انتهى سهرة أول أمس مشوار الدولي الجزائري سفيان فغولي في منافسة "أوروبا ليغ"، بعد أن أقصي مع ناديه "فالانسيا" في الدور نصف النهائي، حيث لم يتمكن مع زملائه من تدارك الهزيمة العريضة التي تكبدوها أمام "آتلتيكو مدريد"، قبل أسبوع في لقاء الذهاب حين خسروا بنتيجة (4-2). والأسوأ من كل هذا أن نادي "الخفافيش" انهزم بميدانه بهدف دون رد، رغم سيطرته على مجريات الشوط الأول. لعب 90 دقيقة، قدم أداء في المستوى وضيع هدفا محققا ومثلما كان متوقعا شارك فغولي أساسيا حيث دفع به "إيمري"، على أمل أن يصنع الفارق ويقود ناديه إلى تعويض خسارة الذهاب الثقيلة، لكن ذلك لم يحدث رغم أنه كان بشهادة كل من تابع اللقاء أحد أفضل العناصر على أرضية الميدان، حيث صنع بعض فرص التهديف وكانت أخطرها قذفته على الطائر في (د21)، التي أبعدها حارس "الآتلتيكو" من خط المرمى بطريقة رائعة. تجدر الإشارة إلى أن فغولي شارك طيلة أطوار اللقاء. لم يكرر إنجاز ماجر، مادوني وحمداني بلعب النهائي وبعد فشل "فالانسيا" في تخطي عقبة "آتلتيكو مدريد"، فإن سفيان فغولي ضيع فرصة لعب النهائي وتدوين اسمه في سجل اللاعبين الجزائريين الذين كان لهم شرف لعب نهائي أوروبي، حيث كان يمكن أن يكون اللاعب الرابع الذي كان له شرف ذلك، بعد رابح ماجر الذي لعب سنة 1987 نهائي كأس رابطة أبطال أوروبا في صيغتها القديمة مع "بورتو"، وبعده رضا أحمد مادوني الذي لعب نهائي الاتحاد الأوروبي سنة 2002 مع "بوروسيا دورتموند" أمام "فيينورد روتردام" الهولندي، وأخيرا إبراهيم حمداني الذي لعب سنة 2004 النهائي نفسه أمام "فالانسيا" وخسره بثنائية نظيفة. لعب لقاءه 13 أوروبيا هذا الموسم و47 في المجموع وكانت مباراة "آتلتيكو مدريد" سهرة أول أمس هي 13 التي لعبها فغولي في منافسة أوروبية هذا الموسم، حيث شارك في مرحلة الذهاب في جميع اللقاءات التي لعبها "فالانسيا" في كأس رابطة أبطال (4 أساسيا ومرتين احتياطيا)، قبل أن يشارك في 7 لقاءات في النصف الثاني من الموسم في منافسة "أوروبا ليغ"، حيث لم يغب إلا عن لقاء واحد وكان ذلك في ذهاب الدور ثمن النهائي أمام "بي. أس. في هيندوفن" حيث تعمد "إيمري" إراحته يومها. تعدى بودبوز وأصبح أكثر دوليينا مشاركة هذا الموسم وواصل فغولي تحطيم كل أرقامه هذا الموسم، حيث لعب أمس مباراته رقم 47 في جميع المنافسات التي شارك فيها "الخفافيش"، إضافة إلى لقاء "غامبيا" مع المنتخب الوطني، وقد جمع حتى الآن 3076 دقيقة وهو رقم لم يبلغه أي من لاعبينا المحترفين، سواء الذين ينشطون في مختلف الدوريات الأوروبية أو في دوري "نجوم" قطر، وقد تعدى فغولي أمس زميله بودبوز لأول مرة هذا الموسم، بعد أن كان في رصيد لاعب "سوشو" 3054 دقيقة من كل مشاركاته هذا الموسم. فغولي: "لسنا آلات حتى يتم انتقادنا ودفعنا غاليا ثمن التعب" وبدا فغولي في نهاية اللقاء مستغربا من الأسئلة، التي وجهها رجال الإعلام له ولزملائه بسبب أداءهم المخيب في الشوط الثاني، حيث رد على ذلك بلهجة حادة وقال في المنطقة المختلطة التي نظمت في ملعب "ميستايا" بعد نهاية اللقاء: "بذلنا كل المجهودات، وقدمنا ما كان يمكن لنا أن نقدمه، لكن للأسف جهودنا لم تكلل بالنجاح وتعرضنا لهزيمة قاسية. أعتقد أننا لسنا آلات بل لاعبين، وقد دفعنا غاليا ثمن التعب الذي نال منا بسبب توالي اللقاءات، لذا أى أنه لا مجال لانتقادنا". "الحظ لم يكن بجانبنا وفشلنا في تحويل فرصنا الكثيرة إلى أهداف" وبخصوص الأداء المتباين الذي قدمه "فالانسيا" سهرة أول أمس، حيث كان مردوده جيدا في الشوط الأول وفرض سيطرة كلية على المنافس، قبل أن تتغير المعطيات في الشوط الثاني، قال فغولي: "الجميع شاهد أننا قدمنا شوطا أول مميزا للغاية، حيث تمكننا من صنع فرص تهديف كثيرة وكدنا في مرات عديدة نصل إلى مرما المنافس، لكن الحظ لم يكن بجانبنا ولم نتمكن من تحقيق أهم شيء وهو التسجيل، وتلك هي قواعد الكرة للأسف الشديد". "أسعدني تصرف الأنصار معنا وأتمنى الشفاء العاجل ل كاناليس" وعن التصرف الذي بدر من أنصار "فالانسيا" تجاههم بعد نهاية اللقاء، حيث صفقوا لهم مطولا رغم مرارة الإقصاء، أكد فغولي قائلا: "ما فعلته الجماهير نحونا جعلني شخصيا فخورا بهم، حيث فهموا أسباب هزيمتنا والآن علينا أن نسعدهم سريعا في اللقاءات التي مازالت تنتظرنا في البطولة الإسبانية". أمّا بخصوص الإصابة الخطيرة التي تلقاها زمليه "كاناليس" أسابيع قليلة بعد عودته إلى المنافسة، حيث أصيب بتمزق أربطة الركبة أبعدته عن الميادين 6 أشهر (حديث عن غيابه من 4 إلى 6 أشهر هذه المرة أيضا"، قال فغولي: "أنا حزين جدا لما حدث ل كاناليس، ورفقة كل زملائي نتمنى له العودة سريعا إلى الميادين". "يجب أن نكافح الآن حتى ننهي البطولة في المركز الثالث" وفي نهاية حديثه لوسائل الإعلام عاد فغولي إلى التحدي الوحيد المتبقي الآن ل "فالانسيا" والخاص بالبطولة المحلية، حيث قال بشأن ذلك: "الآن حان الوقت لنكون جميعنا متحدين ونضع اليد في اليد سواء الإعلام المحلي (يقصد صحافة فالانسيا)، اللاعبين، المسؤولين والأنصار، من أجل إنهاء البطولة في المركز الثالث الذي سيسمح لنا بالتأهل مباشرة الموسم القادم، إلى دور المجموعات من كأس رابطة أبطال أوروبا. أعدكم أننا نحن اللاعبين سنكافح من أجل هذا الهدف".