حضر المدرب رشيد حمادة اللقاء الودي الذي أجرته تشكيلة القبة مشاء أول أمس الجمعة أمام اتحاد الحراش، وهو الذي انسحب عقب الانهزام أمام أمل مروانة. ولم يكن هذا الحضور لتسيير اللقاء وإنما جاء بعد موعد تمّ تحديده مسبقا مع إدارة الفريق التي التقى أعضاءها بعد نهاية اللقاء، وتمّ الاتفاق على استمرار حمادة عمله بالإشراف على تشكيلة الأكابر إلى جانب مدرب الحراس كمال كبير. كما اقترحت عليه إدارة الفريق تدعيم التشكيلة بمدرب رئيسي لقيادتها إلى بر الآمان، خاصة أن التشكيلة أصبحت أقرب إلى المنطقة الحمراء عكس تطلعات الإدارة التي كانت تهدف إلى الصعود. عودة بوفنارة ممكنة وشعيب مقترح وقد اقترحت إدارة الفريق في هذا الشأن إعادة المدرب حكيم بوفنارة إلى التشكيلة باعتباره مرتبطا بعقد مع الفريق من جهة، ومن جهة أخرى تراه الإدارة الوحيد القادر على إعادة التشكيلة إلى السكة الصحيحة مثلما فعله لمّا أشرف عليها بعد انسحاب كمال بوهلال في بداية الموسم، كما أنه يعرف جيدا مستوى واللاعبين ومن بإمكانه إعطاء دفع للفريق فيما تبقّى من جولات. من جهة أخرى، يبدو أن الرئيس مشري- وفي حال رفض بوفنارة العودة- متحمسا لتدعيم العارضة الفنية بالمدرب السابق للقبة وللفريق الوطني وابن الفريق محمد شعيب، إذ يراه قادرا على تسيير التشكيلة براحة كبيرة، وقد تمّ اقتراح الأمر على المدرب رشيد حمادة الذي طلب مهلة من الإدارة لا تتعدى 24 ساعة للرد على الاقتراح. القبة تبدع أمام الحراش وتنهزم بثلاثية أمّا عن المقابلة الودية التي أجرتها التشكيلة أمام اتحاد الحراش، فرغم الانهزام بثلاثية دون رد، إلا أنه يمكن القول أن القبة أبدعت وقدمت مردودا جيدا قال عنه الكثير من القبيين أنه لو لعبت التشكيلة بالطريقة نفسها أمام أمل مروانة لفازت بنتيجة عريضة. وقد أحدث المدرب المؤقت للتشكيلة مالك ڨوڨام- الذي خلف رشيد حمادة لتسيير هذا اللقاء- ثورة في التشكيلة، إذ قام بتغيير عدة لاعبين مقارنة بمباراة مروانة، وأقحم كل من بن شريفة، بن قويدر وبرينيس في الخط الأمامي منذ البداية، أمّا في المحور فقد أقحم بوزامة إلى جانب مادور، وهو ما أظهر التشكيلة قوية في جميع خطوطها، الأمر الذي أرغم المدرب الحراشي شارف إلى إعادة النظر في التشكيلة التي أقحمها في الشوط، ليسارع إلى إدخال لاعبيه الأساسيين لإعطاء حيوية أكثر للقاء، وهو ما حدث وجعل الجمهور الحاضر يتمتع بلقطات في المستوى من الجانبين. شوط بشوط وانهيار تام في الشوط الثاني، وأنصار الحراش صفقوا للقبة وقد عرف هذا اللقاء الودي سيطرة تشكيلة القبة في الشوط بالطول والعرض على معظم مجرياته تقريبا، إذ خلقت العديد من الفرص السانحة، لكن سوء التركيز وغياب الفعالية خاصة عند بن قويدر وأوغليس حالا دون تجسيد هذه الفرص، لتتمكن الحراش في نهاية هذا الشوط من فتح باب التسجيل، وقد كان أنصار الحراش رياضيين إلى أبعد الحدود، إذ صفقوا كثيرا للنسوج الكروية الجميلة التي قدمها زملاء شويب في هذا الشوط. أمّا في الشوط الثاني، فلم تظهر تشكيلة القبة مثلما كانت عليه في سابقه بعد التغييرات التي أحدثها المدرب، والتي لم تكن صائبة على الإطلاق، وكان الأجدر أن يكمل بالتشكيلة نفسها- على حد تعبير الحضور- على الأقل لمدة 20 دقيقة من الشوط، بما أن التشكيلة الأولى هي التي يتم تحضيرها للقاء مولودية قسنطينة، وهو ما أدى إلى انهيار المستوى وتتمكن الحراش من السيطرة على اللعب وتسجيل هدفين، وكان بالإمكان أن تنتهي المباراة بنتيجة ثقيلة لا تقل عن خمسة أهداف لو جسد الحراشيون فرصهم. بن قويدر ضيع عدة فرص وخرج تحت التصفيق وقد فاجأ المهاجم أسامة بن قويدر الجميع بالمستوى الذي قدمه في هذه المقابلة، إذ تمكن من استرجاع العديد من الكرات في وسط الميدان ليعيدها لبناء هجمات فريقه وكانت معظم مراوغاته جيدة، الأمر الذي جعله يلقى المساندة من الجمهور الحراشي الذي يعرف إمكانياته جيدا باعتباره سبق له اللعب للحراش، إذ صفقوا له أثناء اللقاء وعند استبداله من طرف المدرب ڨوڨام، وأكد الجميع أن "أوكوشا" كان متألقا وأقلق كثيرا دفاع الحراش، ولولا أنانيته في بعض اللقطات لتمكن الرائد من هز شباك الصفراء بسهولة. بن شريفة رائع ومكانته لا نقاش فيها وشويب مهندس لا يمكن الاستغناء عنه وبدوره، برهن بن شريفة أن الطاقم الفني الذي أشرف على لقاء مروانة أخطأ في حقه، بعد أن قدّم مردودا رائعا في اللقاء الودي أمام اتحاد الحراش وكان همزة وسط بين الدفاع والهجوم، ولو يقدم المردود نفسه أمام مولودية قسنطينة فسيعطي دفعا قويا للقبة. من جهته، كان شويب مهندس التشكيلة وكان وراء كل كرات فريقه، وهو ما يؤكد أن الاستغناء عنه سيضر حتما بالمردود العام للتشكيلة، كما هدّد العائد إلى الخط الأمامي المهاجم برينيس بسرعته دفاع الحراش في العديد من الأحيان. مادور وبوزامة "سلكوها" في الدفاع من جهة أخرى، أعطت عودة بوزامة إلى المحور حصانة أكبر للخط الخلفي، وقد شكّل إلى جانب مادور صخرة قوية لم يتمكن معها الخط الهجومي القوي للحراش من المرور إلى الشباك إلاّ بصعوبة كبيرة، وخير دليل على ذلك هو انهيار خط الدفاع بمجرد استبدالهما من طرف المدرب ڨوڨام.