محطات مثيرة في الرياضة الإيرانية بين الصراع السياسي والجدل المذهبي تعتبر جمهورية إيران الإسلامية واحدة من أبرز القوى في الشرق الأوسط بسبب نفوذها السياسي والعسكري، حيث أصبحت أكثر الدول تشكيلا للخطر على العالم الغربي وذلك بسبب مشروعها النووي المعروف، وفي هذا الملف سنتحدث عن الرياضة الإيرانية عموما وكرة القدم خصوصا كونها الرياضة الأكثر شعبية هناك، وسنكشف للقارئ الكريم العديد من الأمور التي تميز الرياضة في هذا البلد، وهل تخضع لقوانين إسلامية، كما سنعرج بحديثنا على التأثير المذهبي والطائفي في علاقة إيران الرياضية بباقي دول الشرق الأوسط، فالمعروف أن الجمهورية الإسلامية تدين بالمذهب الشيعي أو ما يعرف بالجعفري أو الاثني عشري بخلاف المذاهب السنية الأربعة المعروفة. إيران بلاد التنوع والتغير الجذري بدأ سنة 1979 إيران أو الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي دولة في الشرق الأوسط كان يشار لها لغاية بداية القرن الماضي باسم فارس أو بلاد فارس، وتحول اسم إيران إلى الجمهورية الإسلامية بعد ثورة الإمام الخميني التي طرد فيها الملك محمد رضا بهلوي سنة 1979، ويبلغ عدد سكان إيران ما يقارب 70 مليون نسمة إذ تعتبر في المرتبة العشرين عالميا من حيث العدد وتبلغ نسبة المتعلمين 79.4% من عدد السكان، ويأتي التوزيع العرقي في إيران كما يلي: فرس 51%، آذار 24%، جاليك ومازندرانيون 8%, كرد 7%، عرب 3%، لور 2%، بلوش 2%، تركمان 2% وأعراق أخرى 1%، وتعتبر الفارسية هي اللغة الأكثر انتشارا في إيران وتأتي بعدها التركية والكردية والعربية، ويدين معظم الإيرانيين بالإسلام إذ تتبع الغالبية منهم وبنسبة 90% المذهب الشيعي أو الجعفري نسبة إلى جعفر الصادق وهو واحد من أحفاد الإمام علي بن أبي طالب، كما توجد في إيران أقليات سنية تتوزع على المذاهب الأربعة بنسبة 9% وأخرى زرادشتية ويهودية ومجوسية. إسلامية الدين شيعية المذهب يمثل المذهب الشيعي النسبة الأكبر من سكان إيران والشيعة هم طائفة مسلمة تعد ثاني أكبر طائفة بعد الفئة السنية تعتقد بأن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أوصى بالخلافة ل علي بن أبي طالب ليكون الخليفة من بعده، وبذلك فهم أنكروا الخلافة الراشدة، ويرى الشيعة بأن أمر الخلافة رباني ويقوم على أساس الاصطفاء، حيث يرون بأن الخلفاء الاثني عشر بعد النبي محمد (ص) هم علي ثم الحسن والحسين و9 من أولاد الحسين آخرهم محمد المهدي المنتظر، ورغم إجماع كل الطوائف المسلمة بحقيقة المهدي المنتظر وإجماعهم على أنه سيكون من نسل رسول الله (ص) إلا أن هناك اختلافا حول هويته. وأصول الدين عند الشيعة هي 5 تتمثل في التوحيد وهو الإيمان بوحدانية الله، العدل وهو الإيمان بعدل الله، النبوة وهي الإيمان بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الإمامة وهي الإيمان بأن الأمة الإسلامية لا تقام بدون قائد والإمام عندهم يجب أن يكون معصوما وأخيرا المعاد، إلى جانب فروع الدين وهي الصلاة والزكاة والصوم والحج والخمس والجهاد وغيرها. الرياضة الإيرانية دخلت مفترق طرق بسبب ثورة الخميني كرة القدم أكثر الرياضات شعبية وهكذا دخلت إيران عرفت بلاد فارس الذهب الأسود مطلع القرن العشرين و معه عرفت الكرة لأول مرة وذلك حينما جاءت شركات التنقيب إلى جنوب غرب البلاد بحثا عن البترول، وأمضى الخبراء والعمال شهورا بالقرب من أبناء قبيلة بختيارى الذين يعيشون في المنطقة وهناك نظموا مباريات كرة قدم وعلموا السكان قواعد اللعبة كما أشركوهم في المنافسات، ومن تلك المنطقة انتقلت لعبة كرة القدم إلى باقي أنحاء إيران حتى باتت اللعبة الأكثر شعبية في البلاد ويتابعها 70 % من سكان إيران، وعلى الرغم من البداية المبكرة للعبة في إيران إلا أنها ظلت عقدين بلا كيان، حيث تأسس الاتحاد الإيراني للعبة سنة 1970 لكن الأمور سارت ببطء شديد حيث كانت البطولات تقام على مستوى المناطق فقط. الثورة الإسلامية تلغي النشاطات الرياضية لمدة طويلة ومع نهاية العام 1978 ألغيت البطولة بسبب قيام الثورة الإسلامية بقيادة آية الله مصطفى الخميني، حيث عاشت إيران وقتها ظروفا سياسية صعبة ودخلت في أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدةالأمريكية لتندلع بعدها حرب الخليج الأولى مع العراق وهي الأمور التي أثرت سلبيا على النشاط الرياضي وأعاقت تنظيم البطولات الرياضية، واستمرت هذه الوضعية حتى عام 1989 حيث ظهرت بطولة "كودس" إلى الوجود والتي تغيرت إلى بطولة "أزاديجان" بمناسبة تحرير أسرى الحرب مع العراق، وفرضت أندية ظهران سيطرتها على الألقاب كونها كانت الأغنى والأكثر شعبية وخاصة إذا تعلق الأمر ب بيروزي والاستقلال اللذان يمثلان القوى الكروية الكبرى في البلاد. تطور المستديرة في إيران بدأ مع الألفية الجديدة ظلت بطولة أزاديجان هي المسابقة الأكبر في إيران حتى موسم 2000-2001 عندما انطلقت بطولة الدرجة الأولى التي تعد أول مسابقة للمحترفين في إيران ومعها تغير شكل الكرة الإيرانية وتطور الأداء وارتفعت أجور اللاعبين والمدربين لتظهر قوة جديدة في دنيا اللعبة نجحت في جذب الموهوبين، واستطاعت العديد من الأندية البروز على الساحة في صورة النادي الأهوازي فولاذ الذي توج باللقب موسم 2004-2005 كاسرا احتكار أندية طهران لمنصة التتويج، وإلى جانب الإثارة الكبيرة في البطولة المحلية تألقت الأندية الإيرانية على المستوى الآسيوي منافسة أندية الخليج وشرق آسيا. الإطاحة ب إسرائيل وأمريكا يعادل التتويج بأكبر المنافسات المنتخب الإيراني تألق في السبعينيات وترك النتائج وراء الثورة بخصوص المنتخب الإيراني فقد ظهر على الساحة القارية بشكل مذهل خاصة في السنوات التي سبقت قيام الثورة عندما تمكن من الفوز بكأس آسيا ثلاث مرات متتالية أعوام 1968- 1972- 1976، كما تمكن من التأهل لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم في الأرجنتين عام 1978، حيث تعرض الفريق لخسارتين أمام هولندا والبيرو قبل أن يتعادل في اللقاء الأخير مع اسكتلندا بنتيجة 1-1، و خلال ثمانينيات القرن العشرين أثرت الحرب على الحياة الاجتماعية وكانت وراء تراجع النتائج، فعاش المنتخب الإيراني ظروفا صعبة فشل معها في تحقيق نتائج مرضية، قبل أن تظهر في بداية التسعينيات بوادر نهضة كبيرة رغم الفشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم سنتي 1990 و1994. الفوز على أمريكا في مونديال فرنسا يزلزل طهران بعد ذلك ظهرت مواهب واعدة استطاعت قيادة المنتخب إلى النهائيات مرة أخرى في مونديال فرنسا 1998 بعد أن خاض الفريق مشوارا طويلا وصعبا تجاوز في نهايته أستراليا ليلعب في مجموعة قاسية مع ألمانيا ويوغسلافيا ويخسر أمام كلا الفريقين إلا أن المنتخب الإيراني حقق انتصارا تاريخيا على حساب الغريم الأمريكي في لقاء طغت فيه السياسة على الرياضة، وكانت تلك المواجهة هي الأولى بين الدولتين العدوتين على المستوى السياسي منذ ما يقارب العقدين، وكانت المباراة قد عرفت نوعا من التملق الرياضي إن صح التعبير، حيث نزل لاعبو الفريقين بورود أهدوها للطرف الآخر وسط أجواء رهيبة على ملعب جيرلان بمدينة ليون. قناة أمريكية تبث تصريحات خطيرة تهدد الجمهورية الإسلامية وانتهت المباراة الشهيرة بنتيجة 2-1 لصالح إيران ليصبح مع نهايتها اللاعب مهدي مهديفيكيا صاحب هدف الفوز بطلا قوميا في بلاده، لتنطلق في مدرجات ملعب نادي ليون أفراح صاخبة من طرف الجمهور الإيراني والمسلم، وكانت المباراة قد شهدت تواجدا كثيفا للجالية المغاربية عموما والجزائرية خصوصا في الصف الإيراني بالنظر إلى الرابط الديني، وعقب نهاية المباراة حدثت أمور كانت لتفسد البطولة حيث داعبت الجماهير الأمريكية نظيرتها الإيرانية بقولها: "لقد فزتم في مباراة كرة لكننا قادرون على إبادة بلادكم في 3 أيام"، وهي العبارة التي صرحت بها محطة "إيه بي سي" غير أن الإيرانيين لم يلتفتوا إليها وفضلوا الاحتفال على الدخول في متاهات سياسية وسط الرياضة. التتويج على حساب الكيان الصهيوني أكبر إنجاز للرياضة الإيرانية وإثر الفوز على "الشيطان الأكبر" كما يلقب في إيران عرفت طهران وباقي المحافظات في الجمهورية احتفالات صاخبة لم تشهدها البلاد منذ التتويج بأول كأس آسيوية سنة 1968 على حساب العدو الأول للمسلمين الكيان الصهيوني الغاصب، فالبطولة آنذاك أقيمت بين 5 فرق هي إيران، الكيان الصهيوني، مينامار وهونغ كونغ والتي فازت فيها إيران بعد الفوز على الصين بنتيجة 4-0 ثم هونغ كونغ بنفس النتيجة وبعدهما الكيان الصهيوني بنتيجة 2-1، وكان مونديال ألمانيا هو آخر مونديال تأهلت إليه إيران وبذلك تكون قد شاركت في هذه المسابقة في 3 مناسبات سالفة تماما كما هو الحال بالنسبة ل الجزائر، يذكر أن لاعبي إيران فازوا بجائزة فريدة من نوعها في ألمانيا وهي جائزة أجمل منتخب متفوقين على نجوم المنتخب الإيطالي. الصراع السعودي – الإيراني مناسبات رياضية بخلفيات مذهبية وسياسية تعتبر السعودية وإيران أكبر دولتين في الشرق الأوسط وهو ما جعل صراع الزعامة بينهما كبير جدا والذي تعدى حدود السياسة ليلبس حلة الطائفية المذهبية ولم يترك حتى الرياضة، فالدولة السعودية معروف عنها أنها تطبق الشعائر الإسلامية على المذهب الحنبلي بالأغلبية مع أقليات مالكية في المدينة المنورة وأخرى شيعية في القطيف، بينما يتبع الإيرانيون المذهب الشيعي، وإلى جانب هذا فإن الصراع العرقي قائم بذاته بين العرب من جهة السعودية والفرس من الجهة الإيرانية، وبالرغم من أن الصراع العرقي منبوذ في الشريعة الإسلامية بما أن الفرق بين العربي والأعجمي يرجع إلى التقوى غير أن السياسة ومصالح كل دولة غلبت بشكل كبير على كل هذه القواعد وأضحى الصراع كبيرا جدا لدرجة أن المناسبات الرياضية بين البلدين أصبحت بمثابة داربي آسيوي كبير يحظى باهتمام إعلامي بالغ. الشحن الجماهيري يكون رهيبا وبالنظر إلى المنافسات السعودية – الإيرانية السابقة سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات نجد أن الجماهير من الجانبين تكون مشحونة للغاية من طرف الإعلام، فالصراع السياسي بالدرجة الأولى ثم الصراع العرقي العربي الفارسي وبعدهما المذهبي الشيعي السني بالدرجة الثالثة أضحى عنوانا لكل المواجهات بين البلدين، وبالرجوع إلى منافسات الأندية مؤخرا بين البلدين نجد أن الملاعب غالبا ما تكون ممتلئة عن آخرها، وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر الأجواء الجماهيرية الرهيبة في لقاء الاتحاد وبيروزي في جدة سنة 2011 وأيضا لقاء الهلال وسابهان في ذات السنة. هكذا استغل الصهاينة الصراع الشيعي – السني في لقاءات الطرفين وكما هي عادتها تستغل وسائل الإعلام الصهيونية أي مناسبة بين الأطراف الإسلامية بغض النظر عن التوجهات أو العرق لتزيد من الشحن وإظهار العداوة وهو ما حدث سنة 2009 في مباراة الاتحاد السعودي والاستقلال الإيراني في مدينة جدة، ففي تلك الفترة وعلى غرار أغلب الفترات مؤخرا لم تكن العلاقات الإيرانية – السعودية على ما يرام وهو ما جعل الجماهير تبادل بعضها مختلف عبارات العداء، ورغم تدخل العقلاء من الجانبين إلا أن التهدئة لم تنجح إلا بعد نهاية اللقاء وانتشار تقرير مثير لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الصهيونية والذي انتقدت فيه السياسة الإيرانية كثيرا كما دعت العالم لينظر إلى الصراعات الإسلامية فيما بينهما وذلك لتعطي المصداقية لأفكارها ضد دولة فلسطين الشقيقة. تفوق إيراني واضح في تاريخ المواجهات والتقى المنتخبان الإيراني والسعودي على مستوى المنتخبات في 14 مناسبة فازت إيران في 5 مواجهات والسعودية في 5 أخرى بينما طبع التعادل على 4 مواجهات، وعلى مستوى الفرق التقت الأندية الإيرانية نظيرتها السعودية في 59 لقاء، حيث يتفوق الإيرانيون بفارق كبير من المواجهات ب27 انتصارا مقابل 18 انتصارا للأندية السعودية و14 تعادلا، ويعد نادي الهلال الأكثر فوزا من الأندية السعودية ب7 مواجهات، ويأتي الاتحاد ثانيا بست مواجهات في حين يعتبر سابهان الأكثر فوزا من الأندية الإيرانية بتسع مواجهات ويليه الاستقلال ب6 مواجهات، وللذكر فإن الاستقلال لعب في 17 مواجهة مع الأندية السعودية لم يفز منها سوى في 6 مواجهات وخسر في تسع مواجهات، وتعادل في اثنتين. لجأ إلى إيران والإمام الخميني كان قدوته الأولى القصة الكاملة لإسلام مالك جوفنتوس على مذهب التشيع تملك إيران علاقات رياضية بارزة لعل أبرزها تلك التي كانت مع نادي جوفنتوس وخاصة مع ابن العائلة المالكة إدواردو أنييلي الذي أسلم على مذهب التشيع وأثار إسلامه ضجة كبيرة في الأوساط الإيطالية خصوصا والعالمية عموما، وولد إدواردو يوم 6 جانفي 1954 في مدينة نيويورك، والده هو جيوفاني أنييلي من سلالة أنييلي العريقة ومالك نادي جوفنتوس وشركة "فيات" للسيارات ووالدته هي الأميرة ماريلا الأرستقراطية وهي من العائلية الملكية كارلوجي، وأكمل إدواردو دراسته الابتدائية في مدرسة سان جوزيف بمدينة تورينو ثم سافر إلى بريطانيا لإكمال دارسته الأكاديمية ليدرس الأديان السماوية وفلسفة الشرق في جامعة برنيستون الأمريكية حيث نال شهادة الدكتوراه في ذات المجال. كان يعشق اليوفي وترأسه سنوات الثمانينيات ولم يكن إدواردو أنييلي مهتما بأموال أبيه الكثيرة وشركاته الاقتصادية العملاقة في عاصمة الصناعة الإيطالية بل إن أكثر شيء أحبه في ممتلكات أبيه هو نادي جوفنتوس صاحب الزعامة الإيطالية وواحد من أكبر الأندية العالمية، حيث ترأس الدكتور إدواردو هذا الفريق لعدة سنوات في الثمانينيات وكان يملك علاقات مميزة مع المدرب الإيطالي الشهير تراباتوني، وكان إدواردو من أكثر المعجبين باللاعب الفرنسي ميشال بلاتيني حيث كان يعتبره الأفضل في العالم وخاصة بعد حصوله على كأس العالم للأندية بمسماها القديم في طوكيو سنة 1986، ورغم حبه للكرة ونادي جوفنتوس إلا أن إدواردو حول اهتمامه إلى أمور دينية بعد إسلامه خاصة وأن والده أقصاه من رئاسة النادي بسبب معتقداته الدينية. هكذا أسلم إدواردو وأصبح مهدي أنييلي بعد دراسته للأديان السماوية وفلسفة الشرق قرر إدواردو أنييلي اعتناق الإسلام، وأكدت مصادر صحفية إيطالية بحثت في الأمر أن إدواردو كان يداوم على الدراسة في مكتبة أمريكية تابعة للجامعة، وفي يوم من الأيام شده أمر في القرآن الكريم فتمعن في قراءته وأدرك بعدها أنه أمام الدين الحق، حيث آمن بأن النبي محمد صلى الله عليه سلم هو خاتم النبيين وأن رسالته حق، ويروي الدكتور الإيراني محمد حسين عبد الله أحد أصدقائه المقربين في الأيام الأولى من إسلامه مؤكدا أنه اعتنقه قبل وقت طويل، ومن بين كل المذاهب الإسلامية التي درسها إدواردو اختار المذهب الجعفري أو ما يعرف لدينا بالمذهب الشيعي وأصبح اسمه مهدي أنييلي، وهي النقطة التي حولت مسار حياته نهائيا. يبقى إسلامه سرا خوفا من عائلته ذات التوجه الصهيوني وكان إسلام مهدي أنييلي سريا للعديد من السنوات حيث كان يمارس شعائره الدينية من صلاة وصوم بالخفية، وكان مهدي مسلما حين ترأس نادي جوفنتوس لكن لا أحد علم بذلك غير صديقه الإيراني حسين عبد الله، وتخوف ابن العائلة المرموقة في إيطاليا من انتشار خبر إسلامه وسط عائلته وهو ما سيتسبب له في مشاكل كبيرة وذلك لأن عائلته كانت معروفة باتجاهها العقائدي وحتى السياسي، وتؤكد الأخبار أنها كانت عائلة صهيونية لا تحب الإسلام والمسلمين على اختلافهم، وهو ما جعل الدكتور يبقى باسم إدواردو وليس مهدي خشية أن يتعرض للأذية أو الملاحقة من طرف والده، إخوته أو أبناء عمومته وحتى المافيا في إيطاليا. صحيفة إيطالية: "الخميني سحر ابن إمبراطورية أنييلي" وبعد تفكير طويل أشهر مهدي أنييلي إسلامه وبشكل مؤكد عبر رسالة كتبها بخط يده ليذهب في زيارة إلى إيران قصد الالتقاء بقدوته الأولى الإمام الخميني وهو ما جعل إحدى الصحف الإيطالية تكتب مقالا بالعنوان التالي: "الإمام الخميني سحر ابن إمبراطورية أنييلي"، والتقى إدواردو زعيم الثورة الإيرانية وتجاذب معه أطراف الحديث كما نشرت وسائل الإعلام فيديو ل مهدي أنييلي وهو يقبل رأس الخميني وهو ما أثار غيظ الإيطاليين، حيث مارست عائلته عليه كل أنواع الضغوط من تهديد من إهانة وسجن وتعذيب، غير أن إدواردو سابقا ومهدي بعد إسلامه أصر على دينه ورفض الانصياع لأوامر العائلة التي حرمت ابنها من الوراثة وأكدت بعد اجتماع أعضاء مجلس شركة "فيات" أن اسم إدواردو سقط نهائيا من عائلة أنييلي. يقتل في ظروف غامضة وإيران تتهم ابن أخته الصهيوني وبعد الضجة الكبيرة التي أثارها إسلام إدواردو أنييلي جاء يوم الإثارة على طريقة الأفلام الأمريكية، ففي صبيحة يوم الخميس بتاريخ 15 نوفمبر سنة 2000 وفي تمام الساعة 10 صباحا أعلنت السلطات الإيطالية أنها وجدت جثة إدواردو ملطخة بالدماء خلف جسر يطلق عليه جسر سافانو الذي أصبح يعرف بين الناس بجسر إدواردو، ونقلت جثة مهدي إلى منطقة سافانو الواقعة في مدينة تورينو لتقوم السلطات الإيطالية بالتحقيق في القضية بسرعة خيالية وبتكتم شديد على التحقيقات، مما أجبر كاهن أحد الكنائس على الأمر بدفن الجثة بأسرع وقت ممكن رغم الكدمات والجروح التي وجدت على وجهه وهو ما أثار الإيرانيين الذين كشفوا أن ابن أخته من أب صهيوني هو القاتل الذي تستر عليه الجميع. علاقة زيدان ب الخميني وتصريحاته عن إيران تصنع الحدث أحدث زين الدين زيدان اللاعب الفرنسي من أصول جزائرية ضجة كبيرة في إيرانوفرنسا قبل سنوات حين أكد أنه يكن احتراما كبيرا لزعيم الثورة الإيرانية الخميني وأنه ينوي زيارة قبره في إيران لاسيما وأن الخميني عاش طويلا في فرنسا ويعرف الفرنسيون عنه الكثير، ونقلت وكالة "أبناء فارس" الإيرانية وجرائد فرنسية أن زيدان قال: "آمل أن أزور مرقد مؤسس النظام الإسلامي في إيران"، وأوضحت الأخبار أن زيدان قال بأنه سينحني احتراما ل الخميني، وفي تصريحاته التي أغضبت الفرنسيين كثيرا أكد لاعب جوفنتوس وريال مدريد السابق أنه سيتولى تدريب منتخب إيران بكل فخر ومحبة في حال توجهه لهذه المهنة واعدا الإيرانيين بمنتخب أفضل في المستقبل. إعلام إيران يؤكد أن زيزو قريب من التشيع ! ووفقا لما ذكرته وكالة فارس فإن زيدان فخور بإسلامه وطالما قرأ عن سيرة النبي محمد (ص)، كما أوضحت الوكالة أن "زيزو" أكد إعجابه بسيرة الإمام علي بن أبي طالب الذي يحظى بمكانه خاصة لدى الشيعة حيث يعتبرونه الأفضل بعد النبي (ص)، وقال زيدان نقلا عن الوكالة المذكورة: "أنا خادم للإمام علي"، وهي التصريحات التي فسرت في إيران على أن زيدان يقترب من التشيع ولو أن الوكالة المذكورة اتهمت من طرف الفرنسيين خصوصا بأنها أخذت من أقوال زيدان ما يناسب غرضها فقط على أنه مؤيد للسياسة الإيرانية بمشروعها النووي ضد الأطراف الغربية وهو ما أوقع زيدان في حقل ألغام سياسة لم يكن يأبه لها أثناء أقواله. الفرنسيون ناقمون على اللاعب بسبب تأييده لإيران ضد الغرب وانتفض الإعلام الفرنسي كثيرا ضد زين الدين زيدان لاسيما وأن الكثير من الأطراف قد حقدت عليه بعد خروجه بالبطاقة الحمراء من كأس العالم وهو ما أضاع على فرنسا التتويج بلقب آخر، ولم تكن الانتفاضة بسبب توجه زيدان الديني حيث أن الجميع يعرف أنه مسلم بما أنه من عائلة جزائرية، إلا أنها كانت بسبب تصريحات قال فيها زيدان أنه مؤيد ل"آيات الله الإيرانيين" حيث أشاد بذلك بالسياسة الإيرانية المعتمدة في مواجهة الدول الغربية الكبرى وعلى رأسها فرنسا وأمريكا، ورغم أن الموضوع أغلق منذ فترة طويلة إلا أن بعض وسائل الإعلام الإيرانية سبق وأن فتحته بتأكيدها على أن "زيزو" تلقى العديد من الدعوات من الاتحادية الإيرانية لكرة القدم لزيارة طهران وهو ما تقبله اللاعب الأسطورة بصدر رحب. الرياضة النسوية الإيرانية في الواجهة بسبب اللباس الشرعي تقوم الرياضة النسوية الإيرانية على العديد من الضوابط ومنها أن تمارس الرياضيات رياضتهن بملابس شرعية وساترة، وهو الأمر الذي لم يقف كحد وسط الأعداد الهائلة من الفتيات اللاتي يرغبن في الاحتراف الرياضي أو حتى المشاركة كهواة، وبسبب هذه الضوابط وقعت الإيرانيات في العديد من المشاكل، إذ سبق وأن تم رفض مشاركتهن في مسابقات دولية بسبب الحجاب أو ملابس تغطي الجسد كاملا، ووسط هذه القوانين لا تملك الاتحادات الإيرانية علاقات جيدة مع الاتحادات العالمية وخاصة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي سبق وأن رفض مشاركة الإيرانيات باللباس الشرعي في التصفيات المؤهلة للألعاب الأولمبية في لندن سنة 2012. مشاكل كبيرة بين إيران والفيفا بسبب الحجاب وفي ذات التصفيات التي تعتبر كمثال لحادثة حصلت مرارا وتكرارا شدد العديد من المسؤولين الإيرانيين على خوض لاعباتهم في عمان مباراة في إطار التصفيات الأولمبية المؤهلة إلى دورة لندن 2012 برداء يغطي الجسد كاملا وحجاب للرأس، وهو الأمر الذي دفع الفيفا لإلغاء المباراة واعتبار الأردن فائزا على البساط، وبرر الفيفا الذي حظر اللعب بالحجاب قبل أربعة أعوام قراره قائلا: "إن إيران قد تم إخطارها قبل المباراة بأنها لا يمكنها استخدام ما يطلق عليه الحجاب لأسباب أمنية"، وقبل أولمبياد الشباب عام 2010، هدد الفيفا إيران باستبعادها من الدورة التي كانت مقامة في سنغافورة إذا ما ارتدت لاعباتها ذلك الرداء، وانتهى الأمر بأن سمحت السلطات الإيرانية للاعبات بارتداء سترات مزودة بغطاء للرأس كبديل عن الحجاب. منوعات إيرانية كرة القدم ليست الرياضة الشعبية الوحيدة في إيران لا تعتبر كرة القدم الرياضة الشعبية الوحيدة في بلاد فارس، فرغم أنها تستحوذ على حب أغلب الإيرانيين إلا أن رياضات أخرى لها جمهورها وخاصة ممارسوها، ومن بين أبرز الرياضات نجد رياضة كمال الأجسام التي انتشرت بشكل رهيب في إيران في السنوات الأخيرة إلى جانب رياضة رفع الأثقال التي تملك إيران فيها العديد من الأبطال، وإلى جانب هاتين الرياضتين نجد أن التايكواندو لها شهرة كبيرة هناك إلى جانب كرة اليد والكريكيت. علي دائي رمز كروي ليس له مثيل يعتبر علي دائي لاعبا وهدافا تاريخيا في إيران كما أنه أضحى رمزا كرويا يملك شعبية جارفة وسط الجماهير هناك، ويعتبر دائي الذي لعب للعديد من الأندية أبرزها بايرن ميونخ الألماني أول لاعب يتخطى حاجز ال100 هدف على الصعيد الدولي حين سجل رباعية في مرمى لاوس سنة 2004، ونال دائي شرف أول لاعب إيراني يشارك في رابطة الأبطال الأوروبية أثناء تواجده في صفوف النادي البافاري الذي شارك معه 23 مباراة منها 11 كاحتياطي مسجلا 6 أهداف. بايرن ميونخ أكثر الأندية شعبية في إيران يتابع الإيرانيون على غرار كل الجماهير العالمية الكرة العالمية عموما والأوروبية خصوصا وذلك لما لها من متعة كروية كبيرة، ويعتبر نادي بايرن ميونخ واحدا من أكثر الأندية شعبية في الجمهورية الإسلامية وذلك لعدة أسباب منها القرب الجغرافي الإيراني من تركيا التي تملك علاقات كثيرة مع ألمانيا، ويعتبر الأتراك في إيران من أكثر الناس هجرة إلى ألمانيا، كما أن أبرز لاعبين إيرانيين وهما علي دائي وعلي كريمي نشطا في صفوف هذا النادي، وإلى جانب البايرن مست موجة البارصا والريال الشعب الإيراني الذي أضحى يتابع البطولة الإسبانية باستمرار. مواجهات منتخب إيران مع دول إفريقيا والجزائر واجه المنتخب الإيراني لكرة القدم 12 منتخبا إفريقيا منذ بداية نشاطه على الساحة الدولية، وكان المنتخب الغاني أول منتخب إفريقي يواجهه الإيرانيون سنة 1978 أي قبل الثورة الإسلامية بسنة واحدة، وواجه منتخب إيران منتخبنا الجزائري في 3 مناسبات حيث فاز في واحدة بنتيجة 2-1، خسر في أخرى بنتيجة 1-0 في إطار الكأس الآفروآسيوية التي توج بها الخضر عام 1991، وتعادلا في المواجهة الثالثة بالنتيجة السلبية، ولعب الإيرانيون 18 مباراة أمام الأفارقة حيث فازوا في 7 مناسبات، تعادلوا في 8 أخريات وخسروا 3 مباريات، وسجل لاعبو المنتخب الإيراني 30 هدفا واستقبلوا 13 هدفا. أشهر المحترفين الإيرانيين في البطولات الأوروبية يملك المنتخب الإيراني الكثير من اللاعبين المحترفين على مر التاريخ وفي أكبر البطولات الأوروبية وخاصة الألمانية التي تحظى بمتابعة كبيرة في الجمهورية، ويعتبر كريم باقري الإيراني الوحيد الذي احترف في إنجلترا مع نادي تشارلتون موسم 2000-2001، كما تملك إيران محترفين اثنين في البطولة الإيطالية وهما رحمان رضائي وعلي سامرة، وفي البطولة الألمانية احترف الكثير من المشهورين وهم علي دائي، علي كريمي، دايروس يزداني، مهدي مهديفيكيا، وحيد هاشميان وآخرون. من إعداد: محمد بلقاسم