نشرت : المصدر موقع "الشروق" الجزائري الأحد 27 يناير 2019 13:00 واصلت نهار السبت ولليوم الثالث على التوالي فرق البحث التابعة لمصالح الحماية المدنية بالبويرة عملية تقفي أثر جثة عونها المدعو محمد عاشور المفقود منذ الخميس بإحدى بالوعات تصريف مياه الأمطار بعاصمة الولاية، حيث اشرف المدير العام للحماية المدنية العقيد بوعلام بوغلاف ووالي الولاية على مباشرة خطة تم تسخير فيها أكثر من 450 عونا منهم 80 غطاسا و12 كلبا مدربا، فضلا عن وسائل مادية من 6 ولايات مجاورة لتسريع العثور على الجثة في اقرب الآجال . وصلت منذ الصباح الباكر قوافل تضم تجهيزات وأعوان من 6 ولايات مجاورة هي تيزي وزو، بجاية، برج بوعريريج، بومرداس، المدية، والوحدة الرئيسية بالعاصمة، حيث تضم بالأساس غطاسين وكلاب بحث مدربة، مع تواجد المدير العام للحماية المدنية الذي عقد اجتماعا مغلقا قصد وضع خطة كفيلة بالعثور على العون المفقود محمد عاشور منذ 3 أيام مع تواتر خبر التحاق المدير العام للأمن الوطني مصطفى لهبيري مساء بالمنطقة، هذه الخطة بوشر في تنفيذها صباحا بتسخير 450 عونا، منهم 80 غطاسا إضافة إلى 12 كلبا مدربا، وقد قسمت المسافة الممتدة بين منطقة السقوط إلى مجمع مياه الصرف الصحي لاسيما من ملعب بوروبة إلى غاية واد الدهوس إلى 4 مناطق تدخل رئيسية، أين تعمل فرق على الدخول إلى المجاري في محاولة العثور على محمد، فيما تواصل فرق أخرى عملية البحث على امتداد الوادي إلى غاية سد تالسديت الواقع بإقليم بلدية الأسنام. وكعملية استعجالية، سخرت المصالح القائمة على العملية وسائل 5 مقاولات خاصة كبيرة قصد وضع وسائلها تحت تصرفها، اين أمرت بحفر شق بين محطة تجميع مياه الصرف الخاصة بمدينة البويرة وواد الدهوس، وذلك قصد تفريغ المحطة من المياه وكذا تسهيل عملية دخول الغطاسين مع شكوك حول تواجد الجثة في نطاق تلك المنطقة، كما وجه أحد القائمين على العملية نداء للعائلات قصد التقليل قدر الإمكان من تفريغ المياه المستعملة بمنازلها للمساهمة في تسهيل عمل الأعوان لاسيما بعد فترة الصحو السائدة والتي يريد القائمون استغلالها للكشف عن تواجد الجثة. في بيت العائلة المفجوعة! عادت "الشروق" صباح السبت إلى بيت عائلة العون محمد عاشور القاطنة بقرية الشراقة غرب عاصمة البويرة، اين تصادف وجودنا مع قافلة تضامنية حلت بالمكان مكونة من أطباء نفسانيين تابعين للحماية المدنية رفقة أعوان من الهلال الأحمر الجزائري، أما العائلة فقد اقامت خيمة العزاء قرب المنزل، اين تحدثنا إلى والد الضحية عمي بوعلام الذي لم يستطع إكمال حديثه وأجهش بالبكاء على فلذة كبده، حيث أكد لنا على تحيته إلى الشعب البويري والجزائري عامة على تضامنه مع العائلة رغم ألمها العميق بفقدان محمد الوطني كما يلقبه البعض، فيما كشف خاله بأن والدته تعيش حرقة كبيرة، خاصة وأنه كان يودعها كل صباح ماعدا صباح اليوم الذي فقد فيه، فضلا عن حرقة انتظار اي خبر رسمي للعثور عليه رغم ما يشاع من اخبار مغلوطة. بقدر اتساع رقعة البحث.. اتسعت رقعة التضامن من خلال تجولنا بكل نقاط البحث التي تعتمدها الفرق المسخرة، لاحظنا تواجد شباب وحتى عائلات سواء من البويرة أو من ولايات أخرى على غرار بومرداس، برج بوعريريج، المسيلة، باتنة، ميلة، حيث أكد لنا المدعو لزهر من باتنة بأنه حضر مباشرة بعد سماع خبر فقدان الشهيد كما لقبه، وذلك قصد تقديم السند للعائلة والمساعدة في البحث، أما جمال من برج بوعريريج فهو عون للحماية المدنية في عطلة مرضية، إلا أنه حضر لتقديم العون لزملائه تطوعا حتى العثور على زميل العمل مثل ما اضاف. هذا فيما تواصل العائلات وبعض التجار في توفير كل ما يستحقه الأعوان الذين لم يوفروا أي جهد للوصول إلى الجثة، حيث لاحظنا توفير وجبات ساخنة ومشروبات مختلفة دون الحديث عن عبارات الدعم والمساندة والتواجد الكبير بالمنطقة للمساهمة في إنهاء الكابوس.