مباشرة بعد أول مواجهة له في البطولة القطرية مع ناديه السد الذي واجه الخريطيات، التقينا نذير بلحاج الذي أجاب عن أسئلتنا، مؤكدا أن اللعب في قطر ليس عيبا، بدليل التحاق العديد من النجوم بهذا البلد، كما عاد للحديث عن الضغط الشديد الذي شعر به بعد المونديال عندما ترسم انتقاله إلى السد. المدافع الأيسر ل “الخضر“ يرى أن أمورا كثيرة تغيرت مع حليلوزيش وأنه يبقى تحت التصرف إذا ما كان المنتخب بحاجة إليه وإذا تم الاستغناء عنه فسيرحب بمن يخلفه. بداية نذير، كيف تعلق عن مواجهتكم الأولى في البطولة، خاصة أنكم تعثرتم على ميدانكم بتعادل صعب للغاية؟ نعم، لقد وجدنا صعوبات كبيرة في مواجهة الخريطيات، خاصة أن الجميع يريد الإطاحة بفريقنا والوقوف أمامه. على كل حال، لا يمكن الحكم على الفريق في الجولة الأولى، إذ لم نجد بعد الإنسجام المطلوب بانضمام عناصر جديدة مثل مامادو نيانغ الذي لم يتأقلم بعد في النادي، كما أن إصابة عبد القادر كايتا وتسجيل الهدف علينا جعلنا نتسرع في العودة في النتيجة والحمد لله أننا استطعنا التسجيل وتفادي الهزيمة في الوقت بدل الضائع، لكنني متأكد أننا سنظهر أحسن بمرور المباريات. السد فريق متعوّد على لعب الأدوار الأولى في البطولة القطرية رغم أنكم لم تتوجوا بالبطولة في الموسم الماضي، ما هي أهدافكم هذا الموسم؟ السد لا يمكنه إلا اللعب على الألقاب، نهدف دوما للعب الأدوار الأولى والتتويج بلقب البطولة رغم أن الأمور لن تكون سهلة لأن كل الأندية جلبت لاعبين في المستوى وكل ناد يطمح لتحقيق نتائج إيجابية في بطولة هذا الموسم. هذا الموسم ستواجه العديد من الجزائريين الذين انضموا لأندية قطرية، هل هذا سيحفزكم أكثر؟ نعم، أنا مسرور جدا بملاقاة زملائي في المنتخب الوطني هنا في البطولة القطرية، بالتأكيد أن التنافس سيكون شديدا رغم أنني أطمح طبعا للتفوق عليهم في كل مرة. نحن نلتقي باستمرار ونتحدث فيما بيننا وأعتقد أن الجميع سعيد بالتواجد في هذه البطولة التي سترون أنها ليست ضعيفة كما يعتقد البعض، الموسم الماضي لعبت أمام لاعب جزائري جيد يلعب في نادي العربي وهو بوعلام خوخي وسعدت كثيرا بذلك، وهذا الموسم هناك زياني، بوڤرة ومغني أيضا الذين سأواجههم هنا، لذا أعتبر الأمر إيجابيا للغاية. على ذكر مغني، هذا اللاعب تعرض لإصابة في أول مواجهة له مع نادي أم صلال، هل اتصلت به وتحدثتما في الموضوع؟ نعم، اتصلت به بعد اللقاء وتأثرت كثيرا لإصابته، خاصة أنها كانت مفاجئة بسقوطه لوحده دون أن يحتك بأحد. أنا متأسف لمغني وأتمنى أن لا تكون إصابته خطيرة ويعود إلى الميادين بسرعة، خاصة أنه كان يتدرب بجدية للعودة إلى مستواه هذا الموسم بعد عودته من الإصابة. على كل حال مراد لاعب ممتاز وإن شاء الله سيعود بقوة في القريب العاجل. هل تفكر دائما في المنتخب الوطني أم أنك بدأت تفقد الأمل في أن تبقى أساسيا وتلعب تصفيات كأس العالم القادمة؟ أنا دائما تحت تصرف المنتخب بطبيعة الحال وأنتظر في كل مرة دعوة المدرب لأنني عندما آت ل “الخضر“ فذلك يكون بسعادة كبيرة. الآن إذا لم يستدعني المدرب فلا يمكنني أن أفعل شيئا وسأبقى في النادي، لكنني أبدا لن أرفض اللعب لمنتخب بلدي. إذن، تطمح دائما في مكانة مع المدرب حليلوزيش رغم أن التحدي المقبل هو التأهل لكأس العالظم 2014؟ نعم، الآن لدينا مدرب جديد يعلم الجميع أنه لا يوجد معه أي محاباة أو تفرقة بين اللاعبين فهو واضح في هذا المجال والأحسن هو الذي سيلعب للمنتخب. من جهتي رغم أننا ضيعنا التأهل لنهائيات كأس إفريقيا القادمة إلا أنني أبقى متفائلا بأن يعود منتخبنا الوطني بقوة، خاصة أننا الآن نملك الوقت الكافي للتحضير الجيد لتصفيات كأس العالم القادمة. هل شعرت بتغيير مع المدرب الجديد حليلوزيش؟ هناك تغيير كبير، هذا المدرب يعمل بطريقة محترفة وهو ما ظهر في لقاء تانزانيا فرغم أنني لم أكن في كامل لياقتي إلا أننا على العموم لعبنا جيدا، كما أن طريقة لعب المنتخب تغيرت مع حليلوزيش والدليل أننا قبل مجيئه كنا نلعب ب 10 عناصر في الخلف ونقذف الكرة إلى الأمام فقط، لكن أمام تانزانيا لعبنا بطريقة هجومية وشاهدنا لأول مرة منذ سنوات كرة القدم الحقيقية التي من المفترض أن نلعبها وهذا يبشر بالخير في التحديات المستقبلية بداية من العمل على تحقيق التأهل للمونديال القادم. تنتظركم مواجهة أمام إفريقيا الوسطى في بداية أكتوبر ثم مبارتان أمام تونس والكاميرون في نوفمبر، وهي فرصة لكم لإظهار أنكم تستحقون مكانة مع “الخضر“ وستسمح بالتحضير من الآن لتصفيات كأس العالم؟ هذا أكيد، إجراء أكبر عدد من المباريات مهم للغاية، نتيجة اللقاء القادم أمام إفريقيا الوسطى لا تهمنا لتحقيق التأهل لكننا سنلعبه بجدية وسنحاول خلق الإنسجام المطلوب في هذه اللقاءات الثلاثة لأن المدرب وحتى نحن اللاعبين بحاجة لأكبر عدد من المباريات حتى نكون جاهزين للتصفيات القادمة ونتفادى الأخطاء التي ارتكبناها في السابق ويفرحنا بطبيعة الحال أن نلعب أمام منتخبات مثل الكاميرون وتونس. مجيد بوڤرة كان مستاء جدا من الإنتقادات التي وجهت للاعبين الذين تنقلوا إلى قطر، ونعتقد أنه شعر بما شعرت أنت به الموسم الماضي عندما قررت الإلتحاق بالبطولة القطرية؟ أظن أنني عانيت أكثر من زملائي من هذه الانتقادات والضغط كان عليّ أشد منهم، خاصة أنني التحقت بالبطولة القطرية بعد المونديال والشارع الجزائري لم يتقبل ذلك لدرجة أنني كنت مغضوبا عليه وكأنني ارتكبت جريمة، ليظهر بمرور الوقت أنني لم أكن مخطئا والدليل على ذلك أن العديد من النجوم العالمية التحقت بهذه البطولة بمن فيهم زياني، بوڤرة دون نسيان لاعبين مثل نيانغ، كايتا وقبل ذلك جونينيو، كوني... إلخ فكل هؤلاء ليسوا هنا بالصدفة فالبطولة القطرية ليست ضعيفة كما يعتقد البعض، ثم أن الشارع الرياضي يجب أن يفهم جيدا هذه الخيارات فأنا لم أجد أندية كبيرة في أوروبا ففضلت المجيء إلى هنا، ثم أن العديد من اللاعبين الممتازين التحقوا حتى بالبطولة السعودية مثل أشيل إيمانا، العربي وعنتر يحيى، كل هؤلاء ليسوا مجانين وعلينا احترام قراراتهم ومحاسبتهم على مردودهم فوق الميدان وليس حتى قبل أن يلعبوا. لكنكم تتفهمون رد فعل الجمهور الجزائري الذي كان يريدكم في أندية أوروبية كبيرة؟ أين هي هذه الأندية؟ أنا لست ميسي أو رونالدو حتى تبحث عني الأندية في أوروبا. لم تكن لنا خيارات كثيرة والبعض وجد نفسه تقريبا بدون فريق. الآن، الأزمة الإقتصادية في أوروبا جعلت العديد من اللاعبين الكبار بدون أندية، أنظروا في فرنسا فهناك كلارك مثلا كان يلعب لليون والمنتخب الفرنسي وهو بدون فريق شأنه شأن العديد من اللاعبين الآخرين، كل هذا لا يعلمه الجمهور في الجزائر وعندما اخترت المجيء إلى هنا كانت الضجة كبيرة، ليلتحق بي الكثير لأن الأمور تعقدت أكثر بعد عام واحد وستتعقد من الآن فصاعدا. أنظروا إلى البطولة القطرية، الآن لا يوجد الكثير من اللاعبين المتقدمين في السن مثلما كان الأمر في السابق، بل يستقدمون النجوم المعروفة التي لم تتجاوز سن الثلاثين، لذا قلت منذ قليل أن الوقت أعطاني الحق وقراري باللعب في قطر لم يكن إعتباطيا. البعض يتحدث الآن عن احتمال عودتك في الميركاتو القادم إلى أوروبا وبالضبط انجلترا في نادي كوينز بارك رانجرز، هل هذا صحيح؟ هذا الأمر لا أساس له من الصحة، أنا مرتاح هنا في نادي السد الذي يعد أكبر ناد في قطر ولست مستعدا لمغادرته في الوقت الحالي، أركز على ما ينتظرنا من مباريات وكل ما يقال عن تحويلي كذب. سبق أن نشرت هذه الأمور منذ الموسم الماضي ولا أدري كيف يتم الحديث عن تحويلي والموسم انطلق الآن. هل يبقى بلحاج متفائلا بعدم تضييع مكانته في صفوف المنتخب مستقبلا؟ سأكون معك صريحا، أنا لاعب محترف وتحت تصرف بلدي في أي وقت وإلى غاية اليوم الذي أجد فيه أنني لا أستطيع أن أقدم أي إضافة للخضر، حينها سأنسحب من تلقاء نفسي، لست خالدا في المنتخب الذي أعطيته الكثير وعشت معه أحلى أيام حياتي الكروية، الآن إذا أرادوا أن يبعدوني ووجدوا من هو أحسن مني فمرحبا به وسأكون أول من يصفق له، وإذا أرادوني دائما في المنتخب فمرحبا أيضا، أنا لاعب يعرف جيدا حدوده ولا أتجاوزها، إذا وجدوا أن مصباح أو لاعب آخر أحسن مني فأتقبل ذلك بصدر رحب دون أي مشكل. وهل وضعت تاريخا معينا للإعتزال؟ لا، مادمت قادرا على العطاء فلا يوجد أي مشكل بالتأكيد أنني سأنسحب عندما لا يمكنني أن أقدم المزيد.