عكس ما روّج له البعض بخصوص قائمة اللاعبين 32 الذين وجّه لهم الناخب وحيد حليلوزيتش الدعوة لتربص المنتخب الوطني المقبل، فإنّ القائمة ضمّت صخرة دفاع نصر حسين داي جمال بن العمري الذي وصلته الدعوة صبيحة أمس حسب ما علمته "الهداف" من مصادر موثوقة، وهو ما كانت "الهدّاف" قد كشفت عنه منذ فترة حيث أكّدنا على أنّ اللاعب سيكون حلاّ من الحلول التي سيلجأ لها البوسني خلال التحديات التي تنتظر المنتخب الوطني في شهر جوان المقبل، وها هو حليلوزيتش يستنجد باللاعب لكي يكون ضمن حساباته بداية من التربص الثاني الذي ينتظر "الخضر" انطلاقا من 14 ماي الحالي بفندق دار الضياف ببوشاوي. انتظر الفرصة طويلا وفرح بحصوله عليها أخيرا وكان بن العمري منذ تصفيات "أولمبياد لندن 2012" يمنّي النّفس بالحصول على فرصته مع المنتخب الوطني وذلك بعدما تألق بشكل لافت للانتباه تحت أنظار الناخب حليلوزيتش الذي تنقّل إلى "مراكش" لأجل معاينة لاعبي منتخب الآمال، غير أنّ آماله خابت بعد أن خلت قائمة تربصات المحليين الماضية من اسمه، لكنه لم يفقد الأمل وواصل العمل بنفس الجدية مع نصر حسين داي حتى وإن كان هذا الأخير قد وضع قدما في القسم الثاني، وها هو يحصل أخيرا على فرصته كي يكون ضمن قائمة 32 التي وجّه البوسني الدّعوة لها. إعتزال عنتر يحيى عجّل باستدعائه والحفاظ على بلكالام والظّاهر أنّ الظّروف صبّت في مصلحة بن العمري هذه المرّة إذ أنّ اسمه ظلّ يتردّد بشدة في المنتخب منذ أن تأكد الجميع من تراجع مردود لاعبي محور دفاع "الخضر"، حيث تم انتقاد بوڤرة وعنتر يحيى لذلك طُرح اسما بن لبعمري وبلكالام بشدّة فنال الأخير ثقة حليلوزيتش في التربص الخاص بالمحليين مؤخّرا وها هو بن العمري ينال ثقته ويستدعى للتربص المقبل، ولعلّ ما عجّل بذلك هو اعتزال صخرة الدفاع عنتر يحيى الذي وضع حدّا لمشواره الكروي مع المنتخب الوطني، وهو ما جعل البوسني يحوّل وجهته نحو بن العمري الذي يعدّ في الوقت الحالي الأفضل محليا في منصبه إلى جانب بلكالام. حمل ثقيل على اللاعب لكنه يشعر بالمسؤولية وتبدو المسؤولية كبيرة جدا ويبدو العبء ثقيلا على بن العمري رغم الإمكانات الكبيرة التي يتمتّع بها، لأنّ الأمر يتعلق بمنصب حسّاس للغاية سيكون من الصعب على من سيشغله مستقبلا تعويض مدافع كبير من طينة عنتر يحيى الذي أدى دوره على أكمل وجه على مدار قرابة عشرية من الزّمن، وهو ما يدركه بن العمري الذي صرّح لنا بأنّ المهمة ستكون صعبة للغاية لأنّ الأمر يتعلّق بتعويض مدافع كبير من طينة ابن "سدراتة". فرصته في لقاء النيجر الودي لإقناع حليلوزيتش وسيتيح تواجد بن العمري ضمن قائمة 32 الفرصة له لكي يكون حاضرا خلال المباراة الودّية التي تنتظر المنتخب يوم 26 ماي الحالي بملعب مصطفى تشاكر أمام منتخب النيجر، حيث ستكون الفرصة مواتية أمامه لكي يفرغ ما في جعبته من إمكانات بغية إقناع حليلوزيتش وحتّى يتسنى له فيما بعد الحصول على فرصته في اللقاءات الرسمية التي تنتظر "الخضر" أمام منتخبات رواندا، مالي وغامبيا. هكذا كانت بداية حليش وتوحي كلّ المؤشرات بأنّ بن العمري سيكرّر تجربة حليش مع المنتخب الوطني لأنّ مدافع "فولهام" خدمته الظروف في وقت سابق حيث التحق بالمنتخب بعد تألقه مع نصر حسين داي قبل أن يصاب زاوي في قدمه، ليستنجد الناخب الوطني السابق رابح سعدان به في التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا 2010 رغم نقص خبرته فكسب نقاطا كثيرة بسرعة إلى أن صار قطعة أساسية في تعداد "الخضر"، وها هو بن العمري ابن حيه باش جراح وابن مدرسة حسين داي التي تخرّج منها حليش أيضا يحذو حذوه ويُستدعى في ظروف استثنائية اعتزل خلالها عنتر يحيى وغاب فيها حليش الذي ذهب ضحية نقص المنافسة. حليلوويتش اقتنع به منذ تصفيات الأولمبياد بمراكش وتجدر الإشارة إلى أنّ بن العمري يعدّ من اللاعبين القلائل الذين لم يخضعوا لمعاينة حليلوزيتش هذا الموسم في المباريات التي خاضتها النصرية، لكنه مع ذلك استُدعي إلى التربص المقبل لأن البوسني يعرف إمكاناته جيدا ويعرف قيمته منذ أن شاهده عن كثب خلال تصفيات أولمبياد 2012 مع المنتخب الأولمبي، وها هو يستدعيه وهو مقتنع بأنه سيكون له شأن كبير في المستقبل وسيعطي الكثير للمنتخب. ------------------- بن العمري: "سعيد بالدعوة التي تلقيتها وليس سهلا أن تعوّض مدافعا كبيرا مثل عنتر يحيى" "سأعمل على إقناع حليلوزيتش لأنني أريد أن أكون حاضرا في لقاءات جوان" بدا المدافع جمال بن العمري سعيدا بالدعوة التي تلقاها من طرف المنتخب الوطني كي يكون ضمن قائمة 32 المعنية بالتربصات واللقاءات الأربعة المقبلة أمام النيجر (لقاء ودي) وأمام منتخبات رواندا، مالي وغامبيا (لقاءات رسمية)، ويدرك أنّ الظفر بمكانة ضمن التعداد لن يكون سهلا ويدرك أيضا أن العبء سيكون ثقيلا على لاعبي المحور عقب إعتزال عنتر يحيى، لكنه يبدي عزيمة وإرادة قويتين لأجل فرض نفسه. علمنا بأنك تلقّيت دعوة من الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش كي تكون حاضرا في التربص المقبل للمنتخب الوطني. نعم تلقيتها، وسأكون حاضرا في التربص بداية من 14 ماي. من المؤكّد أنك سعيد بهذه الدعوة التي لطالما أكّدت لنا أنك انتظرتها. بطبيعة الحال أنا سعيد لأنّ الأمر يتعلق بدعوة لتمثيل المنتخب الأول، فمثلما كنت أسعد عندما كنت أتلقى الدعوة للإلتحاق بالمنتخب الأولمبي أنا اليوم سعيد أيضا لأنني تلقيت دعوة المنتخب الأول للمرة الأولى في مشواري الكروي، وسأعمل على تشريف هذه الدعوة. اسمك طُرح بشدّة منذ لقاء غامبيا لكن المدرب لم يستدعك لتربصات المحليين الماضية، ألم يُفقدك ذلك الأمل في اللعب للمنتخب؟ صراحة كنت أتمنى أن أحظى بالفرصة في تلك التربصات التي كانت مخصصة للاعبين المحلّيين، لكني ورغم ذلك لم أغضب لأن المدرب ارتأى أنني حينها لم أكن جاهزا للتواجد ضمن قائمته فواصلت العمل في هدوء دون أن أفقد الأمل إلى أن نلت ثقته أخيرا هذه المرة، وآمل أن أكون عند حسن ظنه وظن كل من ينتظرون الإضافة مني في المنتخب الوطني. ما هي الإضافة التي أنت قادر إلى إعطائها للمنتخب؟ اكتسبت نوعا من الخبرة والتجربة مع المنتخب الوطني الأولمبي سأحاول أن أوظّفها مع المنتخب الأول، وأنا متفائل من هذا الجانب لأنه سبق لي أن احتككت بالمستوى العالي من خلال مواجهتنا لعدد كبير من المنتخبات الإفريقية، لكن هذا لا يعني لي شيئا لأنني الآن مطالب بتكثيف جهودي في التدريبات حتى أنال ثقة المدرب حليلوزيتش. ألاّ تشعر بأنّ المسؤولية ستكون ثقيلة عليكم أنتم من استنجد بكم المدرب في محور الدفاع لأنّ الأمر يتعلق بتعويض المدافع عنتر يحيى؟ صحيح ما تقول، مهمّتنا نحن من تم استدعاؤنا لتدعيم خط المحور لن تكون سهلة لأن الأمر يتعلق باعتزال مدافع كبير مثل عنتر يحيى الذي يشهد له الجميع بأنه أعطى الكثير للمنتخب الوطني خلال الفترة التي دافع فيها عن الألوان الوطنية، وصراحة فإنّ اعتزاله خسارة كبيرة للمنتخب الوطني لأنه لا زال قادرا على إعطائه أكثر. أنت مثلا قادر على ملء الفارغ الذي سيتركه عنتر يحيى. سأحاول أن أعطي كل ما عندي لكي أكون عند حسن ظن الجميع، مثّلت منتخب بلادي في مختلف الفئات الشبانية ومثلما أعطيت لكل الفئات ومثلما أعطيت أيضا للمنتخب الأولمبي سأعطي للمنتخب الأول. هل تريد أن تكون حاضرا في اللقاءات الرسمية التي تنتظر "الخضر" أمام رواندا، مالي وغامبيا؟ نعم أريد ذلك، أنا لاعب طموح وطموحاتي وأهدافي لن تتوقف عند تلقي الدعوة فقط، بطبيعة الحال أريد أن أسجّل حضوري في اللقاءات الرسمية التي تنتظرنا في جوان وأتمنى أن أوفّق في مهمتي. هل أنت متفائل؟ نعم متفائل، والكرة في مرماي الآن وعليّ أن أستغل هذه الفرصة حتى أحافظ على مكاني في المنتخب.