تمنّى عنتر يحيى خلال التصريحات التي أدلى بها ل "بيلد" الألمانية أوّل أمس، أن تكون خرجته الثانية مع فريقه الجديد "كايزر سلاوترن" موفقة. غير أن أمنيته لم تتحقق بعدما اصدم بنادي بايرن ميونيخ الذي يعدّ من الأندية الصعبة في عقر دارها، حيث عاد عنتر وهو يجرّ أذيال الخسارة من خرجته وفريقه إلى مدينة "ميونيخ"، بعدما تكبد خسارة توقفت عند ثنائية نظيفة كان من الممكن أن تكون أثقل لولا الفرص العديدة التي أهدرها المنافس. ليتكبد بذلك عنتر ثاني خسارة له في ثاني ظهور له مع فريقه الجديد، بعد خسارته في الجولة الماضية في عقر الديار أمام نادي "كولن". لا يتحمّل مسؤولية الهدف الأول وكان عنتر يحيى شارك أساسيا في هذه المباراة الصعبة، وخاض تحدّيا أصعب أمام مهاجمين من العيار الثقيل يتقدّمهم العملاق "غوميز" وريبيري وروبين ومولير وغيرهم..، ومع ذلك إلا أنه لم يكن سيّئا في هذه المباراة، ومردوده كان مقبولا إلى حدّ بعيد بالنسبة للاعب غادر "البوندسليغا" لفترة وعاد بعدما خاض تجربة وصفت بالفاشلة في الدوري الخليجي. وبخصوص مجرى اللقاء، فإن "كايزر سلاوترن" تحمّل عبء اللقاء منذ بدايته، بالنظر إلى الخطة الدفاعية التي انتهجها مدربه، وهو ما كلفه هدفا مبكّرا في الدقيقة السادسة من عمر اللقاء بواسطة "ماريو غوميز" الذي تلقى توزيعة جميلة من "ريبري" وبرأسية أودع الكرة في الشباك، وهو الهدف الذي لا يتحمّل مسؤوليته عنتر الذي كان بعيدا عن اللقطة، في وقت أهمل أحد زملائه مراقبة مسجّل الهدف "غوميز". الهدف الثاني فيه شكوك حول تكسير التسلّل من عنتر وتواصل ضغط المحليين الذين يصارعون من أجل اللقب رغم تسجيلهم هدف التقدّم، وهو ما أثمر هدفا ثانيا في الدقيقة 30 من اللقاء بواسطة رأسية من "توماس مولير" الذي انقض برأسية على مخالفة منفذة كما ينبغي من زميله "ريبري". هدف أثيرت حوله شكوك حول ما إذا كان ل عنتر يحيى دخل في تسجيله، لأن صخرة دفاع المنتخب الوطني كان المدافع الوحيد الذي لم يلعب خطة التسلّل، في الوقت الذي توقف زملاؤه في لقطة المخالفة للعب الخطة بنجاح. غير أن ما قد يعفي عنتر يحيى من المسؤولية، هو أن مسجّل الهدف "مولير" أتى من خلف جميع المدافعين لاسيما من لعبوا خطة التسلّل وأودع الكرة برأسه في الشباك. لم يرتكب أخطاء ودافع ببسالة أمام هجوم ناري وسواء كان ل عنتر جزء من المسؤولية أو لا في هذا الهدف الثاني، إلا أن مردوده على العموم في هذه المباراة كان مقبولا، حيث لم يرتكب أخطاء لاسيما في المرحلة الثانية، ولم يتسبّب في هفوات منحت للمنافس فرص خلق لقطات خطيرة لصالح الفريق المنافس، وهي نقطة تحسب لصالحه، بما أن "الكايزر سلاوترن" الذي يحتلّ إحدى مراتب المؤخرة، لم يواجه أيّ فريق، بل واجه فريقا كبيرا ينافس على اللقب ويحتل الصفّ الثاني بفارق ضئيل عن الرائد "بوريسيا دورتموند"، ناهيك على أن عنتر واجه مهاجمين من العيار الثقيل، في صورة روبين، مولير، غوميز وريبيري وغيرهم..، وبالتالي فإن الخسارة أمام هذا الفريق وأمام هذا الهجوم بثنائية وفقط يعدّ إنجازا ل عنتر ولفريق لم يجد معالمه بعد في "البوندسيلغا" منذ عودته إلى مصافّ الكبار. عنتر غضب في الهدف الثاني واسترجع الكرة عُنوة من "غوميز" وإن كانت ملامح الغضب بدت على ملامح عنتر عقب نهاية اللقاء بسبب هذه الخسارة، إلا أنه بدا أكثر غضبا خلال الهدف الثاني على زملائه الذين - في نظره- هم من لم يحسنوا مراقبة مسجّل الهدف مولير، وأبدى غضبا أشدّ على غوميز الذي أخذ الكرة معه عقب تسجيل الهدف وظلّ يحتفظ بها وهو يعبّر عن فرحته بالهدف الثاني رفقة زملائه، في وقت كان عنتر وزملاؤه يبحثون عنها، وحينها تدخّل عنتر ونزعها منه عنوة، في لقطة أبرزت أن صانع ملحمة "أم درمان" كان مستاء من جهة، وكان يبحث بأيّ وسيلة عن عودة فريقه في النتيجة رغم صعوبة المأمورية. الخسارة تؤزّم وضع "كايزر سلاوترن" المقبل على السقوط للقسم الثاني وبفضل هذه الخسارة تزداد وضعية "كايزر سلاوترن" سوءا، لأنه بات قريبا من شبح السقوط أكثر من أي وقت مضى، بما أنه لا يزال يحتلّ الصف السادس عشر برصيد 18 نقطة، وبفارق نقطة واحدة عن صاحب المركز الأخير "فريبورغ" الذي بحوزته 17 نقطة، ما سيجبره على رفع التحدّي في المباريات المقبلة من أجل جمع أكبر عدد من النقاط لتفادي السقوط إلى درجة ثانية يعرف عنتر يحيى كم هو صعب اللعب فيها بحكم تجربته سابقا مع "بوخوم".