إذا كانت معظم الفرق الجزائرية قد ضبطت بشكل كبير كل التفاصيل الخاصة بعملية استقدام وتسريح اللاعبين في الميركاتو الشتوي، فإن الأمر ليس كذلك في بيت مولودية قسنطينة إلى حد الآن، ولم تعلن إدارة النادي عن أي اسم تم الإتفاق معه رغم تداول بعض الأسماء في محيط الفريق، لكن من دون أي رسمي. وإن كان الشغل الشاغل لأنصار المولودية حاليا هو معرفة الأسماء الجديدة الوافدة على القبة البيضاء، فإن الأمر مختلف بالنسبة لإدارة الموك التي تسعى جاهدة لفك أكبر عائق لجلب لاعبين جدد، ويتمثل في قضية الديون التي تحول دون قدرة الفريق على إجراء انتدابات، بما أن الموك موجودة في القائمة الحمراء للرابطة الوطنية للأندية الممنوعة من الميركاتو إلى غاية تسديد ديون اللاعبين السابقين. اجتماعات مجلس الإدارة لم تجلب أي جديد حتى وإن كانت الإدارة قد قرّرت مؤخرا تسديد ديون المدانين من أجل استقدام لاعبين في فترة الإنتقالات الشتوية بقيمة تقارب المليار و700 مليون، ستقسّم على اللاعبين القدماء الذين مازالوا يدينون للموك، فإنه وإلى حد الآن لا توجد أي خطوة رسمية تؤكّد أن الأزمة متوجّهة إلى الإنفراج، ويبقى كل ما في الأمر أن الإدارة اتخدت قرارا من دون الملموس وتبقى جميع اجتماعاتها عبارة عن كلام فقط دون التجسيد، وهذا ما لا يخدم الفريق أبدا خاصة أن الوقت ليس في صالح المولودية، والتأخر في تسديد الديون يعني التأخر في الإستقدامات وقد لا يجد في الأخير العصافير النادرة التي يبحث عنها. الإدارة تطلب من المدانين التخفيض والحصول على صك وحسب مصادرنا من داخل القبة البيضاء، اختار مسؤولو مولودية قسنطينة أسلوبا معيّنا في المفاوضات مع اللاعبين، بما أن القيمة كبيرة جدا وليس من السهل تسديدها دفعة واحدة، وهو ما جعل القائمين على شؤون الموك يطلبون من اللاعبين المدانين بتخفيض قيمة الدين وأخد مبلغ معيّن نقدا مع صك يضمن لهم بقية حقوقهم المادية، إذ يمكنهم إخراج ما تبقى من قيمة أي لاعب عند توفّر السيولة المالية، وهو الذي رآه المسؤولون الأنسب لوضعية النادي الحالية في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها المولودية، في وقت هي بحاجة ماسة إلى جلب لاعبين آخرين في الميركاتو وتدعم التشكيلة من أجل الوصول إلى الهدف المنشود وهو تحقيق الصعود إلى حظيرة النخبة. ...وحديث عن رفض المدانين للفكرة جملة وتفصيلا وفي الجهة المقابلة، عبّر اللاعبون السابقون للموك الذين مازالوا يدينون للفريق وحكمت المحكمة لصالحهم، أنهم يرفضون مقترح الإدارة بتخفيض القيمة مع منحهم لصك ضمان، وهذا ما علمناه من المقربين من عدد معتبر من اللاعبين المدانين للموك والقائمة طويلة وتضم قايد قصبة، تيتر، عون الصغير، بلمخ، بلحذروف، بن ميلي، سبيحي، عثماني، بوجليد، عبادلي، بوعكاك وآخرين يريدون كلهم استغلال وضعية النادي الحرجة من أجل استعادة حقوقهم المهضومة. وفي ظل رفض معظم اللاعبين المستدعين لتسوية أمورهم بطريقة ودية (قيمة مالية زائد صك)، فعلى الإدارة أن تجد حلا سريعا لفك المشكلة الحالية مع المدانين. الحل قد يكون اتباع طريق البرج والحمراوة باللجوء إلى الوالي وفي ظل عدم رضوخ المدانين لاقتراح الإدارة وعجز هذه الأخيرة عن تسديد المبلغ الإجمالي دفعة واحدة، فإن الحل- حسب عديد المتتبعين- قد يكون هو نفسه ذلك الذي سلكه فريقا أهلي برج بوعريريج ومولودية وهران، وهذا بعرض القضية على الولاية من أجل إيجاد حلول مادية كما فعل والي ولاية البرج، الذي وعد بتسديد ديون الأهلي وكذلك والي ولاية وهران الذي اجتمع برئيس الحمراوة جباري رفقة صناعيي المدينة، وخرجوا بحل تسديد ديون الفريق الوهراني من أجل أن ينتدب لاعبين في الميركاتو. وعلى إدارة الموك أن تستنجد بوالي قسنطينة إن أرادت فعلا الإنتهاء من مشكلة الديون التي تعيق النادي عن القيام باستقدامات، خاصة أن الموك يعد أحد أكبر المرشحين للصعود هذا العام والولاية لن تمانع أبدا في مساعدة النادي لتحقيق هدفه من أجل أن تكون قسنطينة الولاية الوحيدة- بعد العاصمة- الممثلة بثلاثة نوادي كاملة في الرابطة الأولى. الوقت ليس في صالح الموك والإدارة مطالبة بالتحرّك ومع مرور الأيام تتقلص المدة المتبقية لفترة الإستقدامات، إذ مرّت إلى حد الساعة عشرة أيام من دون أي جديد داخل بيت المولودية، وتبقى 20 يوما عن موعد نهاية الميركاتو قد تنتهي كما انتهت الأيام التي قبلها، إن لم تسارع إدارة المولودية في التحرك وإيجاد الحل للوضعية الراهنة التي تبدو معقدة جدا. وينتظر عشاق الموك أي جديد فيما يخص مشكلة الديون، والتي يتمنى الأنصار التخلص منها حتى يروا تدعيمات جديدة لفريقهم المعوّل على خوض مرحلة العودة بكل قوّة من أجل اقتطاع إحدى التأشيرات الثلاث المؤهلة للصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى عند نهاية الموسم، ولا يتصوّر "ليموكيست" أن يكون ميركاتو فريقهم أبيضا رغم أن الأمر يبقى واردا بنسبة كبيرة. ---------------------- الآمال يواجهون رائد القبة في الكأس أوقعت قرعة الدور 16 من كأس الجمهورية لفئة الآمال، والتي أجريت عشية أول أمس الإثنين، فريق مولودية قسنطينة برائد القبة والناديان ينشطان معا في بطولة الرابطة الثانية للفئة. يذكر أن المقابلات ستلعب يومي 13 و14 جانفي من السنة القادمة وستجرى على ملاعب محايدة سيتم تعيينها لاحقا، رغم أن أغلب المؤشرات توحي إلى أن ملعب البرج هو من سيحتضن اللقاء الموك، ويسعى أبناء المدرب خاين إلى تجاوز عقبة القبة من أجل التأهل إلى الدور الثمن النهائي، والذي إن تحقق سيواجه فيه الموك الفائز من لقاء شباب باتنة بشبيبة القبائل اللذين ينتميان إلى الرابطة الأولى، وهو ما يشجّع رفقاء سطايفي للتأهل والتقدم أكثر في منافسة الكأس، خاصة بعد تضييعهم فرصة التألق في البطولة وفوتوا على أنفسهم الريادة بعد سلسلة النتائج السلبية المحققة مؤخرا.