إذا كانت “الهدّاف” كانت أول من انتقد خبر انتقال المدافع الأيسر ل “الخضر“ نذير بلحاج إلى نادي السدّ القطري، فإنها فعلت ذلك إيمانا منها أن اللاعب وفي المستوى الذي بلغه بعد مشاركته الأخيرة في كأس العالم وخاصة أن سنه لم يبلغ بعد 28 سنة كان يفترض ألا يقبل اللعب في دوري كان دوما “مقبرة” للنجوم العالميين، وخاصة اللاعبين الجزائريين الذين لعبوا فيه ولم يسبق أن نجح أيّ واحد فيهم... وكان بلحاج يملك العديد من العروض في أندية أوروبية، وكان دون شك أرحم له كثيرا إن بقي في إنجلترا وفي ناديه السابق بورسموث حتى إن كان سيلعب في الدرجة الثانية، على اللعب في دوري قضى في السابق على مسيرة الكثير من أبناء بلده. من بلومي إلى منصوري... قطر كانت دائما محطة لكسب المال وفقط وكان الدوري القطري قبلة دائمة للاعبين الجزائريين خاصة في نهاية مشوارهم الكروي، وكان الأول الذي لعب هناك هو لخضر بلومي موسم 1988/1999 أين تقمص ألوان نادي العربي، ليتبعه بعد ذلك ماجر موسم 1991/1992 أين لعب للريان القطري. وقد شهدت سنوات التسعينيات عزوفا تاما للاعبين الجزائريين نحو الدور القطري، قبل أن يكسر ذلك الأمر تسفاوت موسم 2002/2003 حيث كان ثالث لاعب جزائري يلعب هناك ولصالح نادي الريان، وبعده تنقل هناك لاعبون كثيرون كان هدفهم الوحيد هو كسب “الدولارات” التي تمنح لهم لا غير. حيث جاء الدور على بلماضي الذي لعب موسم 2003/2004 في الغرافة وفي الموسم الموالي في الخريطيات، قبل أن ينضمّ دريوش موسم 2003/2004 إلى نادي العربي، وبن عربية من 2003 إلى 2005 لعب في السدّ القطري، وفي الموسم الذي بعده في النادي القطري، كما لعب كركار في السيلية موسم 2003/2004 ثم في الوحدة القطري من 2005 إلى 2007، كما حمل زافور ألوان السليلة في موسم 2005/2006، ويكون الموعد في سنة 2007 مع دزيري الذي لعب لنادي السدّ، ومادوني الذي لعب من 2007 إلى 2009 في الغرافة الذي نال معه البطولة مرّتين. كما حمل منيري ألوان الخور سنة 2008، قبل أن يكون الموعد السنة الفارطة مع خوخي بوعلام لاعب الشراڤة الذي يلعب للنادي العربي. والتحق صايفي بنادي الخور شهر أكتوبر الفارط قبل أن يُعار منه إلى نادي إيستر 3 أشهر بعد ذلك أين أكمل الموسم وهو الذي سيكون على موعد مع بداية الموسم القادم للعودة إلى الخور، حيث سيلتقي بمنصوري الذي انضمّ إلى نادي السيلية وبلحاج المنضمّ حديثا إلى نادي السدّ. ماجر، بن عربية، تسفاوت وصايفي تنقلوا إليها بعد 33 سنة وكان الدوري القطري محطة ل 3 لاعبين جزائريين من أجل اعتزال كرة القدم ويتعلق الأمر بكل من رابح ماجر، بن عربية وتسفاوت الذين لم يلعبوا في أيّ بطولة أخرى بعد نهاية مشوارهم مع الأندية التي لعبوا فيها بقطر، ويبقى الأمر الإيجابي هو أن ماجر التحق بقطر وسنه 33 سنة، في وقت ذهب إليها بن عربية وهو يبلغ 35 سنة، أما تسفاوت فكان يبلغ 33 سنة أيضا. ويبقى اللاعب الآخر الذي تنقل إلى قطر وعمره كبير هو صايفي، الذي كان الموسم الفارط حين أمضى لنادي الخور الذي لعب له قرابة 3 أشهر قد تعدّى 34 سنة، وسيعود إليه الآن وهو في سنّ 35. وهو تأكيد مرة أخرى أن الدوري القطري هو للاعبين المخضرمين وليس للاعبين أمثال بلحاج يوجد في السنّ الذي يفترض أن يبلغ فيه قمة مستواه ويجعله يلعب في مستوى أعلى بكثير من الدوري القطري. مادوني، كركار ومنيري فقط عادوا منها إلى أوروبا ولكن للقسم الثاني وإذا كان أزيد من 14 لاعبا جزائريا سبق لهم اللعب في الدوري القطري قبل إعلان بلحاج تعاقده مع السدّ القطري، فإن الملاحظ هو أن 3 لاعبين فقط تمكنوا من العودة إلى أوروبا لكن في القسم الثاني، وهو ما حصل مع مادوني الذي انضمّ إلى نادي “كليرمون فوت“ بعد أن كان التحق من الغرافة وهو يلعب في “بايرن ليفركوزن“ الألماني، وكركار الذي التحق موسم 2003/2004 من “مانشستر سيتي“ قبل أن يعود إلى الدرجة الثانية الإنجليزية في الموسم الموالي أين لعب لنادي “دوندي يونايتد“، في تجربة فاشلة أعادته بعده مجدّدا إلى قطر وتحديدا إلى نادي الوحدة، كما أن منيري عاد أيضا إلى نادي “باستيا“ الفرنسي في الدرجة الثانية بعد أن تقمص ألوان الخور. تجربة منيري في قطر لم تتجاوز الشهرين وبالحديث عن مدافع “الخضر“ السابق مهدي منيري فإنه يبقى الجزائري الذي قضى أقصر تجربة في الدوري القطري مادام أن مروره هناك لم يتعدّ الشهرين، حيث لعب لنادي الخور من شهر ماي إلى أوت 2008 قبل أن يغادر هذا النادي ويعود إلى نادي “باستيا“، كما أن دزيري بدوره لم يعمّر طويلا في السدّ القطري حيث لعب له 5 أشهر فقط. ويبقى بلماضي، مادوني وكركار أكثر اللاعبين الجزائريين الذين لعبوا في الدور القطري، حيث لعب مادوني وبلماضي موسمين كاملين و3 مواسم كاملة ل كركار، الذي يبقى بإمكانه رفع حصيلته هذه مثله مثل مادوني مادام أنهما لم يضعا بعد حدّا لمشوارهم الكروي عكس بلماضي، حيث أن مادوني يلعب حاليا لاتحاد برلين وكركار للاتحاد الإماراتي. المستوى ضعيف ولاعبون محليون فرّوا بجلدهم من هناك ولعلّ أكثر ما يؤكّد أن مستوى الدوري القطري ضعيف ولا يمكن مقارنته تماما مع البطولات الأوروبية خاصة الإسبانية، الإنجليزية، الإيطالية، الألمانية والفرنسية، وهي البطولات التي ينتشر فيها لاعبونا الدوليون، هو أن حتى لاعبين جزائريين محليين ينشطون في بطولتنا تنقلوا إلى هناك بعد العروض الخيالية التي وصلتهم قبل أن يفرّوا بجلدهم بعد سنة أو أقلّ من اللعب هناك، في صورة دريوش، زافور وحتى دزيري الذي فضّل العودة إلى اتحاد العاصمة بعد 5 أشهر فقط، لتأكدهم أن بقاءهم هناك يعني القضاء على مسيرتهم الكروية، مادام أن كلّ التجارب السابقة للاعبين الجزائريين في الدوري القطري انتهت إما باعتزال الكرة نهائيا أو التنقل للعب في مستوى أضعف من الذي كانوا فيه، قبل الانضمام إلى هذا الدوري الذي لم يتمكن فيه أيّ لاعب جزائري من رفع مستواه أو على الأقل الإبقاء على المستوى الذي كان عليه قبل قدومه إلى قطر. بلحاج لن يكون أفضل من “دوسايي“، “روماريو“، “عبيدي بيلي“ ونجوم عالمية أخرى ولم يكن الدوري القطري عبارة عن “مقبرة” للاعبين الجزائريين الذين لعبوا هناك فقط، بل أنه كان محطة نهاية مشوار نجوم عالميين في صورة مدافعي المنتخب الفرنسي “مارسيل دوسايي“ و“فرانك لوبوف“، وحتى الهدّاف الكبير “روماريو“، ونجم منتخب غانا “عبيدي بيلي“ لم يتمكنوا من اللعب في المستوى العالي بعد تجربتهم هناك، حيث اعتزل “دوسايي“ اللعب مع “عبيدي بيلي“، في وقت ذهب “لوبوف“ للعب في بطولة الولاياتالمتحدةالأمريكيةو“روماريو“ إلى البرازيل، وهو الأمر الذي يتجه بلحاج إليه - دون شك-، حيث أنه سيكون من الصعب عليه جدا العودة للعب في المستوى العالي وفي بطولة أوروبية من الدرجة الأولى، لأنه ليس أحسن من النجوم العالميين الذين ذكرناهم سابقا. الصحف الإيطالية تتأسف لضياعه وتقول: “وداعا بلحاج” انتقال بلحاج إلى صفوف السد القطري نزل كالصاعقة على الشارع الرياضي الجزائري، وهو نفس شعور جماهير نادي لازيو روما التي كانت تتمنى رؤية أحسن ظهير أيسر في المونديال ضمن صفوف فريقها، فيما تأسفت الصحف الإيطالية يوم أمس على ضياع بلحاج رسميا، وتحدثت جريدة “لاريبوبليكا” الصادرة في العاصمة روما تحت عنوان “وداعا بلحاج”، عن تأكيد انتقال اللاعب الجزائري من بورتسموث إلى صفوف السد، وأشارت إلى أنّ إدارة “البيانكوسيليستي” ستبحث فكرة إعادة اللاعب السابق لوتشيانو زاوري ليكون بديلا للصربي ألكسندر كولاروف بعد ضياع بلحاج. لازيو يُلغي مخططاته بعد التحاق بلحاج ب السد ويُبقي على كولاروف بدأت أولى تبعات التحاق نذير بلحاج رسميا بنادي السد القطري من قلعة لازيو روما الإيطالي، إذ أن تعثر المفاوضات معه وقطعه كل الإشاعات بنشر الصور التي أظهرته في مطار الدوحة حاملا ألوان “الزعيم” القطري دفعت إدارة “البيانكوسيليستي” إلى الإبقاء على المدافع الأيسر القوي ألكسندر كولاروف للموسم القادم، فقد ذكرت مواقع رياضية إيطالية أن رئيس النادي “السماوي” لوتيتو أكد لمقربيه أنه لن يفرط في الدولي الصربي على الأقل إلى غاية فترة الانتقالات الشتوية القادمة، وسيعلق المفاوضات مع إنتير ميلان، ريال مدريد ومانشستر سيتي بشأن نجم فريقه. تم تفضيله على “كابديفيلا”، “فان برانكوست”، “باسطوس” وآخرين... “آورو سبورت” تضع بلحاج ضمن التشكيلة المثالية ل “المونديال” بعد نهاية أطوار كأس العالم 2010، اختار موقع “آورو سبورت” يوم أمس التشكيلة المثالية للدورة والتي تضمنت المدافع الأيسر ل “الخضر“ والمتنقل حديثا إلى نادي السد القطري، وقد تقدم بلحاج في ترتيب أفضل ظهير أيسر على كل من الدافع الهولندي “فان برونكوست” والأروغوياني فوسيلي والبرازيلي باسطوس في وقت حل مدافع المنتخب الإسباني المتوج بلقب الدورة كابدفيلا في المركز الرابع. أسماء غريبة ظهرت في التشكيلة المثالية وإذا كان وجود بلحاج ضمن التشكيلة المثالية لموقع “أورو سبورت” قد يكون مفاجئا للبعض خاصة أن المنتخب الوطني غادر المونديال من الدور الأول بحصيلة سلبية، فإن المفاجئ أكثر هو وجود بعض الأسماء الغريبة في التشكيلة المثالية حسب “أورو سبورت” كالحارس السويرسي دييغو بيناليو في وقت يتفق الجميع على أن حارس إسبانيا كاسياس كان الأفضل على الإطلاق في هذه الدورة وساهم بقسط وافر في تتويج “لاروخا” بكأس العالم، كما أن المحير أكثر هو وجود لاعبين من المنتخب الياباني وهما يوجي ناكازاوا في محور الدفاع وكيزوكي هوندا في الهجوم رغم أن هذا المنتخب كانت نتائجه ضعيفة ومن أوائل المنتخبات التي أقصيت في دورة جنوب إفريقيا. هذه هي قائمة اللاعبين الذين أختارتهم “أورو سبورت” وجاءت التشكيلة المثالية لموقع “أورو سبورت” على الشكل التالي: في حراسة المرمى “دييغو بيناليو” (سويسرا)، أما الظهيرين هما “فيليب لام” (ألمانيا) و”نذير بلحاج” (الجزائر)، وفي محور الدفاع “جان منساه” (غانا) و”يوجي ناكازاوا” (اليابان). وقد شكل الثلاثي “باستيان شفايشتايغر” (ألمانيا)، “ويلسي شنايدر” (هولندا) وجيوفاني دوس سانتوس (المكسيك) وسط الميدان في حين تم وضع أسماء كل من “كيزوكي هوندا” (اليابان)، “دييغو فورلان” (الأروغواي) و”دافيد فييا” (إسبانيا) في الهجوم.