وزير الداخلية يؤكد من إيطاليا أن معالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية تتم عبر رؤية شاملة    محكمة العدل الأوروبية تنتصر للشعب الصحراوي وترفض طعون مجلس ومفوضية الاتحاد الأوروبي    سايحي يشدد على ضرورة تلقيح كل قاطني المناطق التي شهدت حالات دفتيريا وملاريا    الأعضاء العشرة المنتخبون في مجلس الأمن يصدرون بيانا مشتركا بشأن الوضع في الشرق الأوسط    استشهاد 11600 طفل فلسطيني في سن التعليم خلال سنة من العدوان الصهيوني على قطاع غزة    ديدوش يعطي إشارة انطلاق رحلة مسار الهضاب    أدوية السرطان المنتجة محليا ستغطي 60 بالمائة من الاحتياجات الوطنية نهاية سنة 2024    هذا جديد سكنات عدل 3    تندوف: نحو وضع إستراتيجية شاملة لمرافقة الحركية الإقتصادية التي تشهدها الولاية    تبّون يُنصّب لجنة مراجعة قانوني البلدية والولاية    إرهابي يسلم نفسه ببرج باجي مختار    ملفّات ثقيلة على طاولة الحكومة    ليلة الرعب تقلب موازين الحرب    لماذا يخشى المغرب تنظيم الاستفتاء؟    حزب الله: قتلنا عددا كبيرا من الجنود الصهاينة    عدد كبير من السكنات سيُوزّع في نوفمبر    يوم إعلامي حول تحسيس المرأة الماكثة في البيت بأهمية التكوين لإنشاء مؤسسات مصغرة    السيد حماد يؤكد أهمية إجراء تقييم لنشاطات مراكز العطل والترفيه للشباب لسنة 2024    افتتاح مهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم    محارم المرأة بالعدّ والتحديد    افتتاح صالون التجارة والخدمات الالكترونية    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    وهران: انطلاق الأشغال الاستعجالية لترميم "قصر الباي" في أقرب الآجال    مجلس الأمة يشارك بنجامينا في اجتماعات الدورة 82 للجنة التنفيذية والمؤتمر 46 للاتحاد البرلماني الافريقي    تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2025 / الجزائر: "تأكيد التحسن المسجل في سبتمبر"    السيد طبي يؤكد على أهمية التكوين في تطوير قطاع العدالة    الألعاب البارالمبية-2024 : مجمع سوناطراك يكرم الرياضيين الجزائريين الحائزين على ميداليات    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: الطبعة ال12 تكرم أربعة نجوم سينمائية    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: سينمائيون عرب وأوروبيون في لجان التحكيم    حوادث المرور: وفاة 14 شخصا وإصابة 455 آخرين بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    كأس افريقيا 2025: بيتكوفيتش يكشف عن قائمة ال26 لاعبا تحسبا للمواجهة المزدوجة مع الطوغو    شرفة يبرز دور المعارض الترويجية في تصدير المنتجات الفلاحية للخارج    هل الشعر ديوان العرب..؟!    توافد جمهور شبابي متعطش لمشاهدة نجوم المهرجان    المقاول الذاتي لا يلزمه الحصول على (NIS)    مدى إمكانية إجراء عزل الرئيس الفرنسي من منصبه    المشروع التمهيدي لقانون المالية 2025- تعويض متضرري التقلبات الجوية    عبر الحدود مع المغرب.. إحباط محاولات إدخال أزيد من 5 قناطير من الكيف المعالج    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب:الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    الجزائر تعلنها من جنيف.."عودة الأمن في الشرق الأوسط مرهونة بإنهاء الاحتلال الصهيوني"    قافلة طبية لفائدة المناطق النائية بالبليدة    تدشين المعهد العالي للسينما بالقليعة    نعكف على مراجعة قانون حماية المسنّين    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    قوجيل: السرد المسؤول لتاريخ الجزائر يشكل "مرجعية للأجيال الحالية والمقبلة"    إعادة التشغيل الجزئي لمحطة تحلية مياه البحر بالحامة بعد تعرضها لحادث    بيتكوفيتش يكشف عن قائمة اللاعبين اليوم    الدورة التاسعة : الإعلان عن القائمة القصيرة لجائزة محمد ديب للأدب    كوثر كريكو : نحو مراجعة القانون المتعلق بحماية الأشخاص المسنين وإثراء نصوصه    حرب باردة بين برشلونة وأراوخو    منتخب الكيك بوكسينغ يتألق    توقيع اتفاقية شراكة في مجال التكفل الطبي    هذا جديد سلطة حماية المعطيات    خطيب المسجد النبوي: احفظوا ألسنتكم وأحسنوا الرفق    مونديال الكيك بوكسينغ : منتخب الجزائر يحرز 17 ميدالية    الحياء من رفع اليدين بالدعاء أمام الناس    عقوبة انتشار المعاصي    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



“الهدّاف” تلتقي“الفيلة” الإيفوارية
نشر في الهداف يوم 23 - 05 - 2010

يقول المثل الجزائري “غير الجبال اللّي ما يتلاقاوش”، وهو ما ينطبق هذه المرة على الإيفواريين، فبعد اللقاء الناري الرائع الذي جمع المنتخب الوطني الجزائري بنظيره الإيفواري في كأس أمم إفريقيا الأخيرة..
التي جرت فعاليتها بأنغولا، شاءت الصدف أن يلتقي “الخضر” و”الفيلة” من جديد لكن هذه المرة بسويسرا، ولا يبعدان عن بعضهما البعض إلا بمسافة 100 كلم، وقد كانت درجة الحرارة غير عادية عندما اتخذنا طريق “مونترو” لملاقاة المدرب الشهير “سفان ڤوران إيركسون” الذي يعتبر من بين أكثر المدربين الحاصلين على الألقاب أوروبيا، وهو الآن يتولى زمام العارضة الفنية لمنتخب كوت ديفوار الذي شرع في العمل معه منذ ثلاثة أيام تحضيرا لأكبر تظاهرة عالمية بجنوب إفريقيا.
“مونترو” هي “موناكو” سويسرا
تتميز “مونترو” بحرارتها الربيعية، فنادقها الفخمة، “ملاهيها الليلية” دون أن ننسى المشي على ضفاف بحيرة “ليمان”، فهي المدينة التي تذكرنا بموناكو التي سبق لنا أن أشرنا إلى أنها مدينة تعج بالأغنياء ومن جميع الأصناف، ف”مونترو” يمكن وصفها بأنها مدينة غنية تحتوي على الفنادق الفاخرة، بها سيارات فارهة، فسكانها يتميزون بثراء فاحش، كما تعتبر “مونترو” مدينة موسيقية تستضيف في كل سنة مهرجان الموسيقى الأمريكية “الجاز” التي ظهرت في أوائل القرن العشرين، ومن بين الفنادق الفخمة نجد “بلازا” وهو الحي الذي يوجد به فيلة كوت ديفوار.
كابا كوني: “أؤدي صلاتي وبعدها سأعود”
كنا قد توجهنا مباشرة إلى المناجير العام للمنتخب الإيفواري “كابا كوني”، حيث جمعنا به حديث مطول في بهو الفندق مع ممثل شركة “بيما” ومدرب “الفيلة” زفان ڤوران إيركسون، قبل أن يطلب منا السيد “كوني” مهلة للانتظار، وبعد نصف ساعة من الكلام علمنا بأن اللاعبين الذين كنا نريد ملاقاتهم لأجل الحديث معهم لم يلتحقوا بعد، لكنه قال لنا: “تريدون إيركسون، لكن قبل هذا عليكم الانتظار لأنني متوجه لأداء صلاة الظهر من يوم الجمعة بغرفتي (صلاها قضاءً لعدم وجود مسجد لأداء صلاة الجمعة) وبعدها سأكون في خدمتكم”.
إريكسون: “أمنحكم دقيقتين لا أكثر”
في الوقت الذي كان “كابا كوني” يهم باستعمال المصعد، إلتقى المدرب إيركسون بصحافي سويدي يدعى “لاندفيكس” والذي كان يتابع كل مراحل تحضير المنتخب الإيفواري من بدايته، ودون أدنى شك فإن المدرب السويدي “زفان ڤوران إيركسون” كان منزعجا من كثرة الأسئلة التي كانت تطرح عليه، حيث قطعنا أمامه الطريق عندما كان متوجها إلى المصعد لطلب مقابلته وطرح بعض الأسئلة دون إنتظار الإذن من المناجير العام “كوني”، حيث قال لنا: “أنتم تعرفون أنه ليس لدي متسع من الوقت وبالتالي سأمنحكم دقيقتين لا أكثر”، وقلنا له إنك متعدد اللغات، خاصة وأنه يتقن الإنجليزية والإسبانية دون مشكل، وبالتالي فإن الدقيقتين اللتين منحهما لنا المدرب السويدي كانت قد تمدد
ديديي دروڤبا: “الجزائر منتخب عنيد وخسارتنا أمامها كانت مفيدة لنا”
“أعتذر من مارسيليا لأنني أريد الإعتزال في تشيلزي”
“كوت ديفوار ستذهب في جنوب إفريقيا من أجل المنافسة على اللقب”
يعتبر الموسم الحالي من أنجح مواسم الدولي الإيفواري ديديي دروڤبا، كيف لا وهو يعتبر الهداف الأول لفريقه تشيلزي والذي توّج بالثنائية هذا الموسم (البطولة الإنجليزية وكأس إنجلترا)، كما أنهى دورڤبا البطولة الإنجليزية هدافا متفوقا على مهاجمين كبار مثل واين روني وجيرمان ديفو وفيرناندو توريس. وقبل هذا كان المهاجم السابق لمارسيليا الفرنسي قد توّج بجائزة أحسن لاعب إفريقي والتي تمنح من طرف الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، متفوقا على زميله في الفريق اللاعب الغاني مايكل إيسيان ولاعب إنتير ميلان صامويل إيتو وكذلك حامل اللقب الطوغولي إمانويل أديبايور... كل هذه الإنجازات جعلت من موسم دورڤبا الأنجح على الإطلاق، خصوصا أنه قاد منتخب بلده للمشاركة في كأس العالم للمرة الثانية على التوالي. وفي هذا الحوار يتحدث المهاجم الإيفواري عن مستقبله الكروي وكذا بعض ما تعلق بحظوظ كوت ديفوار في المونديال الإفريقي...
حققت اللقب الثالث مع تشيلزي في ظرف ست سنوات، لا شك أن الأمور تسير معك بصورة جيدة؟
نعم بالطبع، أنا سعيد جدا هنا وفي هذا الفريق العظيم. لقد قلت دائما إني أتطلع للأحسن مع فريقي ولن أدخر جهدا من أجل تحقيق الألقاب. موسمنا كان صعبا مع المنافسة الشديدة التي فرضها علينا مانشستر يونايتد، لكننا كنا أكثر فعالية وحققنا أهدافنا.
لنبدأ من لقب البطولة الإنجليزية، بداية “البلوز” كانت قوية لكن في فترة من الفترات تراجع الفريق وترك الأمر لمانشستر يونايتد، كيف تفسر ذلك؟
بدايتنا في “البريمرليغ” كانت مثالية، حيث حققنا سلسلة من الإنتصارات لكن توالي الإصابات أرهق الفريق كثيرا. كما أن كل الفرق تمر بمثل هذه الفترات الصعبة والحاسمة، ولحسن الحظ أننا عدنا بقوة ولم نستمر في نزيف النقاط إلا في جولتين أو ثلاث. فبعد هزيمتنا غير المتوقعة أمام توتنهام القوي هذا الموسم، والتي تقلص على إثرها الفارق إلى نقطة واحدة على مانشستر، فقد عقدنا العزم على الفوز ببقية المواجهات بما فيها خرجتنا إلى ليفربول وهو ما حدث بفضل تضافر جهود الجميع.
المثير للانتباه هو أنكم سجلتم أربعة إنتصارات بسباعية كاملة وآخر بثمانية أهداف، ما سر هذه القوة الهجومية؟
إذا أرت أن تفوز بالبطولة عليك أن تسجل كثيرا، أتذكر أننا كنا في أنغولا لما سجل فريقنا فوزا عريضا أمام أحسن دفاعات البطولة (يقصد أستون فيلا)، هناك تأكدنا أنا وكالو أن الموسم سيكون حافلا. السر بسيط ويتمثل في روح التعاون بين لاعبي الفريق، فالكل يسجل والكل يمرر والكل يدافع وهذه هي طريقة اللعب المثالية لنا.
هجومكم الأقوى أوروبا برصيد 103 أهداف، سجلت منها 29 هدفا وفزت بلقب هداف البطولة الانجليزية، هل كان هدفك منذ البداية؟
لا، أبدا، لم أفكر إطلاقا بالفوز بهذه الجائزة واللقب الشخصي، كنت مركز على مساعدة فريقي بتسجيل أهداف كثيرة، وهو ما نجحت فيه بمساعدة الجميع لذلك أشكر زملائي على تعاونهم معي. أريد أن أؤكد لكم أنه على فرق البطولة الإنجليزية أن تحذر الموسم القادم لأننا سنلعب من أجل تسجيل 120 هدف. لن نمل أبدا من تحقيق الإنجازات لأن هذا النادي أُسس ليفوز بالألقاب.
من الواضح أنه كان أحسن مواسمك؟
في موسم 2007 سجلت 33 هدفا منها 20 في البطولة الإنجليزية، أما هذا الموسم فقد سجلت 29 هدفا في البطولة وحدها، وهذا أمر رائع جدا وأنا فخور جدا بما حققته وفخور أكثر لأني ساهمت في إسعاد جماهيرنا.
بعد هذا اللقاء والتتويج التاريخي كنتم على موعد مع نهائي الكأس والثنائية، هل كنتم واثقين من الفوز بها؟
نعم كنا مركزين على ضرورة الفوز بها وعدم إفساد فرحة لقب البطولة، رغم أننا كنا نعلم أن بورتسموث سيسعى للفوز وإنقاذ موسمه، لذا كان اللقاء معقدا وصعبا في بدايته، لأن الحظ خاننا كثيرا والعارضة منعتنا من تحقيق الوثبة في الشوط الأول، ولحسن الحظ أن بورتسموث ضيع ركلة الجزاء والتي أعتبرها منعرج اللقاء. على كل أظن أن فوزنا مستحق.
كنت أيضا صانع الفوز على بورتسموث في نهائي الكأس بهدف جميل.
(يبتسم).. هذا عملي في تشيلزي، سأبقى أسجل ما دمت قادرا على ذلك وما دام هذا يساعد فريقي على الفوز بالألقاب.
قبل اللقاء قلت إن ملعب “ويمبلي” يجلب الحظ لك وهو ما تحقق، ما قصة الحظ معك؟
نعم، في الحقيقة لم يسبق لي أن خسرت أي مقابلة في هذا الملعب منذ أن إلتحقت بإنجلترا قبل ست سنوات. كما أني كنت أسجل أهدافا كلما زرت هذا الملعب التاريخي، لذا قلت إني لن أخسر النهائي في ملعب ويمبلي الذي سبق لي وأن سجلت فيه هدفا حاسما أمام مانشستر يونايتد في نهائي الكأس العام الفارط كذلك وفي الوقت الإضافي.
الآن وقد انتهى الموسم، هل يفكر دروڤبا في مستقبله الكروي؟
لم أفكّر كثيرا، لكني أعتبر تشيلزي جزءا من حياتي الآن، لقد كوّنت صداقات كثيرة وعلاقاتي بالجمهور أكثر من رائعة، أنا أعيش حلم في لندن مع هذا الفريق العظيم وأشعر أني في بيتي. لقد سبق لي أن صرحت أني سأعود لأعتزل في مارسيليا، لكني الآن وبصراحة أريد أن أبقى هنا حتى النهاية وأتمنى أن يحدث هذا.
لنعرّج على مشوارك الدولي مع منتخب بلادك، الأمر لم يختلف بالنسبة إليك بما أنكم تأهلتم إلى المونديال.
نعم سنلعب كأس العالم الثانية على التوالي. نحن نملك لاعبين أقوياء ومنتخب صلب جدا، مهمتنا كانت سهلة نسبيا في التصفيات لكننا نرى ما بعد ذلك لأن هدفنا في المونديال ليس المشاركة فقط.
قبل المونديال شاركتم في كأس إفريقيا، وكانت نتائجكم مخيّبة وهو ما يخيف جماهيركم...
لقد لعبنا كأس إفريقيا في ظروف خاصة وهي تختلف كثيرا عن كأس العالم، الكل يتذكر ما جرى مع منتخب الطوغو وتأثيره على البقية، لم نكن مركزين جيدا ولعبنا لقاءين في عشرة أيام، ثم واجهنا منتخبا عنيدا وقويا ومتأهلا إلى كأس العالم وخسارتنا أمام الجزائر كانت مفيدة جدا لنعيد بناء أفكارنا.
بعدها تمت إقالة مدربكم الصربي وحيد، وتعاقد الإتحاد الإيفواري مع مدرب عالمي هو إيركسون، هل تعتبر الأمر مفيد قبل المونديال؟
إيركسون مدرب خبير ومعروف في كل العالم، أتصوّر أنه يستطيع قيادتنا إلى كأس العالم. لكني أريد أن أؤكد أن القضية لم تكن في المدرب بقدر ما كانت في تجاوب عناصر الفريق مع بعض. لم نكن نلتقي كثيرا وحين دخلنا كأس إفريقيا وجدنا أنفسنا نعيش حالة من الرعب من حادثة الطوغو، وفقدان التركيز جعلنا نظهر بوجه متواضع.
كيف ترى حظوظكم في جنوب إفريقيا؟
سأتحدث معك بطريقة عملية وبعيدا عن الإنتماء، لقد وضعتنا القرعة في مواجهة البرازيل والبرتغال وهما عملاقان في كرة القدم، لذا الفوز في أحد اللقاءين سيفتح لنا أبواب التألق في الدورة. سنحاول التعامل جيدا في مقابلتنا الأولى أمام البرتغال وبعدها سنرى.
لكن الجماهير لا تريد تكرار سيناريو 2006 وخروجكم في الدور الأول؟
ومن يريد ذلك؟ نحن ذاهبون إلى جنوب إفريقيا للمنافسة على اللقب، لكن يجب أن يعلم الجميع أن كأس العالم منافسة عالية المستوى، ومجموعتنا من أقوى المجموعات لكن كل شيء ممكن في كرة القدم، فإذا تخطينا الدور الأول يمكننا أن نتفاوض مع أي منتخب، لذا سأكرّر وأقول إن من يملك منتخبا مثل كوت ديفوار عليه اللعب من أجل منافسة الكبار على اللقب.
خاصة أن الفرصة مواتية على الأراضي الإفريقية...
إنه فخر أن نلعب منافسة قوية وعالية مثل كأس العالم في إفريقيا، سنحاول أن نكون في مستوى التطلعات وأتصور أن كل المنتخبات الإفريقية ستحاول فعل ذلك لأنها فرصة قد لا تتكرّر قبل نصف قرن.
من ترشح للفوز بكأس العالم؟
المرشحون المعتادون والجميع يعرفهم.
----------
زفان ڤوران إيريكسون (مدرب المنتخب الإيفواري) :
“الجزائر تملك فرصا حقيقية لأجل المرور إلى الدور الثاني“
“تملكون فعلا فريقًا منظّمًا ولاعبين جيّدين“
“صراحة، لا أعتقد أن سلوفينيا ستُشكّل لكم صعوبات“
“ليس دروغبا من دفعني إلى العودة إلى كوت ديفوار، لكن نوعية اللاعبين الذين يحوزهم المنتخب ككل“
“شاهدت مباراة الجزائر- كوت ديفوار مرات عديدة وأعتقد أنكم فزتم بطريقة شرعية“
“سيكون من الصعب إيقاف لاعب من حجم كريستيانو رونالدو،
لكن لدينا فكرة“
سيد إيركسون، ماذا تعرفون عن كرة القدم الجزائرية الحالية؟
أعرف جيدا أن المنتخب الجزائري تأهل إلى نهائيات كأس العالم ومنتخبكم حقق ذلك بأجمل الطرق، والفرصة مواتية الآن لأقول لكم بأني شاهدت لاعبيكم على أرضية الميدان، وصدقوني أنهم يطبقون كرة قدم جميلة.
ومن هو اللاعب الذي أعجبك بشكل أكبر؟
للأسف الشديد لم أحفظ أسماء اللاعبين، لكن الأكيد هو أن أغلبهم يلعبون كرة قدم جميلة، وأعرف أن البعض منهم يلعب في البطولة الإنجليزية على غرار...
بلحاج..
نعم، وهو يلعب في بورتسموث، إنه لاعب جيد، لكن ليس الوحيد الذي يلعب جيدا، لأنكم تملكون تشكيلة تشكل مزيجا من اللاعبين الموهوبين، وتأهلهم إلى نهائيات كأس العالم لم يكن صدفة، منتخبكم تجاوز مرحلة التصفيات على حساب مصر، ذاك المنتخب القوي والمحترم.
الجزائر تأهلت إلى نصف نهائي كأس أمم إفريقيا على حساب منتخب كوت ديفوار الذي تدربه حاليا، هل شاهدت المواجهة؟
نعم، شاهدتها سابقا وحتى بعد أن توليت زمام العارضة الفنية لمنتخب كوت ديفوار، كان اللقاء ناريا، وتأهلكم كان بطريقة شرعية ومستحقة بطريقة لعب جميلة جدا.
وما هو تحليلك للمنتخب الجزائري؟
أعتقد في البداية أنه منتخب يطبق كرة قدم حديثة ممتعة ومرنة، والجزائر تملك تشكيلة منتظمة بلاعبين ممتازين، ببساطة، المنتخب الجزائري رائع.
سبق لكم أن أشرفتم على منتخب إنجلترا، ما رأيك في تواجد الجزائر معه ومع الولايات المتحدة الأمريكية وسلوفينيا؟
أعتقد بأن إنجلترا ستكون المرشّح الأول في هذه المجموعة، وهو أمر طبيعي وبديهي إلى حد بعيد، لأن طموحهم كبير جدا في مونديال جنوب إفريقيا، فالخطأ بالنسبة لهم ممنوع، وبقي كل شيء مفتوحًا على كل الاحتمالات بين المنتخبات الثلاثة الأخرى، مع أفضلية صغيرة للجزائر وأمريكا، هذا ما اعتقده.
وما موقفك من منتخب سلوفينيا، هل تعرف هذا الفريق؟
نعم أعرف جيدا المنتخب السلوفيني، لكن لا أرى بأنها ستشكل صعوبات للمنتخب الجزائري أو أمريكا وتُنافسهما على المرتبة الثانية، يكفي فقط أن تلعب الجزائر كرة القدم المعروفة عنها.
إذن سلوفينيا أقل قوّة من الجزائر والولايات المتحدة؟
لا أعتقد بأن المنتخب السلوفيني سيصمد أمام الجزائر، وأعتقد أن الجزائر تملك فرصا حقيقية للمرور إلى الدور الثاني مع إنجلترا، هذا ما أعتقده وأتمناه شخصيا، كما أتمنى لكل المنتخبات الإفريقية أن تذهب بعيدا في هذه المنافسة على الأراضي الإفريقية التي تحتضن هذا الموعد لأول مرة في تاريخ كأس العالم.
وما هو العامل الذي دفعك إلى قبول مهمة تدريب المنتخب الإيفواري؟
(يبتسم)، أعتقد صراحة أن التحفيز حاضر وهو المشاركة في كأس العالم، وهل تعرفون السبب الحقيقي لقبولي تلك المهمة؟ ببساطة لأن المنتخب الإيفواري يملك العديد من اللاعبين الموهوبين، وهم لاعبون استثنائيون بكل المقاييس وطريقة لعبهم تبعث على الاطمئنان، ولهذا السبب فإن التحدي الذي رفعته مع كوت ديفوار حفزني كثيرا، ومع هذه المجموعة وفي أرض إفريقية، أعتقد أن الفرصة مناسبة لفعل شيء ما في المونديال.
هل وجود لاعب مثل ديدييه دروغبا حفزك على قبول مهمة تدريب المنتخب الإيفواري؟
لا ليس هذا الأمر، تحدثت عند قدومي إلى منتخب الكوت ديفوار مع المسؤولين في الفدرالية وليس مع دروغبا أو أي لاعب آخر، استجبت لطلب الهيئات العليا في البلاد وليس لطلب لاعب أو لاعبين، لكن هذا لا يمنع من القول أن وجود لاعبين بحجم دروغبا يحفّز أي مدرب على القدوم، وأعتقد أن هناك أمرًا ما يمكنني القيام به مع هؤلاء اللاعبين والذهاب بعيدا إلى أبعد نقطة ممكنة.
لكن يمكن القول بأن القرعة لم تخدمكم، بما أنكم ستواجهون كوريا الشمالية، لكن الخطر الأكبر سيأتي من منتخب البرازيل الذي يضم لاعبا اسمه كاكا والبرتغال التي تضم كريستيانو رونالدو، المهمة ستكون صعبة أليس كذلك؟
(يضحك للحظات)، أنتم تقصدون بأننا في مجموعة أصعب من تلك التي يتواجد فيها المنتخب الجزائري.
أتعتقد ذلك؟
لكن ستتأكدون بأننا لن نسمح في حظوظنا على الإطلاق، ونحن نؤمن بقدراتنا أكثر من تفكيرنا في منافسينا، سنلعب دون عقدة وسنقوم بكل شيء لفرض طريقة لعبنا.
عندما تتكلم مع لاعبيك عن مباراة البرازيل مثلا، ماذا تقول لهم؟ هل تحذّّرهم وتقول لهم إنها البرازيل، أم تقول أنه بالرغم من النجوم التي يملكها السامبا إلا أن كوت ديفوار أيضا تملك دروغبا، توري والآخرين؟
تعلمون جيدا أنه لما تتكلم عن منتخب البرازيل لا تحتاج إلى خطاب مطول للاعبيك، لأنهم يعرفون ماذا يعني ذاك المنتخب، إنها البرازيل ببساطة، لكن بالنظر إلى التعداد الذي نحوزه يمكننا الفوز عليهم، ولا نملك أي عقدة أمامهم، لأن لاعبيّ معتادين على اللعب في المستوى العالي مع أنديتهم، وهذه قوة كبيرة نحوزها بين أيدنا.
لكنكم ستواجهون عملاقا آخر وهو كريستيانو رونالدو، ما هي طريقتك لسحقه؟
لن نقوم بأي شيء لأجل سحقه (يبتسم)، رونالدو من بين أحسن اللاعبين في العالم ويجب علينا أن ندافع جيدا أمامه وأمام زملائه، على العموم نحن مطالبون باللعب جيدا أمام كل المنتخبات وليس أمام البرازيل والبرتغال فقط، لكن هذا لا يمنع من القول أنه ليس من السهل اللعب أمام لاعبين مثل رونالدو، ناني والآخرين، لكن يجب أن تعلموا بأننا نعي جيدا الطريقة التي سنلعب بها، وأنا متأكد أنه مع تحضير جيد لا يمكن لأي منتخب أن يخيفنا، لدينا أوراق سنستغلها أمام أي منتخب، أنا واثق.
وماذا يمكن أن تقوله عن كوريا الشمالية؟
لا أتكلّم عن المنتخب الكوري الشمالي كثيرا، وما علي القيام به، إلا أن أنصح أشبالي أن منتخب كوريا الشمالية جدير بالاحترام وعليهم أن يضعوا في أذهانهم بأنه يتطلب تحضيرا جيدا، ومباريات كثيرة في الأقدام، وكثيرا من التناسق بيننا، لأن لاعبي ممثل آسيا سريعون جدا ومنظمون كثيرا، ويجب علينا أن نكون محضّرين بدنيا، ويجب الحذر منهم كثيرا.
نشعر أنك حذر جدا، لكن كلامك يحمل نبرة من التفاؤل، هل يمكن أن نستخلص من هذا أنه بمقدور كوت ديفوار الفوز بأول كأس عالمية في تاريخ القارة السمراء؟
تعلمون، يجب أن أكون موضوعيا فيما يخص مسألة التتويج بكأس العالم، لأنني حاليا أملك 13 لاعبا فقط من بين ال30 الذين استدعيتهم إلى تربص “مونترو”، وينقصنا 17 لاعبا سيلتحقون بنا بحر هذا الأسبوع، وإلى حد الآن لم أجرّب فريقي بالشكل اللازم لأتحدث عن الأهداف، عودوا الأسبوع القادم ربما ستكون لدي إجابة مقنعة (يبتسم).
-----------
كولو تري يتحدّث حصريا ل”الهدّاف” و”لوبيور”:
“أحسد المنتخب الجزائري على تضامن لاعبيه وأعتبر أننا لعبنا ضد محاربين ثائرين“
“في كابيندا لعبنا ضد 18 لاعبًا أمام الخضر وليس 11”
“بوڤرة، غزال، حليش وشاوشي لديهم مكانة في البطولة الإنجليزية”
أنتم فقط 13 لاعبا في التربص إلى نهائيات كأس العالم هنا في “مونترو”، لماذا البقية تأخرت في الالتحاق؟
بكل بساطة لأن عددا من اللاعبين لم ينهوا مبكرا البطولة، ولهذا السبب تأخروا بالوصول، أما نحن من أنهيناها في وقت مبكر فقد التحقنا بسرعة لنحضّر لنهائيات كأس العالم ونكون رهن إشارة المدرب الوطني، وعليه فإن العدد الذي نحن فيه الآن مقارنة بالعدد الكلي المقرر ب30 لاعبا يعد قليلا جدا في تربصنا هنا ب”مونترو”، الأسبوع القادم سيلتحق عدد من اللاعبين مثل ديدييه دروغبا، يايا توري وزاكورا بالإضافة إلى البقية.
وعلى ماذا ترتكز تحضيراتكم الحالية؟
المدرب حاليا لديه مجموعة من اللاعبين تنشط في بطولة قوية، وهؤلاء جاءوا متعبين ومرهقين من طول البطولات التي ينشطون فيها، وكما تعلم فهي كلها بطولات قوية وكبيرة، وعليه فمن دون شك يوجد هناك بعض الإرهاق الذي يدفع المدرب للتعامل معه ومحاولة نزعه من اللاعبين، وعليه فنحن نحاول في الوقت الحالي التأقلم مع طريقة العمل، ومع الأسبوع القادم ستكون الأمور أحسن وأكثر جدية وتتغير من دون شك.
وكيف هي الأجواء وسط المجموعة؟
كل الأمور تسير على أحسن ما يرام حاليا، فنحن في انتظار التحاق بقية اللاعبين، وكما قلت فإن الأجواء وسط المجموعة جيدة ونعيش التربص في ظروف جيدة جدا، هذا ونحن 13 لاعبا، وحينما يلتحق البقية ستكون وتيرة العمل أثقل والعمل أكبر والتمارين ثقيلة هي الأخرى.
وكيف تقيّم مشوارك مع ناديك “مانشيستر سيتي” في البطولة؟
أستطيع أن أقول بأن الموسم كان صعبا جدا علينا، لأننا لم ننجح في تحقيق هدفنا بالخروج على الأقل في نهاية الموسم في المرتبة الرابعة، أنا متأسف بشدة على ما حدث لنا، وعلى كل حال هذه هي قوانين اللعبة، وعلى كل أنا حاليا مع المنتخب الوطني للتحضير لنهائيات كأس العالم وهدفنا تحقيق غاية أخرى في المونديال. ولو أنني أعرف جيدا أنها ستكون صعبة ولكنها ليست مستحيلة طالما أننا نحضر ونتعب هنا من أجل الظهور بوجه جيد.
كل إفريقيا تعلّق آمالا كبيرة على كوت ديفوار لتخوض مشوارا جيدا وقويا في المونديال،
ما قولك؟
هذا صحيح كوت ديفوار لديها لاعبين كبار، ومضى وقت بالجيل الذي نملكه لم نحقق أشياء كبيرة، هو تحول كبير بالنسبة لنا، نعرف أننا غير محظوظين ولا مرشحين في المجموعة أمام منتخبين كبيرين كالبرازيل والبرتغال، هذا دون أن ننسى منتخب كوريا الشمالية، ولكن إذا ما نجحنا في تخطي الدور الأول، فإننا بشكل كبير سنخلق مفاجأة من العيار الثقيل، وعلينا أولا ألا نستبق الأحداث، بل يجب أن نلعب المباريات التي تنتظرنا، وقبل ذلك فكل شيء يمر عبر التحضير الجيد وبشكل جدي لأنه ينتظرنا ثلاثة منتخبات قوية وكبيرة وعلينا بالعمل الكبير والتحضير الجيد.
في اليوم الذي شاهدت عملية القرعة ورأيت البرازيل ثم البرتغال، ما الذي قلته حينها؟
لقد تحدثت قبل إجراء عملية القرعة مع زميلي “روبينيو” وقلت له بأننا سنقع في نفس المجموعة، وفي النهاية فقد بقينا لوقت ونحن نضحك ونتجاذب أطراف الحديث عن مواجهة بعضنا لبعض، وكان ذلك قبل أن يرحل عن الفريق “مانشيستر سيتي”، ولكن لم أكن أتصور أننا سنقع أمام منافس لا يقل أهمية عن البرازيل وهو المنتخب البرتغالي، وبكل صراحة كانت قاسية علينا (يضحك)، وبعدها أفرزت القرعة كوريا الشمالية وهي الآخر منافس قوي وكبير، وعلى كل حال حينما نقارن أنفسنا مع منتخبات إفريقية أخرى أقول بصراحة أننا غير محظوظين تماما.
ومن ترشّحه إذن للتأهل إلى الدور الثاني؟
مثلما سبق أن قلت لك، فإننا منتخب غير محظوظ في القرعة وتأهل كوت ديفوار لا يفكّر فيه أي منتخب، خاصة حينما نقارن ذلك بنوع وقيمة المنتخبات التي تضمها مجموعتنا، وبكل واقعية فالمنتخبات التي تتأهل إلى الدور الثاني هي البرازيل والبرتغال، ولكن يجب علينا أن نحاول على كل حال أن نقوم بواجبنا في المواجهات التي سنلعبها، والأمر الواضح هنا هو أن المأمورية ستكون أكيد صعبة جدا علينا..
لديكم تشكيلة ملكية وعدد كبير من النجوم العالميين ينشطون في أقوى البطولات الأوروبية، فلماذا هذا التشاؤم؟
لست هنا لأقلل من قيمتنا، وإنما يجب أن نكون واقعيين وهذا كل ما في الأمر، لأننا اليوم لا يمكن أن نقول أننا نملك مسيرة كبيرة بالنجوم الذين نملكهم، خاصة بعد الذي حدث معنا في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة في أنغولا، فقد كنا أكبر المرشّحين لنيل اللقب، ولكننا في الأخير مررنا جانبا كلية..
ولماذا تقول أنكم مررتم كلية جانبا، فقد وقعتم فقط أمام منتخب جزائري كان أحسن منكم، أليس كذلك؟
نعم، بطبيعة الحال، وهناك منتخبات كانت أقل ترشيحا منا ونجحت بالوصول إلى أدوار أحسن مثل الجزائر التي تأهلت على حسابنا، ولهذا قلت أنه يجب أن نكون واقعيين وألا نستبق الأحداث مثلما حدث معنا في نهائيات كأس إفريقيا.. أمر أكيد هو أننا نملك لاعبين كبارا يتمتعون بخبرة وشهرة كبيرة، ولكن يجب أن نكشف عن ذلك فوق أرضية الميدان، قبل أن نقول أننا سنفوز على هذا الفريق أو ذاك، وعليه يجب أن نبقى متواضعين جدا لنتقدم ونتحسن، كما ينطبق نفس الشيء على المنتخبات الإفريقية التي يجب أن تكون هي الأخرى أكثر تركيزا وعملا مع ما ينتظرها، مثلما هو الحال مع المنتخب الغاني الذي يعد هو الآخر منتخبًا كبيرًا وقويا وصل إلى نهائي كأس إفريقيا، وأعتقد أن هذا المنتخب لديه من الإمكانيات ما يسمح له بأن يكون مفاجأة دورة جنوب إفريقيا، وكما يقال يجب أن نبقى متفائلين بطبيعة الحال ولكن علينا هنا أن نضع أقدامنا على الأرض ونقيس الأمور بواقعية، وأقول أيضا أننا نملك كل المؤهلات لمباغتة منافسينا.
قلت أن الجزائر لم يكن أحد ينتظرها في نهائيات كأس أفريقيا، نفهم من هذا أنك لم تقيّم الجزائر جيّدا أم ماذا؟
لا، لا أبدا.. لا تقل شيئا لم أقله، لا يمكن لأي كان أن يتنكر للتاريخ الكبير الذي تعرف به الكرة الجزائرية، فأنتم تستحقون كل الاحترام والتقدير، ولكن يجب أن نرى أنه قبل دورة أنغولا فقد مرّ وقت لم نشاهد فيه الجزائر في نهائيات كأس أمم إفريقيا، وعليه فانطلاقا من هذا لم يكن أحد يتوقع الوجه القوي للجزائر. قبل لقاءنا بكم في “كابيندا” كنا نعرف جيدا أننا سنواجه منتخبا قويا وصلبا نجح في تحقيق مشوار طيب وكبير في تصفيات كأس العالم وأمم إفريقيا، خاصة بعد إزاحتكم للمنتخب المصري.
بالمناسبة، ما هي حظوظ المنتخب الجزائري في نهائيات كأس العالم؟
الجزائر تملك كل الحظوظ، فحينما أشاهد منتخبكم يلعب أرى مجموعة من الأصدقاء يلعبون، وهي الصورة التي تظهر من الخارج، وهذا طبعا يظهر من خلال الطريقة التي يدافعون بها عن ألوان منتخب بلادهم، فاللاعبون الجزائريون تراهم في منحى تصاعدي، وهي صفة قليلة جدا وهامة أيضا في منافسة كبيرة مثل المونديال.
وهل لديكم هذا في المنتخب الإيفواري؟
في هذه الفترات.. لا نجده في منتخبنا، لأنه يجب أن تعرف أننا في كل مرة نحمل فيها القميص الوطني لا يمكننا تجاوز هذا الأمر أو بلوغه، صحيح أننا نملك فرديات جيدة، ولكن إلى أن يثبت العكس لم نحرز لحد الآن على أي لقب.
وهل يعجبك اللاعبون الجزائريون؟
بطبيعة الحال، فهم يعجبونني كثيرا، فعلى أرضية الميدان لا ترى 11 لاعبا يرمون بكل قواهم، بل تجد 18 لاعبا.
وهل شعرت بذلك في مباراة الدور ربع النهائي من كأس إفريقيا؟
أكيد، فقد شاهدت على كرسي احتياط المنتخب الجزائري التلاحم والدعم الكبير الذي كان يتلقاه ال11 لاعبا الذين كانوا فوق أرضية الميدان، بحيث وجدتهم يركضون من حارس المرمى إلى المهاجم، وتشعر حينها أنك تلعب ضد لاعبين محاربين وثوار، يركضون في كل اتجاه، يحاربون ويصارعون على كل الكرات، وتشعر حتى بالرجولة والشهامة وسط الفريق.
ومن هو اللاعب الذي شد انتباهك يومها؟
هو رأس الحربة الذي كان يحمل الرقم 9، لا أتذكر اسمه.
غزال الذي يلعب في نادي “سيينا” الإيطالي؟
بالفعل، فبحكم منصبي كمدافع محوري فأنا أعرف ما أقول، غزال كان قويا جدا وبكل بساطة رائعا، فقد ضايقنا كثيرا نحن المدافعين سواء عن طريق ركضه وراء الكرة أو في فتحه للمساحات وأيضا طريقة ضغطه علينا التي حتّمت علينا تغيير طريقة إبعادنا للكرة من منطقتنا.
وما هي بكل صراحة نقاط قوة غزال؟
غزال يعرف كيف يتقدّم، يتمتع ببنية قوية وبمهارات فنية عالية، وأقول أنه لاعب كبير ويلعب بالقلب، بل يرمي بكل قوته وطاقته في كل صراع على الكرة أو لقطة يريد خلقها.
رغم ذلك، ففي الجزائر انتُقد كثيرا بعد نهائيات كأس أمم إفريقيا، لأنه لم يسجل ولو هدفا في الدورة؟
شيء طبيعي أنه لا يسجل، فهو كان يقوم بالعمل الصعب للمجموعة ككل، إلى حد اليوم المهاجم الجيد ليس بالضرورة هو من يسجل أكبر عدد من الأهداف، ولكنه يكون مساعدا لزملائه ويمرر كرات جيدة ويفتح مساحات، فإذا كنت هنا أحكم على غزال أمام كوت ديفوار أقول أنه كان الأحسن وسط مجموعته، بل بفضله فازت علينا الجزائر، لأنه كان يقوم كما قلت بمهمة صعبة جدا لزملائه، مثل ما قدّمه لبوعزة الذي سجل الهدف الثالث والذي هو الآخر أتعبنا في اللحظات التي لعبها وأعتقد أنه لاعب مهم في تشكيلة المنتخب الجزائري.
هل تعلم بأن بوعزة لم يتم استدعاءه للتحضير لنهائيات كأس العالم؟
رغم أنه لاعب جيد، لماذا لم يُستدع؟
كونه كان مصابا.. المدرب لم يفضّل أن يغامر بصحته؟
آه فهمت، فهو خيار المدرب إذن، لا علينا فأنا كلاعب يجب أن أحترم قرار المدرب، وفي نظري أقول أن الجزائر تملك مدربا كبيرا أثبت ذلك في نهائيات كأس أمم إفريقيا، ولديه الأسباب التي جعلته يختار الأصلح ويجب احترام قراراته.
تعرف جيدا كرة القدم والبطولة الإنجليزية، ما قولك في لقاء الجزائر- إنجلترا، كيف تراه؟
سيكون لقاء ساخنا وصعبا وصعبا جدا (كرر كلمة صعب ثلاث مرات)، لأنني أعتقد بأن الجزائر ستظهر في المونديال بوجه قوي وكبير والجزائر أيضا تملك منتخبا شجاعا وشجاعا جدا، أما عن انجلترا فيبقى الفريق المرشّح حتى لإحراز اللقب، ولكن الفرديات بين المنتخبين ستخلق الفارق، وسيكون لقاء صعبا ومغلقا للجانبين، خاصة لمّا نعلم أن الجزائر ليست من المنتخبات التي تفقد الأمل بل تبقى متمسكة ببصيص من النجاح والأمل في تحقيقه إلى آخر لحظة وهذا ما شاهدته وعشته أمامها.
الإنجليز لا يفضّلون سماع هذا الكلام، ما قولك؟
سيعرفونه فوق الميدان.
وفي حال ما إذا كررت الجزائر نفس الوجه الذي ظهرت به في “كابيندا”؟
في هذه الحالة، الجزائر ستفاجئ الجميع وتفوز حتى على الإنجليز، وأنا هنا جاد جدا في كلامي، فإذا ما لعبتم بنفس الطريقة التي لعبتم بها ضدنا في “كابيندا”، لن يتمكن أحد من إيقافكم.
هل كنت تتوقع رد الفعل القوي للجزائر في كابيندا، بعد الهدف الذي سجله “عبد القادر كايتا”؟
لا، أبدا، لأننا وبكل صراحة كنا واثقين من أن كل الأمور قد انتهت والتأهل صار من نصيبنا، بل حتى أننا تحدثنا فيما بيننا ونحن على أرضية الميدان على تهدئة اللعب ومحاولة تسيير الدقائق المتبقية، لكن بوڤرة فاجأنا بصعوده إلى الهجوم ومباغتته الجميع باستغلاله الهفوة التي ارتكبناها في عدم مراقبته.
بكل صراحة، هل شاهدت صعود بوڤرة؟
لا، لم أره يصعد، أعتقد أنه كان الوحيد من كان يؤمن في قدرته على التسجيل.
وأين كنت بالضبط؟
كنت أحرس غزال، فهو من قام بكل شيء ليسمح لبوڤرة بالتسجيل ومباغتتنا.
وما الذي شعرت به حينما سجل بوڤرة هدف التعادل؟
كنا على يقين أن الأمور قد حسمت، فالجزائريون أخذوا الثقة بالنفس لحظتها وهذا ما يفسر سيطرتهم على باقي فترات اللقاء.
وما الذي دار بينكم بعد اللقاء في غرف تغيير الملابس؟
لا شيء، كان الصمت الرهيب يخيم على غرفة تغيير الملابس لأننا بكل صراحة كنا نرى أنفسنا في نصف النهائي، لكن وقع الإقصاء كان صعبا ومرا علينا، وهنا تدخل رئيس الإتحادية الإيفوارية ليرفع معنوياتنا ويقول لنا إن الإقصاء ليس نهاية العالم، بل هناك مونديال ينتظرنا وعلينا التحضير له والتفكير فيه.
هل ترى لاعبين في تشكيلة المنتخب الجزائري بإمكانهم اللعب معك في مانشستر سيتي أو في أندية إنجليزية كبيرة؟
نعم، بل عددهم كثير.
من على سبيل المثال؟
غزال بطبيعة الحال، أيضا بوڤرة الذي يعد مدافعا قويا وكبيرا، وكذلك المدافع المحوري الثاني الشاب (يفكر للحظات..)
تقصد حليش؟
نعم، حليش، هذا هو، إنه لاعب قوي ونشيط ولديه مكانته في أي ناد في البطولة الإنجليزية.
ومن أيضا؟
أعجبتني كثيرا شجاعة حارس المرمى، فرغم الإصابة التي كان يشتكي منها، لكنه بقي صامدا طيلة فترات المباراة وتصدى لعدد كبير من الفرص الخطيرة. لتكون لاعبا كبيرا في ناد كبير، يجب أيضا أن تكون محظوظا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.