رغم أنّ الخسارة المفاجئة التي مني بها منتخبنا الوطني أمام نظيره المالاوي قلّصت كثيرا من حظوظنا في بلوغ الدور ربع النهائي رغم أنّ الخسارة المفاجئة التي مني بها منتخبنا الوطني أمام نظيره المالاوي قلّصت كثيرا من حظوظنا في بلوغ الدور ربع النهائي، ورغم أننا فقدنا إثر هذه الخسارة ثلاث نقاط كانت في متناولنا بالنظر إلى الفرق الشاسع في المستوى بين المنتخبين من جهة، وبالنظر إلى أنّنا منتخبا “مونديالي” كانت تفرض علينا تفادي الخسارة أمام منتخب مغمور مثل منتخب مالاوي الذي لا تاريخ له في كرة القدم، إلا أنّ حظوظنا في التأهل حسابيا ومنطقيا لا زالت قائمة، ويكفينا لنظفر بورقة البقاء في “لواندا“ لفترة أطول إذا احتللنا الصف الأول أو التنقل إلى “كابيندا” في الدور ربع النهائي إذا احتللنا الصف الثاني أن نفوز باللقاءين اللذين ينتظراننا بداية من غد الخميس أمام منتخب مالي، وصولا إلى لقاء أنغولا يوم الإثنين المقبل وبالتالي النقاط الست، وهو أمر وحتى إن كان يبدو صعبا أمام منتخب مالي كشّر عن أنيابه في اللقاء الإفتتاحي، ومنتخب البلد المنظم الذي سيرمي بكل ثقله من أجل التأهل إلى الدور القادم وإنجاح الدورة، إلا أنه لا يعد مستحيلا بالنسبة ل”الخضر“ الذين عوّدونا على رفع التحدي في مثل هذه المواعيد. 4 نقاط تجبرنا على تدارك فارق الثلاثة أهداف التي تلقيناها ولن يكون أمام المنتخب الوطني من خيار آخر إذا أراد تفادي أيّ إحراج بالخروج من الدور الأول وهو مطأطأ الرأس سوى الفوز باللقاءين المقبلين أمام منتخبي مالي وأنغولا، لأنّ التعادل والفوز بفارق ضئيل لن يكونا كافيين، لأن أشبال سعدان سيكونون حينها مجبرين على الفوز في اللقاء الذي لا بد أن يفوزوا به من مباراتيّ مالي وأنغولا بفارق أكثر من ثلاثة أهداف، لتدارك فارق الثلاثة أهداف التي تلقاها مرمى شاوشي، وما عدا ذلك لن يكون رصيد الأربع نقاط كافيا لهم إذا أرادوا تفادي هذا الإحراج بصفتهم “موندياليين” في الوقت الحالي. 6 نقاط كافية حتى لو نفوز بهدف مقابل صفر فقط في كل لقاء ولن يكون شرطا على صايفي ورفاقه أن يفوزوا بفارق أكثر من هدف خلال اللقاءين المقبلين حتى يضمنوا تأهلهم إلى الدور ربع النهائي، لأن الفوز بهدف لصفر على مالي وأنغولا سيقودهم مباشرة إلى الدور الثاني، ويبعدهم عن أي حسابات من هذا النوع، وربما قد يُنصب منتخبنا رائدا للمجموعة أيضا، بما أن الفوز على مالي وأنغولا يرشح رصيد هذين المنتخبين للتوقف عند أربع نقاط فقط في حال ما إذا نجحا في الإطاحة بمالاوي معا، أما أن يتعادل منتخبنا فقط في لقاء واحد منهما ويفوز بلقاء آخر فإنه سيدخل في متاهة ودوامة الحسابات التي لن يخرج منها فائزا إلا إذا كان فوزه على أحد المنتخبين بفارق شاسع. رجال الجزائر قادرون على رفع التحدّي رغم الظروف القاهرة ورغم أن المأمورية تبدو صعبة للغاية أمام منتخب يعجّ بالنجوم والأسماء الكبيرة التي انتفضت في المباراة الافتتاحية في ظرف 11 دقيقة فقط، وتمكنت من تحويل خسارة مذلة برباعية نظيفة إلى تعادل تاريخي في مباراة رائعة لم نشاهد مثلها مؤخرا سوى في البطولة الفرنسية خلال اللقاء الذي جمع “أولمبيك مارسيليا” بأولمبيك “ليون”، وهي المباراة التي انتهت بالتعادل بخمسة أهداف لكل فريق. ورغم أن المأمورية تبدو صعبة جدا أمام منتخب أنغولا الذي سيكون في آخر جولة من دور المجموعات الأول مدعوما بأعداد قياسية من أنصاره، إلا أنّ للجزائر لاعبون قادرون على رفع التحدي، وهي حقيقة يدركها كل الجزائريين دون استثناء. فزياني ورفاقه قادرون على تحدي الظروف القاهرة، مثلما تحدوا ظروف “القاهرة” من قبل، وقادرون على تحدي الحرارة والرطوبة، وتجاوز صعاب مباراة مالاوي المشؤومة، مثلما كانوا يفعلون في كل مرة، فالمستحيل ليس جزائريا، ولنضع ثقتنا في هذا المنتخب الشاب الذي أدخل الفرحة في قلوبنا بالأمس القريب من أجل الإطاحة بمنتخب مالي الذي يعج بالنجوم فعلا إلا أنه لا يمتلك مجموعة قوية ومتماسكة مثل التي نمتلكها، وكذا بمنتخب أنغولا وفي عقر داره وليستغل رفاق زياني الهشاشة التي أبداها هذا المنتخب في نصف الساعة الأخير من لقائه أمام مالي. من أطاحوا بمصر في السودان هم من واجهوا مالاوي ورغم أن أجواء الطقس مختلفة للغاية، إلا أن الجمهور الجزائري عليه أن يدرك أن نفس الأبطال الذين شاركوا في “أم درمان” ونجحوا في الإطاحة بمنتخب مصر، ونالوا بطاقة الوصول إلى كأس العالم 2010، هم نفسهم تقريبا من كانوا يوم الإثنين الفارط في مواجهة المنتخب المالاوي، فما عدا عنتر يحيى ومغني اللذين غابا بسبب الإصابة فإن كل العناصر التي واجهت مالاوي هي التي نجحت في قهر المنتخب المصري بالخرطوم، وبالتالي لا يمكننا اليوم أن نحكم عليهم بالضعف أو التقصير في حق الجزائر وهم أنفسهم من نجحوا في تحقيق ذلك الإنجاز الكبير، وهو أمر وإن دل على شيء فإنما يدل على أنّ ظروف الطقس الصعبة في أنغولا هي التي حالت دون ظهورهم بتلك الروح القتالية، والإرادة والحرارة التي ظهروا بها في السودان، وسمحت لهم بتجاوز عقبة من كان مرشحا لتمثيل العرب في “مونديال” جنوب إفريقيا، وها هي اليوم نفس العناصر التي أطاحت بمصر تتأهب لمواجهة مالي وفي ظروف مختلفة بعض الشيء عن اللقاء الأول بما أن المباراة ستنطلق في الساعة الخامسة مساء، وفي حرارة منخفضة نسبيا عما كان عليه الحال يوم الأحد، وهي فرصة لأشبالنا حتى يبقوا عن حظوظهم كاملة في التأهل إلى الدور القادم، لا سيما وأن الفوز على مالي سيلقي بظلاله إيجابا على معنوياتهم وسيكون حافزا لهم للإطاحة بأنغولا في عقر دارها.