لم يكن اللاعبون يُدركون صبيحة أمس أنهم سيصبحون هدفا للعشرات من عشاقهم في العاصمة الإيرلندية “دبلن”... ففي الوقت الذي كان زملاء حليش مركّزين على المواجهة، وجدوا أنفسهم في قلب فوضى عارمة كان أبطالها بعض المناصرين، الأمر الذي انزعج منه أشبال المدرب سعدان كثيرا، خاصة أنهم أرادوا الإبتعاد عن الضغط الذي قد يفرضه عليهم أي طرف، بما أن المواجهة التي لعبوها أمام إيرلندا أمس كانت إختبارا حقيقيا قبل انطلاق كأس العالم. جزائريون من إنجلترا كانوا في الفندق الأمر الذي لفت إنتباهنا أكثر هو أن فندق “راديسون” لم يكن مخصصا ل”الخضر” فقط، بل كان باستطاعة الجميع الحجز فيه دون أي مشكل، ما جعلنا نتيقن أن زملاء زياني لن يستسيغوا الأمر وهو ما حصل فعلا، خاصة بعد أن أصبح توافد الأنصار تدريجيا على الفندق قبل ساعات قليلة من مباراة مهمة تؤثر على الجانب النفسي للاعبين أكثر من أي شيء آخر، خاصة للذين توافدوا من انجلترا وحجزوا في فندق “راديسون” للإقتراب من نجوم “الخضر”. الجميع خشي أن يفقد تركيزه ونتيجة (3-0) تؤكد ولعل الشيء الذي جعل تخوّف اللاعبين شديدا هو خشيتهم أن يتأثروا قبل المواجهة ويخرجوا من تركيزهم وتكون النتيجة مماثلة لمهزلة صربيا في مارس الفارط وهو ما حدث فعلا (خسرنا 3-0 مرة أخرى)، ما جعل العديد منهم يلتزم غرفته، لكنها الحيلة التي لم تجد نفعا بما أن المناصرين وجدوا ألف حجة وحجة للإقتراب من غرف اللاعبين في فندق “راديسون”، الأمر الذي لم يثر غضبهم فقط، بل تعدى الأمر إلى رئيس “الفاف” والناخب الوطني خوفا من إخراج اللاعبين من أجواء المباراة. تهافت لإلتقاط الصور واللاعبون إنزعجوا كثيرا وشهد الفندق تهافت الأنصار على إلتقاط الصور مع اللاعبين، وحتى لو وافقت أغلب العناصر الوطنية على ذلك إلا أنهم كانوا متضايقين جدا، بما أن هذه الفوضى العارمة قد تؤثر في معنوياتهم بشكل كبير، لكن الأكيد في كل هذا أن المنتخب الوطني يبقى يصنع الحدث حتى في أقصى نقطة في العالم، وهو دليل على تعلق الجزائريين بمنتخبهم أينما وجدوا، غير أن الإفراط في الاقتراب من اللاعبين قد يؤثر في تركيزهم كما حدث أمس وهم يحتاجون إلى هذا العامل في هذا الظرف بالذات. مسؤولية الإتحاد الإيرلندي كبيرة والسلطات إحتوت الوضع وبالنظر إلى كل ما سلف ذكره من تجاوز بعض الأنصار لحدودهم، حيث أصبحوا يتسلّلون إلى غرف اللاعبين لأخذ صور تذكارية معهم إلى حد تقاسمهم وجبة الغداء معهم، فإن المسؤولية تقع وبشكل كبير على مسؤولي الإتحادية الإيرلندية لكرة القدم التي لم تهيّئ الظروف المناسبة لاستقبال المنتخب الوطني، إلا أن السلطات الإيرلندية أرسلت عناصر من الشرطة إحتوت الوضع بعد ذلك بشكل كلي وشعر اللاعبون بالإطمئنان. ---------------------------- الجزائريون في كل أنحاء العالم ولا مكان لإجراء تربص في هدوء لم يكن أحد ضمن بعثة “الخضر” التي حطت الرحال بمطار دبلن ينتظر ذلك الإستقبال الحاشد من الجزائريين المقيمين في إيرلندا سواء كلاعبين أو الطاقم الفني أو حتى رئيس الفاف رابح سعدان ليتفاجأ جميعهم بالأعداد الكبيرة للجزائريين في المطار وطريقة استقبالهم لتتكرر مشاهد سويسرا أيضا في إيرلندا ما جعل المدرب الوطني رابح سعدان لا يفوّت الفرصة للحديث عنه قائلا : “لم أكن أتوقع هذا الاستقبال خاصة في دبلن”. استقبال أثار دهشة اللاعبين بالأعداد الغفيرة لعشاق الخضر رغم أنه لا أحد كان يعتقد وجود هذه الأعداد من الجالية الجزائرية في إيرلندا لبعد هذا البلد، لكن الأكيد أن الأجواء كانت نفسها مثل فرنسا، سيوسرا وينتظر أن تكون أشبه خلال تنقل الخضر لألمانيا لإجراء التربص التحضيري الثاني، وهو ما يعني أنه لا يوجد مكان لا يوجد فيه من هم متعطشون لرؤية المنتخب الجزائري. رغبة “الفاف” في تجنّب الأنصار لم تفلح حتى في أوروبا وظهر جليا أن مسؤولي الفاف وبالإتفاق مع الناخب الوطني رابح سعدان إتخذوا قرار برمجة التربصات التحضيرية في أوروبا تفاديًا لحضور الأنصار بقوة وعرقلة التحضيرات وتركيز اللاعبين وتفادي تكرار سيناريو اللقاء الودي أمام صربيا بالجزائر، وما حدث قبل هذا اللقاء، لهذا جاء قرار التوجه نحو أوروبا من أجل السماح للاعبين والطاقم الفني بالتحضير جيدًا للمونديال وفي أحسن الظروف. 1500 جزائري في دبلن يصنعون الحدث والأكيد أن ما سعت الإتحادية إليه مع سعدان بالتحول نحو أوروبا لم يغيّر من الأشياء كثيرا، إذ نفس المشاهد بقيت تتكرّر سواء في سويسرا أو إيرلندا بالحضور القوي للأنصار في المطار لاستقبال وفد الخضر أو في مقر إقامة المنتخب الوطني، وهي مشاهد تفاجأ اللاعبون بمشاهدتها في أوروبا بعدما ظنوا أن الأمر منحصر فقط على عشاقهم داخل الوطن لكن عاشوا نفس المشهد في دبلن بإيرلندا، أين تطلب الأمر تدخل رجال الأمن لضمان الخروج الجيد للاعبين ما دام بعض الأنصار حاولوا تخطي حواجز رجال الشرطة للحصول على توقيع من طرف بعض اللاعبين في مشاهد لم يكن ينتظرها أحد في إيرلندا أين يتواجد حوالي 1500 جزائري مقيمون هناك حسب الإحصائيات الرسمية دون إحتساب من يقيمون بطريقة غير شرعية. حرية التنقل دون تأشيرة في أوروبا سهّل مهمّة الأنصار ومما لا شك فيه أن حضور عشاق المنتخب الوطني بقوة في كل عاصمة يحل بها رفقاء زياني راجع بالدرجة الأولى للإجراءات المعمول بها في أوروبا حول حرية تنقل الأشخاص وبدون تأشيرات، وهو ما سهل أكثر من تنقل الجزائريين لمتابعة ومناصرة منتخبهم الوطني، وبالتالي بات واضحا أن يعيش الخضر على هذه المشاهد في كل بلد أوروبي يحطون به. الإستعدادات إنطلقت في ألمانيا ونفاد تذاكر مواجهة الإمارات من جانب آخر ينطلق هذا السبت المعسكر التحضيري الثاني ل “الخضر” والذي قرّر المدرب رابح سعدان أن يكون بمدينة نورمبورغ الألمانية أين سيلعب الخضر ثاني وآخر لقاء ودي قبيل الدخول رسميا في أجواء المونديال، وبات من الواضح انتظار أن يكون الحضور الجماهيري قويا في ألمانيا من طرف عشاق الخضر، حيث بلغنا حسب أصداء من هناك نفاد كل تذاكر اللقاء الودي أمام الإمارات العربية المتحدة وأصبح على كل واحد يود حضور هذا اللقاء التوجّه نحو السوق السوداء لعله يجد ضالته بتذكرة تتيح له فرصة متابعة الخضر لآخر مرة قبل التوجه نحو جنوب إفريقيا، خاصة أن أسعار التذاكر في السوق السوداء في إرتفاع مذهل وحسب آخر الأخبار فإنها تناهز 25 أورو للتذكرة، خاصة أن اللقاء سيلعب في يوم عطلة وينتظر حضور أعداد غفيرة من الجالية الجزائرية في ألمانيا مع بداية الحديث عن حضور آخرين من فرنسا، سويسرا، إيطاليا، بلجيكا وحتى من الجزائر. الجزائريون في كل مكان حتى في طايوان وكولومبيا ولا ينكر أحد أن التأهل الرائع للمنتخب الوطني لمونديال جنوب إفريقيا وراء هذه الحمى لدى أنصاره وعشاقه بحيث أن الخضر جعلوا كل جزائري يسرتجع ذكرياته ويفتخر بوطنيته، لكن الأكيد أنه لا توجد بقعة فوق هذه المعمورة لا يوجد فيها جزائري مقيم بها، وفي كل قارات الدنيا سواء أمريكا اللاتينية أو آسيا حيث أينما إرتحلت ستجد جزائريا، والأكيد أيضا أن مدرجات ملاعب جنوب إفريقيا ستعرف حضورًا قويًا للجزائريين لمؤازرة التشكيلة التي سبق لها أن وقفت عند الحضور الجزائري ببلد مانيدلا خلال التحضير للقاء زامبيا في التصفيات، ففي أي مكان في هذه الدنيا لعب الخضر، في طايوان، كولومبيا وحتى في أستراليا فإنهم سيحظون بنفس الاستقبال من الجزائريين الذين يقيمون هناك وهذا لا شك فيه. الفرق بين الجزائر وأوروبا منشآت التحضير الجيّد والأكيد أن الخلاصة واضحة فلا وجود لمكان يمكن فيه التحضير في هدوء للخضر، حيث ستتكرر نفس المشاهد في أية دولة أو مدينة، وهذا بسبب حب الجزائر والتعلق بالوطنية ففي الجزائر أو أي بلد آخر ستشاهد نفس الأجواء الرائعة ونفس الهتافات، ولكن الفرق الوحيد هو المنشآت الرياضية لضمان تحضير جيد والتي تعتبر نقطة الخلاف الوحيدة بين التحضير في الجزائر وفي أوروبا، لكن الأجواء تبقى واحدة وفي كل مكان. ----------------------- “الخضر لن يتربصوا مستقبلا في الفنادق... ومركزا كليرفونتان وكوفيرتشيانو الوحيدان اللذان وقع عليهما الإختيار” رغم أن كل الوفد الجزائري عبر عن فرحته العارمة بالتواجد القياسي للجمهور الجزائري سواء في سويسرا أو في إيرلندا، إلا أن المسؤولين عن المنتخب الوطني وحتى اللاعبين لم يتقبلوا العديد من الأمور التي حدثت في المدة الأخيرة خلال تربص “كرانس مونتانا”، خاصة بعد أن ترددت طيلة التربص أعداد كبيرة من الأنصار على مقر فندق “الخضر” مطالبة بأخذ الصور التذكارية والأتوغرافات لدرجة أن البعض بقي ملازما للفندق طيلة 15 يوما وكأن هؤلاء الأنصار تربصوا مع “الخضر”، ما جعل المسؤولين يصدرون بعض القرارات بشأن مكان تربص “الخضر” بعد المونديال تحضيرا للمباريات القادمة. اللاعبون لم يتمكنوا من القيلولة في العديد من المرات وبالعودة إلى تربص “كرانس مونتانا”، فإن العديد من اللاعبين اشتكوا عدم تمكنهم من القيلولة في العديد من المرات، خاصة يومي السبت والأحد بما أن الأمر يتعلق بيومي عطلة هنا في أوروبا، حيث وصل الأمر إلى حد بقاء أصحاب السيارات يغنون ويرقصون على وقع الموسيقى الصاخبة، ما أقلق العناصر الوطنية كثيرا والتي لم تفهم سرّ هذه الشوشرة التي أثرت في المجموعة كثيرا رغم أن الوفد الجزائري قدم لأعالي سويسرا من أجل التحضير في هدوء. روراوة يؤكد تفادي الفنادق مستقبلا وأمام الذي حدث سواء في الفندق ب “كرانس مونتانا” أو في إيرلندا بفندق “راديسون”، فإن الاتحادية الجزائرية تأكدت أخيرا من أن إقامة التربصات في الفنادق لم يعد مجديا تماما لأن الجماهير أصبحت تلازم “الخضر” حتى في أبعد مكان في العالم، ما جعل الاستنتاج الآن واضحا بأن إقامة التربصات في الفنادق لا يمكنه أن يحدث مستقبلا، لذا فقد تم اتخاذ القرار بتحويل المنتخب الوطني للمراكز الرياضية المغلقة التي لا يمكن للأنصار أن يقتربوا منها. الإختيار وقع على “كليرفونتان” و”كوفيرتشيانو” وبعد أن تأكدت مغادرة “الخضر” نهائيا للفنادق في تحضيراتهم القادمة، فإن “الفاف” تفكر من الآن في المركز الرياضي “كليرفونتان” بفرنسا والذي يعد مركز تحضير المنتخب الفرنسي، حيث سيبحث روراوة مع نظيره الفرنسي والذي تربطه به علاقات جيدة إمكانية إقامة المنتخب الجزائري مستقبلا في هذا المركز بعيدا عن الأضواء بغرض التحضير الجيد للمنافسات القادمة، كما أن المركز الرياضي لتحضير المنتخب الإيطالي ب “كوفيرتشيانو” هو الآخر وضع كحل آخر لتحضير “الخضر” مستقبلا، خاصة أن المنتخب الوطني نجح في التحضير هناك قبل مواجهة مصر وعاد بالتأهل إلى المونديال. ---------------------------------- أنصار المولودية يتوافدون بكثرة من إنجلترا كان أنصار رائد ترتيب البطولة الوطنية مولودية الجزائر في الموعد مرة أخرى وأبوا إلا أن يسجلوا حضورهم بقوة إلى مقر إقامة المنتخب وإلى الملعب خلال مباراة أيرلندا سهرة أمس، والظاهر أن أغلبية أنصار المولودية قدموا من إنجلترا حيث يقيمون بقوة. بحثوا عن صايفي الذي لا زالوا يُحبونه كثيرا ويخطئ من يعتقد أن صايفي لم يعد يحظى بتلك القيمة التي كان يحظى بها في أواخر التسعينات، لأنّ “شناوة” المهجر لم ينسوه وظلّوا يبحثون عنه في “دبلن” كلّما قدموا لزيارة المنتخب في الفندق، وهو ما يعكس القيمة الكبيرة التي يحظى بها مدلل المولودية وصاحب الفضل الكبير على “العميد” عندما قاده إلى إحراز اللقب منذ 11 سنة. تفاجأوا لإبعاد زماموش وتمنّوا له حظا سعيدا كما بحث أنصار “العميد” في أيرلندا على الحارس زماموش قبل أن يبلغهم خبر إبعاده من طرف أعضاء الطاقم الفني بعدما وقع الإختيار على شاوشي، مبولحي وڤاواوي، وبالرغم من حسرتهم على إبعاده إلاّ أنهم تمنوا له حظا موفقا مع المولودية ومع المنتخب مستقبلا مادام شابا في مقتبل العمر وكل المستقبل أمامه. الأنصار من المسجد إلى الملعب رغم تعلّقهم بالمنتخب ورغبتهم في عدم تضييع أي دقيقة تجعلهم بعيدين عن أجواء “الخضر” إلا أن الأنصار لم يغفلوا واجباتهم الدينية وتوجهوا ظهر أمس إلى مسجد المدينة من أجل تأدية صلاة الجمعة، قبل أن يعودوا مجددا إلى المسجد ذاته لأداء صلاة العصر ومن هناك تنقلوا في مسيرة واحدة من المسجد (800 متر) إلى الملعب لمناصرة المنتخب الوطني في مسيرة طويلة ألوانها خضراء وحمراء وبيضاء وحناجر أصحابها جزائرية حرة.