كعادته، فضّل الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش أن يجتمع بلاعبيه 24 ساعة قبل المباراة التي تنتظرهم هذه الأمسية بملعب الإستقلال أمام المنتخب الغامبي وهو الإجتماع الذي لم يختلف عن الإجتماعات التي عقدها معهم من قبل في فرنسا خلال تربص “ليس”، وقد حثهم خلاله على ضرورة تحقيق الفوز والعودة بالزاد كاملا للعب لقاء العودة في ظروف مريحة هذه الصائفة، وكانت الساعة تشير إلى العاشرة و25 دقيقة عندما غادر اللاعبون بهو الفندق (كانوا يتبادلون أطراف الحديث مع بعضهم البعض)، متوجهين نحو قاعة الإجتماعات أين كان البوسني في انتظارهم هو وأعضاء طاقمه الفني. شحن لاعبيه وأشعرهم بمسؤولية أكبر وقد تأكد حليلوزيتش أن أشباله في أمسّ الحاجة في هذا الوقت العصيب بالذات إلى من يشحنهم ويشعرهم بالمسؤولية بعد الإضطرابات التي عرفها التربص التحضيري الأخير، لذا قرر الإجتماع بهم مبكرا لإطلاعهم على الهدف المنشود من وراء التواجد في “بانجول” وهو الفوز ولا بديل عنه، رغم أنّ التعادل مثلا يعد نتيجة جيدة ستضمن ل“الخضر” ضمان نصف تأشيرة التأهل إلى الدور المقبل، ما دامت مباراة العودة بالجزائر تلوح بأنها ستكون في المتناول. أكد لهم أن تكون المباراة بمثابة الإنطلاقة الحقيقية للمنتخب حتى وإن كان حليلوزيتش قد نجح في خرجتين رسميتين متتاليتين- منذ إشرافه على العارضة الفنية للمنتخب- في إيقاف نزيف الهزائم، بعد عودته بالتعادل من تانزانيا وتحقيقه الفوز على إفريقيا الوسطى في عقر الديار، إلا أن ذلك لم يمنعه من التأكيد للاعبيه على ضرورة فتح صفحة جديدة بداية من لقاء اليوم، وضرورة تحقيق انطلاقة جديدة وعهد جديد لمنتخبنا الوطني المطالب بالتواجد في كل المحافل الدولية من الآن فصاعدا. أعلنها لهم مسبقا: “سنهاجم لكي نفوز وعلينا أن نتوخى الحيطة والحذر أيضا” وتطرق البوسني في الإجتماع للحديث عن الخطة التي ينوي انتهاجها، وهي الخطة التي ستكون هجومية محضة، إذ أكد للاعبيه على ضرورة الهجوم بأكبر عدد من اللاعبين والتواجد في منطقة المنافس بأكبر عدد ممكن لضمان فرص كثيرة، مع توخّي الحيطة والحذر في الخلف لتفادي تلقي أهداف مباغتة قد تصعب من المأمورية في هذه المباراة. لأول مرة يستفيد من 23 لاعبا منذ انطلاق التحضير للقاء وكان من المنتظر أن يعقد البوسني هذا الإجتماع بما أن الفرصة كانت مواتية له بعدما اكتمل تعداد المنتخب لأول مرة منذ انطلاق الفترة التحضيرية لهذه المباراة، فرغم أنه يعقد اجتماعات بلاعبيه منذ السبت الفارط، إلا أنّ اجتماع أمس كان الأهم بعدما ألقى خطابه على كل أفراد تعداده دون أن يفوّت أحد منهم الإستفادة من الرسائل التي تعود المدرب على توجيهها لهم في كل مرة. وتجدر الإشارة إلى أن الإجتماع دام قرابة ساعتين، قبل أن يلتحق اللاعبون في حدود الساعة منتصف النهار ونصف تقريبا بالمطعم لتناول وجبة الغذاء، ومن هناك إلى غرفهم للقيلولة، قبل أن يتوجهوا على الرابعة مساء إلى ملعب الإستقلال لإجراء حصتهم التدريبية الوحيد والأخيرة في “بانجول” في توقيت المباراة (حصة مساء يوم الإثنين كانت استرخائية وحصة أمس كانت الحصة التدريبية الوحيدة التي أجرى فيها البوسني بعض التمارين الخفيفة). --------- حليلوزيتش: “أرضية هذا الملعب شبيهة بأرضية 5 جويلية وتشاكر” مباشرة بعد نهاية الحصة التدريبية الأولى والأخيرة للمنتخب أمس بملعب الإستقلال، إقتربنا من المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش وأخذنا انطباعه حول حالة أرضية الميدان التي ستكون مسرحا لمباراة “الخضر” وغامبيا هذه الأمسية، فرد بصراحته المعهودة: “ماذا تريدونني أن أقوله لكم عنها، هي أرضية شبيهة بأرضية ملعبي 5 جويلية وتشاكر بالبليدة”، بمعنى أنها أرضية كارثية شبيهة بملاعبنا السيئة في الجزائر. “أريد الفوز لأنه مهم لي وللمنتخب والكرة الجزائرية” وحول آخر انطباعاته عن اللقاء الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى ساعات قليلة، أضاف حليلوزيتش: “هي مباراة صعبة للغاية لكني أريد الفوز بها، لأن في انطلاقة مثل هذه خلال التصفيات يهمني جدا أن أفوز، والفوز مهم أيضا للمنتخب، للمجموعة ولكرة القدم الجزائرية، حتى تكون الإنطلاقة من جديد”. “التشكيلة في ذهني، لكني لا زلت مترددا بين احتمالين أو ثلاثة” وبخصوص التشكيلة التي ينوي الإعتماد عليها اليوم، ختم حليلوزيتش: “التشكيلة في ذهني، لكني وإلى حدّ الآن لم أفصل فيها بعد، وأنا متردد بين احتمالين أو ثلاثة. على كل سأفصل في ذلك قبيل اللقاء، وسأقحم من تستحق اللعب ومن أراها قادرة على الفوز”. اللاعبون لم يتحدّثوا، لكن الأرضية لم تعجبهم بعدها حاولنا أخذ انطباعات اللاعبين حول حالة أرضية الميدان، لكنّهم رفضوا الإدلاء بأيّ تصريح، غير أنهم وحسب بعض المقربين من وفد المنتخب الوطني ممن حدثوهم أمس خلال وعقب نهاية الحصة مباشرة، لم يعجبوا بأرضية الميدان التي بدت في حالة غير جيدة.