بعد أن فضل عليه مدرب ميلان أليغري الظهير الأيسر أنتونيني شاءت ظروف مباراة ربع نهائي كأس رابطة أبطال أوربا سهرة أول أمس في "سان سيرو" أن تعطي فرصة من ذهب ل مصباح للمشاركة في هذه المباراة المنتظرة، وكان ذلك في (د75) عند دخوله مكان نيستا الذي خرج اضطراريا، ما جعل المدرب يحول بونيرا من اليمين إلى المحور وأنتونيني إلى مكان الأول، فيما أخذ مصباح منصبه المعتاد على مستوى الجهة اليسرى ووفق في الدقائق التي لعبها في لمس كرات كثيرة. وقد كان أداء الدولي الجزائري دفاعيا مقبولا وأكثر ثقة من ذي قبل، إذ لم يرتكب هفوات كبيرة أمام الآلة الهجومية الكتالونية، فيما حاول التقدم إلى الأمام وكان من سوء حظه أنه لم يتمكن من منح كرات لزملائه، وقصت محاولتان قام بهما أمام داني ألفيس. تعثره أمام ميسي (د87) كان مفاجئا ومن حسن حظه أن أنتونيني أنقذ الموقف كما أشرنا إليه، فقد وفق مصباح دفاعيا وغطى جهته التي لم تخترق كثيرا، ولو أنه دخل عندما عاد الأداء إلى التوازن بين البارصا والميلان بعد مرحلة أولى كانت بالطول والعرض للفريق الكتالوني، وتحمل الظهير الجزائري عبء خطورة البارصا في هذه الدقائق وتفاجأ الجميع في (د87) بانزلاقه وتعثره أمام ميسي الذي اخترق الدفاع، ففسح له بذلك الطريق لكن تسديدته المحكمة تصدى لها الحارس أبياتي ثم رجعت من جديد إلى "تيو"، قبل تدخل أنتونيني في آخر لحظة حيث كان في نجدة اللاعب الجزائري الذي يتنافس معه على منصب واحد. وإذا كان الميلان لعب المباراة من دون دفاعه تقريبا أمام أقوى فريق في العالم خلال السنوات الأخيرة، فإن نهاية المباراة بالتعادل السلبي يؤكد نجاح ألغيري في خطته الدفاعية رغم حجم الغيابات. سحب بويول من قميصه (د78) وكاد يهديه ركلة جزاء لقطة أخرى قام بها مصباح أثارت جدلا واسعا- خاصة في إسبانيا- وعلقت عليها كثيرا وسائل الإعلام المحلية، وتتمثل في ركنية نفذت من طرف تشافي في (د78) ووصلت إلى رأس بويول، لكن هذا الأخير تعرض للمضايقة والسحب من القميص من طرف الدولي الجزائري. وحتى وإن لم يحتج لاعبو البارصا على أرضية الميدان، إلا أن بويول تكلم عنها في تصريحاته بعد المباراة، وكذلك الشأن بالنسبة ل تشافي والحارس فالديس، إذ احتج الثلاثي على الركلة وكذلك أخرى في بداية المباراة ل الشيلي أليكسيس الذي تعرض للعرقلة من قبل الحارس أبياتي بعدما انفرد به. ومن حسن الحظ أن الحكم السويدي لم ير اللقطة جيدا وإلا لكانت ثاني ركلة جزاء في رابطة الأبطال يتسبب فيها مصباح، بعد تلك التي كانت أمام أرسنال الإنجليزي في الدور ثمن نهائي. بويول: "الحكم قال لي أن مصباح لم يجذب قميصي" أكد قائد برشلونة كارليس بويول أنه استحق الحصول على ركلة جزاء حين أمسكه جمال مصباح من قميصه، ونقلت صحيفة "سبورت" الكتالونية حديث القائد وقلب الأسد حين قال عقب اللقاء: "كنت أستعد لتحويل الكرة برأسي لكني جُذبت من القميص، اشتكيت للحكم فقال لي أنه لا يوجد أي خطأ، لقد شاهدت اللقطة في الإعادة عبر الشاشة المكبرة وكانت واضحة، لكن الحكم لم يرد أن يصفرها"، قبل أن يختم كلامه قائلا: "هو لم يصفرها وحتى نحن لم نحتج على قراره". مصباح: "قمنا بنصف العمل وعندما لا تسجل البارصا فالعالم يستغرب" من جهته، صرح مصباح بعد المباراة قائلا: "اليوم أظهرنا أننا نملك المستوى لإقصاء البارصا، فهذه نتيجة جيدة ومن جهتنا قدمنا مباراة موفقة، فقد سيطرنا أحيانا كما كان يمكننا أن نسجّل بداية من الدقيقة الثانية". وأضاف ابن مدينة زيغود يوسف قائلا: "صحيح أننا تراجعنا في بعض الفترات، لكن البارصا يفرض طريقة لعبه على كل فرق العالم، فهم يتمكنون من إخراج الكرة بطريقة غير معقولة... لقد قمنا اليوم ب 50 بالمئة من العمل وقدمنا مباراة في المستوى ولعبنا باندفاع كبير، وكما تعرفون عندما لا تسجل البارصا فإن هذا ما يعتبر أمرا غريبا بالنسبة للعالم". "لا يجب أن نعتقد أن الأمر صعب وسنتنقل إلى "كامب نيو" ونحن مفعمون بالثقة" وواصل الدولي الجزائري في حديثه عن المباراة التي شدت أنظار العالم: "لقد أثبتنا في هذه المقابلة أنه يمكننا أن نحقق نتيجة إيجابية، كما لا يجب أن نعتقد أن الأمر سيكون صعبا في "كامب نيو"، لأن البارصا تلعب دائما بطريقة واحدة داخل القواعد أو خارجها، يجب أن نكون متضامنين، وعلى كل حال هذا الأداء يمنحنا الثقة مثلما هو الشأن بالنسبة للمباراتين أمام "البارصا" في دور المجموعات، نحن في الريادة في البطولة وأقوى من الجميع، لذا يجب أن نذهب هناك (يقصد إلى الكامب نيو) بثقة كبيرة وعلينا أن نؤمن بحظوظنا".