نزل المدرب الوطني "وحيد حليلوزيتش"، يوم أمس، ضيفا على القناة الإذاعية الثالثة، وتحدّث عن الكثير من الأمور التي تتعلق بالمنتخب الوطني.. ولكن أهمّ نقطة كان يريد المدرب البوسني الحديث عنها هي توضيح ما قاله في الندوة الصحفية الأخيرة، حين تحدّث عن المدربين المحليين، وعلى أنهم لا يقومون بعمل كبير مع الأندية، وهذا الأمر أكد أنه لم يكن يقصده، بل تمّ فهمه بطريقة خاطئة. ويبدو أن "حليلوزيتش" تراجع عن كلامه بعد أن أثار موجة من الغضب لدى المدرّبين الجزائريين، وقال: "صراحة، لم أفهم سرّ البلبلة التي ثارت بسبب قضية اللاعب المحلي، وكوني قلت إنهم ليسوا في أحسن الأحوال بدنيا. أريد أن أوضّح أني لم أتحدّث أبدا عن المدرّبين المحليين، بل تحدّثت عن اللاعبين المحليين. فبعد أن وقفت على مستواهم خلال التربص طالبتهم بالعمل أكثر، لأنهم بعيدون من الناحية البدنية على ما أريده. لقد تحدّثت مع لاعبيّ، وأنا لا أفهم سبب الغضب الذي انتاب البعض من هذا الكلام". "أكدت لهم أني سأعتمد على الأحسن ولم أكن راضيا عن مستواهم البدني" وواصل البوسني حديثه عن اللاعب المحلي وتبرير موقفه قائلا: "خلال حديثي مع اللاعبين في التربص الماضي أكدت لهم أني لا يمكن أن اعتمد على لاعبين ناقصين بدنيا، لقد لاحظت نقصا فادحا لدى اللاعبين من هذه الناحية، وكانت نتائجهم في الاختبار ناقصة للغاية، لذا أكدت لهم أني لن اعتمد إلا على الأحسن، وأن الذي يريد أن يكون حاضرا مع المنتخب عليه مضاعفة العمل، هذا أمر جيد وطبيعي ولا يمكن لومي عليه". "لا أعمل مع المديرية الفنية وصُدِمت بعد أن حاولت مساعدة المنتخب الأولمبي" وبعدها أكد "حليلوزيتش" أنه أصبح يتفادى العمل في غير مجاله وتقديم المساعدة في أمور أخرى، رغم أنه يقوم بأكثر من عمله نزولا عند رغبة رئيس الاتحادية الجزائرية، ولكنه بالمقابل لا يعمل مع المديرية الفنية، خاصة بعد ما حدث له مع آيت جودي. وقال: "كنت أقوم بالعديد من الأمور هنا وهناك قصد تقديم المساعدة، لأني اتفق جيّدا مع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ونحن نرى الأمور من نفس الزاوية، ولكني صراحة لا أعمل مع المديرية الفنية، ويجب أن أتفادى ذلك خاصة بعد ما حدث لي عندما حاولت تقديم المساعدة مع المنتخب الأولمبي". "مشكلة اللاعب الجزائري في الاحتجاجات الكثيرة وأعمل على التقليل منها" كما تطرّق "حليلوزيتش" إلى نقطة مهمة تتعلق باللاعب المحلي والجزائري بشكل عام وهي مشكلة الاحتجاجات، وقال: "مشكلة اللاعب الجزائري في الاحتجاجات الكثيرة، اللاعبون في الكثيرة من المرّات يحتجّون على أمور تافهة، الحكم يعلن عن ركلة جزاء فتجد كلّ اللاعبين يجتمعون حوله من أجل الاحتجاج رغم أنهم على علم أنه لن يعدل عن قراره. في كل مرّة أتحدث فيها مع اللاعبين أطالبهم بالتقليل من هذا الأمر، وأعمل على إزالته". "شاوشي تعرّض للشتم في سطيف ولم يتفاعل لأني تحدّثت معه" وأضاف "حليلوزيتش" في نفس النقطة: "اعتقد أني في الطريق الصحيح، حيث بدأت هذه الظاهرة تقلّ عند اللاعبين الدوليين، خاصة أني تحدّثت معهم في الكثير من المرّات عن هذا الأمر، حتى أني أصبحت أقوم ببعض العقوبات خلال التدريبات بسبب الاحتجاجات لتقلّ هذه الظاهرة. لقد تحدّثت مع لموشية عن القضية وطالبته بالتخلّص من هذه العادة، ولو نرى مثلا شاوشي في مباراة سطيف تمّ شتمه من الأنصار ولكنه بقي هادئا ولم يتفاعل، وهذا لأني تحدّثت معه وفهم الرسالة". "نعم، اختيار بوشوك كان رسالة للاعب المحلّي" كما عاد المدرب الوطني للحديث عن قضية استدعاء اللاعب بوشوك، وقال: "صحيح أني قلت في وقت سابق إنه بالنسبة لي لاعب في باتنة أو في مانشستر سواء، وأردت أن أؤكد كلامي للاعبين المحليين، ويمكن اعتبار استدعاء اللاعب بوشوك رسالة لهم، فقد كان جيّدا واستحقّ الاستدعاء فكان معنا. وبالمقابل، يمكن التأكيد أن هناك فرقا شاسعا بين لاعب يلعب في مانشستر وآخر في باتنة. فأسعد لما أرى مثلا فغولي يلعب في فالنسيا ويواجه برشلونة، وهذا يؤكد أنه في حالة ممتازة ولديه احتكام من نوع خاص، ومن المؤكد أنه يكون أفضل من لاعبي البطولة المحلية، ولكن هناك دائما أمل بالنسبة للمحليين، يجب فقط أن يضاعفوا العمل". "جابو يملك موهبة غير عادية، ولكن يجب أن يُغيّر بعض الأمور" كما كشف المدرب السابق لمنتخب "الفيلة" أنه يتابع باهتمام مستوى لاعبي البطولة المحلية وتصرّفاتهم حتى يستفيد من أحسن العناصر، وقال: "أنا أتابع أخبار لاعبي البطولة المحلية عن قرب، حتى أني تنقلت في رحلة شاقة مؤخرا إلى بجاية من أجل متابعة طريقة تصرّف أحد اللاعبين لمّا يلعب خارج الميدان، وكيف يكون حاله. أعرف جيدا أنه في الجزائر هناك الكثير من المواهب على غرار جابو الذي يملك موهبة مميّزة، ولكن عليه العمل كثيرا وتغيير الكثير من الأمور، وهو ما أحاول دائما أن أوضحه للاعبين خلال تربصاتنا". "وضعت قوانين صارمة للاعبين خارج الميادين والكلّ قبل بها" وحاول "حليوزيتش" التوضيح أيضا أنه صارم مع الكلّ وليس لاعبي البطولة المحلية فقط، حيث كشف أنه يتعامل مع المحترفين بنفس الطريقة، والبقاء معه للأحسن، وقال: "عندما جئت لتدريب المنتخب الجزائري كانت تروّج عنّي صورة قاسية نوعا ما، لكن بعد أن احتكّ بي اللاعبون عرفوا أني لست بتلك الصورة. أنا أضحك وأمازحهم في التدريبات ولكني صارم لمّا يستوجب ذلك. والمهمّ بالنسبة لي أن رسالتي مرّت للاعبين، فقد وضعت لهم قوانين خارج الميدان الكلّ وافق عليها ويطبّقها على حذافيرها، وهذا شيء إيجابي". "متفائل بمستقبل "الخضر" وهدفي تطوير اللّعب الهجومي" وبعدها عاد البوسني للحديث عن أحوال المنتخب وأهدافه معه فقال: "لمّا جئت كان هدفي هو "كان" 2013 وكأس العالم 2014، وسيبقى الأمر كذلك، نحن نعمل على تحقيق هذا الأمر في المستقبل. وصراحة، أنا متفائل بمستقبل "الخضر" خاصة أن رجلا مثل روراة هو الذي يقف على شؤون الكرة في الجزائر، إنه شخص مميّز فعلا ويعرف الكرة جيّدا، ونحن نتفق كثيرا. الآن لدينا مشروع لعب ل "الخضر" وأعمل على تطبيقه على أرض الواقع. وهمّي الأكبر في الفترة الحالية هو تطوير اللعب الهجومي لفريقي، فلما جئت الفريق كان يدافع جيدا ولا يسجّل الكثير من الأهداف، وبالتالي من الواضح أن المشكلة الأكبر في هذه النقطة". "مباراة غامبيا ستكون الوثبة وسنلعبها من أجل الفوز" كما تطرّق المدرب الوطني للحديث عن مباراة غامبيا المقبلة وأكد أنه سيلعبها من أجل الفوز وليس شيئا آخر، وقال: "لقد لاحظت أن "الخضر" لديهم ضعف واضح خارج الديار، وهم لا يفوزون تماما خارج ملعبهم. الإحصائيات التي جمعتها مفزعة، ولكن بالنسبة لي هنا يكمن التحدّي، يجب أن نعمل على كسر هذه القاعدة خلال المواجهة القادمة أمام غامبيا. الكثير فهم أني غير متفائل وأني لن ألعب على الفوز هناك، ولكن هذا كلام خاطئ، سألعب من أجل الفوز في غامبيا، أريدها أن تكون مباراة وثبة لكي تتغيّر الأمور ويتحرّر المنتخب الجزائري ويصبح يحقق النتائج الجيّدة خارج الديار. هذه المواجهة من شأنها أن تعيد لنا الثقة في النفس لمّا نلعب في الخارج". "قلت للاعبين لماذا أنتم أقوياء داخل الديار وضعفاء في الخارج؟" وتابع "حليلوزيتش" كلامه في نفس القضية: "أتحدّث مع اللاعبين خلال التربصات والتدريبات وأحاول فهم ما يحدث لهم خارج الديار، وأحاول في بعض المرات استفزازهم مازحا، وأقول لهم: لماذا أنتم أقوياء داخل الديار وضعفاء خارج ميدانكم؟ صحيح أني أمازحهم، ولكني بالمقابل أقول الحقيقة لأن الإحصائيات تؤكد ذلك. هذا أمر غريب، ويجب أن نتخلص منه إن أردنا الذهاب بعيدا". "يجب أن نغيّر الوضع وتحدّثت مع اللاعبين في الأمر" وقال المدرب الوطني إنه سيعمل على تغيير الوضع هذا، ويعمل على تغيير طريقة لعب "الخضر" ويجعلها أكثر هجومية. وقال: "الوضع هذا غير مقبول وهمّي الأكبر هو أن أغيّره، يجب أن نصبح نحقق نتائج خارج ميداننا، ونلعب بطريقة هجومية داخل الديار وخارجها. بعد الملاحظات التي قمت بها وجدت أن "الخضر" كانوا يدافعون جيّدا، ولكن لا يهاجمون كثيرا ولا يسجلون. لقد تحدّثت مع اللاعبين وأكدت لهم أنه يجب أن نغيّر هذه الطريقة، وطلبت منهم إن كانوا مستعدين للعب بطريقة هجومية، والكلّ أكد انه مستعد لذلك". "مشكلة الجزائريين أنهم يخافون اللّعب الهجومي" وواصل في نفس النقطة قائلا: "مشكلة الجزائريين هو أنهم أصبحوا يخافون اللعب الهجومي. خلال مواجهة تنزانيا ولمّا بقي وقت قليل من اللعب، كنت أهمّ بإشراك المهاجم الرابع في التشكيلة، وهنا تحدّث معي أحد المساعدين وقال لي: "ألا تعتقد أنه يجب أن نعمل على الحفاظ على هذا التعادل، لقد فهمت أن المشكلة مشكلة خوف، ولكن سأعمل على تغيير الأمور خاصة في هذه الناحية". "إنا إنسان شجاع وأريد أن يكون لاعبيّ شجعانا أيضا" وبعدها واصل المدرب البوسني الحديث عن لقاء غامبيا وأصرّ على ضرورة الفوز فيه قائلا: "خلال التدريبات أو اجتماعاتي مع اللاعبين أقوم بتدوين كلّ شيء. فلمّا طلبت من اللاعبين أن نصبح نلعب بطريقة هجومية دوّنت الأمر لكي أظهره لهم فيما بعد. المواجهة المقبلة أمام غامبيا سنعمل على تطبيق ما قلنا وسنلعب بطريقة هجومية. أنا إنسان شجاع وأحبّ اللعب الهجومي، وأريد لاعبين شجعانا أيضا ويرون الأمور مثلي". "الثقة الموجودة بيني وبين روراوة هي التي تحفزني على العمل" كما تحدّث "حليلوزيتش" المدرب السابق ل "باريس سان جيرمان" عن علاقته بالرئيس محمد روراوة وقال: "علاقتي بالرئيس روراوة مميّزة، وهي دافعي الأول من أجل العمل ومواصلة رفع التحدّي، فنحن نرى الأمور من نفس الزاوية، وهو يضع ثقته الكاملة في، لذا أنا دائما محفز للعمل، وسأعمل لأكون عند قدر هذه الثقة". "مشكلتي الآن هي التعامل مع الرزنامة" بعدها كشف "حليلوزيتش" عن تخوّفه من الرزنامة المقبلة خاصة للبطولة الوطنية ومن تأثيرها على "الخضر"، وقال: "مشكلتي الآن هي التعامل مع الرزنامة، من الصعب التعامل مع اللقاءات الإفريقية، فلدينا لقاء هامّ في جوان، ولكن البطولة ستتوقف في أفريل، بينما يتوقف بعض لاعبي المنتخب في شهر ماي، أي أنه سيكون فارق شهر بين بعض اللاعبين، الأمر صعب، ويجب أن نجد الحلول". "عاينت مالي وهو منتخب منضبط" كما كشف المدرب البوسني أنه يقوم حاليا بمعاينة منافسيه خلال كأس إفريقيا للأمم على غرار مالي، وقال:"نعم، تابعت بعض لقاءات المنتخب المالي في الدور الأول من كأس إفريقيا، وأهمّ ما لاحظته هو أن هذا المنتخب هو منتخب منضبط للغاية، وبالتالي سيكون منافسا صعبا، ولكن همّي الأكبر الآن ليس التحضير لمالي، بل التحضير لغامبيا". "تمنّيت لو أنا ناصري وبن زيمة معنا، وابتداء من جوان 95 بالمئة من التشكيلة تكون واضحة" كما أعاد "حليلوزيتش" نفس الكلام فيما يتعلق باللاعبين مزدوجي الجنسية، الذين أكد أن شرطه الأول هو أن يكونوا فخورين بارتداء قميص "الخضر"، كما كشف عن أنه سيبدأ تقليل دائرة اهتماماته ابتداء من جوان المقبل، وقال: "أعرف أن المنتخب الجزائري محتاج لكل أبنائه، وأنا أيضا أتمنى أن نستفيد من المواهب الجزائرية التي تلعب في أوربا. فتمنيت لو أن بن زيمة وناصري معنا، ولكن هذه الأمور تخضع لشروط بالنسبة لي. حمل القميص الوطني هو أمر مقدّس، ويجب أن يكون اللاعب فخورا بحمله، لذا فاللاعب الذي أتحدّث معه عن المنتخب ويقول لي يجب أن أشاور عائلتي أو مناجيري أو يشترط اللعب أساسيا أوقف التفاوض معه على الفور. وبالمقابل، أؤكد أني لازلت في الفترة الحالية أضع معالم التشكيلة، ولكن من هنا إلى غاية جوان المقبل يجب أن تكون الأمور قد سوّيت ووضعت القائمة المصغّرة ل "الخضر". في جوان المقبل يجب أن تكون 95 بالمئة من التشكيلة واضحة". "المردود الذي أسعدني كان في زامبيا" وكشف "حليلوزيتش" أن الأداء الذي أسعده أكثر في اللقاءات الثلاثة التي أشرف عليها هو لقاء تنزانيا، وقال: "صراحة، اللقاء الذي أقنعني فيه أداء اللاعبين أكثر هو لقاء تنزانيا ليس لأننا لعبنا بطريقة أفضل، ولكن لأن اللاعبين قدّموا كلّ ما عليهم فوق الميدان، هناك من أنهى اللقاء بقوّة رغم أنه كان منهارا بدنيا، وبالتالي فهمت أن اللاعبين مستعدون للعمل ومنح كلّ ما عندهم من أجل تحسين وضعية المنتخب". حليلوزيتش: "أنا حزين لما حدث في مصر" لم يخف "وحيد حليلوزيتش" مدرب المنتخب الجزائري حزنه الشديد بسب ما حدث في مصر في مباراة الأهلي أمام النادي المصري، وأكد أن الأمر مؤسف للغاية، وقال: "صراحة، لقد تأثرت كثيرا لما حدث في مصر في لقاء البطولة، بصفتي رياضيا لم أكن أتمنى أن تحدث مثل هذه الأمور في ميادين كرة القدم. الأمر مؤسف للغاية". حليلوزيتش: "الجزائريون مثل الصينيين تجدهم في كلّ مكان" كشف "حليلوزيتش" أنه قبل الإشراف على المنتخب الجزائري اخذ الكثير نظرة عن الجزائر من الأشخاص الذين يعرفهم من أصول جزائرية، وقد أكد اندهاشه أيضا لوجود الجالية الجزائرية في كلّ مكان أينما عمل. حيث شبّهها بالجالية الصينية التي توجد في كلّ أنحاء العالم. وقال: "أينما ذهبت أجد أشخاصا جزائريين، صراحة في بعض الأحيان أمازح أصدقائي وأقول لهم أنتم مثل الصينيين تتواجدون في كلّ مكان". ماجر مدعوّ لحضور نهائي "الكان" سيكون رابح ماجر صاحب "العقب الذهبي" حاضرا خلال اللقاء النهائي لكأس إفريقيا للأمم التي تجري حاليا في الغابون وغينيا الاستوائية، حيث وجّهت له الدعوة ليكون حاضرا ضمن الوفد الرسمي للاتحاد الإفريقي، بما أنه سفير الاتحاد الإفريقي للسلم. وستجرى المواجهة النهائية في العاصمة الغابونية "ليبروفيل" يوم 10 فيفري المقبل.