في ثاني مباريات كأس العالم للأندية التي تجرى في اليابان حاليا (من 8 إلى 18 ديسمبر)، تمكن السد القطري بطل دوري أبطال أسيا صبيحة أمس من هزم الترجي الرياضي التونسي بطل دوري أبطال إفريقيا بنتيجة 2- 1... في مباراة جمعت بين الفريقين العربيين الوحيدين في الدورة وكانت بمثابة الدور ربع النهائي الثاني (اللقاء الأول جمع أوكلاند” النيوزيلاندي– “مونتيري” المسيكي)، وهذا قبل دخول كبار المنافسة “برشلونة” الإسباني بطل أوروبا و”سانتوس” البرازيلي بطل أمريكا الجنوبية المنافسة في الدور نصف النهائي. بلحاج شارك 90 دقيقة وساهم في الهدف الثاني ل “السّد” ومثلما كان متوقعا شارك الظهير الأيسر ل “الخضر” نذير بلحاج طيلة أطوار اللقاء وقد أدى لقاءا مقبولا، حيث كان أداؤه الدفاعي في المستوى ولم يرتكب تقريبا أي هفوة. والأكثر من ذلك أن بلحاج كان وراء الهدف الثاني الذي سجله فريقه مطلع الشوط الثاني، بعد أن سدد مخالفة تجاه زميله “لي سونغ” الذي حول الكرة برأسية إلى عبد الله كوني الحر من أي مراقبة أمام مرمى “الترجي”، معمقا النتيجة (السّد كان متفوقا قبلها بهدف دون رد) ومطلقا رصاصة الرحمة على الفريق التونسي، الذي تأثر كثيرا بعد ذلك الهدف ولم يقدر إلاّ على تقليص الفارق بتسجيل هدف واحد. فريقه لعب بالنار و”الترجي” ضيع تأهلا كان سهلا وإذا كان تأهل “السّد” جاء بعد تسجيله لهدفين نظيفين لا تشكيك في صحتهما، فإنه من الواجب الوقوف على المستوى الهزيل الذي قدمه النادي القطري مقارنة ب “الترجي الرياضي”، الذي بسط سيطرته على كامل أطوار المباراة وصنع فرصا لا تعد ولا تحصى للتهديف لكن التجسيد كان غائبا تماما. في وقت كانت الفعالية حاضرة بقوة لبلحاج وزملائه الذين لم يصنعوا أكثر من 3 أو 4 فرص حقيقية، سجلوا منها هدفين أحدهما عن طريق كرة ثابتة. سيواجه “برشلونة” للمرة الثانية في مشواره وستكون الفرصة لبلحاج من أجل مواجهة العملاق “برشلونة” للمرة الثانية في مشواره الخميس القادم، وذلك بعد أن كان له شرف مواجهة النادي الكاتلاني” موسم 2007- 2008 وتحديدا يوم 19 سبتمبر 2007، لما كان يحمل ألوان نادي “ليون” الفرنسي. وشارك بلحاج يومها أساسيا في اللقاء (استبدل في الدقيقة 61) الذي انهزم فيه ناديه بملعب “كامب نو” بثلاثية نظيفة، تداول على تسجيلها كل من “فرانسوا كلارك” ضد مرماه و”تيري هننري” و”ليونيل ميسي”. “البارصا” كانت مهتمة بخدماته وعاينته في 2008 وكان نذير بلحاج في وقت ليس ببعيد محل اهتمام العملاق الإسباني “برشلونة”، حيث أنه في شتاء 2008 كشفت تقارير إعلامية تتقدمها صحيفة “دايلي ميرور” أن مبعوثين من النادي “الكاتلاني” تنقلوا إلى “بورسموث” في لقاء النادي المحلي أمام “ميلان” الإيطالي في منافسة “أوروبا ليغ”، وقاموا بمعاينة الدولي الجزائري الذي للأسف الشديد لم ينل إعجاب مسؤولي “البارصا”، الذين صرفوا النظر عنه ولم يتصلوا بناديه “لانس” الفرنسي الذي أعاره ذلك الموسم إلى “بورسموث”. التألق في مباراة مماثلة سيعيده إلى أوروبا من أوسع الأبواب ويبدو بلحاج محظوظا كثيرا بتأهل ناديه السد القطري إلى نصف نهائي “مونديال” الأندية ومواجهة “برشلونة”، لأن تألقه في مباراة أمام أقوى ناد في العالم سيجعله محل اهتمام كبير من النوادي الأوروبية، التي في العادة لا تضيع مثل هذه المنافسات من أجل معاينة اللاعبين. وهو ما سيعطي أملا لبلحاج للعودة مجددا إلى الملاعب الأوروبية ويبعث مشواره الاحترافي من جديد، بعد سنة ونصف قضاها في الدوري القطري وهو الذي لا يبلغ إلاّ 29 سنة فقط، ومازالت أمامه بعض السنوات للعب في المستوى العالي، لو يسترجع كامل إمكانياته التي عرف بها قبل أن ينضم إلى “السد”.