أخفقت شبيبة بجاية في تأكيد صحوتها الأخيرة وفي مواصلة مسيرتها الايجابية إلى غاية الجولة الأخيرة، حيث منيت عشية أول أمس الثلاثاء بهزيمة أمام مولودية وهران في مباراة علّق عليها البجاويون آمالا عريضة لأجل العودة بأحسن نتيجة ممكنة يُعزّزون بها حظوظهم في الظفر بالمركز الثالث، خاصة أن المنافس كان يمر بفترة فراغ رهيبة وتجلّى ذلك من خلال التعثرات المتتالية التي سجلها في الجولات الأخيرة داخل القواعد وخارجها. وظهرت التشكيلة البجاوية في لقاء أمس الأول بوجهين مختلفين فخلال المرحلة الأولى لم تقدم عناصرها الكثير أمام الفريق المحلي الذي كان أكثر إرادة وعزيمة، ما سمح له بافتتاح باب التسجيل في (د36) بمساعدة المدافع زافور الذي خادع حارسه برأسية، في حين عاد رفاق دحوش بقوة في المرحلة الثانية وتمكنوا من فرض سيطرة شبة مطلقة على مجرياته وخلقوا عدة فرص سانحة للتهديف، غير أن نقص الفعالية لدى المهاجمين نجونغ، بولعينصر وزرداب حال دون ترجمتها ومعادلة النتيجة على الأقل. أول هزيمة خارج القواعد في العودة تعد الهزيمة المسجلة في ملعب أحمد زبانة بوهران الأولى من نوعها خارج القواعد في مرحلة العودة التي تألقت فيها التشكيلة البجاوية بشكل لافت وتمكنت من العودة بثلاث انتصارات من العلمة، باتنةوالبليدة وفرض التعادل على كل من شبيبة القبائل، أهلي البرج، نصر حسين داي ومولودية الجزائر. بهذا يحرم “الحمراوة” البجاويين من تحقيق هدفهم المتمثل في انهاء الشطر الثاني من البطولة دون هزيمة خارج الديار بعدما سجلوا أربعة إنهزامات في مرحلة الذهاب أمام كل من شباب بلوزداد، اتحاد العاصمة، اتحاد عنابة ووفاق سطيف. ورغم هذا تبقى الشبيبة ثالث أحسن فريق خارج القواعد ب 21 نقطة بعد وفاق سطيف ومولودية الجزائر ب 24 و22 نقطة على التوالي، ولو أن “العميد” تحسب له النتائج المسجلة في اللقاءات المحلية أمام الفرق العاصمية. الملاحق أصبح إتحاد العاصمة حملت الجولة 32 الجديد بالنسبة للبجاويين فيما يخص ملاحقهم المباشر، حيث أصبح إتحاد العاصمة وليس إتحاد الحراش بعدما فاز الأول في المباراة التي جمعت الفريقين في ملعب 20 أوت بنتيجة (1/0)، ما سمح له بالإرتقاء إلى المركز الرابع وعلى بعد نقطتين فقط عن الشبيبة البجاوية، في حين تراجعت تشكيلة “الكواسر” إلى المرتبة الخامسة التي صارت تتقاسمها مع شبيبة القبائل الفائزة على اتحاد البليدة (3-1)، ما يعني أن التنافس على المركز الثالث أصبح يخص أربعة فرق وهي: شبيبة بجاية، اتحاد العاصمة، اتحاد الحراش وشبيبة القبائل. مهمة البجاويين تتعقّد من جديد وفي ظل هذه المعطيات، تعقّدت مهمة الشبيبة البجاوية من جديد في انتزاع المركز الثالث وضمان المشاركة في منافسة كأس “الكاف” الموسم القادم، وقد تكون مجبرة على حصد ست نقاط كاملة في اللقاءين المتبقيين لأجل تفادي الحسابات واللجوء إلى عملية فارق الأهداف في حال تسجيل إتحاد العاصمة فوزين متتاليين. علما أن تشكيلة مناد ستتنقل هذا الجمعة إلى الخروب لمواجهة الجمعية المحلية التي تبحث عن الفوز لأجل ضمان البقاء في القسم الأول على أن تستضيف الشبيبة في الجولة الأخيرة وفاق سطيف الذي ينافس مولودية العاصمة على لقب البطولة. في حين سيستقبل الإتحاد العاصمي منافسه نصر حسين داي على أن يواجه الإثنين القادم مستضيفه مولودية وهران في مباراة سيكون فيها “الحمراوة” مطالبين بتحقيق الفوز لترسيم بقائهم في القسم الأول. خروج مسالي كان إضطراريا كان خروج المدافع المحوري عادل مسالي وتعويضه مع بداية المرحلة الثانية بزميله هاشم اضطراريا لأنه لم يكن بإمكانه مواصلة اللعب بسبب آلام شعر بها على مستوى الكاحل، ما جعله يطلب عند نهاية الشوط الأول من الطاقم الفني استبداله. وقال اللاعب في اتصال هاتفي معه صبيحة أمس أن حالته لا تستدعي القلق وخروجه كان من أجل تفادي تضاعف الإصابة وعليه أشار إلى إمكانية مشاركته في لقاء الغد أمام جمعية الخروب. واضطر المدرب مناد بعد خروج مسالي إلى إحداث بعض التعديلات على مستوى الدفاع، حيث أشرك هاشم ظهيرا أيمن مكان مڤاتلي الذي حوّله إلى محور الدفاع الذي شكله رفقة زافور. ميباراكو أساسيا لأول مرة بعدما سجل دخوله احتياطيا في مواجهتي شباب باتنة ووداد تلمسان، لعب المدافع ميباراكو أول مباراة له في التشكيلة الأساسية حيث أقحمه المدرب مناد على الجهة اليسرى من الدفاع مكان بلخضر الغائب بسبب الإصابة التي يعاني منها على مستوى الفخذ. من جهة أخرى حافظ بولعينصر على مكانته في التشكيلة الأساسية ولعب كل فترات اللقاء، كما سجل المهاجم أوراس ثالث ظهور له في بطولة هذا الموسم ولعب نصف الساعة الأخير من المباراة بعدما عوّض زميله دحوش. الشبان على بعد 180 دقيقة وبمشاركة الثلاثي بولعينصر - ميباراكو - أوراس تعزّز رصيد الشبان ب 210 دقيقة إضافية لتقترب بذلك الشبيبة البجاوية من الحد الأدنى الذي حددته “الفاف” بشأن مشاركة الشبان (900 دقيقة)، حيث أصبح لا يفصلها حسب المعطيات التي بحوزتنا سوى 180 دقيقة، وهو الفارق الذي يمكن تداركه في اللقاءين المتبقيين أمام الخروبوسطيف اللذين ينتظر أن يشرك فيهما مناد العناصر المذكورة خاصة بولعينصر الذي سيكون ضمن التشكيلة الأساسية. وكانت الشبيبة قد أشركت الشبان في مرحلة الذهاب مدة 40 دقيقة فقط، ما حرمها من الإستقدامات خلال فترة “الميركاتو” قبل أن يسمح لها رفقة اتحاد البليدة باستقدام لاعب واحد دون احتساب الرخصة الاستثنائية التي منحت لها لتعويض إجازة المرحوم لحمر الذي وافته المنية مع بداية الموسم. دغيش مُعاقب أمام الخروب يعد الانذار الذي تلقاه اللاعب مصباح دغيش أمام مولودية وهران الثالث له وعليه فهو معاقب آليا ولا يحق له المشاركة في مباراة الغد أمام جمعية الخروب وهو الغياب الذي يتزامن مع عودة حملاوي وبلطرش بعدما استنفدا عقوبتيهما بغيابهما عن مواجهة أمس الأول. يحدث هذا في الوقت الذي تبقى فيه مشاركة الظهير الأيسر بلخضر مرهونة بتماثله للشفاء من الإصابة التي يعاني منها على مستوى الفخذ. إحترازات “الحمراوة” غير مؤسّسة حسب البجاويين أكدت إدارة شبيبة بجاية على لسان المكلف بالإعلام يحياوي أن الإحترازات التي رفعها مسيرو مولودية وهران في مباراة أمس الأول ضد المدافع زافور لا أساس لها من الصحة، لأن اللاعب -كما قال- لا يوجد تحت طائل العقوبة مثلما يزعم هؤلاء وبحوزته إنذار واحد فقط. وتكون الإدارة البجاوية قد أصدرت عشية أمس بيانا قدمت فيه معلومات مدققة حول وضعية اللاعب منذ بداية الموسم وإلى الجولة 32 من أجل وضع حد لكل التأويلات التي أعقبت خبر تقديم “الحمراوة” إحترازات ضد زافور. اللاعبون إستفادوا من يوم راحة عادت تشكيلة الشبيبة بعد نهاية اللقاء مباشرة واستغرقت السفرية حوالي 10 ساعات، حيث وصلت إلى بجاية في حدود الساعة الرابعة صباحا. وقد منح المدرب مناد عناصره يوم راحة على أن تجري حصة تدريبية في الساعة العاشرة من صبيحة اليوم في ملعب الوحدة المغاربية قبل التنقل في الظهيرة إلى عين مليلة، أين ستقضي الليلة في أحد فنادقها على أن تواصل ظهيرة الغد رحلتها إلى الخروب لخوض المواجهة التي تنتظرها في الساعة الرابعة مساء أمام الجمعية المحلية. يذكر أن لقاء الجولة الأخيرة من البطولة أمام وفاق سطيف برمج يوم الاثنين 31 ماي.