفرنسي المنتمي إلى حظيرة القسم الثاني من البطولة الفرنسية وذلك بعدما وقّع صبيحة أمس عقدا لثلاث سنوات لصالح هذا النادي، إثر الاتفاق الذي وقع بينه وبين مسؤوليه من قبل. وبانضمامه إلى النادي الفرنسي تكون قصّة خرّيج مدرسة القبة مع شبيبة القبائل انتهت، مثلما كنا قد كشفنا عنه من قبل عبر “الهدّاف”. إذ أنّ الاتصالات معه ليست وليدة اليوم وتعود إلى الموسم الفارط، وبالضبط خلال إحدى المباريات التحضيرية التي جمعت الشبيبة ب “إيستر” في فرنسا، وهي المباراة التي تألّق فيها اللاعب بشكل لفت انتباه مدرب ومسؤولي هذا الفريق، قبل أن يعاين اللاعب عن كثب من طرف أحد أعضاء الطاقم الفني ل “إيستر” في نهائي كأس الجمهورية الذي جمع الشبيبة باتحاد الحراش في الفاتح من شهر ماي، وحينها وقع الإجماع على ضمّه من دون تجارب رغم أنّ مردود “عليلو” يومها لم يكن كبيرا. أجرى حصة تدريبية في الصبيحة وكان يحيى شريف طار إلى فرنسا أوّل أمس الثلاثاء، وفقا للموعد المحدّد بينه وبين مسؤولي “إيستر”، وبالنظر إلى وصوله المتأخر، فقد أرجأت إدارة الفريق التعاقد معه بصفة رسمية إلى اليوم الموالي، حيث أجرى صبيحة أمس حصة تدريبية رفقة زملائه الجدد قبيل إمضاء العقد، وهي الحصة التي احتكّ من خلالها لأول مرّة بمن سيقضي معهم الموسم المقبل. اجتاز الفحوص الطبية بنجاح وبعد نهاية الحصة التدريبية، كان الموعد مع الخضوع لإجراءات ضرورية قبيل الإمضاء الرسمي، حيث توجّه اللاعب رفقة بعض الإداريين وأعضاء الطاقم الطبي إلى إحدى العيادات، أين خضع لفحص طبي شامل، وهو الفحص الذي أثبت أنه لا يعاني من أيّ إصابة أو مرض، ما يعني أنه لاعب جاهز للاحتراف على الفور. .. وبعدها وقّع رسميا عقدا لثلاث سنوات وبعدما تلقت الإدارة الضوء الأخضر من الطاقم الطبي الذي أثبت صحة وعافية اللاعب، توجّه ابن القبة مباشرة إلى مقرّ النادي ليمضي على العقد بصفة رسمية، وهناك ترسّم ما تم الاتفاق عليه من قبل، وأمضى يحيى شريف عقدا لثلاث سنوات، وهي المدّة التي سيحاول خلالها اللاعب أن يثبت ذاته في أوّل تجربة احترافية له في أوروبا، تجربة طال انتظارها بعض الشيء بما أن يحيى شريف يبلغ اليوم من العمر 26 سنة، غير أنه قادر إن تحلى بالجدية أن يلعب عشر سنوات هناك في المستوى العالي مثلما يفعله الدولي الجزائري رفيق صايفي، الذي لا يزال يصول ويجول في ملاعب فرنسا رغم أنه يبلغ من العمر 36 سنة. سيُقدّم اليوم لوسائل الإعلام بقميص النادي ومن المبرمج أن يُقدّم يحيى شريف اليوم إلى وسائل الإعلام بقميص النادي، مثلما يحدث مع كلّ وافد جديد، على أن تنشر صورته الذاتية على موقع الفريق الرسمي على “الأنترنيت”، مثلما كان عليه الحال مع اللاعب التونسي خالد مليتي، الذي أمضى هو الآخر وقُدّم لوسائل الإعلام، قبل أن ينشر النادي عبر موقعه لمحة وجيزة عن مشواره الكروي قبل وصوله إلى “إيستر”. شعبية صايفي في “إيستر” ساعدته كثيرا وحسب ما علمناه من مصادرنا، فإنّ يحيى شريف حظي باستقبال رائع ولائق من طرف مسؤولي نادي “إيستر”، الذين وفروا له كافة ظروف الراحة منذ أوّل يوم وصل فيه، وهو الاستقبال نفسه الذي لقيه من طرف اللاعبين أيضا. والظاهر أن شعبية صايفي الذي مرّ من هنا وترك مكانه نظيفا مع النادي ساعدت كثيرا يحيى شريف وجعلته لا يواجه صعوبات في بدايته هذه، بدليل الترحاب الذي لقيه، دون أن نغفل الاتصالات التي ربطها معه صايفي منذ وصوله إلى فرنسا، وتلك التي ربطها بالمسؤولين واللاعبين في “إيستر” كي يعتنوا بابن جلدته، وهي التفاتة ليست بجديدة على صايفي تجاه أبناء بلاده. يُقيم في فندق “آريان إيستر” والإدارة تبحث له عن شقّة وتجدر الإشارة إلى أنّ يحيى شريف يقيم منذ وصوله إلى “إيستر“ في فندق “آريان إيستر”، على أن تجد له الإدارة شقة تليق به حتى يقيم بها نهائيا، وهو ما قد يساعد اللاعب على التركيز في تجربته الاحترافية الجديدة، عوض البقاء في الفندق. سيلعب إلى جانب أكرور وواضح وفضلا عن شعبية صايفي وسمعته في هذا الفريق ومدينة “إيستر” ككل، فإنّ وجود الجزائريين نسيم أكرور وناصر واضح (يكون قد غادر الفريق أمس) في الفريق سيساعد يحيى شريف على الاندماج داخل المجموعة، وسيساعده على معرفة المدينة والتأقلم وتقاليدها ونمط العيش في هذا البلد، ومن المؤكد أنه سيعتمد عليهما كثيرا في بدايته، على أن يدير أموره لوحده ما إن يسهل عليه كلّ شيء. .. وإلى جانب التونسي مليتي والمغربي فتوحي أيضا ولا يضمّ نادي “إيستر” في صفوفه الجزائريين أكرور وواضح وفقط، بل يضمّ لاعبين عربيين آخرين، والأمر يتعلق بالوافد الجديد التونسي خالد مليتي والمغربي دريس فتوحي، وهو ما لن يجعله يشعر بالغربة ولو لحظة، في ظلّ تواجد أبناء جلدته الجزائريين من جهة، وتواجد لاعبين من الجارتين تونس والمغرب من جهة ثانية. ------ “أمضيت ثلاث سنوات، سأفرض نفسي وأهدف إلى بلوغ المنتخب الأول” هل بإمكاننا أن نبارك إمضاءك في “إيستر” الفرنسي أم ليس بعد؟ نعم، بارك ولا تخف، لأنني صرت اليوم (الحوار أجري أمس) لاعبا في صفوف “إيستر” بصفة رسمية. إذن مبارك لك، فلندخل في التفاصيل، كم هي مدة العقد؟ أمضيت عقدا مدته ثلاث سنوات هذه الصبيحة، كما تعلم فإن الاتفاق بيني وبين المسؤولين حصل منذ فترة من الزمن، وها أنا اليوم أرسّم انضمامي، حيث خضعت للفحوص الطبية التي أثبتت سلامتي قبل أن أمضي على العقد رسميا، أنا سعيد لأنني سأخوض أوّل تجربة احترافية لي في أوروبا، وهو حلم لطالما راودني منذ الصغر. الأمور سارت معك بسرعة، إلى درجة أنك أمضيت دون تجارب، هل هذا يعني أنهم كانوا مقتنعين بإمكاناتك؟ نعم هم مقتنعون بإمكاناتي منذ فترة طويلة، كما أن الاتّصالات بيني وبينهم ليست وليدة اليوم، بل انطلقت منذ ثلاث سنوات. منذ أن كنت في القبة أم أنها انطلقت يوم التحقت بشبيبة القبائل؟ لا، منذ أن كنت لاعبا في صفوف رائد القبة، حيث عاينوا بعض أشرطتي واقتنعوا بما كنت أقدمه، ومنذ ذلك الحين وأنا في اتصالات معهم، إلى أن أمضيت لصالح فريقهم. لكن وحسب علمنا فإنّ الطاقم الفني لنادي “إيستر” أعجب بك خلال المباراة الودية التي خضتها مع الشبيبة أمام فريقهم الصائفة الماضية، هل تؤكد ذلك؟ نعم، واجهت “إيستر” لما كنت مع الشبيبة في أحد التربصات، وأديت مباراة في القمة زاد إعجابهم بي من خلالها، وهذا الموسم ربطوا بي اتصالاتهم من جديد وتوصلنا إلى اتفاق نهائي يقضي بأن أمضي لصالح “إيستر” فأمضيت، وخضعت للفحص الطبي، بل وفوق كل هذا خضت أوّل حصة تدريبية لي هذه الصبيحة. هل كان العرض المالي مغريا، أم أنك فضلت رهان الاحتراف في أوروبا على الأموال؟ صراحة “ما حڤرونيش”، ما منحوه لي يليق بإمكاناتي وسمعتي كلاعب طموح، وأنا مقتنع بما منحوه وما كتبه الله لي. تبلغ من العمر اليوم 26 سنة، ألا ترى أنك تأخرت بعض الشيء كي تحترف في أوروبا؟ نعم تأخرت بعض الشيء، كان علي أن أتنقل إلى هنا منذ فترة، لكن “كل شيء بالمكتوب”، قدري أراد لي أن أحترف وأنا في سن 26، ورغم كلّ هذا التأخر إلا أنني قادر على اللعب لسنوات عديدة هنا، لكن علي أن أكون جادا، لأنّ المهمة لن تكون سهلة في أول تجربة احترافية لي خارج الوطن، لقد تركت العائلة، تركت محيطا كرويا ألفت اللعب فيه منذ الصبى، تركت عالما، ووجدت عالما آخر، وأنا مطالب بالتحلي بالجدية حتى أنجح. كيف كان الاستقبال؟ رائعا، خصوني بأحسن استقبال، ولا شيء ينقصني صراحة. وهل حظيت بزيارة الجزائريين أم ليس بعد؟ نعم، لا بد أن أؤكد أنني وجدت رجالا إلى جانبي منذ أن وصلت إلى هنا في “إيستر”، رجال تعرفت عليهم يوم تنقلت مع الشبيبة إلى فرنسا في أحد التربصات، وهم يسهرون على راحتي منذ أن وصلت المطار إلى يومنا هذا، لا يسعني إلا أن أستغل الفرصة كي أتوجه لهم بجزيل شكري على ما قاموا به تجاهي. أكيد أن شعبية صايفي الذي مرّ عبر “إيستر” ساعدتك أيضا. صايفي هو الآخر “يعطيه الصحة” ساعدني كثيرا، كما أنه يتصل بي ويطمئن علي، أحييه وأشكره بالمناسبة، وكما ذكرت في سؤالك فإن شعبيته في مدينة “إيستر” خدمتني كثيرا، فالكل يحترمه ويتحدث عنه بالخير بما أنه ترك مكانه نظيفا في النادي من قبل، وأتمنى أن أحذو حذوه بدوري وأعطي صورة جيدة عن اللاعب الجزائري مثلما كان عليه الحال مع صايفي. تواجد واضح وأكرور قد يساعدك أيضا. لا، واضح لم ألتقه بعد، وأعتقد أنه غادر الفريق، أما أكرور فقد التقيته وخصني باستقبال جيد، حيث تبادلنا أطراف الحديث مطولا، وتمنى لي التوفيق في الفريق، وعلى كل حال فإن تواجده وتواجد مغربي وتونسي إلى جانبي لن يجعلني أشعر بالغربة. لا سيما وأن شهر رمضان على الأبواب... أجل، شهر رمضان بات قريبا وتواجدنا إلى جانب بعضنا البعض مفيد لنا جميعا، ومفيد لي خصيصا حتى أتأقلم وأجواء النادي بما أنني وافد جديد. ما هي الأهداف التي تطمح إلى تجسيدها مع “إيستر”؟ علي أن أعترف بأن المهمة ستكون صعبة للغاية لأنني الآن سألعب في المستوى العالي، ففي الصبيحة وقفت على ما يمتلكه النادي من هياكل ومرافق فبقيت مذهولا، ملعب التدريبات فقط يدل على أنني انضممت إلى ناد محترف بأتم معنى الكلمة، فما بالك الملعب الكبير الذي يحتضن المباريات الرسمية، لذلك علي أن أتهيأ لما ينتظرني، لأنني أهدف أولا إلى فرض نفسي في الفريق، وإثبات أحقيتي في تقمص ألوان “إيستر”، ومرحلة بمرحلة سأحقق جميع أهدافي إن شاء الله. من المؤكد أن فريقك يطمح إلى ضمان الصعود إلى الدرجة الأولى. أجل، الهدف الرئيسي هو تحقيق الصعود إلى القسم الأول، لكن المأمورية ستكون صعبة للغاية في ظل سقوط أندية كبيرة ك “موناكو” و”لانس” اللذين سيسعيان إلى العودة بسرعة إلى مصاف الكبار، ومع ذلك سنحاول أن نفرض منطقنا. الفريق تنتظره مباراة ودية الجمعة أمام “سانت إتيان”، فهل ستشارك فيها؟ نعم، سنواجه “سانت إتيان“ هناك في دياره، وهي فرصة لي حتى أنطلق بقوة مع فريقي الجديد، وحتى أفرض نفسي منذ البداية، ثق أنني لم آت هنا من أجل النزهة بل من أجل العمل والنجاح، وإن شاء الله سيتسنى لي ذلك بفضل انضباطي في الميدان، وانضباطي في أداء صلواتي و“دعاوي الوالدين“ التي أنا في حاجة ماسة إليها بعدما عانيت الكثير في الفترة الأخيرة. تقصد أنك عانيت في آخر أيامك مع شبيبة القبائل؟ لا أقصد الشبيبة، لكن أيامي الأخيرة في الفريق عانيت فيها كثيرا، تصور أن لا أحد بحث أو سأل عني، عدا والديّ، لا أحد بحث عني، وهذا ما حز في نفسي كثيرا، ولذلك طويت الصفحة وفتحت اليوم صفحة جديدة أتمنى أن تكلل بالنجاح. #ربما حكاية جواز السفر هي التي جعلت طريقة رحيلك عن الشبيبة فاترة بعض الشيء. لا توجد هناك حكاية جواز سفر، صحيح أن القضية جعلتني أواجه بعض المشاكل، لكن علاقتي بالرئيس حناشي وأنصار الشبيبة كانت جيدة، للأسف الشديد أن بعض المسيرين خلقوا لي المشاكل مع الرئيس. من هم هؤلاء المسيرون؟ لا داعي لذكر أسمائهم، هم معروفون، أرادوا أن يلطخوا سمعتي مع الرئيس، لكن الحمد لله أنني غادرت وتركت مكاني نظيفا، غادرت مرفوع الرأس بعدما ساهمت في حصول شبيبة القبائل على كأس الجمهورية هذا الموسم. هل اتصلت على الأقل بحناشي كي تعلمه بأنك قررت الاحتراف في “إيستر” بما أنه رئيس فريقك السابق؟ نعم اتصلت به مرارا وتكرارا، لكنه رفض الرد على مكالماتي الهاتفية، ولا أعتقد إن تعرف على الرقم أم لا، المهم أنه لم يرد عليها، لكن ذلك لا يهم، بقدر ما يهمني أنني غادرت الشبيبة من أوسع الأبواب. والآن هل ستعود إلى الجزائر لأخذ أغراضك، أم أن الموسم الجديد انطلق بالنسبة لك؟ لا، موسمي الجديد انطلق رسميا منذ إمضائي الرسمي هذه الصبيحة، لقد تنقلت إلى فرنسا وأنا مرفوق بكل أغراضي الشخصية، وسأدخل الآن المرحلة الجدية للتحضيرات، على أن أكون جاهزا وتحت تصرف الفريق لدى انطلاق البطولة عن قريب. قلت إنك تطمح للنجاح، وتطمح للصعود أيضا إلى القسم الأول، فهل تطمح الآن ما دمت قد صرت لاعبا محترفا إلى بلوغ المنتخب الأول؟ نعم، لم لا؟ علي فقط أن أفرض نفسي مع “إيستر” بأن أحجز مكانة أساسية ضمن تعداده، وبعدها سيكون الطموح لبلوغ المنتخب الوطني الأول. ما قد يشجعك على ذلك هو أنك ستكون على مقربة من عيني المدرب البوسني الجديد وحيد حليليوزيتش. نعم، الفرصة مواتية للفت انتباهه، وما علي إلا أن أستغلها أحسن استغلال، سأعطي كل ما عندي حتى أشرف عقدي مع فريقي الجديد، وحتى أبلغ المنتخب الوطني الأول بحول الله. قبل أن نختم الحوار، بودّنا أن نعرف لمن يعود الفضل فيما وصلت إليه اليوم، إلى شبيبة القبائل أم رائد القبة؟ يعود لهما معا، لا يمكنني أن أنكر جميل فريقي الأول رائد القبة الذي تعلمت عبر مدرسته أبجديات كرة القدم، القبة “حومتي، دارنا... هي اللي رباتني” وبفضلها اليوم صرت محترفا، وشبيبة القبائل هي الفريق الذي صنع لي اسما، وهي الأخرى لن أنكر فضلها الكبير علي، لن أنسى فضل العائلة والوالدين أيضا لأنهما تعبا معي منذ أن كنت صغيرا. في الأخير، ما الذي تقوله لأنصار شبيبة القبائل الذين سيفتقدونك الموسم المقبل. أطلب السماح منهم إن كنت قد أخطأت في حقهم، هم يدركون أنني كنت أرغب في البقاء، لكن ما باليد حيلة، أي لاعب في مكاني ما كان ليضيع فرصة كهذه للاحتراف في أوروبا، وأتمنى التوفيق لشبيبة القبائل مستقبلا والتوفيق لي في مهمتي الجديدة.