حقق اتحاد بلعباس الأهم ظهيرة الجمعة في افتتاح بطولة الدرجة الثانية المحترفة، عندما سحق اتحاد البليدة بثلاثية نظيفة لم يكن مدرب أبناء مدينة الورد لطرش يتوقعها حين صنف "المكرة" في خانة الفرق الضعيفة التي لا يمكنها أبدا مجاراة اتحاد البليدة الذي حضر بصفة جيدة. وكان أبناء المدرب بن يلس أحسن بكثير من نظرائهم البليديين خاصة في الشوط الثاني أين تمكنوا من بسط سيطرتهم وأمطروا شباك الحارس عبدوني بوابل من الأهداف، وإن كان تألق المهاجم بوخاري في هذه المباراة ملفتا للانتباه فان الحضور الجماهيري اعتبر حدث اللقاء، حيث صنع أنصار المكرة فرجة طيلة التسعين دقيقة جعلت محافظ اللقاء قروج يصفق مطولا على تجاوب الجمهور وأنصار الفريقين مطولا. أبناء بن يلس يحطمون غرور لطرش أكد لاعبو اتحاد بلعباس أنهم يشكلون فريقا كبيرا لا يستهان به ولا يمكن هذا الموسم لأي فريق أن يفوز عليه في ملعبه بسهولة، عكس التصريحات التي أطلقها مدرب اتحاد البليدة حين اعتبر بأن الفوز سيكون حليف أشباله ببلعباس بعد أن حضر جيدا بتونس وقام بتربص سيشكل الفارق في المباراة الأولى، غير أن الواقع كان مخالفا لذلك حيث ظهرت تشكيلة اتحاد البليدة بعيدة تماما عن اللعب المنسجم وكذا التحضير البدني الذي بإمكانه أن يصنع الفارق، وهي نقطة غابت عن الفريق خاصة في الشوط الثاني، وعلى ابن القل أن يراجع حساباته في المباريات القادمة ويمتنع عن التكهنات المسبقة. أخطاء دفاعية يجب تصحيحها نتيجة اللقاء لا تعني أبدا أن اتحاد بلعباس قد صار متكاملا بنسبة 100%، بل بالعكس فإن التعداد ينقصه عمل كبير خاصة في الخط الخلفي، أين سجلنا أخطاء دفاعية بالجملة كادت تكلف الفريق غاليا، وعلى المدرب بن يلس أن يقوم بتصحيحها قبل فوات الأوان، في حين أرجع البعض مثل تلك الهفوات إلى نقص المنافسة وتأخر التحضيرات، لذا وجب الصبر على هؤلاء الشبان حتى يكونوا عند حسن ظن الجميع. زايدي يمنح الثقة لرفقائه كالعادة الكل اعترف أن الحارس زايدي مصطفى يمثل رقما مهما في الفريق، حيث يعطي الأمان لرفقائه وكان هذا الأخير قد أنقذ مرماه من لقطتين خطيرتين، عندما تصدى لكرة بلخير الذي وجد نفسه وجها لوجه بعد تمريرة لدرع الذي استغل هفوة من خالي، وكذلك في الدقيقة الأولى من المرحلة الثانية عندما تصدى لراسية لدرع غير أن من تابع زايدي الموسم المنصرم يعرف جيدا أن هذا الحارس من طينة الكبار، وما تهاطل العروض عليه إلا خير دليل على مستواه الجيد. بوغنجة "مسمار ما ينحيه حتى واحد" كما كان الحصن الدفاعي مرتكزا كثيرا على صخرة الدفاع بوغنجة طارق الذي غطى بعض الأخطاء التي ارتكبها زملائه في منطقتهم، وهو ما حرم الفريق الخصم من الوصول إلى شباك زايدي، و كان "ستام" نقطة قوة المكر خاصة في الكرات العالية التي استطاع إبعادها في كل الاتجاهات، وتصدى لمحاولات كل من بلخير ومليكة اللذان شكلا خطرا دائما على مرمى الاتحاد، وليست هذه المرة الأولى التي يقوم فيها بوغنجة بهذا الدور وإنما ساهم الموسم المنقضي في تحقيق عدة نتائج ايجابية للفريق. بلخير راقب مقداد وكان ظله بعد أن أدى شوطا أول رائعا استطاع من خلاله بلخير التواجد في كل مكان، وساهم في خلق عدة فرص خطيرة لفريقه الأمر الذي جعل التقني بن يلس يتفطن كثيرا لهذا العنصر الخطير، فكلف مقداد بمراقبته عن بعد وليس بصفة لصيقة حتى يقوم بتكسير لعبه ويحرمه من الكرة، وكان بالفعل ظله في المرحلة الثانية أين استطاع اتحاد بلعباس خلق فرص أخرى سانحة للتسجيل بعد أن تحرر الفريق نفسيا في غياب الهجمات الخطيرة للفريق الخصم. حمزاوي الفنان سلب قلوب الأنصار خرج أنصار اتحاد بلعباس من ملعب 24 فبراير 56 يهتفون باسم اللاعب حمزاوي عكاشة الذي أمتع الحضور بكل شيء تنقلاته السريعة في منطقة الخصم، تمريراته الدقيقة لزملائه والتي أثمرت في ثلاثة مناسبات، إضافة إلى مراوغاته الرائعة التي تجاوب معها الحضور حتى إن البعض وصفه بكريستيانو المكرة نظرا لروعة مداعبته للكرة وانطلاقته السريعة، واعتبر المتتبعون انه لو يواصل على هذا المنوال ويجتهد أكثر فستكون مكانته مع الفريق الوطني. دخول حميش وسالم أنعش خط الوسط تفطن المدرب بن يلس عبد الكريم جيدا للإرهاق الذي انتاب كل من زازوة وضيف توفيق اللذان تم استبدالهما بزميليهما سالم مروان وحميش هواري، حيث استطاعا أن يغطيا النقص البدني والتراجع الملفت للانتباه لخط الوسط الذي بدأ يتراجع مستواه بعد مرور نصف ساعة من الشوط الثاني، وساهم هذا الثنائي في خلق فرصتين سانحتين للتسجيل حيث أصبح اللعب كله مرتكزا عليهما. بن يلس يفاجئ الجميع ويحتفظ ببوخاري حتى 90 دقيقة أجمع الكل على أن المدرب بن يلس سيقوم بإستبدال المهاجم بوخاري ويقحم مكانه احد العناصرالاخرى خاصة وانه لم يقدم ما كان مرجوا منه في الشوط الأول، غير أن خبرة التقني التلمساني وحنكته جعلته يبقي على بوخاري إلى غاية نهاية اللقاء، وكأنه كان يعلم بأن هذا العنصر سينفجر في الشوط الثاني ويسجل ثلاثية في مرمى عبدوني، حيث لم تمض سوى 10 دقائق على انطلاق المرحلة الثانية حتى أبان بوخاري على نيته في تفجير طاقاته وافتتاح مجال التهديف. بوخاري يفتح بثلاثية في افتتاح البطولة أبان المهاجم بوخاري عن نيته في افتكاك لقب هداف البطولة هذا الموسم بعد أن وقع ثلاثية تاريخية في مرمى فريق اتحاد البليدة الذي حضر إلى بلعباس بنية العودة بنتيجة ايجابية، وكان ياسين في كل مكان حيث تابع الكرة أين ما حلت مما جعله يفتك لقب الهداف منذ البداية، وهي كلها مؤشرات توحي بأنه راس حربة وثعلب مساحات يبحث عن الأهداف و يشم رائحتها. نور الدين بن عيسى يذرف الدموع لم يتمالك الرئيس الجديد لاتحاد بلعباس نور الدين بن عيسى نفسه بعد انتهاء اللقاء وذرف الدموع بعد أن حقق فريقه انتصارا غاليا على حساب فريق قام بتحضيرات في المستوى، أين أقام تربصا في تونس بينما اكتفى الاتحاد بتربص ببلعباس بين جبال تسالة وبحيرة سيدي امحمد بن علي، وقد أكد نوري بن عيسى أن هذا الموسم سيكون مخالفا تماما لسابقيه، أين كانت المشاكل تؤثر في الفريق وتحرمه من فرصة الارتقاء إلى حظيرة الكبار، مطالبا في نفس الوقت من السلطات المحلية أن تقدم المساعدة لهؤلاء الشبان من اجل تحقيق ذلك. --------------- الأنصار صنعوا الفرجة فوق مدرجات الملعب كانت الصورة رائعة عندما دخل لاعبوا اتحاد بلعباس أرضية الميدان حيث انفجر ملعب 24 فبراير 56 عن آخره بعد أن انطلقت حناجر الآلاف من محبي المكرة في الهتافات المؤيدة لرفقاء القائد زايدي الذين انبهروا بحفاوة الاستقبال، وكانت الفرصة مواتية للتصالح معهم بعد طول غياب دام ثلاثة سنوات كاملة عن التواجد بالملعب، نتيجة عدم رضاهم عن السياسة التي كان يسير بها الفريق. "اتحاد بلعباس اتحاد الأنصار" كان الملفت للانتباه هو الشعار الذي تم تعليقه بالمدرجات والذي حمل شعار الصلح والمودة والالتحام بين مناصري المكرة، إذ كتب عليه" اتحاد بلعباس اتحاد الأنصار" في خطوة منهم إلى لم الشمل ومناصرة الاتحاد إلى غاية تحقيق الهدف المسطر الذي سيوصل الاتحاد إلى حظيرة القسم الأول المحترف، بما أن عدة أغاني هتفت باسم المدرب بن يلس مثل" بن يلس ..يا بن يلس هاذ العام شمبيوني" التي دوت الملعب عند توقيع بوخاري للهدف الأول وحسب أحد المناصرين فإن الشعار الذي تم تعليقه سيظل بالملعب إلى غاية انتهاء البطولة. لجنة التنظيم كانت في المستوى سجلنا تفاهما وانسجاما كبيرا بين المنظمين الذين أوكلت لهم مهمة تسيير الأمور داخل الملعب، من خلال إعطاء التوصيات اللازمة من اجل نبذ العنف والاستمرار في تشجيع الفريق إلى غاية إعلان الحكم عن نهاية اللقاء، وكان الثلاثي ناصري، فرعون وكريم في القمة حين لم يتركوا شيئا إلا وتدخلوا فيه حتى أنهم شاركوا في عملية مراقبة تأشيرات اللاعبين جنبا إلى جنب مع ثلاثي التحكيم، مما يعني أن اتحاد بلعباس قد دخل عالم الاحتراف بمعناه الكبير، فقط تمنى هؤلاء من الأنصار الذين لم ينظموا بعد إلى الركب أن يتواجدوا بداية من لقاء الجولة المقبلة ضد باريقو. مدير فندق بني تالة يخلف وعده على عكس ما صرح لنا به عند تواجدنا بفندق بني تالة يوم الأربعاء، فقد هدد مدير المركب السياحي بطرد التعداد وإخلاء المكان بعد أن انتهت المدة التي تكفلت بها الولاية والتي قدمها السيد والي الولاية يحي فهيم هدية منه لتشكيلة اتحاد بلعباس لمدة 04 أيام كاملة، غير أن الإدارة المسيرة تفاجأت بهذا القرار حيث تحجج المدير بعدة أمور واهية رغم انه صرح لنا بأنه سيمنح الفريق ليلة إضافية في حالة الفوز، فأين الصح من الكذب؟ أمس للراحة والاستئناف اليوم منح الطاقم الفني بقيادة المدرب بن يلس اللاعبين يوم راحة كامل حتى يتمكنوا من استرجاع أنفاسهم على أن يستأنف الفريق التدريبات بداية من صبيحة اليوم في حدود العاشرة صباحا على ملعب 24 فبراير 56، بينما أوكل المهمة لمساعده من اجل القيام بحصة تدريبية للاعبين الذين لم يشاركوا في اللقاء على غرار عمرون، شويخي،بانو، يعقوبي و بن عبد القادر. عمل كبير ينتظر فئة الآمال لم يظهر أمال اتحاد بلعباس لأقل من 21 سنة بالمستوى المطلوب حيث كانوا تائهين فوق أرضية الميدان رغم تدعيمهم بأربعة لاعبين تدربوا منذ انطلاق فترة التحضيرات رفقة الأكابر، في صورة بلخضر، ين زعراط ، بن جبارة والصايم الذي غادر أرضية الميدان قبل انتهاء الشوط الأول بعد تلقيه لبطاقة حمراء، وظهر على وسط الميدان نوع من الارتباك وعدم التحكم في الكرة، بعد أن غاب عنه محركه لطرش أسامة الذي يؤدي واجب الخدمة الوطنية بوهران.