عادت الشائعات لتنتشر بقوة في الوسط الرياضي بشأن لاعب اتحاد العاصمة عبد القادر العيفاوي، حيث تنقلت بعض الصفحات غير الرسمية على "الفايسبوك" أن اللاعب توفي متأثرا بجراحه، وبدأت المكالمات الهاتفية تتهاطل على كل من له علاقة باتحاد العاصمة من قريب أو من بعيد ومن له علاقة باللاعب عن طريق الأهل والأصدقاء... وهي الأخبار التي أثقلت كاهل العائلة وخاصة الوالد "عمي محمد" الذي وجدناه صبيحة أمس في المستشفى وهو قلق كثيرا مما يشاع عن ابنه. "عمي محمد": "حرام عليكم قتلتم ابني أكثر مرة" وكان أول رد فعل لوالد اللاعب تجاهنا بعد التحية طلبه منا أن نساعده في الرد على هذه الإشاعات التي لا فائدة منها، إذ قال لنا بالحرف الواحد وهو في قمة التأثر: "حرام عليكم لقد قتلتم ابني أكثر من مرّة". وكنا قد أشرنا في عدد أمس إلى أن اللاعب ساءت حالته قليلا وأن الطاقم الطبي تدخل لمواصلة العلاج، ولكن بعض الأطراف استغلت خبر سوء حالته الصحية لتنشر خبر وفاته. "من يحب العيفاوي فلا داعي ليزوره" وقال والد اللاعب معقبا على الزيارات الكثيرة التي يتلقاها ابنه مؤكدا للجميع أنه ممتن لمبادراتهم وحبهم لابنه، لكن الظرف يحتم عليهم منع الجميع من زيارته إذ قال: "أود أن أشكر كل من اهتم لحال ابني، لكن اعذرونا إن كنا لا نستطيع أن نسمح لهم جميعا بالدخول. لست أنا من يقرّر فالطاقم الطبي هو الذي اتخذ هذا القرار، وأقول لهم إن الذي يحب ابني فلا داعي ليزوره، لأن ذلك يؤثر فيه وأطلب منهم أن يدعو له بالشفاء". تم عزله في غرفة مكتوب عليها ممنوع الزيارة ووجدنا خلال الزيارة التي قمنا بها منتصف نهار أمس أن اللاعب في حالة لا بأس بها، وقد تعمّد الطاقم الطبي بقيادة الطبيب الجراح خالد خالدي والطبيب زين الدين لاج تغيير غرفة اللاعب من العناية المركزة إلى غرفة أخرى مجاورة، وهذا حتى لا يتم التأثير في بقية المرضى الذين حالتهم أخطر ولا يمكن زيارتهم. وقد تكون زيارة أحدهم خطرا عليه قبل أن تكون خطرا على المريض، لذا تم وضع العيفاوي في غرفة خاصة. اكتفى بإشارة بيده على أنه بخير دخلنا إلى تلك الغرفة برفقة الطبيب خالدي الذي أبى إلا أن نكون همزة وصل بين اللاعب ومحبيه حتى يطمئنوا عليه، وقال لنا إن السماح لشخص واحد ينوب عن البقية ويمكنه إطلاع الجميع عن طريق الجريدة أو الموقع أحسن من أن نسمح لعدد كبير من الأشخاص بزيارته، وبمجرد دخولنا سألنا اللاعب عن حالته فرد علينا بإشارة على أنه في حالة حسنة. الطبيب نصحه بعدم الكلام الكثير ولما سألنا الطبيب إن كان بالإمكان طرح بعض الأسئلة عليه، اعتذر وأكد أنهم نصحوه بعدم التحدث حتى لا يؤثر الكلام في رئته المصابة، وقال إنها نصائح يجب أن يطبقها حتى لا يكون هناك أي تأثير سلبي، فالمنطقة المصابة حساسة والكلام الكثير يمكنه أن يزيد من حجم الآلام. التقطنا صور وفيديو للاعب في الغرفة والتقطنا صور وفيديو للاعب وهو يطالع الجرائد ومن بينها جريدتنا، حيث أكد للجميع أن كل ما يروج عنه لا أساس له من الصحة. اللاعب تمكن من قراءة الجرائد بشكل عادي تحت أنظار الطبيب خالدي. الآلام التي شعر بها كانت بسبب الزيارات الكثيرة والكلام وكنا قد أشرنا إلى أن اللاعب عانى من بعض الآلام وتم نزع الهواء والدم من الجرح الذي يعانيه، وكان السبب الرئيسي لتلك الآلام هي الزيارات المتكررة لعدد كبير من الأشخاص حيث قال لنا والد اللاعب أن العدد كان كبيرا ربما وصل في المجموع إلى أكثر من 500 شخص، وهذا ما أثر فيه. الطبيب خالدي: "اللاعب في تحسن مستمر بعد نزع الدم والهواء" وفي دردشة مع الطبيب خالدي لمعرفة درجة تحسن اللاعب، صرح لنا: "اللاعب في تحسن مستمر وخاصة بعد نزع الهواء والدم القليل اللذين تسربا إلى الجرح، هذا أمر عادي في حالات مثل هذه ولا تدعو إلى كل هذا التهويل، حالته مستقرة وفي تحسن من يوم لآخر". "نبقي عليه في المستشفى تفاديا للحركة الكثيرة" وحول السبب الذي حال دون خروج اللاعب من المستشفى ما دام حالته لا تدعو إلى القلق، رد الطبيب الجراح خالد خالدي: "نبقي على اللاعب في المستشفى تفاديا للحركة الكثيرة، فالمكان الذي أصيب فيه حساس ويتطلب راحة تامة حتى يلتئم الجرح بسرعة، وهو الأمر الذي يجعلنا نبقيه هنا بعيدا عن الضوضاء وتفاديا للزيارات الكثيرة في المستشفى". الطبيب لاج: "رفضنا إخراجه من المستشفى تفاديا للزيارات الكثيرة" من جانبه، أكد لنا الطبيب زين الدين لاج أن اللاعب كان بإمكانه الخروج من المستشفى والدليل على أن حالته الصحية لا تدعو إلى القلق هو إمكانية نقله من سعيدة إلى العاصمة ليلا دون أي خطر، إذ قال: "لو نسمح للاعب بالمغادرة، فإننا متأكدون أن بيته لن يفرغ من الزوار، سواء من الأهل أو الأصدقاء، لذا نفضل أن نبقيه هنا بعيدا عن الزيارات الكثيرة والتي تضر أكثر مما تنفع". "الهدّاف" نشرت الفيديو لتفنيد الإشاعة لمساعدة العائلة في نقل الأخبار السارة عن اللاعب، فإننا نشرنا فيديو اللاعب وهو يطالع جريدة "الهدّاف" على الموقع الرسمي للجريدة وهذا مباشرة بعد خروجنا من المستشفى... ورغم أن مدة الفيديو لا تتعدى الدقيقة الواحدة إلا أن اللاعب يظهر فيه وهو يطالع الجريدة ويشير للجميع إلى أنه بخير. بعض الزائرين أطلعناهم على الفيديو ليطمئنوا ولدى خروجنا من غرفة العناية المركزة وجدنا عددا كبيرا من الأنصار وكلهم يطلبون من الطبيب أن يسمح لهم بالدخول ولو لإلقاء نظرة على اللاعب وهنا طلب منا الدكتور أن نطلع بعضهم على الفيديو الذي التقطناه للاعب، وهو يطالع الجريدة وكانت فرحتهم عارمة وهم يطمئنون عليه. رفض دخول حشود من الجماهير والأطباء يعانون ويعاني أعوان الأمن من الصباح الباكر إلى المساء، إذ يمنعون الأشخاص من دخول مصلحة الاستعجالات وما يصعب مهامهم هو أن بعض الأشخاص يعملون في الأماكن الإدارية في هذا الجناح ومن حين لآخر يتسلل بعضهم خلسة، أما المشكلة الكبرى فهي حين يصل موعد الزيارة، عندها تهجم الحشود، ومن حسن حظهم أن العيفاوي متواجد في غرفة خاصة، فمعاناة الأطباء كبيرة جدّا. --------------------------- في رده على قرارات الرابطة الوطنية عمي محمد (والد العيفاوي): "أقول لقرباج تعاقب من شتم الحكام بعامين ومن حاول قتل ابني بثماني مباريات!" على هامش حديثنا مع والد اللاعب العيفاوي وجدنا "عمي محمد" في قمة الغضب ليس بسبب ما ذكرناه آنفا فحسب، بل بسبب العقوبات الخفيفة التي أصدرتها الرابطة في حق مولودية سعيدة، إذ قال: "أقول لقرباج الذي يعتبر المسؤول الأول عن الرابطة، هل يعقل أن تصدر عقوبات مثل هذه في حق فريق حاول قتل أناس أبرياء هدفهم الوحيد كان لعب كرة القدم؟، لا أدري كيف يصدرون عقوبات مثل هذه في وقت يتم إصدار عقوبات قاسية تصل إلى عامين أو أكثر في حق لاعبين أو مسؤولين اعتدوا على الحكام بالسب، البصق أو بالضرب في وقت يصدر عقوبة ثماني مباريات دون جمهور في حق فريق حاول قتل ابني". "تخيّل لو ضرب ابنك في الملعب، فماذا كنت ستفعل؟" وتابع "عمي محمد" حديثه معنا بنوع من الحرقة، إذ قال وهو يرتعد من شدة التأثر: "أقول لمن أصدر العقوبات، كيف ستكون عقوبات لو كان الذي تم الاعتداء عليه ابنك أو ابن مسؤول كبير؟ أعرف انك كنت ستقيم الدنيا ولا تقعدها، لكننا نعرف أنك لا تشعر بما نشعر به نحن الذين كدنا نفقد فلذة كبدنا". "تدافع عن الكاميرات أكثر من دفاعك عن أرواح البشر" وقال "عمي محمد" مسترسلا في الحديث عن العقوبات التي رآها في نظره رمزية: "عندما تجد مسؤولا يصدر عقوبات تكسير الكاميرات مشابهة لعقوبات محاولة إهزاق أرواح، فماذا تنتظر منه، إنه عيب وعار كبير في كرة القدم". "لست أهلا لهذا المنصب، فما عليك سوى أن تغادر" وختم محمد العيفاوي كلامه معنا مؤكدا: "أقول لهؤلاء الأشخاص وعلى رأسهم قرباج لستم أهلا لهذه المناصب فما عليكم سوى المغادرة لأن كرة القدم لن تتطوّر مع هؤلاء، كنا نشاهد اعتداءات بالأيدي وكنا نندد، لكن أن تشاهد اللاعبين يصارعون الموت، فهذا دليل على أنهم فقدوا السيطرة على الكرة". ------------------- أوزناجي: "مشهد العيفاوي وهو يصارع لا يمكن تحمله وظنناه ميتا" "عندنا من سعيدة وكأننا في موكب جنازة" "لو يتم إيقاف سعيدة نهائيا عن كرة القدم فلن يعوّضوا العيفاوي شيئا" كيف هي معنوياتك عقب الذي حدث لكم السبت الماضي؟ معنويا تحسنا الآن، لكن عندما تتذكر تلك المشاهد صراحة تتملك بعض الأحاسيس وربما تعيدها ألف مرة في رأسك دون أن تشعر. مشاهد الاعتداءات عليكم بعد اللقاء تقصد؟ ليس الاعتداءات فقط، فالاعتداءات أصبحت من الماضي لما دخلنا ووجدنا زملاءنا يصارعون الموت، فمشهد العيفاوي وهو يصارع والدماء تسيل منه لا يمكن أن تصفه لأننا ظنناه سيموت، فالطريقة التي تم الاعتداء بها عليه جعلتنا تحت الصدمة، والأكثر من ذلك أننا بقينا ست ساعات عقب اللقاء في غرف تغيير الملابس، فالبقاء هناك في أجواء عادية تجعل اللاعب يمل، فما بالك وزملاؤك مجموعة في المستشفى وآخرون أمامك مصابين، والكل تحت الصدمة ولا تدري إن كان زميلك سيعود إليك حيّا أم لا. كنت صاحب هدف التعادل فهل لك أن تحكي لنا كيف حدث؟ المباراة توقفت أكثر من عشر دقائق عقب هدفهم الذي كان من وضعية تسلل، والحكم احتسب ثماني دقائق وعادلنا النتيجة أظن في الدقيقة ما قبل الأخيرة من الوقت البديل، كان فرحات صاحب فتحة الكرة التي جاءتني ووضعتها في الشباك برأسي، بعدها استأنفنا اللعب بشكل عادي وأنهى الحكم اللقاء لتبدأ الحرب ونحن لا زلنا نحتفل مع زملائنا. هل لك أن تقص علينا كيف كانت العودة إلى الديار ليلا؟ صراحة الصمت كان رهيبا داخل الحافلة والكل مصدوم، زميلنا العيفاوي في سيارة الإسعاف، لقد عشنا أجواء وكأننا عائدون في موكب جنائزي، فلا يمكن أن تتصور تلك الأجواء خاصة أنها كانت في النصف الثاني من الليل. ----------------- "المسامعية" و"الشناوة" مع بعض في المدرجات في الداربي رب ضارة نافعة، بهذا الشعار سيرد أنصار اتحاد العاصمة على من يشوهون صورة المناصر الجزائري البسيط، الذي تستغله بعض الأطراف لخدمة مصالح ضيّقة وشخصية. حيث تنقلت لجنة أنصار مولودية الجزائر إلى مكتب مقرّبي اتحاد العاصمة، الأخوين نذير وزهير عبد اللاوي من أجل الاتفاق معهما حول إمكانية تنظيم مبادرة خاصة بظاهرة العنف في الملاعب، وهذا بمناسبة الداربي بين الاتحاد والمولودية المبرمج يوم السبت 28 أفريل. لجنة أنصار المولودية التقت نظيرتها من أنصار الاتحاد واتفق ثنائي الاتحاد مع أنصار "العميد" على تجسيد الفكرة، حيث التقوا مجددا وتحدثوا عن إمكانية تنظيم مبادرة في الداربي من أجل إجلاس الأنصار مع بعضهم البعض في المدرجات المقابلة للمنصة الشرفية، بينما يأخذ كل جمهور جهته في المنعرج، وهي المبادرة التي بدأت تنتشر بقوة في أوساط الأنصار. الهدف من المبادرة نبذ العنف ويعتبر الهدف الرئيسي من هذه المبادرة الطيّبة، نبذ العنف وإرساء الروح الرياضية في الوسط الكروي، خاصة بين الفرق المتجاورة التي عادة ما تكون الأمور بينهما حساسة. لذا تم اختيار الداربي العاصمي الكبير لتجسيد مبادرة تتمثل في شبه مصالحة، تأتي مباشرة بعد الأحداث الدامية التي عاشتها سعيدة، والتي راح ضحيتها لاعبو اتحاد العاصمة. يريدون التأكيد أن بعض رؤساء الأندية هم السبب فيما يحدث كما يريد الأنصار من خلال هذه الفكرة أن يؤكدوا للجميع أن بعض رؤساء الأندية، هم السبب فيما وصلت إليه الكرة الجزائرية، فقد أصبحت أرواح اللاعبين والأنصار رخيسة الثمن حسب الأنصار، إلى درجة أنها باتت تزهق فوق المستطيل الأخضر بعد أن كان الأنصار هم الضحية الأولى للعنف منذ عدة سنوات. المناصر البسيط يتبع ما يملى عليه وفي الغالب يكون ضحية وبات المناصر البسيط حسب محبي الفريقين دمية في أيدي بعض الرؤساء، الذين يتحكمون فيهم من قريب ومن بعيد من أجل خدمة مصالحهم الشخصية، وهو يتبع ما يملى عليه من فوق مقابل ربما بعض الأموال أو حبا في الفريق وفي غالب الأحيان هو الضحية. ومن خلال هذه المبادرة يريد أنصار الناديين الأكبر في العاصمة أن يوجهوا نداء إلى المسؤولين على الكرة عموما من رؤساء أندية وهيئات كروية، حتى يغلبوا المصلحة العامة على المصلحة الشخصية. حملة تحسيسية على صفحات الفايسبوك وبدأت الفكرة من صفحات الفايسبوك، حيث تم قبل عدة أسابيع إنشاء صفحة سميت "مولودية الجزائر واتحاد الجزائر خاوة خاوة"، وقد كانت الردود كثيرة من طرف زوار الصفحة. ومن المنتظر أن تنظم إليها صفحة أنصار اتحاد العاصمة المعروفة باسم "kopunited" حيث تلقى هذه الصفحة رواجا كبيرا لدى أنصار نادي سوسطارة، وباتحاد الصفحتين من المنتظر أن تتجسد الفكرة على أرض الواق- -------------------