فشلت تشكيلة اتحاد البليدة في أول منعرج للصعود خلال مرحلة العودة أول أمس الجمعة أمام إتحاد بلعباس، الذي فرض عليها التعادل السلبي ورغم أن البليدة كانت أمام فرصة مواتية لتدعيم حظوظها في الصعود، بما أنها تلعب 3 مباريات فوق ميدانها من أصل 4 إلا أنها لم تتمكن من تجاوز المنعرج الأول بسلام. وبالتالي تعقدت مهمة الاتحاد البليدي أكثر في الصعود وأضحت المهمة صعبة للغاية، إن لم نقل مستحيلة في ظل الأداء الذي وقفنا عليه أول أمس وضعف مستوى الخط الأمامي. كل الظروف كانت مواتية للفوز وكانت كل الظروف مواتية لأشبال المدرب عمروش من أجل الظفر بالنقاط الثلاث، أهمها إجرائهم لتربص في المستوى على حد تعبيرهم خلال فترة الراحة، إضافة إلى دخولهم المباراة بكامل عناصرهم الأساسية، فضلا عن الحضور الجماهيري المعتبر والذي كان الأكثر هذا الموسم. لكن كل هذه الظروف لم يتم إستغلالها لمواصلة حصد النقاط في ملعب "تشاكر"، حيث فشل أشبال عمروش في فك شفرة دفاع إتحاد بلعباس الذي كان له الفضل الأكبر في عودة أبناء "المكرة" بنقطة التعادل. الضغط كان واضحا على اللاعبين منذ البداية وبدا منذ عملية الإحماء التي قامت بها التشكيلة أن الضغط كان شديدا على لاعبي البليدة، حيث ظهر عليهم الإرتباك خاصة مع الحضور الجماهيري المعتبر، إضافة إلى أهمية النقاط الثلاث في مستقبل الفريق. وهو ما يفسر التسرع الكبير من طرف جميع اللاعبين، خاصة في وسط الميدان والهجوم أين حضرنا إلى تضييع العديد من الكرات خاصة خلال الدقائق الأولى. روح الإنتصار كانت غائبة في الدقائق الأولى وقبل بداية المباراة قدم المدرب عمروش نصائح للاعبيه بضرورة الوصول إلى شباك المنافس بسرعة، أي قبل ربع الساعة الأول من أجل اللعب براحة ومن دون أي ضغط مع مرور دقائق المباراة. لكن من خلال الأداء الذي شاهدناه في ربع الساعة الأول، فإن روح الإنتصار كانت غائبة تماما لدى اللاعبين، الذين لم يهددوا مرمى المنافس سوى في مناسبتين وبواسطة عمل فردي من حامية. الأداء تحسن قليلا لكن الفعالية كانت غائبة وبعد مرور ربع ساعة الأول تحسن أداء التشكيلة قليلا، خاصة في وسط الميدان والهجوم حيث فرضت سيطرة مطلقة على المنافس، إذ اعتمد اللاعبون على الكرات القصيرة والسرعة في التنفيذ لكن على مستوى وسط الميدان فقط. في حين كانت الكرات لا تصل إلى المهاجمين في ظروف جيدة، بسبب تماسك دفاع إتحاد بلعباس الذي أحكم إغلاق المنافذ على المهاجمين. اللاعبون لم يطبقوا نصائح المدرب في المرحلة الثانية وفي المرحلة الثانية أقدم الطاقم الفني على إجراء بعض التعديلات في طريقة اللعب، خصوصا على مستوى وسط الميدان والهجوم، لكن اللاعبين لم يطبقوا نصائحه وطغى اللعب العشوائي من خلال رمي الكرات من الدفاع إلى الهجوم، في غياب وسط الميدان الذي كان خارج الإطار تماما. في حين أن المهاجمين تميزت طريقة لعبهم بالتسرع وعدم الإنضباط التكتيكي، فرغم أن المدرب طلب من الثلاثي حامية- لدرع- بلخير البقاء على مقربة من دفاع المنافس للضغط عليه، إلا أن اللاعبين كانوا يعودون إلى غاية وسط الميدان. الكرات الطويلة سهلت مهمة المنافس وبعد غياب الحلول ومرور الوقت، لجأ اللاعبون إلى الإعتماد على الكرات الطويلة باتجاه المهاجمين سواء من الوسط أو الدفاع، وهي الكرات التي سهلت كثيرا مهمة دفاع المنافس الذي لم يجد أي صعوبة في إبعادها في كل الإتجاهات. ومازاد من تسهيل مهمة أشبال المدرب بن يلس، هو ارتباك مهاجمين فريق مدينة الورود على غرار كريفالي الذي ضيع فرصة لا تضيع أمام شباك شاغرة. بلعباس إستحوذت على وسط الميدان ومن بين النقاط السلبية التي ساهمت في عدم تحقيق اتحاد بلعباس الفوز، هي أن المنافس إستحوذ على وسط الميدان في المرحلة الثانية على وجه التحديد، مستغلا تواضع أداء المحليين وخفف الضغط على الدفاع. وهو السبب الذي جعل رفقاء عليوان يعتمدون على الكرات الطويلة المباشرة إلى الهجوم. غياب الخبرة بدا واضحا خلال الدقائق الأخيرة وبدا غياب خبرة اللاعبين واضحا خلال الدقائق الأخيرة، لأنه من غير المعقول أن لا نسجل أي فرصة تستحق الذكر في الربع ساعة الأخير، لأنه من المفترض أن الفريق الذي يلعب فوق أرضية ميدانه وأمام أنصاره، يفرض ضغطا شديدا على منافسه ويصنع جملة من الفرص، بالنظر إلى عودة الزوار إلى الخلف وهو ما لم يحدث. اللاعبون إستسلموا للتعادل منذ (د 70) وبدا واضحا للعيان أن اللاعبين تأكدوا من إستحالة الفوز بداية من (د 70)، إذ لم نسجل أي ضغط من المحليين الذين إتسم لعبهم بالتسرع ونقص التركيز. إضافة إلى التخلص من الكرة في غياب لاعب "باطرون" في وسط الميدان، بإمكانه أن يتحمل مسؤولية بناء اللعب والإحتفاظ بالكرة أو تمريرها إلى الرفقاء في ظروف جيدة. الصعود لا يلعب بهذه الطريقة وبالنظر إلى الأداء الذي شاهدناه أول أمس، فإن الصعود لا يلعب بهذه الطريقة لأن الفريق الذي يريد تحقيق الصعود، عليه أن يفوز بجميع المباريات التي يلعبها فوق أرضية ميدانه مع العودة ببعض النقاط خارج الديار. لكن البليدة إتضح أنها غير قادرة على الفوز حتى فوق ميدانها، فما بالك بالفوز خارج القواعد على حد تعبير الأنصار. زعيم يثور على لاعبيه و"ماخلاّلهومش" ولم يتحمل الرئيس زعيم الذي كان حاضرا في الملعب هذا التعادل، وثار على لاعبيه سواء في فترة ما بين الشوطين أو في نهاية المباراة، حيث وبخ بعض اللاعبين على الأداء المتواضع الذي ظهروا به، خاصة على مستوى الخط الأمامي أين ضيعوا فرصتين محققتين. كما انتقد الرئيس البليدي بشدة لاعبي وسط الميدان الذي كانوا خارج الإطار تماما خاصة في المرحلة الثانية، متسائلا عن السبب الذي يجعل كل واحد منهم يرفض تحمل المسؤولية في مثل هذه الظروف الصعبة. ------------ الهجوم يبقى دائما النقطة السوداء يبقى الخط الأمامي لاتحاد البليدة دائما بمثابة النقطة السوداء في التشكيلة، فرغم أن الفريق لم تتاح له سوى 4 فرص تستحق الذكر طوال التسعين دقيقة، إلا أن الفرصتين اللتين أتيحتا للهجوم في المرحلة الثانية لا يوجد أسهل من وضعهما في الشباك، خاصة فرصة كريفالي الذي وجد نفسه أمام شباك شاغرة، لكن كرته مرت فوق الإطار بطريقة أدهشت الحاضرين. عدم تدعيم الهجوم أكبر خطأ ويمكن القول إن عدم تدعيم الهجوم في فترة التحويلات الشتوية، كان أكبر خطأ ارتكبته الإدارة والطاقم الفني، ورغم أن أنهما تحججا بغياب لاعبين بارزين في السوق إلا أنه كانت هناك بعض الخيارات التي رفضوها، على غرار بورحلي، عمرون، وبعض المهاجمين الآخرين. عمروش سيجري تغييرات في الهجوم وبعد الأداء المتواضع الذي قدمه الخط الأمامي وتضييعه هدفين محققين، فقد قرر المدرب عمروش إجراء تغييرات في الهجوم في المباراة المقبلة أمام إتحاد عنابة. ولو أن عدم توفر الخيارات لا يمكن أن يغير الكثير من الأمور، إلا إذا كان التركيز حاضرا من طرف المهاجمين المطالبين بضرورة بذل مجهودات إضافية من أجل تحسين مستواهم. رفضوا صانع ألعاب مغترب وجربوا لاعبين مغمورين وإضافة إلى ضعف مستوى الخط الأمامي في جميع المباريات تقريبا، فقد وقف الأنصار على عدم إمتلاك التشكيلة لصانع ألعاب يمون المهاجمين بالكرات، وينظم اللعب جيدا حتى يمنح الثقة لرفاقه. حيث كان أحد المقربين قد إقترح على الإدارة خدمات صانع ألعاب مغترب ينشط في الفريق الإحتياطي لنادي "باريس سان جيرمان" الفرنسي ويملك إمكانات كبيرة، لكن المسيرين رفضوا إخضاعه حتى للتجارب، ووافقوا على تجريب لاعبين مغمورين من الأقسام السفلى. ----------- الجمهور عاد بقوة لكنهم طردوه مرة أخرى حدث المباراة أول أمس صنعه أنصار البليدة الذين عادوا بقوة إلى المدرجات، حيث سجل الأنصار حضورهم بأعداد يمكن القول إنها الأكبر منذ بداية الموسم إستجابة لنداء اللاعبين والمسيرين، وكذا الطاقم الفني. لكن اللاعبين لم يستغلوا هذه الفرصة للتصالح مع أنصارهم وزيادة عددهم في المباريات المقبلة، وإنما طردوهم بطريقة غير مباشرة من خلال هذا التعثر. الأنصار لعبوا دورهم كاملا وخرجوا ساخطين ولعب الأنصار دورهم على أحسن وجه، حيث بقوا إلى جانب فريقهم حتى في اللحظات الصعبة التي كان يمر بها، وفرضوا ضغطا شديدا على المنافس وحفزوا لاعبيهم على بذل مجهودات إضافية من خلال تشجيعهم حتى عند تضييع الكرة. لكن نهاية المباراة كانت غير عادية في صفوف الأنصار، الذين خرجوا ساخطين على لاعبيهم وعلى الإدارة أيضا، بالنظر إلى الإستقدامات التي قامت بها هذا الموسم. تحسروا على الأيام الزاهية للفريق وتحسر الأنصار على الأيام الزاهية التي كان يعرفها ملعب "تشاكر" خلال السنوات القليلة الفارطة، عندما كان الفريق في القسم الأول حيث كان الأنصار يحتفلون مع لاعبيهم في نهاية المباراة. وحتى في حال التعثر فإن فريقهم يقدم مباراة في المستوى، لكن حاليا لا هم يفرحون بالنتيجة ولا بالأداء المقدم. وبخوا بعض اللاعبين بشدة بعد نهاية المباراة وبعد نهاية المباراة إنتظر الأنصار اللاعبين عند حظيرة المركب، ووبخوا بعض اللاعبين بشدة إن لم نقل معظمهم. حيث طلب منهم الأنصار إستفسارات عن أسباب هذا التعثر، ولم يتوان الأنصار في التأكيد لبعض اللاعبين أنهم لا يستحقون حمل ألوان البليدة هذا الموسم. الحل الوحيد هو الفوز أمام عنابة للتصالح معهم وبالنظر إلى ما حضرنا له أول أمس في ملعب "تشاكر"، فإن الحل الوحيد لإعادة الأنصار إلى المدرجات مجددا هو تحقيق الفوز في الجولة المقبلة، أمام إتحاد عنابة بملعب 19 ماي بعنابة، وكذا من أجل الحفاظ على كامل الحظوظ في لعب ورقة الصعود. لأن أي هزيمة في الجولة المقبلة أمام إتحاد عنابة، تعني اللعب على تفادي السقوط وليس التفكير في اللقب. ----------- البليدية ساخطون على الحكم أبدى البليدية من أنصار ولاعبين وحتى مسيرين سخطهم من الأخطاء التي إرتكبها الحكم في إدارة هذه المواجهة، لاسيما ما تعلق بتساهله مع عناصر إتحاد بلعباس التي تعمدت تضييع الوقت، بشكل أفسد مجريات اللعب. وقد كشف اللاعبون أنه من المفترض على الحكم أن يطرد لاعبين من المنافس لكنه لم يفعل. عمروش كان رياضيا وإعترف بقوة المنافس كان المدرب أرزقي عمروش رياضيا في نهاية المباراة وإعترف بقوة إتحاد بلعباس، لا سيما في الخط الخلفي، حيث أوضح أن هذا الفريق يملك عناصر جيدة في الدفاع صعبت مهمة فريقه في التسجيل. التنظيم يبقى سيئا للغاية في "تشاكر" يتدهور التنظيم في ملعب "تشاكر" من مباراة لأخرى، في ظل معاناة رجال الإعلام من أجل الدخول إلى الملعب أو إلى غرف حفظ الملابس، من أجل القيام بمهامهم. حيث غالبا ما يتم غلق الأبواب دون سبب وكل واحد يرمي المسؤولية إلى الآخر، وأحيانا يقولون إن المكلف بفتح الأبواب قد غادر. لذلك على القائمين على الملعب تعيين أشخاص يحترمون مهنة رجال الإعلام أيام المباريات. مليكة أنهى المباراة مصابا أنهى وسط ميدان التشكيلة مليكة المباراة مصابا على مستوى الكاحل، بعد تدخل عنيف من طرف أحد لاعبي المنافس. يذكر أن مليكة كان خارج الإطار في هذه المباراة ولم يقدم أي شيء يذكر. عمروش يجتمع بلاعبيه اليوم سيجتمع المدرب عمروش بلاعبيه اليوم من أجل التطرق إلى التعثر الأخير أمام إتحاد بلعباس، والأسباب التي كانت وراء ذلك، ولو أن الكلام لن يختلف كثيرا عن المباريات الفارطة، بما أن المشكل ليس نفسيا أو ما شابه بقدر ما هو في تواضع الفريق هذا الموسم. ------------ بلخير: "تكتل بلعباس في الدفاع صعب من مهمتنا" - ماذا تقول عن هذا التعثر أمام إتحاد بلعباس؟ (الحوار أجري بعد نهاية المباراة) -- نحن متأثرون للغاية من هذا التعثر الذي أعتبره بمثابة هزيمة، لأننا ضيعنا نقطتين قد نندم عليهما كثيرا، ولا أجد أي تفسير مقنع لهذا التعادل الذي لم نكن نتوقعه تماما بالنظر إلى التحضيرات التي أجريناها خلال فترة توقف البطولة، أو حتى طوال الأسبوع الحالي. - لاحظنا أنكم دخلتم المباراة تحت ضغط شديد أليس كذلك؟ -- هذا أكيد، نحن نلعب جميع المباريات منذ بداية الموسم تحت ضغط شديد، لكن اليوم كان الأمر مغايرا لأننا لعبنا بضغط أشد خصوصا أننا كنا أمام منعرج مهم للعب الصعود، لأننا سنلعب 3 مباريات فوق قواعدنا من أصل ،4 لذلك كنا نأمل في حصد 9 نقاط في هذه المباريات حتى ندعم حظوظنا في الصعود، لكن لسوء الحظ لم نتمكن من ذلك. - وماهي الأسباب التي حالت دون تحقيقكم للفوز؟ -- أعنقد أننا لعبنا أمام منافس جيد خصوصا في الدفاع، لأن بلعباس لم تلعب من أجل الفوز وإنما من أجل العودة بنقطة التعادل، بدليل أنها تجمعت في الخلف بأكبر عدد من اللاعبين، ورغم محاولاتنا المستمرة لإختراق الدفاع والوصول إلى مبتغانا لم نتمكن من ذلك. - الأداء الذي قدمته التشكيلة لم يقنع الأنصار رغم أن المدرب أكد أنكم لعبتم مباراة في المستوى؟ -- في المرحلة الأولى لعبنا جيدا ولم نتمكن من التسجيل، حيث إعتمدنا على التمريرات القصيرة والتوغل عن طرق الأجنحة، لكن في المرحلة الثانية بدا التسرع على اللاعبين ما جعلنا نعتمد على الكرات الطويلة التي سهلت مهمة دفاع المنافس. - أنصاركم خرجوا في قمة الغضب بعد هذا التعثر، ألا ترى أنكم ضيعتم فرصة كبيرة للتصالح معهم؟ -- لم نكن في مستوى الحضور الجماهيري في هذه المباراة، فأنصارنا حضروا بأعداد معتبرة وقدموا لنا الدعم اللازم لكننا أخفقنا في إدخال الفرحة إلى قلوبهم. - كيف تتوقع مستقبل التشكيلة بعد هذا التعثر؟ -- لا يوجد ما نقوله الآن سوى تدارك هذه النقاط في عنابة، أين يجب أن نلعب من أجل العودة بالنقاط الثلاث، حتى نبقي على كامل حظوظنا في لعب ورقة الصعود.